أمكنة

الاتصال بشبكة الإنترنت هو واحد من بين الأشياء التي لن يحرم منها أحد في كوريا الجنوبية، إذ يمكنك العثور على شبكة لا سلكية مجانية في أي مكان تذهب إليه وبسرعة تعد من بين الأفضل في العالم كله. الاختراعات التكنولوجية لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تبذل المطارات هناك مثلاً قصارى جهدها لمساعدة الناس على التنقل، كما يبدو أيضاً أن الناس لديهم إدمان كبير على الدجاج بجميع أشكاله.

يميل البشر إلى قبول إلى كل ما هو معروف ومألوف. نذهب إلى نفس الأماكن طوال الوقت، ونأكل نفس أنواع الطعام، ونستمتع بمشاهدة مناظر طبيعية متشابهة. ويجعلنا هذا ننسى أحياناً وجود ثقافات مختلفة عنا تماماً، ولهذا السبب، عندما نتعامل مع الأجانب، قد تبدو عاداتهم غريبة علينا ونجد صعوبة في التكيف معها. لكن الحقيقة هي أن كل شخص منا ينتمي إلى جزء صغير من هذا الكوكب، لذلك من المهم أن نفكر فيما وراء عاداتنا وتقاليدنا، وندرب أنفسنا على قبول الاختلاف وتفهمه.

عاصمة الضباب مدينة ساحرة ولا مراء في ذلك. من المعروف أنها تحتل المرتبة الأولى في قائمة المدن الأكثر جاذبية في العالم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اختزالها في مجرد حافلاتها الحمراء ذات الطابقين، وقصر باكنغهام، والعائلة الملكية...

تحيط الكثير من الأساطير بالدول الصغيرة. إذ يعتقد الكثيرون مثلاً أن جميع من يعيشون في موناكو مليونيرات، وأن القساوسة فقط هم من يعيشون في الفاتيكان. لكن الأساطير عادةً ما تحيط بالأشياء التي تثير الاهتمام. ويرجع سبب ذلك إلى أن الغالبية العظمى من الناس، ليست لديهم أدنى فكرة عن الحياة داخل دول يمكنك أن تجتازها سيراً على الأقدام في أقل من يوم.

إلى جانب القوانين التقليدية المألوفة في كل دولة، تسطر العديد من البلدان قواعد سلوك غير معلنة تبدو غريبة بالنسبة للأجانب، وهذا ينطبق أيضاً على ألمانيا. إذ توجد تفاصيل خاصة بالحياة في مجتمع الألمان، تبدو في نظرهم جد روتينية، ولكن السياح والمهاجرين يستغرقون الكثير من الوقت قبل فهمها والاعتياد عليها.

البلد المشهور بفريق آبا الغنائي، وبقطع الأثاث التي تجمّعها بنفسك، وبعديد الأشياء الأخرى، فيه كثير من التفاصيل الثقافية الشيقة. مثلاً، أهل السويد لديهم شيء ثقافي يسمى فيكا. الغرض من فيكا هو شرب القهوة والتواصل مع الناس وتناول كعك القرفة اللذيذ. بعض الحقائق عن السويد تجعلنا نظن أنها عالم آخر مواز، يفكر فيه الناس ويتعاملون مع العالم من حولهم على نحو مميز.

يوماً ما، كانت كل تلك الأماكن المهجورة مليئة بالحياة والناس، لكنها اليوم لا تضم غير القصص القديمة والذكريات المنسية. بين الزجاج المكسور، والطاولات المغطاة بالتراب، والحوائط التي يغطيها العفن، تحمل هذه الأماكن أيضاً سنيناً من القصص المثيرة والأساطير الغنية بالتفاصيل.

يمكن أن تعرف الكثير عن سكان بلد ما من زيارة أسواقهم ومجمعاتهم التجارية، مثل عاداتهم في الأكل والشرب، والسلع الرائجة التي يشترونها بكثرة، وكيف يكون سلوكهم وتعاملهم في الأماكن العامة. يمكنك معرفة مستوى الخدمة من موظفي المتجر، بينما تعرض الأرفف البضائع التي يمكن أن تخبرنا الكثير عن ثقافة البلد أفضل من أي موقع سياحي.

عند السفر والترحال في بلدان جديدة علينا، ننشغل بالنظر إلى المعالم السياحية والأماكن الشهيرة. ولكن بعيداً عن هذه الوجهات، هناك أشياء أخرى يمكن أن تثير إعجابنا، وإن كنا لا نتوقع عند تخطيط رحلاتنا أن تصبح هواتفنا مليئة بصور لمراحيض ومظلات أدهشتنا بسماتها المختلفة.

ترتبط الإمارات العربية المتحدة في أذهان الكثير من الناس بالشيوخ والشواطئ البيضاء والفنادق الفاخرة. ولكن لكل بلد جانبه الخفي، وفي بعض الأحيان، قد يكون من المثير للاهتمام رؤية بعض الأماكن الأخرى التي لا تذكرها كتب الدليل السياحي.

عندما نفكر في كوريا الجنوبية، تتبادر إلى أذهاننا 3 أشياء: الماكياج، والبرامج التلفزيونية، والطعام، ولكن هناك الكثير لنتعلمه عن الثقافة الغنية لهذا البلد الرائع الذي يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت التي تترك أفواهنا مفتوحة على اتساعها من الدهشة، ونتمنى أخذ طائرة مباشرة إلى هناك لعيش تلك التجارب بأنفسنا.

