الأطفال والعائلة

لم تعد النكات التي تروى عن الرجال العاجزين عن تغيير حفاضات صغارهم مضحكة في هذا الزمن. فقد أظهرت الأبحاث أن آباء اليوم يشاركون في رعاية الأطفال أكثر من أي وقت مضى، ويقضون من الوقت الممتع مع الصغار 3 أضعاف مما كان يقضيه رجال الأجيال السابقة. ولهذا، فهم بالتأكيد يستحقون بطاقة تهنئة في عيد الأب عن جدارة.

من المؤكد أننا جميعاً جربنا زيارة أصدقائنا ورأينا أطفالهم ينفجرون بالصراخ. سمعنا هذا الصراخ ‏في المتاجر، والمنتزهات، وعلى الطائرات، وأحياناً يكون أطفالنا نحن هم المذنبون في هذه المشكلة. ‏على الرغم من ذلك، هناك عدد من الأسباب وراء صراخ الأطفال، وأكثرها انتشاراً هو أنه طريقتهم في التواصل والتعبير عن الإحباط والغضب ومشاعرهم بشكل عام.

الحياة مليئة بالأحداث والمفاجآت غير المتوقعة، خاصة حينما يكون عندك أطفال صغار في المنزل. فأنت لا تعرف أبداً ما الذي يمكن أن يسبب نوبة غضب لدى صغيرك، أو ما يستطيع أن يفعله خلال 5 دقائق من الغياب والصمت. وهنا، يتعين على الأمهات والآباء اختبار صبرهم كل يوم، لأن بعض التصرفات التي يقدم عليها عفاريتهم الصغار، بمقدورها أن تدفعهم إلى حافة الجنون.

حوالي 80 بالمئة من سكان الولايات المتحدة لديهم أشقاء. وبغض النظر عن اختلاف أماكنهم، فإن الأشقاء يعلمون كيف يعبرون عن حبهم لبعضهم على نحو غريب ومميز... للغاية. نحن في الجانب المُشرق فهمنا أثناء نضوجنا كم أن المرور بالحب الأخوي أمر جنوني وممتع. من ستشاهدونهم يعرفون هذا الشعور جيداً، وحتى أنهم وجدوا طريقة لإظهار الحب والسخرية في آن معاً.

تكون رؤية طفلك مشوشة في الأشهر الأولى من حياته، لذا حاولي التواصل معه بالعينين قدر الإمكان، فهكذا يتمكن من التعرف على الوجوه من حوله، ثم قومي لاحقاً بدمج بعض الأنشطة كلعبة الاختباء والغميضة، كونها من الوسائل الرائعة للتعلم المبكر. وهناك أيضاً بعض الحيل الأخرى المخصصة لكل مرحلة من مراحل تطور نمو الطفل.

لا شيء يغير حياتنا مثل انضمام طفل جديد إلى الأسرة. كل طفل متفرد بطبعه، لذلك فإن الأمهات والآباء يجدون أنفسهم في مئات المواقف الطريفة، التي لن يفهم معانيها سوى أولئك الذين أصبحوا بالفعل محترفين في هذا “العلم الدقيق” المعروف باسم العلاقة الأبوية.

عندما تنجب طفلاً أو أكثر، تجد نفسك في مواقف تشعر فيها بالعجز التام، حتى وإن كان خصمك في الثانية من عمره فقط. قد تجد نفسك عاجزاً أمامه وهو يبكي وتتمنى لو أن هناك زر سحري لإسكات الطفل، لكن هذا ضرب من الخيال للأسف.

يسئ الأطفال التصرف لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر شيوعاً هو شعورهم بالملل. يدركون أن سلوكهم هذا يفلح، لا سيما إذا حصلوا على مبتغاهم بتصرفهم المستنكر. أحياناً ما تكون الرغبة في السيطرة هي السبب وراء سوء التصرف، بما أنها الطريقة المتاحة للطفل لمحاولة التأكيد على تحكّمه في الأمور. لذا فمن المهم أن نعرف السبيل الأنسب لمواجهة هذه الأفعال وكيفية التعامل معها كما ينبغي.

قد يبدو أحياناً أن حصول الطفل على كل ما يريده، بالطريقة التي يريدها، وفي التوقيت الذي يريده، هو أفضل ما يمكن فعله. لكن العكس هو الصحيح. فرغم أن الطفل قد يشعر حينها بالرضى المؤقت، ويبدو كما لو أن كل المشاكل قد انتهت، إلا أن هذا السلوك المستمر سيؤدي، على المدى البعيد، إلى سلسلة من العواقب التي قد تؤثر على حياته المستقبل.

اشترِ ألعاباً غالية لأطفالك كما تريد، لكن سينتهي بهم الأمر باللعب بالبطاطس أو أواني المطبخ أو ورق المرحاض. كما أن صراخهم يبلغ الآفاق بمجرد أن تخبرهم أنهم لا يستطيعون وضع أشياء متسخة في أفواههم، وفي بعض الأحيان قد يحطمون تلفازك الجديد. بالتأكيد فإن إنجاب الأطفال نعمة التي لا تقدر بثمن، ولكن عليك أيضاً أن تكون مستعداً “للأعمال الشاقة” التي لا تنتهي، من كنس وغسل وتلميع... إضافة إلى تحمل صداع الرأس الذي تسببه محاولات فهم ما يدور في رؤوسهم الصغيرة.

