أفلام

في الكثير من الأحيان، ننجذب إلى أشرار الأفلام أكثر من الأبطال الذين يفترض أنهم يمثلون الجانب الخير. ولعلماء النفس تفسير واضح لهذا: فعند التعلق بشخصية سلبية، يحصل المشاهد على فرصة لاستكشاف جوانبها المظلمة دون الحاجة لاختبار هذا في الواقع. كما أنه من الصعب مقاومة مثل هذا الإغراء، عندما يتعلق الأمر بالأشرار، وخاصة حين يميل مخرجو الأفلام إلى دعوة “الفتيات الجميلات” لأداء هذه الأدوار.

يحفل سجل السينما والتلفزيون بأسماء الممثلين الذين شاركوا في بعض الأعمال مع والديهم أو أبنائهم، ما يجعل بعض العلاقات العائلية التي تصور على الشاشة تقدم بأداء مقنع، لأنها موجودة في الواقع. قد يبدو التمثيل إلى جوار أخ أو أب مهمة صعبة، ولكن العديد من المشاهير الواردة أسماؤهم في هذه القائمة، أثبتوا أنهم قادرون على الفصل بين حياتهم الشخصية وبين الدور الخيالي الذي يتقمصونه، فلا ينتبه الجمهور البتة إلى أي جانب من جوانب العلاقات الواقعية التي تجمعهم.

عند إنتاج فيلم يستند إلى أحداث حقيقية، يحرص طاقم الإعداد على إجراء مراجعة شاملة للحقائق، لجعل عملهم الفني أقرب ما يكون إلى الواقع. ومع ذلك، يتم تغيير بعض التفاصيل في بعض الأحيان، فلا يتعرف المشاهدون ـ على سبيل المثال ـ على الاسم الحقيقي لبطل الفيلم أو كم كان عمره حين جرت أحداثه الواقعية.

ليس كل الممثلين مستعدين لإجراء تغييرات جذرية في مظهرهم عند أداء دور جديد. لكن الذين يقعون في حبال حب أدوارهم، قد يفعلون أي شيء لكي يقدموا شخصيات حقيقية تُقنع المشاهدين بسهولة. في بعض الأحيان، يكون تغيير المظهر هائلاً، حتى يكاد يكون من المستحيل التعرف على الممثلين خلف طبقات المكياج المتراكمة.

لا تزال ملحمة Twilight تحظى بقاعدة كبيرة من المعجبين. وعلى الرغم من أن الفيلم الأخير صدر عام 2012، أي منذ 10 سنوات، إلا أنه لا يزال يجذب الكثير من المشاهدين الذين يتابعون جميع أحداثه بحماس وانبهار، كما لو أنهم يشاهدونه لأول مرة.

تشير إحصائيات أجريت في الولايات المتحدة إلى أن الشخص العادي يقضي أكثر من 4 ساعات في مشاهدة التلفزيون يومياً، لذا لا عجب أن نقع في حب ممثلي السينما ونتعاطف معهم كثيراً. ومن المحتمل أن يعجب الكثيرون منا بالثنائيات الرومانسية ويتمنون رؤية الأزواج المفضلين لديهم على الشاشة يتغلبون على جميع العقبات التي يصادفونها في الحياة، ويتمكنون من الزواج وإنجاب الأطفال.

مرت 20 سنة على إصدار أول جزء من سلسلة هاري بوتر Harry Potter. وخلال هذه الفترة، أصبحت شخصيات عالم السحر قريبة جداً منا. قد نعيد مرات ومرات مشاهدة بعض مقاطعنا المفضلة للبحث واستكشاف بعض التفاصيل الجديدة بالنسبة لنا في كل مرة، فعلى سبيل المثال، هل كنت تهتم بتفاصيل أزياء الشخصيات من قبل؟ فقد جعل مصممو الأزياء الملابس أداة للتواصل، حيث قاموا بإرسال عدة رسائل لنا عن الشخصيات والحبكة من خلالها.

تابعنا في التسعينيات الكثير من الأفلام والمسلسلات والأغاني التي كانت تعج بالشباب الوسماء. هل تتذكرون جود لو أو روبي ويليامز؟ لقد ساعدتهما تلك الخلطة المميزة التي تجمع بين الكاريزما والموهبة، كما ساعدت غيرهما من نجوم هذه المقالة، على اكتساب شعبية كبيرة حول العالم.

في الأعمال الفنية المهمة، يركز العديد من المختصين على مظهر كل شخصية، لا سيّما التاريخية منها، إذ يحرصون على أن تكون الملابس مناسبة للعصر الذي تدور فيه الأحداث. لكنهم يقعون في الأخطاء أحياناً، حتى لو كانوا محترفين. وأحياناً حتى بعد اكتشافها، يتغافل صناع الأفلام عن بعض الأخطاء الصغيرة، آملين ألا يتنبه إليها أحد.

من الصعب تصديق أن 20 سنة مرت على إصدار أول فيلم من أفلام هاري بوتر. وخلال هذه السنوات، يبدو أننا اكتسبنا زاداً من المعلومات عن هذا العالم السحري يسمح لنا بأن نعتبر أنفسنا معجبين حقيقيين. لكن المؤلفة، جوان رولينغ، مازالت تفاجئنا بالمزيد من التفاصيل حول حياة الشخصيات التي أحببناها كثيراً.

