الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا علينا الامتناع عن التسرّع في تعليم أطفالنا مشاركة ألعابهم

“المشاركة تعني الاهتمام” هذا ما تعلمناه، وهذا ما نريد أن يفهمه أطفالنا. لكن يصعب علينا أحياناً إقناع أطفالنا بمشاركة ألعابهم مع أطفال آخرين دون إثارة غضبهم. من المهم أن نأخذ عمر الطفل بعين الاعتبار، وأن نقوم بتأجيل تعليمهم المشاركة حتى يكبروا قليلاً بعد.

لم يكن لدينا في الجانب المشرق أدنى فكرة عن أن عمر الطفل يحدث فارقاً عندما يتعلق الأمر بتعليمه المشاركة مع الآخرين. ولكن يبدو أنك قد تفشل إذا حاولت فرض هذا المفهوم عليهم في وقت مبكر.

لا يفهم الأطفال الصغار معنى المشاركة

إن الأطفال الصغار هم أصغر من أن يفهموا معنى المشاركة. لذلك لا فائدة من محاولة شرح وجوب مشاركة ألعابهم مع طفل آخر. إنهم ببساطة لن يفهموا ذلك، كما أن كلماتك لن تعلمهم شيئاً.

لهذا السبب، من المهم أن تنتظر حتى يكبر طفلك قليلاً وينمو عقلياً وعاطفياً بما يكفي ليصبح قادراً على فهم الصلة بين المشاركة والاهتمام، ولماذا من المستحسن أن يشارك أغراضه مع الآخرين.

يساعدهم امتلاك الأشياء على بناء الإحساس بالذات

أحد الاسباب التي تجعل الاطفال الصغار لا يفهمون معنى المشاركة افتقارهم إلى مفهوم الذات كشخص منفرد ومنفصل. إن امتلاك ألعاب تخصهم، وليس للجميع، يسهم في خلق هذا الفهم. وعليه، فإنهم عندما يأخذون شيئاً ويقررون أنه ملكية لهم، فليس ذلك دليلاً على الأنانية. بل تلك طريقتهم في اختبار فرضية كونهم أفراد مستقلين.

لا يفهم الأطفال الصغار أن الأشياء قد يمتلكها أناس آخرون وأنها ليست لهم فحسب.

يعتقدون أن المشاركة تعني الاستغناء عن ألعابهم إلى الأبد

من الأمور الأخرى التي تعقّّد المسألة مفهوم الوقت، إذ لا يفهمه الأطفال الصغار بعد. لذلك عندما يعتقد الآباء أن السماح لطفل آخر باللعب بألعاب طفله ليس بالأمر الجلل، فإن الطفل يعتقد أنه يتخلى عنها إلى الأبد. لا يمكن للطفل ببساطة تخيل حصول الآخرين على ألعابهم لفترة محدودة وإرجاعها بعد ذلك. إن عدم القدرة على تكوين هذا الفهم تحدث أيضاً عندما يُطلب منهم اللعب بالتناوب.

لا يمكنهم التحكم في انفعالاتهم

من الصعب على الأطفال الصغار التحكم في انفعالاتهم. لذلك، إن أرداوا أن يكون الشيء ملكهم فقط، فلن تجد أي كلمات قادرة على إقناعهم بعكس ذلك.

هكذا يمكنك الاقتراح على طفلك أن المشاركة هي الشيء الصواب

قد يشارك طفلك شيئاً معك أحياناً. على الرغم من أن هذا ليس فعلاً واعياً للمشاركة، إلا أنه يقوم بالتجربة والاستكشاف. إذا حدث ذلك، يمكنك أن تظهر لطفلك أنه قد كان لطفاً منه، وأنت تقوم أنت أيضاً بمشاركة الأشياء معه بصدق. أي أنه يمكنك استغلال هذه المواقف إذا حدثت بشكل طبيعي كفرصة للتعليم.

وإذا أخذ أحدهم لعبة طفلك، فمن المهم أن تظهر للطفل بأنك تفهمه. يمكنك توضيح مشاعر طفلك له والتأكيد على أنك تفهم عدم رضاه عن أخذ لعبته منه. كما يمكنك إخباره بأن يتمسك بألعابه، لأن ذلك من حقه. أما بالنسبة للطفل الذي أخذ اللعبة، فيمكنك أن تقترح عليه أن يطلب استعمال اللعبة في المرة القادمة، بدلاً من أخذها فحسب.

ومع ذلك، لا تضغط عليه. إذا واصلت الإصرار أن على طفلك أن يشارك لعبته مع طفل آخر، فقد يبدأ بربط هذه الكلمة بشيء سلبي، وقد تدوم هذه الفترة من “الأنانية” وحب التملك لفترة أطول.

سيفهم طفلك العالم بشكل أفضل مع مرور الوقت، وقد يتعلم حب المشاركة لأنها تجعل الآخرين سعداء.

متى بدأت تعليم طفلك المشاركة مع الآخرين؟ هل هناك حيل أخرى ساعدتك في تعليمه هذا الدرس؟

شارك هذا المقال