تربية الأطفال رحلة ممتعة، وأحياناً لا يكون لأفعال الأطفال أي معنى؛ مثل أن ينام 6 من أطفالك في سرير واحد صغير بدلاً من 6 أسرة منفصلة، أو أن يلعبوا بالبطاطا بدلاً من ألعابهم التعليمية الكثيرة، أو أن يرتدوا خوذات فرسان أثناء مشاهدة مقطع فيديو مخيف. وأفضل ما يمكن فعله قبل أن يكبر الأطفال هو التقاط صور لحيلهم، كما فعل مستخدمو موقع Reddit.

نوم الأطفال في المناطق الخارجية المفتوحة هو أمر شائع بين العائلات التي تعيش في البلاد الشمالية. وبرغم عدم وجود دراسات لإثبات فوائد أو مخاطر هذه الممارسة، إلا أن الآباء والأمهات الذين يعرضون أبناءهم للهواء الطلق قد لاحظوا أن النوم في هواء الشتاء له آثار إيجابية على أطفالهم.

من الجميل أن نرصد كيف يتعلم أطفالنا استكشاف العالم، ويختبرون تجارب جديدة، ويجعلون من كل يوم فرصة ثمينة للنمو والتطور. ومع ذلك فإن دروب التعلم المستمر هذه تتحفنا أحياناً بمواقف تدفعنا للتساؤل عن مدى وجود المنطق في الطفولة، وإن كنا لا نملك إلا الإعجاب ببراعتهم.

تظهر الأبحاث الحديثة أن العلاقات الجيدة بين الآباء وبناتهم تصب بشكل مباشر في صالح الفتيات وازدهارهن. وبالتالي، ففضلاً عن كونها رابطة مفعمة بالمعاني الجميلة، فهي أيضاً مهمة للغاية. وهذا ما يدركه عدد لا يحصى من الآباء في كل أنحاء العالم، فتجدهم يبذلون قصارى جهدهم لتثمين الوقت الذي يقضونه مع أميراتهم الصغيرات.

لا شك أن الأبوة والأمومة تتطلبان العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وبدون دليل شامل وجازم عن كيفية تربية طفل مثالي. لكن دراسات مختلفة كشفت النقاب عن بعض الاستراتيجيات التربوية والسمات التي من المرجح أن تهيئ طفلك للنجاح في الحياة.

من أكثر الأمور التي ترهق الآباء والأمهات وتزعجهم، وجود طفل يبكي باستمرار أو يركض إليهم في منتصف الليل، بسبب تعرضه للكوابيس التي أصبحت ظاهرة شائعة بين الأطفال، وتطال ما يقرب من 50٪ منهم. ولكن يبدو أن الخبراء قد توصلوا إلى طرق مفيدة للمساعدة في إبعاد تلك الأحلام السيئة عن مخيلات صغارنا.

يمكن أن يكون إنجاب الأطفال منحة تحمل في طياتها محنة، ولكن بعض الناس قد اكتشفوا أن مفتاح الاستمتاع بكل ثانية من هذه المنحة هو الفكاهة. تبدأ التحديات من مرحلة الحمل إلى معارك مساعدة طفلك الصغير على ارتداء ملابسه، ولكنك لن تفشل أبداً في العثور على الجانب المضحك من مغامرات الأبوة والأمومة اليومية.

ما بين الاستمتاع بمشاركة الأنشطة معاً والتشاجر الذي لا تنتهي حلقاته، تدور حياة الأشقاء ببراءة وحب. وحتى عندما يعلم أحد الأطفال بنبأ وصول شقيق أو شقيقة له، فإن نظراته تكشف لمن حوله بأنه يدرك تماماً أنه لم يعد الطفل الوحيد بعد الآن. ومع ذلك، فإن اللحظات التي تجمع الأشقاء بعد غياب السنين، لا تقدر بثمن.

الأمومة هي التحدي الأكبر والأصعب أمام أي امرأة، والوظيفة الأصعب في العالم، التي بمجرد ما أن نعتقد أننا حققنا بعض التوازن فيها، لا نلبث إلا ونفقد السيطرة على كل شيء فجأة، ولا يمكننا التيقُن أبداً من أننا نفعل كل شيء على الوجه الصحيح.

العديد من التغيرات تطرأ على المرأة بعد الإنجاب. يتغير لون الشعر وملمسه، وقد تكره إحداهن الطعام الذي اعتادت على حبه، وقد تشعر بركلات وهمية أيضاً في بطنها، كأن الطفل ما زال في رحمها. وبالإضافة إلى التغيرات الجسمانية التي ذكرناها، فإن دماغ المرأة يتغير أيضاً بعد الإنجاب.