الأطفال والعائلة

حوالي 90٪ من ذكرياتنا الجميلة مرتبطة بعائلاتنا. نشعر بسعادة كبيرة عندما تتحسن صحة أمهاتنا، ونشعر بالحماس الشديد عندما نحمل أطفالنا لأول مرة، كما يمكننا أن نذرف دموع الفرح عندما نلتقي بأقاربنا بعد طول غياب.

قال أحد الحكماء ذات مرة أن 90٪ من وقت رعاية الأطفال يمضيها الوالدان وهما يفكران في اللحظة التي يمكنهما فيها الاستلقاء والحصول على قسط من الراحة مرة أخرى. ومع ذلك، فنحن جميعاً نعرف عدداً من أولئك الأطفال الذين يسبقون أعمارهم، وكأنهم فهموا حياة الكبار وانتهى الأمر.

لا شك في وجود علاقة مميزة وفريدة تربط الأب وابنته، فعلاقة البنت بوالدها تؤثر بشدة على خبراتها كطفلة وعلى سلوكها فيما بعد كإمرأة راشدة. فالأب في نظر ابنته يمثل صورة عما يجب أن يكون عليه "فارس الأحلام"، كما تراه مثالًا للنجاح في الحياة. وإن غاب تأثير الأب عن حياة ابنته أو كان يتعامل معها بسلبية، فقد يؤدي ذلك لضعف ثقتها بنفسها، وافتقادها للثقة في الرجال عموماً.

لا يوجد شيء مثمر أكثر من جلب شخص جديد إلى العالم. وعلى الرغم من ذلك، فرعاية الأطفال ليست أمراً هيناً، وقد يكون العيش معهم شيئاً صعباً. اسأل فقط أشقائهم الأكبرسناً!

يعرف الجميع أن الأطفال كائنات شديدة اللطف والروعة. ونحن نميل دائماً للشعور بأن عيونهم الكبيرة وملامحهم الناعمة تخطف القلب والعقل معاً. وكل الأطفال لهم نصيبهم من الجمال والظرف، إلا أن وسامة بعضهم ساحرة للغاية ولا يمكننا مقاومتها!

الأشقاء الأكبر سناً في الكثير من العائلات يعتبرون طفرة في الذكاء والكثير من المواهب الاستثنائية. خذ إليك بالدوين، وفرانسيس إدوارد باش، وحتى الدكتور سبوك الشهير، كأمثلة حية. يقترح العلماء أن ترتيب ميلادنا وميلاد أطفالنا يرتبط كثيراً بذكائنا وقدراتنا الأخرى!

تتغير الحياة الروتينية رأساً على عقب بمجرد انضمام طفل جديد إلى الأسرة. فأن تكون أباً أو أماً هو من أصعب التحديات على الإطلاق، لذا يجب أن ترفق تربية الأولاد هذه بحس من الفكاهة، يساعدك على تجاوز المطبات. وبعض مستخدمي تويتر بالطبع فهموا ما نتحدث عنه!

إن كنت تتساءل لم يولد بعض الرضع بشعر كثيف مقارنة بالبقية، والعكس صحيح، فهناك تفسير منطقي لذلك. يسمى الشعر الكثيف والأملس لحديثي الولادة زغب الأجنة Lanugo، وهو ينبت على جسم الجنين أثناء الثلاثية الثانية للحمل، من أجل الحفاظ على دفئه، وبمجرد أن يولد الرضيع، يبدأ في التساقط ويستبدل بالشعر الزغبي. أياً تكن التفسيرات والتأويلات، فالثابت عندنا أن الرضع الذين يولدون بشعر كثيف يكونون ظرفاء بشكل لا مثيل له، حتى إنك لتحسبهم قد عرجوا على صالون تصفيف الشعر قبل ولادتهم مباشرة!

أقنعتنا وسائل الإعلام أنه بعد الولادة مباشرةً، يُفترض بالمرأة أن تبدو كأنها قادمة من عرض للأزياء، لكن في الحقيقة، ستبدين مختلفة تماماً عن أميرات ديزني بعد المخاض مباشرة. قسّم مشروع جيد بيل للتصوير الناس إلى فئتين. أشاد بعضهم بشجاعة هؤلاء النساء بينما اعتبرها البعض الآخر شيئاً مبالغاً فيه.

تفيد الأبحاث أن الأمهات أو الآباء ينشرون في المعدل حوالي 300 صورة لأبنائهم سنوياً. يتزايد عدد الصور المنشورة للأطفال كل سنة، ويُحتمل أن يرتاد أطفال اليوم المدرسة، وهم في جعبتهم حوالي 1500 صورة على شبكة الإنترنت، فتوثيق كل صورة ثمينة لحياة أطفالنا ونشرها يعتبر موضةٌ يتبعها العديد من الأهالي، لكنها ليست ممارسة آمنة كما تظن.

