التصوير الفوتوغرافي

بقدر افتقادنا للحظات الطفولة التي لا تنسى، وإدراكنا التام للأحاسيس التي اجتاحت أبا العتاهية لما ردد “فيا ليت الشباب يعود يوماً...” إلا أننا موقنون بأن قطار الزمن لا يسير للوراء. ومع ذلك وجد بعض مستخدمي الإنترنت طريقة لاسترجاع أيام الطفولة، عن طريق إعادة تمثيل بعض صورهم القديمة. حتى إنهم حرصوا على الحصول على ملابس مشابهة، والذهاب إلى نفس الأماكن، ليجعلوها متطابقة قدر الإمكان.

إنه لأمر مدهش كيف يمكن للصور أن تثير في أعماقنا الذكريات والعواطف، وهذا ما تفعله الألبومات العائلية القديمة بالضبط. فمتابعة رحلة الحياة منذ أول لقاء بين الأب والأم في شبابهما، حتى وقت ولادة الأطفال ونشأتهم، دائماً ما ترسم ابتسامات السعادة على شفاهنا، سواء أكانت صورنا أو صور أشخاص آخرين.

نشرنا قبل فترة مقالاً عن الجمال الفريد الذي تمتع به أشخاص عاشوا في الأجيال السابقة، وعرضنا صوراً لهم كأمثلة على جاذبيتهم. ولكن لأن معظم تلك الصور كانت للنساء، فقد رأينا أن ذلك غير منصف في حق الرجال، لذا قررنا أن نقدّم مقالاً منفصلاً يخصهم.

ربما تتفق معنا في فكرة أن الصور من العقود السابقة تتمتع ببعض السحر. هذه حقيقة، ففي الماضي كانت الصور تقريباً مثل الكنوز، وكان الناس يستعدون لها بكل طاقتهم: فيختارون الملابس المناسبة، ويصففون شعرهم، ويفكرون في الوضعيات المثالية، ونتيجة لذلك، تصبح صورهم تحفاً صغيرة. لكن ليس ذلك كل ما في الأمر، فالأشخاص في هذه الصور لديهم نظرة خاصة جداً.

مشاهدة الصور القديمة ممتعة لسببين: أولهما أنه من المثير أن ترى أنماط الحياة التي عاشها الناس قبل عقود من ميلادك. وثانيهما لسحر وفتنة الصور العتيقة! الأزياء الأنيقة، والإكسسوارات اللطيفة، والوجوه الجميلة، والأوضاع اللائقة للسيدات الموجودات في الصور تجعلنا نحسدهن، لكنهنّ يلهمننا كذلك. حان الوقت لرؤية هذه الصور كإلهام لنا لصور إنستغرام التي سنتركها ليراها أسلافنا بعد سنين.

هناك حوالي 95 مليون صورة وفيديو يشاركها الناس على تطبيق إنستغرام كل يوم. قد يبدو من الصعب العثور على تحف حقيقية من بينها، لكن الموهبة الأصيلة ستنبثق لتصل إلى الناس حتماً. وهذا ما أثبته المصور الإسباني المبدع جوردي كواليت Jordi Koalitic، الذي قرر أن يشارك مع متابعيه الأدوات التي يستخدمها لالتقاط صور تلقى إعجاب الآلاف من الأشخاص، ونحن مندهشون من أنه في بعض الأحيان، كل ما تحتاجه هو علبة معكرونة أو إطار صورة.

مصورة روسية تعيش في سانت بطرسبرغ وجدت طريقة للجمع بين جمال الطبيعة وجمال أبطال صورها. وقد تمكنت ألكساندرا بوخكاريفا بفضل مقاربتها هذه أعمالاً فنية مدهشة سمتها التميز والفخامة. وتمكنت بصورها أن تلامس قلوب ما يقارب 71 ألف متابع على حسابها على إنستغرام، ونحن بلا شك من بينهم.

