لماذا يتسبب 3 أطفال في توتر الأمهات أكثر من أي عدد آخر؟
تغير الأمومة حياة المرأة بشكل كامل: فبمجرد إنجاب الطفل، تضاف إلى مسؤولياتها مهمة التفكير في شخص آخر كل ثانية على مدار اليوم، وتجد نفسها مضطرة للقيام بأشياء لم تفعلها من قبل، مثل خياطة زي لمسرحية أطفال، أو صنع مجسمات المشاريع المدرسية، أو خبز الكعك للمشاركة به في نشاط اجتماعي. مع كل طفل إضافي، يزيد حجم العمل المطلوب بشكل كبير، ولكن في الواقع، بمجرد التعود على هذا، تثبت المرأة بالفعل أنه لا يوجد شيء في هذه الحياة إلا ويمكنها القيام به.
لقد أجرينا بحثاً خاصاً هنا في الجانب المشرق وتوصلنا إلى عدد الأطفال الذين يمكن اعتبارهم الأكثر إرهاقاً للأم، وما هي أسباب ذلك.
الأمومة أكثر إرهاقاً مما تبدو عليه
عام 2013 أجرت مجلة TODAY استبياناً عبر الإنترنت حول مستويات الإجهاد لدى الأمهات وأسبابها، شاركت فيه 7164 أماً. وقد أوضحت النتائج أن الأم تقيّم مستوى إجهادها ـ في المتوسط ـ بنسبة 8.5 على مقياس من 1 إلى 10. وهناك عدة أسباب لذلك.
صرحت 75٪ من الأمهات بأنهن يشعرن بالضغط أثناء سعيهن للتعامل مع واجبات الأمومة بشكل “مثالي”. وبشكل مفاجئ يبدو أن المصدر الأول لهذا الضغط يأتي من الأمهات الأخريات، فيما تشمل الأسباب الأخرى؛ ضيق الوقت مقابل تعدد المهمات (60٪) وتحدي العناية الشخصية للأم بنفسها والحفاظ على لياقتها وجاذبيتها (90٪) والتوتر الذي يسببه الأزواج، (وقد أفادت 46٪ منهن أن الأزواج يتسببون في إجهاد أكبر من أطفالهم).
تقر الأمهات بأن الوضع يصبح أصعب، عندما يكون لديهن طفل ثالث.
للأطفال، بالطبع، مساهمتهم الخاصة في توتر الأم. وتظهر النتائج أن الضغط يبلغ ذروته عندما يصل عدد الأطفال إلى 3. تشير الأمهات إلى أن الانتقال من تربية طفل واحد إلى طفلين ليس تحدياً كبيراً، ولكن عندما يصبح العدد 3، فإن العالم ينقلب رأساً على عقب.
والسبب في ذلك بسيط جداً: غالباً ما يكون في المنزل شخصان ناضجان هما الأم والأب، ولكل منهما يدان فقط. وبهذا يصبح أحد الأطفال الثلاثة “زائداً”. وقد لاحظت إحدى الأمهات أنها لا تستطيع بشكل أساسي الإمساك بأيديهم جميعاً أثناء عبور الشارع، وحين يصير هذا الموقف خارج نطاق السيطرة ترتفع مستويات التوتر إلى أبعد حد.
تسرد مُدونة (وأم لـ 3 أطفال) تفسيرات أخرى للتوتر الذي يتضاعف مع قدوم الطفل الثالث. على سبيل المثال، يتعرض الطفل الأوسط للإهمال التام، وذلك لأنه لا يتمتع بامتياز الطفل الأكبر الذي يمكنه المساعدة أو القيام بأموره لوحده، ولا امتياز الحصول على كل الاهتمام مثل الطفل الأصغر، وبالإضافة إلى ذلك، من المستحيل أن يتفق الجميع على اختيار فيلم لمشاهدته أو لعبة للتسلي لها.
لكنهن يتدبرن الأمر في جميع الأحوال
بالاستناد إلى كل هذا، يبدو أنه يستحيل التعامل مع أكثر من 3 أطفال. لكن الأمهات اللواتي ينجبن 4 أطفال أو أكثر، يصبح الأمر بالنسبة لهن أشبه بتحدي للبقاء على قيد الحياة، بدون أي فرصة للبحث عن المثالية والكمال بعد الآن، حيث يأخذن مهماتهن الأسرية على نحو أبسط من ذي قبل.
عندما يصير عدد الأطفال في البيت 4، تبدأ العديد من الأمهات في التساهل مع صغارهن، الذين يعضون أقلام الحبر، أو يقفزون في كل بركة في الشارع، ويطلبون البيتزا في وقت الغداء، دون إعارة أي اهتمام للآخرين وآرائهم. وعندها فقط تتحسن ظروف الحياة أخيراً.
هل أنت من الأمهات اللواتي ينشدن الكمال في تربية أبنائهن أم أنك لا تأخذين الأمر بجدية مبالغة؟ شاركينا في التعليقات أكثر الأفعال الجنونية التي أقدم عليها طفلك، ولكنك تعاملت معها بكل هدوء.