مثير للفضول

كثيراً ما تشكّل الأشياء ذكريات لنوادر غريبة أو مرحة أو عاطفية، لدرجة أن ثوباً أو معطفاً أو حتى زوج أحذية يمكنه أن يذكّرنا بلحظات مميزة، مما يمنح هذه القطعة الجماد معنى خاصاً.

الأحداث المؤسفة غير المتوقعة قطعاً لا تنسى بسهولة، لا سيما إن كنت ضحية لهجوم من طيور النورس أو تعرضت لمحاولة سرقة نظارتك من قبل أحد القرود. الأكيد أننا لا نعلم متى ستحدث الكارثة فيفسد النهار، سواء كان الأمر مرتبطاً بسقطة في وقت سيئ أو اختطاف الطعام من بين يديك. لكن الصور مثالية التوقيت، يمكنها بالطبع الحفاظ على هذه الذكريات للأبد، ورسم ابتسامة كبيرة على وجوه الناس.

أحياناً يمارس العالم علينا بعض الحيل الغريبة ليرينا كم هو مليء بالمفاجآت. التقط الناس بعض اللحظات الرائعة حقاً بعدسة الكاميرا، وأردنا مشاركتها معكم لتشاهدوا السحر في العالم. ليس من السهل دائماً تصديق عينيك عندما ترى شيئاً غريباً ونادراً جداً، بغض النظر عن وقت نظرك إليه.

تمثل الأغراض القيّمة القديمة التي نحتفظ بها، تذكرة مجانية لرحلات ممتعة تعود بنا إلى الماضي الجميل. وكلما زادت عنايتك بهذه الأغراض بشكل جيد، كلما زادت قمتها وأصبحت لا تقدر بثمن. انظر على سبيل المثال، إلى ذلك الفستان المذهل من العصر الإدواردي، أو الكاميرا التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي ورثها أحدهم عن جده الأكبر... الكثير من الناس يحبون عرض هذه الأشياء النادرة والثمينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر يسعدنا بطبيعة الحال.

تحوم كثير من النظريات عن الوجود وماهيّته وبدايته ونهايته. من بين هذه النظريات واحدة تسمى "فرضية المحاكاة“، والتي تقول إن لا شيء مما نراه حقيقي، أو ليس “حقيقياً” بالمعنى الذي نتخيله للكلمة. تقترح النظرية أن كل شيء عبارة عن وهم. ربما يبدو لك هذا جنونياً، لكن أحياناً تحدث بعض الأمور التي تجعلنا نشك في ما حولنا.

في طفولتنا، أردنا أن نكبر سريعاً حتى لا نضطر إلى الذهاب إلى المدرسة. لكننا الآن بعد أن أصبحنا بالغين، لا يمكننا إنكار افتقادنا لهذه المرحلة كثيراً. في ذلك الوقت، بدت الحياة أبسط حالاً، دون الكثير من الالتزامات والتعقيدات. لكننا الآن نفتقد أصدقائنا، والوجبات الخفيفة المباعة في أكشاك الحلوى، والمعلمين والأساتذة، وشراء اللوازم المدرسية.

على الرغم من أن الطبيعة هي أمنا الثانية، إلا أن حيلها ومقالبها تذكرنا بألعاب إخوتنا. عندما لا تكون الطبيعة في حالة مزاجية جيدة، احذروا مما تستطيع فعله! وبالمثل، إذا شعرتم بالملل، فاستعدوا لمشاهدة بعض الأشياء الغريبة. تحب الطبيعة الأم ممارسة الألعاب على العالم من حولنا عندما تشعر بالملل، وأحياناً تبالغ أكثر من اللازم.

تخيل لو استيقظت ليلاً في غرفة نومك، وما زلت تشعر بالنعاس الشديد، لتبدأ البحث عن كوب الماء الذي تركته بجانبك قبل الذهاب إلى الفراش. وعندما تتمكن أخيراً من فتح عينيك، تقفز من الخوف من منظر سترة نسيتها معلقة على كرسيك، تبدو كظل بشري. من المحتمل أنك لا تزال بين اليقظة والنوم، لذا فأنت غير متأكد مما إذا كنت في حلم أو بالأحرى، كابوس. في بعض الأحيان، يسمح لنا التصوير بالتقاط أوهام بصرية غريبة مماثلة تبدو حقيقية للغاية، وتجعلنا نشك فيما إذا كنا مستيقظين أو نائمين.

في معظم الأحيان، يمكن لزاوية التصوير الصحيحة ضمان الحصول على صورة جيدة، ولكن في مرات نادرة ينتهي بنا المطاف بالتقاط صور غير قابلة للتفسير لتتركنا في حيرة من أمرنا وبحالة من الصدمة. عادة ما تحدث هذه اللقطات النادرة عندما يتزامن منظور محدد مع التوقيت المثالي، ما يؤدي إلى تغيير الصورة بالكامل لتتخذ شكلاً جديداً تماماً.

