التصوير الفوتوغرافي

جي إم بي أكاش GMB Akash هو مصور فوتوغرافي موهوب من بنغلاديش حائز على جوائز عديدة. ودوام أكاش منذ سنوات على التقاط صور للتوعية بالعديد من القضايا المزمنة في وطنه، كعمالة الأطفال على سبيل المثال. وقد تمكن من تطوير مشروعه ونقله إلى مستوى آخر، من خلال مساعدة هؤلاء الأطفال على التوقف عن العمل الاضطراري في سن مبكرة والالتحاق بمقاعد الدراسة، بمجرد حصوله على موافقة أهاليهم وعلى نفقته الخاصة. يسعدنا اليوم في الجانب المشرق أن نشارك معكم صوراً مقارنة لعدد من هؤلاء الأطفال ممن تغيرت حياتهم إلى الأفضل، من خلال التشكيلة التالية.

قد يقضي طلبة معاهد الفنون شهوراً وسنوات في دراسة تقنيات التصوير باستخدام الجلاء والقتمة أو ما يسمى بالإيطالية بـ chiaroscuro، بالإضافة إلى تعلم فن التراكيب البصرية وفهم طريقة عمل الكاميرات... بينما لا يتطلب الأمر من آخرين سوى ضغطة زر عشوائية للحصول على تحف فورية رائعة تماثل أشهر اللوحات الفنية. بل إن من هؤلاء المحظوظين من ينجح في تحويل فوضى مائدة الطعام الاعتيادية إلى صور بديعة واستثنائية.

تلتقط المصورة سيما ليبوفيتسكي البراءة العذبة للأطفال الرضع حديثي الولادة خلال نومهم بسلام. وتستخدم الأزياء والأدوات المناسبة لتلتقط صوراً للأطفال في أماكن رائعة، فتشعر الناظر بأنهم بتلات ورد لفرط جمالهم ورقتهم.

في القصص الخرافية، نجد شتى أنواع المخلوقات الساحرة والجميلة، بما في ذلك البشر. ومصورة الحكايات الخيالية “بيلا كوتاك” التي تعيش وتعمل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تودّ من خلال أعمالها أن نتدبر الجمال ونطلق العنان لمخيلتنا. تذكرنا صورها المليئة بالمعاني أن لكل وجه أسراره الخاصة.

بينما تحتل بنغلاديش المرتبة الثامنة في قائمة الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، فإن مساحتها بالكاد تعادل1/10 فقط من حجم ولاية ألاسكا. ووسط ثقافتها العريقة ذات الجذور العميقة، والحياة البرية الفريدة التي تميزها، قررت مصورة الشوارع موعائشة صديقي أن تطلع العالم بأسره على جمال بنغلاديش الكامن، عبر ملامح سكانها الرائعين.

هناك مثل إيطالي يقول: “إذا لم تسر الأمور كما يجب، اتصل بجدتك”. وقد دأبت المصورة والمعلمة سوجاتا سيتيا Sujata Setia، المقيمة في لندن، على إثبات صحة هذا المثل في صورها الدافئة، لتبين لنا جميعاً أن حب الجدة لأحفادها لا يماثله حبّ.

جاب المصور الفرنسي ريهان Réhahn أكثر من 35 دولة حول العالم، كانت من بينها فيتنام. ومنذ أن وطئت قدماه أرضها، تحولت زيارته الاستكشافية لمجرد التعرف على مجتمع وثقافة جديدة، إلى عشق ورحلات طويلة استمرت طوال عقد كامل. حتى إنه قد أنشأ مشروع ألبوم صور، يوثق “للروح” الحقيقية للفيتناميين أثناء حياتهم اليومية.

سافر المصور والمخرج البرتغالي برونو بيدرو Bruno Pedro في شتى أنحاء أفريقيا، لكنه وقع في حب موزمبيق. وقد سطر لنفسه هدفاً لا يقتصر على المهام التقليدية المتمثلة في التعريف بمعالمها ومواردها الطبيعية والسياحية فقط، بل يمتد ليعرف بسكانها وما يميز طريقة عيشهم. وقد أثبت ذلك في صوره التي نشرها للعالم، والتي تظهر الطاقة الإيجابية المتدفقة بين أفراد شعب موزنبيق.

ماسيمو بييتي Massimo Bietti هو مصور إيطالي يسافر حول العالم ليوثق لحظات من حياة الأطفال، حيث قام بزيارة أطفال في الهند وروسيا والنرويج والعديد من البلدان الأخرى. ويعيش بعض هؤلاء الأطفال في مناطق نائية ومعزولة للغاية، وكل صورة تعطينا لمحة عن نمط حياتهم.

يحب المصور كريستوف فان ديوال وزوجته إيزابيل استكشاف الأماكن المهجورة. يعترف كريستوف بأنه يختبر أحاسيس يصعب وصفها عندما يدرك أن الحاضر حالة مؤقتة ومارقة، وأن الاضمحلال والتلاشي يطال كل شيء، أو عندما يسمع الأصوات التي تكسر الصمت المقيم . ولكنه في الوقت نفسه، يحاول الحفاظ على سرية الأماكن التي يلتقط فيها صوره من أجل حمايتها.

