أفلام

يقدم المخرجون أسماء جديدة إلى عالم السينما كل عام. وقد يبدو أن الممثلين والممثلات الصغار الموهوبين أكثر سطوعاً ولمعاناً من النجوم الأكبر سناً. لكن بعضاً من هؤلاء النجوم الكبار يرفعون سقف المنافسة مع أقرانهم لدرجة يصعب التفوق عليها، حتى بعد أن تجاوزوا سن الستين.

نجلس لمشاهدة فيلم ما، فنركز انتباهنا على الشخصيات والأحداث والحوار، دون إعارة اهتمام كبير لما يجري في محيطها وخلفياتها. ولهذا السبب يبدو أن قلة من الناس فقط يلاحظون التكرار الذي يحدث في مواقع التصوير وقطع الديكور وغيرها من الأشياء. وهذا بالمناسبة، يتكرر كثيراً ويثبت أن مبدعي الأفلام والمسلسلات يفكرون مثلنا تماماً ولسان حالهم يقول: “لماذا ننفق الأموال على شيء جديد بينما يمكننا إعادة تدوير القديم؟”.

انقضت 24 عاماً على عرض فيلم تيتانك، لكنه ما زال من بين الأفضل في التاريخ في قوائم الكثيرين. الجيل الذي شاهد تيتانك في سن المراهقة أو الطفولة صاروا الآن رجالاً ونساءً بالغين. وحتى سيرشا رونان وإيما ستون وتايلور سويفت ما زلن يشاهدن هذا الفيلم عدة مرات ويحببنه جداً.

قال لويس بي ماير، الشريك المؤسس في شركة إنتاج مترو غولدوين ماير (MGM): “نحن نصنع النجم؛ إذ يجري بناؤه من الصفر بكل عنايةٍ ودمٍ بارد”. وقد كان ذلك صحيحاً. إذ تمتعت شركة الإنتاج التي تصنع النجوم بسيطرةٍ كاملة على حياتهم؛ فقد كانت تُملي على الممثلين مظهرهم، وملبسهم، وسلوكهم، وكانت تتخذ القرارات المتعلقة بالعلاقات العاطفية للممثلين وحتى أفراد أسرهم. وقد أدت تلك الضغوطات أحياناً إلى مأساة؛ إذ حولت حياة الممثلين إلى مسرحٍ يؤثر بالسلب على اتزانهم النفسي.

قد يعتقد البعض أن تصميم الملابس لأعمال السيرة الذاتية على الشاشة مهمة سهلة، ولا تحتاج إلا إلى تقليد أزياء وملابس تلك الفترة. إلا أن صناعة أزياء معينة بنفس الدقة تحتاج إلى وقت وجهد أكثر بكثير من تصميم أزياء الشخصيات من الصفر. وذلك لأن المصمم يحتاج إلى تحليل صور الشخصية ودراسة الفترة التاريخية والعثور على الأنسجة والأقمشة والمجوهرات المناسبة.

قلة من الناس يذكرون اليوم ولو شيئاً واحداً عن قصة الطلاب مقاتلي مصاصي الدماء. لكن من الصعب إنكار حقيقة أن مسلسل (Buffy the Vampire Slayer) كان من أشهر المسلسلات في ذلك الوقت، بل وكانت شخصيات المسلسل قدوة للكثير من المراهقين في التسعينيات. وهذا ما سيجعل رؤية التغير الذي طرأ على مظهرهم بعد مرور كل هذه السنوات شيئاً ممتعاً.

كم من زوج ثنائي على شاشات التلفاز والسينما سُحرنا بالتناغم والانسجام بينهما، وظلت قصتهما الرومانسية محفورة في قلوبنا لسنوات عديدة! لكن الأفلام والمسلسلات تنتهي، ولا تسمح لنا برؤية كيف عاشا في هناء وسرور، وكيف سيبدو أبناؤهما (لو حظيا بأي أبناء بالتأكيد).

عندما يشاهد شخص فيلماً أو مسلسلاً لأول مرة، فإنه يستمتع بالسرد ويحاول ألا تفوته الحيل المحبوكة المهمة. وعند إعادة مشاهدة الفيلم بشكل سريع للمرة الثانية، آنذاك فقط يبدأ الأشخاص اليقظون في ملاحظة أدق التفاصيل في حركات الشخصيات وسكناتهم، مما يساعدهم على سبر أغوار خلفياتهم وفك خيوط الحبكة بشكل أفضل.

يمكن قراءة روايات هاري بوتر مرات ومرات بلا نهاية، إذ توجد الكثير من التفاصيل الخفية التي تكتشفها واحدة تلو الأخرى في كل مرة تقرأ فيها أحد الأجزاء. وحتى من قرأ الأجزاء كلها وشاهد سلسة الأفلام بالكامل، سيكتشف في كل إعادة إفادة.

ربما تعرضنا جميعاً للموقف الذي نضطر فيه أن نثبت لأحبائنا وأصدقائنا أن لون عينينا مختلف تماماً عما يعتقدونه. لينتهي المطاف بأصدقائنا المرتبكين وهم يحدقون في أعيننا لفترة طويلة ويتساءلون متى تحولت عيوننا إلى اللون الأخضر بعدما كانت زرقاء، ثم يقررون أننا نستخدم العدسات الملونة بدلاً من الاعتراف بخطئهم.