نحن نعتقد أنك إذا أردت فعل شيء ما، فعليك أن تتقنه بقدر استطاعتك. ولكن بعض الناس لا يأبهون لإنجاز أعمالهم بالطريقة الصحيحة، فهم يفسدون كل شيء، ثم يتركوننا مضطرين للتعايش مع نتائج أعمالهم.

سواء كانت ضفدعة تشبه الطحالب أو نباتات وارفة تشبه الفيل، فحين تتحدث عن الطبيعة، لا يمكنك دوماً أن تكون واثقاً بنسبة 100% مما تنظر إليه. أحياناً تحب الكائنات الحية أن تبدع وتتنكر في أشكال لا يمكن لأعيننا تخمينها من أول مرة.

من منا لا يعتمد في حياته على علامات الإرشاد في الشارع، أو التعليمات المرفقة بمختلف أنواع المنتجات؟ لكن ماذا لو كانت هذه الأشياء حين نراها لا تضيف سوى مزيداً من الإرباك بدلاً من مساعدتنا؟ وسواء كانت مجرد صور غريبة أو تعليمات مضللة، فإنها تشبه في كثير من الأحيان الألغاز التي تتطلب الكثير من الجهد لحلها.

لست في حاجة إلى مئات اللقطات للحصول على صورة رائعة، فما عليك سوى التقاط واحدة فقط، ولكن في توقيت مثالي. مثل هذه الصور قد تجعل أخاً يستمتع بالسباحة يبدو وكأنه شخصية من فيلم خيالي وتمنح كعكة عادية مظهراً غير متوقع يجعلها مطابقة لسطح منضدة المطبخ. وفي مثل هذه الحالات، من المرجح أن تضع يديك على صورة لا تتكرر!

في جميع أنحاء العالم، يكرّس العديد من الفنانين والمصممين أنفسهم وخيالهم بالكامل، لابتكار المزيد من المنتجات المميزة. وليس بالضرورة أن تكون أعمالاً فنية أو أزياء راقية لا نشاهدها إلا في المعارض أو على صفحات المجلات، ففي بعض الأحيان، يطال إبداعهم حتى الأشياء الأكثر تداولاً بين الناس، مثل سقيفة متجر تنبض بالخيال أو علامة تحذير على شكل قشرة موز.

تذكري آخر مرة رأيت فيها حذاءً مذهلاً ترتديه إحدى النجمات، وأردت شراءه بشكل ضروري وضمّه إلى خزانة ملابسك، ولكنك لم تتمكني من العثور عليه على شبكة الإنترنت. يبدو أننا وجدنا تطبيقاً سيحل هذه المشكلة إلى الأبد.

من سوء الحظ أننا نضطر للتعامل مع الخدمة السيئة بمعدل أعلى بكثير من الخدمة الجيدة. لا يوجد ما هو استثنائي في الطعام الرديء، أو عدم الاحترام، أو تعامل الموظفين على نحو غير مهذب، أو الإعلانات الخادعة. لكن من غير المعتاد أن نرى العاملين في أحد الأماكن مهذبين للغاية أو أن الشركة تبدي اهتماماً فوق العادة بعملائها.

يختلف العالم تماماً حين تنظر إليه بعين مدققة. سواء كنا نتحدث عن مسمار صدئ هو بذرة في الواقع أو كلب يتماهى مع السجادة، أحياناً تحتاج لبعض الوقت لاستيعاب الأمر وفهم ما يحدث، وتصبح الحياة أكثر إثارة بسبب هذا.

عندما تمر بمخبز وتذكرك رائحة لفائف القرفة الطازجةl بالوقت الذي قضيته مع جدتك عندما كنت طفلاً، أو عندما تكون وسط حشد من الناس وفجأة تشم عطراً كالذي تضعه أمك، فتتملكك رغبة قوية في إخراج هاتفك والاتصال بها على الفور... عجيب حقاً كيف يمكن للروائح أن تعيد الذكريات بوضوح شديد وتبعث فينا المشاعر الجياشة، والأعجب أن هناك تفسيراً علمياً حقيقياً وراء ذلك.

يمكنك تغيير منزلك للأفضل بمجرد لمسة بسيطة. فباستطاعة أداة صغيرة أن تمنع إلى الأبد حوض الحمام من الانسداد؛ ويشجع موزع معجون أسنان خاص طفلك على غسل أسنانه، كما يمكنك إنقاذ نباتاتك من الموت بمساعدة أداة بسيطة للغاية.

يمكن لعمليات التنظيف أن تصنع المعجزات: تغسل البعض وتمسح البعض الآخر، لتبدو أغراضك المفضلة بمظهر متألق كالجديدة. لكن انتبه: يُقال إن الناس ينخرطون بهذه الأنشطة لدرجة أنه يجدون أنفسهم يقومون بتنظيف أغراض جيرانهم، بعد الانتهاء من تنظيف أغراضهم، بشكل عفوي.