يحرص المصور البريطاني توماس نايتس Thomas Knights على توثيق تلك الوسامة الاستثنائية التي يتميز بها الرجال الصُهْب. وقد بدأ مشروعاً لتصوير هذه الفئة من الذكور، فيما يعد أيضاً حملة مناهضة للتنمر، لتغيير الصورة النمطية للرجال ذوي الشعر الأحمر. ولم تتوقف نتائج هذه الصور عند مساعدة الناس على حسن تقبلهم فحسب، بل استخدمها أيضاً لجمع أموال لفائدة عدد من المشاريع الخيرية.

يظل السفر عبر الزمن مستحيلاً، إذ لم نخترع بعد آلات كالتي نراها في أفلام الخيال العلمي. ولكن بينما ننتظر قيام العلماء ببنائها، يمكننا إعادة إنشاء صور طفولتنا القديمة، وملاحظة الفروق التي حدث مع مرور الزمن. قام بعض مستخدمي الإنترنت بمشاركة صورهم القديمة القريبة إلى قلوبهم، مع صور جديدة مكررة عنها. في بعض الحالات، نرى أصحاب الصور يرتدون نفس الملابس بالضبط ويعيدون تمثيلها، مما يجعل النتيجة النهائية ممتعة فعلاً وتنضح بالمشاعر.

يؤمن عبد الله أيدمير Abdullah Aydemir وهو مصور فوتوغرافي يقيم في إسطنبول، أن الكون بأكمله يمكن اختصاره في عيون الأطفال. لذلك يسعي لالتقاط صور تسحرك بمجرد رؤيتها، لما فيها من جمال رائع وخيالي للأطفال الذين يقابلهم في الشوارع، يجعلنا عاجزين عن إبعاد أعيننا عن هذه العيون المذهلة.

يتمتع الشتاء بقوة سحرية يمكنها تحويل أكثر المناظر الطبيعية مللاً إلى مشهد من القصص الخيالية. يتجلى ذلك في ألوان السماء التي تنعكس على الثلج، وظلمة الليل التي تتباين مع المناظر الطبيعية المغطاة باللون الأبيض، مما يجعل كل منظر طبيعي متجمد على حدة، صورة مثالية تصلح خلفية رائعة لحاسوبك.

من المثير فعلاً كيف أن صورة واحدة يمكنها أخذنا في رحلة من العواطف والمشاعر المتأججة، بما يفوق ما نحسّ به تحت تأثير الكتب والأفلام المشوّقة والمتقنة.

يختلف حب كبار السن عن حب الشباب الرومانسيين: فالحب بين المسنين يركز أكثر على الاستمتاع باللحظة ودعم بعضهم البعض في كل لحظة. ولهذا قررت المصورة المقيمة في لندن، سوجاتا سيتيا Sujata Setia، أن تبرهن على هذه النظرية من خلال مشروع تصوير رائع للأزواج المسنين، وتشبه صورها إلى حد كبير، لوحات عصر النهضة في جمالها ومستوى إبداعها.

يحاول مؤلفو كتب وقصص الخيال العلمي تصور أشكال مخلوقات غريبة تدهش مخيلة القارئ. لكن لا حاجة أحياناً لقضاء ليالي وأيام طوال لتصميم أشكال تلك المخلوقات، لأن الغرائب موجودة بالفعل في عالمنا وتعيش فيه، وما عليك سوى النظر من حولك لتدرك ذلك.

تخيلوا عالماً يحييك فيه كل من تلقاه بابتسامة. يمنحنا جاي واينشتاين المصور والمرشد السياحي الأسترالي، لمحة عم سيكون عليه هذا العالم في مشروعه الذي يحمل عنوان: “So I Asked Them to Smile”. ما بدأ بصورة خجولة في 2013، كبر واستوى ليتفتح من خلال ألبوم صور واسع يجسد التحوّلات التي تنشأ عن تموج بسيط نرسمه على الشفاه!

إنه يرى وجوهاً وتنبؤات مستقبلية في صور للطبيعة، تلك هي فلسفة الفنان الباريسي الرقمي فابيان بارو Fabien Barrau. وتتميز أعمال هذا المبدع بكونها حالمة وذكية وتحمل دلالات عميقة. يعمل فابيان أثناء النهار في مجال الدعاية للعلامات التجارية الكبرى، وبعد انتهاء دوامه في المساء، يصنع أعمالًا مذهلة بمساعدة طائرة بدون طيار وبرنامج فوتوشوب. ولا يكتفي بإبداع أعمال فنية مبهرة، لكنه يحاول أيضاً توجيه انتباهنا إلى مشاكل حقيقية، إن فنه قادر على تغيير تصورنا للعالم من حولنا.

لا يحظى الجميع بفرصة العيش في مدينة مذهلة تجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم، والمحظوظين بحق هم الذين يمتلكون منزلاً في أحد شوارعها الجميلة. إننا في الجانب المشرق معجبون للغاية بهذه التحف المعمارية النابضة بألوان الحياة المختلفة، ولا يمكننا تحديد أي منها أروع من الآخر. إذا أتيحت لك فرصة الاختيار، وحتما ستحتار، ففي أي شارع من الشوارع التالية تفضل العيش؟ فكر ملياً، وبعد انتهائك من القراءة، أخبرنا بذلك في قسم التعليقات أسفل المقالة!