عندما يرتبط وجه الممثل ببطل خارق معين، يصعب تخيل استبداله بأي ممثل آخر. على سبيل المثال، ارتبط روبرت داوني جونيور في مخيلتنا بشخصية الرجل الحديدي، وارتبط هيو جاكمان بشخصية وولفرين. لكن، لا شك أن الأبطال الخارقين مثلهم مثل أي شخصيات “عامة” أخرى، كان من الممكن أن يؤدي أدوارهم ممثلون آخرون.

قد نتفاجأ بأن بعض الممثلين والممثلات لا تجمعهم علاقة مهنية فقط، ولكن قرابة دم أيضاً. وغالباً، لا يتفطن إلى هذه المعلومات سوى أكثر المعجبين وفاءً وحباً لنجومهم. على سبيل المثال، من منا كان يعلم أن لتوم كروز شقيق كان قد شاركه التمثيل في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية؟

أصبحت الأفلام الشهيرة علامات بارزة في تاريخ صناعة السينما، مثل تيرميناتور The Terminator، والعودة إلى المستقبل Back to the Future، وإنديانا جونز Indiana Jones، وغيرها. وبينما نتذكر أبطال هذه الأفلام وهم في ريعان الشباب، فإننا قد نذهل حين نرى كيف تغيرت أشكالهم بعد عقود من الزمان.

يصعب أحياناً تصديق أن بعض الممثلين والممثلات المشاهير قد أدوا أول أدوارهم منذ 10 أو 20 أو 30 أو حتى 40 سنة. ورغم مرور كل هذا الوقت، إلا أنهم ما زالوا في أَوج شعبيتهم ولديهم الكثير من المعجبين.

من نوادر عالم السينما، أن جون ترافولتا رفض دور البطولة في فيلم "فورست غامب"، وأن جاك نيكلسون قال إنه لا يستطيع لعب دور رجل صقلي دون أن يكون في الواقع واحداً من الصقليين، فكان آل باتشينو هو الذي حصل على دور مايكل كورليوني. لقد تمكن هؤلاء الممثلون من الظهور في العديد من الأفلام التي جلبت لهم النجاح والشهرة، غير أنهم عاشوا أيضاً في بعض الأحيان تجارب رفض أدوار مميزة، كانت لتخدم آمالهم في الحصول على مسيرة مهنية أكثر إشراقاً ونجاحاً.

صدر آخر فيلم من أفلام هاري بوتر قبل 10 سنوات، لكن العديد من المعجبين ما زالوا غير مستعدين لوداع شخصياتهم المحبوبة. لذلك، يبذلون كل ما في وسعهم لمعرفة ما الذي حدث لعالم السحرة بعد هزيمة فولدمورت، بينما يحاول أناس آخرون التنقيب عن أخطاء وردت سهواً في تلك القصص.

ربما تعلمون أن الأفلام الرومانسية كانت شائعة للغاية في فترتي الثمانينيات والتسعينيات، وما زلنا تذكر عناوين الكثير منها. كانت هذه الأفلام بمثابة البداية للعديد من النجمات، مثل جوليا روبرتس، وصوفي مارسو، ووينونا رايدر. وهناك العديد من الأسماء في قائمة النساء الجميلات اللاتي بدأن مسيراتهن بالأفلام الرومانسية الكوميدية.

حينما نعيد مشاهدة الأفلام القديمة مراراً وتكراراً، لا نفكر أبداً أن مظهر أبطالها قد سرى عليه حكم الزمن وتغير كثيراً اليوم. حتى إننا قد نراهم في العديد من الأفلام الأخرى، لكننا قد لا نخمن أنهم النجوم أنفسهم الذين كنا من أشد معجبيهم في السابق.

يتطلب عمل الممثل الكثير من التحضير والتدريب والتفاني، وينجح بعض النجوم في تقديم أفضل ما لديهم، حتى أنهم منحوا الشخصية جزءاً من أرواحهم، فينتهي بنا الأمر إلى ربطهم بشخصية معينة طوال حياتهم المهنية. لكن، مثلاً، من كان يتخيل أن الممثل الذي لعب دور سيريوس بلاك الذي لا يُنسى في هاري بوتر، هو نفسه من تقمص شخصية الكونت دراكولا؟ أو أن بطل فيلم “الصبيان لا يبكون” Boys Don’t Cry هو نفسه الملاكم المذهل في فيلم “فتاة المليون دولار” Million Dollar Baby؟

من الصعب أن نتخيل أفلام توايلايت Twilight بممثلين آخرين. ويبدو مستحيلاً أن نتصور ثنائياً آخر يؤدي دوري إدوارد وبيلا بخلاف روبرت باتنسون وكريستين ستيورات. لكن أفلام توايلايت كان من الوارد أن يمثل فيها طاقم ممثلين مختلف تماماً يشتمل على أسماء مثل جنيفر لورانس وهنري كافيل وتشانينغ تيتوم.