يصعب علينا تخيل أن الفيلم الأسطوري كزابلانكا Casablanca به خطأ جغرافي، لكن بالنظر إلى وقت إنتاج الفيلم، فإن هذا يبدو مفهوماً. أما حالياً مع وجود الإنترنت وسهولة الوصول للمعلومات بسرعة كبيرة، فإننا نميل للاعتقاد في أن صناع الأفلام يتحرون الدقة في كل التفاصيل التاريخية والجغرافية، لكنكم ستندهشون حين تعرفون أن هذا لا يحدث دائماً في الواقع.

وأنتم تشاهدون مسلسل صراع العروش، ربما خطرت لكم بعض الأسئلة حول الحبكة أو أزياء الشخصيات. كأن تحتارون على سبيل المثال، لماذا تغير لون ملابس دينيريس في بعض المشاهد؟ والجواب أن مصممي الأزياء قد استخدموا الألوان للتعبير عن المشاعر الكامنة في نفس الشخصية.

بدأ عرض مسلسل نظرية الانفجار العظيم The Big Bang Theory في عام 2007 وانتهى في عام 2019. ورغم من مرور 14 عاماً منذ العرض الأول، إلا أن مواقفه الكوميدية لا تزال مضحكة حتى اليوم، لأن المتاعب العلمية صيحة لا تبلى أبداً. ومن تفاصيل المسلسل المفاجئة عن الممثلين أنهم لم يتعاملوا مع أدوراهم في هذا العمل بجدية واحترافية تامة فحسب؛ بل تمكنوا كذلك من صنع مسيرات فنية مميزة انطلاقاً من هذا المسلسل.

تختلف طريقة تقديم كل فيلم أو مسلسل لأبطاله، فأحياناً تبدو شخصيةٌ في الخامسة عشرة وكأنها في الثلاثين، وقد تبدو شخصية في الأربعين وكأنها قد جاوزت مرحلة المراهقة للتو. وهذا ينطبق على مختلف الشخصيات التي نشاهدها في العديد من الأفلام والمسلسلات.

خلال عملية التصوير، تحدث بعض الأمور التي قد تجعل إنتاج فيلم واحد يتحول إلى عملية إنتاج لاثنين. يصور الأول أمام الكاميرات، بإخراج وسيناريو مكتوب، أما الثاني فتدور أحداثه في الكواليس. يعتبر هذا الأخير استثناء وأكثر خصوصية، يمكن أن يضاف كمشهد ختامي في الفيلم أو يحذف، أو يمكن أن يتحول إلى ذكرى خالدة بالنسبة لفريق التصوير.

لطالما كانت أفلام المراهقين بمثابة الجسر الذي يعبره العديد من الممثلين في مسيرتهم نحو النجاح، خاصة إذا كانت أدوارهم مؤثرة في أفلام شهيرة. وحتى بعد مرور الأعوام، وتقدم الممثلين في العمر مقارنة ببداياتهم الفنية، لم نتمكن من تخيل أشخاص مختلفين يؤدون أدوارهم الرائعة.

الإضاءة جاهزة، الكاميرا جاهزة، “أكشن”! ويبدأ فريق من المحترفين تصوير لقطة جديدة في الفيلم. ورغم الطاقم الكبير وتسليط مئات العيون على اللقطة، مازالت الأخطاء تحدث باستمرار. لكنك ستحتاج في معظم الأحيان إلى عين حادة الملاحظة ووقت فراغ كبير حتى تكتشف تلك الأخطاء.

ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي تماماً أثناء إنتاج الأفلام، وحتى أبرز المخرجين العظماء يرتكبون بعضها. عادةً، لا ينتبه المشاهدون إلى هذه الأخطاء، فتمرّ بين المَشاهِد مرور الكرام. لكن، عندما نجد أخطاء جسيمة في أفلام أُنتجت بميزانيات ضخمة، فإننا لا نستطيع التوقف عن التساؤل؛ لماذا لا يكون صناع السينما أكثر حرصاً واهتماماً بالتفاصيل.

الطريق إلى الشهرة ليس مفروشاً بالورود على الدوام. فإيمان المرء بإمكانياته وقدرته على تخطي الفشل من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في أي مجال، والتمثيل ليس استثناءً لتلك القاعدة. حتى الممثلون المشاهير والفائزون بالأوسكار كان عليهم التعامل مع رفض المخرجين والمنتجين لهم في بداية مسيراتهم، وكثيراً ما كانت الأبواب تُغلق أمامهم على الفور.

ازدادت شعبية الأبطال الخارقين هذه الأيام بشكل هائل، بسبب شركات الإنتاج التي قدمت لنا أفلاماً وقصصاً تدور حول قدراتهم المدهشة. ولا يرجع نجاح تلك الأفلام فقط إلى المؤثرات البصرية الحديثة المذهلة التي لم نكن نتخيلها في طفولتنا، وإنما أيضاً إلى طاقم العمل المثالي في عالم أفلام مارفل.