الحيوانات

على الرغم من أنه لا يجب الاحتفاظ بها ككائنات أليفة، إلا أن الحيوانات البرية يمكن أن تتصرف بلطف مع بعضها البعض ومعنا نحن البشر كذلك. فعندما تشعر بالأمان، يمكن لهذه الحيوانات أن تغدو ودودة للغاية، في لحظات نادرة تستحق أن نوثقها بعدسات مصوراتنا، وأن تنشر على أوسع نطاق.

يبدو أن القطط تكون منذ ولادتها حذرة مستقلة، على عكس الكلاب التي تحب العناق والمداعبة بلا تفكير منذ إبصار أعينها النور. في معظم الحالات، تكون القاعدة ما ذكرناه. لكن، اتضح أن بعض الحيوانات تحتاج وقتاً طويلاً حتى يتسنى لها إبراز سماتها الجمالية وجاذبيتها الحقيقية. إلا أن هذا لا يمنع أن تحصل هذه الحيوانات على نصيبها من الاهتمام والمعانقة أيضاً.

صحيحٌ أن الحيوانات الأليفة لا تتكلم، لكنها غير مضطرة لذلك في الواقع! فسواء كانت تشعر بالفرح أو الإحباط الشديد، وسواء كانت تصدر أحكامها علينا، أو تشك في أمر ما، يمكننا أن نرى كل ذلك بوضوح على وجوهها المعبّرة. فهي حيوانات صادقة وبريئة وبإمكانها حتى أن تجعلنا نفعل كل ما تريد، بمجرد نظرة واحدة منها. كلها تواصل إتقان هذا الفن يوماً بعد آخر.

يعرف العديد من مالكي الحيوانات الأليفة كيف يعجز أصدقاؤهم اللطفاء عن مقاومة النوم، فتستلقي هذه الحيوانات بشكل يجعلك بدورك عاجزاً عن إبعاد عينيك عنها. ومع أنك قد لا تعرف سبب نوم حيوانك الأليف في وضعية محددة، فمن المعروف على سبيل المثال، أن الحيوانات الأليفة التي تنام على جنبها تكون مرتاحة للغاية في بيئتها وتثق بمالكيها تماماً. أما تلك التي تنام على بطنها غالباً ما تكون حيوانات صغيرة ذات درجة عالية من الطاقة وتريد أن تكون مستعدة للقفز على أقدامها بمجرد أن يناديها أصحابها.

يبدو جميع حديثي الولادة متشابهين، سواء كانوا من البشر أو الحيوانات. كلهم صغيرون وضعفاء ورائعون بشكل لا يصدق. وحتى صغار الأنواع الخطيرة من التماسيح أو الدببة المخيفة يمكن أن تجعلك تبتسم من شدة ظرافتها.

تماماً كما هو الحال مع البشر، لا تحظى الحيوانات بما تستحقه من تقدير في كثير من الأحيان، على الرغم من قدرتها على القيام بأفعال لا تصدق. إذ يمكنها أن تساعد الناس في المستشفى، أو تكافح الجريمة، أو تؤدي حتى أدواراً مهمة في لعبة فيديو. وهذه مجرد أمثلة لما يمكنها فعله بامتياز، إذ لا توجد مهمة تفوق قدراتها حين تمنح الفرصة.

لا نعرف من كان أول شخص قد لاحظ أن هذه اليرقات “ترتدي” سترات مزينة على هذا النحو العجيب، لكننا ممتنون له على هذا الاكتشاف. إن ألوان هذه الحشرات الجميلة متناسقة تناسقاً مدهشاً، وتبدو وكأنها أمضت العيد في بيت جدتها التي نسجت لها هذه السترة الفاخرة المزينة بسرب من البطاريق.

غالباً ما يعتقد الناس أن ألطف الحيوانات هي الكلاب والقطط، بفضل فرائها الناعم الذي يغرينا باحتضانها وملاعبتها بلا ملل. بالمقابل، تبيّن أن الحيوانات التي تستحق أحضاننا لا تقتصر بالضرورة على الحيوانات ذات الفراء. الكثير من الزواحف، والأسماك، بل وحتى الحشرات، قد تتمتع بجاذبية ولطف يفوقان ما يعتقده الناس عنها بكثير. إن الجمال الفريد لهذه المخلوقات ذات الجلود والحراشف سيبُث الدفء في قلبك حتى بدون أن تحتضنها.

تتمتع الحيوانات بمهارات رائعة تمكنها من إخفاء نفسها بالفطرة، وهي تملك جميع المقومات اللازمة لذلك: الألوان والغرائز والحواس والكياسة وغيرها من المهارات الأخرى. ولا ينطبق هذ الأمر على الحيوانات البرية فحسب، بل تتمتع حيواناتنا الأليفة بهذه الصفات أيضاً، فتشعرك في بعض الأحيان أنها تشبه الفهود. يدعي أصحاب هذه الحيوانات أن حيواناتهم الأليفة تحب لعب الغميضة. وبالمقابل، تتصرف بعض تلك الحيوانات إلى حد بعيد، وكأنها أحد الجواسيس الدوليين.