بعض الزهور الاصطناعية، والقصدير الذهبي، أو حوض سباحة قابل للنفخ.. هذا ما يلزمك لتجهيز أستوديو تصوير في المنزل، لا أفضل ولا أسوأ من أستوديوهات وكالات عرض الأزياء. تتمثل مزايا عالم اليوم في أنه يستحيل رؤية الفرق، حيث يمكن للجميع الظهور كمحترفين، ببعض التفكير خارج الصندوق! مثل خبيرة إنستغرام كيمبرلي دوغلاس، التي تجهز مواقع تصوير مبتكرة لأخذ صور سيلفي رائعة.

أفضل وقت لنشر صورة على إنستغرام من أجل جمع أكبر عدد من الإعجابات هو الخامسة مساءً من كل أربعاء، حسب الإحصائيات المتوفرة. لكن يمكن لأبطال الصور أن يحققوا النجاح عينه حتى في أيام السبت! تعرفوا على كريس هيرنانديز، مصور من فلوريدا يحظى حسابه على إنستغرام حالياً برواج منقطع النظير. وهو لا يصور لقطات رائعة فحسب، بل ما يميزه أنه يعرض للعموم أهم ما يجري في كواليسها.

يفيض الإنترنت بصور ينشرها أشخاص تمكنوا من التقاطها في توقيت مثالي أو من منظور مختلف. صور ليست كتلك التي تتثاءب فيها قطتك فتجعل الناس يتثاءبون أيضاً، أو التي ترصد طفلك يتسبب في فوضى عارمة بنثر الدقيق في جميع أنحاء المنزل. هذه الصور المثالية تجعل رجلاً يرفع حصاناً أو يمسك طائرة أو يرتدي أجنحة فراشة ملونة.

ابتكرت مصورة من ليتوانيا تدعى فايدا ماركفيسيوتي Vaida Markeviciute فكرة غير عادية على بساطتها، حيث قررت تصوير النساء قبل وبعد اكتساب لقب “ماما” لأول مرة. تمكنت فايدا في مشروعها المسمى أن تصبحي أماً Becoming a Mother من تصوير جميع التغييرات التي تحدث في دواخل النساء بدقة من خلال عيونهن فقط. كما تعرض فايدا أعمالها على صفحتها الشخصية على إنستغرام، وقد اكتسبت شعبية كبيرة ومتابعوها في ازدياد مطّرد.

اقترب أكثر، فلدينا في هذه المقالة بعض الصور العجيبة التي لا يمكن اعتبارها مجرد لحظات عابرة. إنها تخفي وراءها قصصاً ومواقف تحتاج إلى التمعن في تفاصيلها المثيرة للدهشة.

يقول إيان ويلدون Ian Weldon أنه ليس مصور زفاف، لكنه شخص يلتقط صوراً واقعية للاحتفالات دون أي تجمّل. لن ترى العرائس والعرسان يأخذون وضعية التصوير، ولا الابتسامات المزيفة للأقارب، ولا الضيوف الذين يتخذون جميعاً الوضعية نفسها لالتقاط صورة. يفضّل ويلدون أنواعاً أخرى من الصور: الرقص الغريب، والصخب أثناء التحضيرات للزفاف، والأطفال الذين تظهر على وجوههم تعبيرات مضحكة، والعريس والعروسة اللذان يحاولان تناول أي طعام متاح. يبدون كلهم طبيعيين ومضحكين ومجانين بعض الشيء. يتلقى إيان الكثير من الدعوات من عرسان من جميع أنحاء العالم ليلتقط صوره المميزة لأسعد لحظات حياتهم.

يتمتع مصورو ناشونال جيوغرافيك بملكة رائعة لالتقاط صور تجعلك توقف كل ما يشغلك لكي تحدق بها في انبهار. ينجحون في تصوير أكثر اللحظات إثارة، لدرجة أنك تعتقد أن الزمن قد توقف ليتحالف معهم وإنجاح التقاطهم لهذه الصور. نتحدث عن صور يعبر فيها دولفين سطح الماء، أو تحمل فيها لبؤة شبلها بفمها، أو يصادق فيها حوت مجموعةً من السياح.