يظهر الأطفال عادة في وشاح الوداعة واللطافة والبراءة، لكن حين يغفل الكبار عنهم للحظة، يبدأ جانبهم المشاغب في الظهور بقوة (بل ويحدث ذلك أحياناً رغم وجود الكبار أيضاً). نراهم يتحولون إلى كائنات وحشية لا ترحم، فنستيقظ من نومنا لنجد حصاناً في غرفة النوم أو مصيبة تعمّ المطبخ.

ينام الطفل الذي بدأ المشي لتوه نحو 10-14 ساعة يومياً. ومع نموه وتقدمه في العمر تقل هذه الساعات ويصبح الأطفال أكثر ميلاً إلى اكتشاف العالم من حولهم. يتحمل الوالدان مهمة الحفاظ على صحة أطفالهم وأمنهم ليلاً ونهاراً، ولحسن الحظ، تتوفر اليوم مئات الاختراعات الحديثة التي تسهل حياة الآباء والأمهات.

يمرّ كل منا في حياته بمنعطفات تغير كل شيء بسرعة كبيرة. ومع ذلك، فإن علاقة عاطفية تعيسة، أو إنهاء الدراسة بنجاح، أو حفلة تخرج، أو غير ذلك من الأحداث المؤثرة، لن تحدث في حياتك تغييراً بقدر ما يحدثه إنجاب الأطفال. فهل إنجاب طفل كابوس مرعب أم حلم جميل؟

لا تتعلق مهمات الأمومة والأبوة بتعليم أطفالك حسن التصرف فحسب، بل تتعلق قبل ذلك بإيجاد طرق مبتكرة وجديدة لخداعهم والتحايل عليهم. كيف يمكنك جعلهم يشاركون في التنظيف؟ كيف يمكنك إخفاء حقيقة أن الأم هي من تناولت أغلب قطع الحلوى؟ تأمل هذه الأفكار المدهشة التي ابتكرها بعض الأهالي لضمان سير الأمور على أحسن وجه في المنزل.

يشرح الكاتب والأب لعددٍ من الأطفال مايك بيري في مدونته لماذا تهمه زوجته أكثر من أطفاله، ولماذا على جميع العائلات أن تتبنى هذه الفكرة. انتشرت هذه المقالة كثيراً وقسمت الناس إلى من انتقدوا الكاتب، وآخرين ألهمهم ما قال وغيروا طريقة تفكيرهم.

مامي فتاة يابانية تبلغ من العمر عامين تحب اللعب مع ريكو، كلب البودل الذي تملكه عائلتها. على الرغم من أنهما لا يعرفان بعضهما من فترة طويلة، إلا أنهما لا ينفصلان. تلتقط جدة مامي لحظاتهما معاً وتنشرها على إنستغرام ليراها العالم. وعدا عن ريكو، لديها كذلك كلبان هما غاكو وكوو.

لطالما رأينا صوراً مثالية لآباء وأمهات مع أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن إذا كان لديكم أطفال، فأنتم تعلمون بالتأكيد أنها صور خادعة، يريد بها هؤلاء الآباء أن يجعلوا الأمر يبدو أفضل مما يحدث في الواقع، وذلك لأن تربية الأبناء ليست أمراً هيناً.

يعرف كل أب وأم مدى اختلاف تجربة إنجاب طفلهما الأول عن ظروف إنجاب كل من سيأتي من بعده. وذلك لأن معلوماتهما ومهاراتهما وخبراتهما في هذا المجال تتحسن مع مرور الوقت، وتعاملهما مع المصاعب يتسم بنوع من التساهل وروح الدعابة.

قال بيكاسو ذات مرة: "كل طفل فنان، ويكمن التحدي في بقائنا فنانين بمجرد أن نشب ونكبر"، وهو محق بهذا القول لا مراء. فالأطفال يعبرون عن أنفسهم في رسوماتهم بشكل عاطفي وعفوي. فمن خلال "الخربشات"، يعبرون عن تجربتهم وتصورهم للعالم بأكثر الطرق طرافة ولا يهتمون بمدى مهارتهم وإتقانهم للرسم. هم يركزون على الأحداث بالأساس، وهذا جوهر الفن.

تعيش سارة هيغارتي البالغة من العمر 26 عاماً في بيرث بأستراليا مع زوجها آرون وطفلتين صغيرتين إلى جانب 4 كلاب سامويد. وتؤكد أن تربية الأطفال الصغار مع العناية بجراء صغيرة تجربة غير عادية ومرهقة في كثير من الأحيان، ولكنها في كل الأحوال مبهجة وممتعة. تشكل هذه العائلة غير العادية مثالاً جيداً على كيفية التعامل مع التحديات اليومية، بالحب والرعاية وروح الدعابة!