من المعروف أن الحيوانات تحب النوم أينما أحبت وبالراحة أحست. وغالباً ما يكون لديهم ميل إلى الغفو والاستغراق في الأحلام بعمق في أغرب الأماكن والوضعيات. كما أنها في معظم الأحيان، نتساءل كيف لها أن تكون مرتاحة في بعض وضعيات الشقلبة المثيرة للشفقة. ولكننا، في قرارة أنفسنا، نود أن نظل نستمتع بمشاهدتها نائمة على تلك الهيئات لساعات.

على غرار البشر، تتشارك الحيوانات أيضاً روابط وثيقة ومميزة مع أسرها. يعتني الآباء والأمهات بأطفالهم ويحبونهم حباً جماً، بينما يشعر الرضع بالأمان والطمأنينة إلى جانبهم. ما من شيء أظرف من رؤية أم فخورة بجرائها، أو قطة تحمل صغارها كما لو أنها تحتضنهم.

يعرف عشاق القطط الحقيقيون بلا أدنى شك أن حيواناتهم الأليفة المحبوبة تجيد المحاورة. نعم، لا يمكنها الإجابة عن أسئلتنا، ولكن أفعالها وملامحها تؤكد أنها تفهم كل ما نقوله، خاصة عندما يتعلق الأمر بحديث عن الطعام.

الحب هو أهم قيمة في الحياة على الإطلاق، ويمكنك العثور على الحب الحقيقي في كل مكان، سواء بين البشر أو بين المخلوقات الأخرى. فالحب في كل مكان حولنا، وكل ما علينا فعله هو أن نكون مستعدين للبحث عنه بقلب مفتوح ونية صادقة.

الأسرة هي المكان الذي تبدأ منه الحياة وتعدّ نعمة حقيقية لا تقدر بثمن؛ ولا ينطبق هذا الأمر على البشر فحسب، بل حتى على أصدقائنا من الحيوانات أيضاً. فحينما يتعلق الأمر بالسلوك الأسري، لا يمكن للقطط والكلاب مطالعة الكتب التربوية بطبيعة الحال، لكنها تنجح في ذلك على الدوام تقريباً، سواء كنا نتحدث عن رابط الأخوة أو تجربة الأمومة لأول مرة.

أن تستقبل حيوانك الأليف لأول مرة، أو تحتضن كلبك بعد العودة من يوم عمل شاق، أو ترى ابتسامة طال انتظارها على وجه قطتك.. هي كلها لحظات ثمينة تُـحفر في ذكرياتنا، ويمكن أن تجعلنا نشعر بالمودة وبالدفء حتى في أبرد الأيام. لذلك دعونا نلقي نظرة على بعض الصور التي تمكن الناس من التقاطها لتخليد مثل هذه الذكريات المميزة وإبقائها حية.

لدينا كل يوم آلاف الأسباب التي ترسم الابتسامات على وجوهنا، ولكن لدى أصحاب الحيوانات الأليفة أضعاف تلك الأسباب. وذلك لأن هؤلاء المشاغبين الأليفين يأسروننا بألعابهم وتصرفاتهم الخرقاء، وحركاتهم المضحكة، ونظراتهم التي يملؤها الشك. على سبيل المثال، يمكنك أن تجد القطة في الثلاجة، أو تجد حقيبة مليئة بالقطط. تعرف تلك القطط اللطيفة المدرجة على قائمتنا اليوم كيف تجعل يومك أفضل حالاً.

الكلب ليس مجرد صديق أزلي للإنسان بل هو في الواقع بطل ذو قدرات خارقة، ويقدم لنا العون كل يوم دون مقابل. ربما لا تعرف حتى أن كلبك هو من يوفر الحماية لجهازك المناعي، ويساعد طفلك على حل المشكلات بطريقة أفضل. تحتل الكلاب قلوبنا، وتعتني بصحتنا أيضاً.

تمتلئ الطبيعة الأم بالمخلوقات الفريدة من نوعها. فيمكنك أن تجد قطة عادية ذات عينين بلونين مختلفين، أو نقشة فرو لا تنسى، أو فراشة عادية ذات لوحات على جناحيها قد تثير دهشة محبي الفن التشكيلي بشكل خاص.

مشاهدة الهررة والجراء الصغيرة تتحول إلى حيوانات مسنة قد يحرك قلب أي شخص. ومثل البشر، تصبح الحيوانات ناضجة وحكيمة مع تقدمها في السن. ومع ذلك، مهما كان عمرها، فحبها سيظل يملأ قلوبنا ويزين حياتنا.

لقد غربت الشمس واقترب وقت النوم، فتذهب قطتك إلى صندوق الورق المقوى الذي غالباً ما يكون مكانها المفضل للنوم. لماذا إذاً لا تجعل بيتها أكثر إبداعاً؟ لم يتردد هؤلاء الأشخاص الذين ننشر صور قططهم اليوم في أن يحولوا “فراش القطة” التقليدي المصنوع من الورق المقوى إلى نماذج دبابات، حتى تستعد قططهم لقتال كل فئران العالم، وحتى نحظى نحن بتلك الابتسامة التي رسموها على وجوهنا.