قد نتوهم في بعض الأحيان أننا رأينا الكثير في حياتنا، ولم يعد هناك شيء بإمكانه أن يثير دهشتنا أو صدمتنا. ثم نجد أنفسنا أمام هذه الصور التي تنفذ إلى أعماقنا، فلا يسعنا إلا الاستغراق في التفكير فيها. أطراف كلب تعرض للأذى، طالب مات لكنه كان “حاضراً” يوم تخرجه، ونظرات متبادلة بين زوجين لم يدركا بعد أنهما سيرتبطان معاً لمدة نصف قرن، كلها نماذج تم التقاطها وتخليدها في صور تجعلنا نشعر بفورة من المشاعر.

الفتيات الصغيرات بريئات جداً، ولكن هذا لا يعني أنهن ضعيفات. لدى الأطفال قدرة عجيبة على إدهاشنا من جوانب عديدة، وتفعل الفتيات ذلك من خلال جمعهن بين المظهر الرقيق والإرادة القوية النابعة من أعماقهن. وهذه “المفارقة” هي ما تكشفه هيذر ميتشل من HMP Couture Imagery في سلسلة من الصور الساحرة. تصور هيذر الفتيات على أنهن أميرات رقيقات وبطلات رياضة في الوقت نفسه، حيث يرتدين فساتين مبهرة ويحملن كرات السلة ومضارب البيسبول. وهكذا تصبح الفتاة “العاجزة” فتاة “واثقة” يمكنها القيام بأكثر الأعمال صعوبة. ووراء هذه الصور قصة مميزة تستحق الذكر.

تزدان الطبيعة بطرق شتى لا تنفك تثير دهشتنا وإعجابنا، لكن قلة من يحالفهم حظ التواجد في المكان المناسب وفي اللحظة المناسبة حتى يشهدوا أغرب الظواهر الطبيعية في أبهى حللها. من المصورين المتمرسين، إلى الهواة الذين صادف وجودهم في المكان المناسب، شارك الجميع صوراً طبيعية منقطعة النظير، ستأسر كل من يشاهدها.

كثيرون منا لا يحبون صورهم الشخصية على وثائقهم القانونية، ولكن هذا الأمر لا ينبغي أن يشعرك بالحزن. إذا كنت تخطط لالتقاط صورة لبطاقة هوية أو تأشيرة سفر في المستقبل القريب، فستجد نصائحنا في هذه المقالة مفيدة لك.

دائماً ما يحاول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي نشر صور ملفتة وخالية من العيوب والشوائب على حساباتهم، في سبيل الحصول على المزيد من الإعجابات والمتابعين. وغالباً ما يستخدمون في سبيل ذلك برامج تحرير الصور أو حيلاً أخرى، ويمكن لعمليات التلاعب بالصور هذه أن تؤدي إلى تغيير الصورة الأصلية بشكل كامل، فلا يعود بالإمكان التعرف عليها.

أظهر استطلاع رأي سابق، أنه عندما طُلب من الناس الاختيار بين اكتساب القدرة على الطيران والقدرة على أن يكونوا غير مرئيين، رجح معظم المشاركين كفة الطيران. وقد يكون السبب في هذا الاختيار يقينهم من مدى روعة الطيران الذي يسمح برؤية العالم من زاوية مختلفة، ويملك القدرة على إدهاشنا بطرق لا نختبرها في العادة. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع الطيران، إلا أن الطائرات بدون طيار، المتعارف عليها باسم الدرون، يمكنها فعل ذلك وزيادة: إذ يمكنها أن تنقل إلينا صورة حقيقية لما تبدو عليه الأرض من فوق، وذلك بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي يتم تزويدها بها.