بدأت طريقة المعيشة الاسكندنافية بجذب الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، فجميعنا نرغب في التخلص من أكبر عدد ممكن من الأشياء غير الضرورية، وتنظيم مساحة المنزل بطريقة صحيحة، وعدم التسرع بملء أي فراغ. يرافق أسلوب الحياة هذا في الدنمارك والنرويج والسويد نهج خاص لتنظيف وترتيب المنزل. وأظهرت الدراسات التأثير المباشر للبيئة المنزلية على الحالة المزاجية للشخص: على سبيل المثال، يمكن لديكور المنزل الفوضوي أن يُشعر الإنسان بالتوتر.

اليابان بلد ذو ثقافة فريدة من نوعها، ويبدو أن سكان البلدان الأخرى عاجزون عن استيعاب ما يجري فيه بشكل كامل. وهذا ما تثبته العديد من الصور التي تنشر عبر الإنترنت كاشفة الستار عن نمط الحياة والتقاليد اليابانية. والتي بفضلها، يمكن للآخرين تعلم الكثير من الأشياء المجهولة عن بلاد الشمس المشرقة.

من المؤكد أن "ثور"، البطل الخارق من عالم مارفل، لن يختار مكاناً عادياً ليعيش به، بل سيختار بلداً فريداً حقاً تهب العواصف الثلجية على أرضه في شهر أبريل، وقد تصادفكم هياكل ضخمة للحيتان عندما تسبحون في مياهه. ياله من بلد مثير للاهتمام! مرحباً بكم في النرويج؛ حيث الضرائب المرتفعة والأسعار الباهظة والمشاهد الطبيعة الخلابة. يجب أن تفكروا في زيارتها في إحدى عطلاتكم.

تبذل بعض المدن الكثير من الأموال لتزيين المرافق العامة وتجديد المناظر الطبيعية الحضرية. ولا يقتصر الأمر على زيادة المساحات الخضراء فحسب، بل يمتدّ إلى إبداع منحوتات مبتكرة وهياكل مجسمة فريدة من نوعها. ومثل هذه الإصلاحات ضرورية جداً إذا أخذنا في الاعتبار حقيقة أن المدن الكبرى سوف تحتضن بحلول العام 2050 حوالي 68٪ من السكان. ولهذا، فكلما كانت مدننا أجمل وأكثر خضرة وإبداعاً، كانت نوعية الحياة أفضل لنا جميعاً.

يمتلك أغلبنا صورة واضحة عن الحياة في كندا. ملاعب هوكي في كافة أنحاء البلد ومقهى تيم هورتنز في كل ركن بدلاً من مقهى ستاربكس وشراب القيقب مع كل الوجبات، وحيوانات الرنة والأوز والطقس قارص البرودة (على عكس لطف الشعب الكندي وكرمه)، لكن كندا دولة مترامية الأطراف وشاسعة المساحة، وتحتل لقب ثاني أكبر دولة في العالم، لذلك، تقدّم هذه الدولة مجموعة واسعة من المناظر الطبيعية والتجارب الفريدة.

تختلف عادات وتقاليد استخدام المرحاض من بلد لآخر. فعلى سبيل المثال، إذا سافرت إلى كوريا، قد تدهشك أو تصدمك بعض الأمور، وحتى طريقة غسل الأيدي قد تجدها غير اعتيادية، فبدلاً من موزع الصابون التقليدي، قد ترى هناك جهازاً غريباً في بعض الحمامات العامة.

في حين أن أفضل شيء يمكننا فعله في منتزهات بلداننا هو الجلوس على المقاعد والاستمتاع بزقزقة العصافير، تسبقنا كوريا الجنوبية بخطوة. إذ لدى السكان مقاعد في المنتزهات العمومية تمكّنهم من شحن هواتفهم لاسلكياً. وإن سافرت يوماً إلى كوريا الجنوبية، ستتمكن من تمتيع ناظريك بغرف فنادق في شكل "كوب من حساء الرامن"، أو المقاهي بثيمات خيالية، أو حتى أقفال الأبواب التي تفتحها البصمات.

كثير من السياح وعشاق السفر في القرن الحادي والعشرين لا يهمهم فقط التمدد على الشطآن والإقامة في أفخم الفنادق والتنقل من مكان إلى مكان، لكنهم يضعون نصب أعينهم كذلك معرفة ثقافة سكان مختلف المناطق والبلدان. إذ يمكنك أن تتوقع دائماً اكتشاف معلومات جديدة ومثيرة للاهتمام، لا سيما إن كان المكان الذي تزوره هي دولة عريقة مثل اليابان.

عند الاطلاع على حياة اليابانيين، تشعر وكأن هذا البلد يعيش في المستقبل. يشتهر البلد الأسيوي بوجود النادل الآلي والقطارات السريعة، التي تصل سرعتها إلى 321 كيلومتراً في الساعة، لكن الأشياء الصغيرة التي تتسم بها الحياة اليومية لسكانها هي التي تجعل اليابان بلداً فريداً يختلف عن أي دولة أخرى في العالم. هذه الأشياء الصغيرة تتضمن أحواض غسل الأيدي المتصلة بالمراحيض لترشيد المياه، وهوس اليابانيين بارتداء النظارات، وغيرها من المعلومات المذهلة عن أرض الشمس المشرقة، والتي ستوقد حماسك لزيارته يوماً ما.