الأطفال والعائلة

وفقاً لأحد استطلاعات الرأي، فإن 10% فقط من الآباء يحصلون على أكثر من 7 ساعات من النوم كل ليلة. وإذا كان لديك أطفال بالفعل، فأنت تعرف المعاناة التي نتحدث عنها. والإضافة إلى قلة النوم والقيام بكل الأشياء الضرورية لطفلك، مثل إطعامه أو تحميمه، فالأبوة والأمومة تتضمن أيضاً الإجابة على أسئلة أطفالك الغريبة، والضحك عندما يوجهون إليك الإساءات عن غير عمد، والاستعداد للكوارث كل بضع دقائق.

غالباً ما تخلق العائلات السعيدة عاداتها الصغيرة، مثل الذهاب في نزهة سوياً في أيام السبت، أو تناول غداء مع الأقارب يوم الأحد، أو الرقص حول صبار بدلاً من شجرة عيد الميلاد خلال موسم الأعياد... بالإضافة إلى ذلك، نجد أن العائلات السعيدة تتعامل مع الصعوبات اليومية بشيء من حس الدعابة في كثير من الأوقات.

إن مراقبة كل لحظة في حياة أولادنا، من حبوِهم، وتناولهم للطعام، ومشي خطواتهم الأولى، إلى نومهم، يمنحنا سعادة خالصة. بعض الآباء يعتقدون أن استغراق أطفالهم في النوم بسلام في مهودهم وأفواههم مفتوحة شيء لطيف ويبعث على الضحك. إلا أن تنفس الأطفال من الفم ليس شيئاً بريئاً كما يبدو من الوهلة الأولى. بل إنه، في حقيقة الأمر، قد يكون مؤشراً على حالات طبية معينة وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

اشتهرت الأميرة الراحلة ديانا، وهي من العائلة المالكة البريطانية، حول العالم بشخصيتها المتمردة وأعمالها الإنسانية والملهمة. الاعتقاد السائد بين الناس هو أنها خالفت بروتوكولات ملكية كثيرة، أكثر مما يمكننا حصرها. لكن، ها نحن بعد عقود من رحيلها، لا زلنا ننظر إليها بإعجاب ونعتبرها قدوة في الأمومة.

لدينا اليوم مقالب بين الأزواج، وحيل يقوم بها الأطفال، ومزحات عائلية رائعة... بعضها قد يكون مضحكاً للغاية لدرجة ذرف الدموع. سعدنا بمشاركة مستخدمي موقع Reddit صور هذه اللحظات المضحكة معنا، فهي انعكاس لمختلف المشاعر الدافئة التي تربط بين أفراد الأسرة. بداية من إخفاء هدية عن الأبناء المراهقين في غسالة الصحون (لأنهم آخر من قد يختلس النظر إلى داخلها على الإطلاق) وانتهاء بإغلاق الأظرف البريدية باستخدام ضمادة (لما لا؟).

لا شك أن وجود الوالدين في حياتنا يمثل المنبع الأول لمشاعر الحب والأمان لدينا. وبينما نكبر عاماً بعد عام، يزداد تفهمنا لوالدينا على نحو أفضل. وعندما نصل لعمرهما، فإننا غالباً ما نتصرف مثلهما، حتى لو لم نعي ذلك. وكل العادات والكلمات أو القرارات التي كنا نعدها سخيفة ومزعجة، تتغير نظرتنا إليها بمرور الوقت، فنراها بعين اللطف والحنان. وربما لهذا السبب يجدر بنا أن نلتقط الصور لوالدينا كلما سنحت الفرصة، للاحتفاظ بأكبر قدر من الذكريات الجميلة معهما.

يرى الرجال والنساء العالم من زوايا مختلفة تماماً. وعندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال وحل المشاكل الأسرية، فإن للأمهات والآباء وجهات نظر متمايزة جداً. وهذا في الحقيقة أمر مفيد للطفل لأنه يزيد من احتمالية أن يكبر كشخص صالح.

كثيراً ما نصادف على وسائط التواصل الاجتماعي صور أمهات يتألقن بشعر لامع، ويرتدين أحذية بكعوب عالية، ويحملن أطفالهن بكل ثقة، والبسمة ولا تفارقهنّ. وفي الوقت نفسه، نسمع في كل مكان أن الأطفال هم أفضل منابع الفرح في حياتنا. لكننا نعلم أن كونك أبا أو أماً ليس مهمة سهلة في الواقع. وهذه القصص المصوّرة التي ترسمها فنانة تدعى لوسي سكوت، رزقت مؤخراً بطفلة، تخبرنا بكل الحقائق عن السنة الأولى من الأمومة.

الأطفال زينة الحياة، وكل واحد منهم فريد ومميز بطريقته. كل طفل لديه وجهة نظره وطريقة تفكيره، لذا، إذا ناموا في سرير الكلب، أو حاولوا تبريد رقائق البطاطا “الحارة” بالمروحة، أو قدموا لك سلة من الحلزونات كهدية لعيد الأم، فهذا مقبول! أفضل ما يمكننا فعله كآباء وأمهات هو تجنب الغضب منهم، والحرص على التقاط الصور والضحك على تصرفاتهم الغريبة، كما فعل هؤلاء الآباء في قائمتنا.

رغم المتعة المتحصلة عن تربية الأطفال، إلا أنها بالفعل مغامرة كبيرة. ولا يختلف اثنان على أن الأطفال هم زينة الحياة، وألا شيء يضاهي جمال ولادة كائن جديد من صلبك وترعرعه بين يديك، لكن الحقيقة المرة هي أن التعامل مع الأطفال بشكل يومي ليس بهذا الجمال والبهجة طوال الوقت. ذلك أنه في بعض الأحيان، تصبح الحياة مع الأطفال عبارة عن مسلسل من الفوضى لا تنتهي حلقاته. ويدرك مستخدمو موقع Reddit هؤلاء، الذين شاركوا قصصهم على الموقع، هذه الحقيقة جيداً، تماماً كسائر من سنحت لهم الفرصة لتربية طفل أو أكثر.

“يتقبّل الأطفال مشاعر الفرح والسعادة بشكل سريع، عن طريق التصرف على سجيتهم الطبيعية طوال الوقت التي ملؤها فرح وبهجة”. هذا ما يقوله فكتور هوغو ونحن نتفق معه تماماً. يحمل الأطفال وجهة نظر مختلفة عن العالم، وحيلهم بريئة عند التعامل مع المشاكل التي تعترضهم، مما يمنحهم ميزة واضحة تمكنهم من التغلب على البالغين، وإلا فكيف سيتمكنون من اختراع معادلات حسابية بديلة عندما يريدون تحضير فطيرة شوكولا؟

نشر رجل صورة غريبة على موقع تويتر، وكتب أنه وزوجته كانا يدّخران المال لدفع ثمن تذاكر لمشاهدة مباراة مهمة. لكن، عندما شرعا في البحث عن المظروف الذي كان يحتوي على 1060 دولاراً، لم يعثرا عليه في أي مكان. وتبين أن ابنهما البالغ من العمر عامين قد وضع المظروف في آلة تقطيع الأوراق. ولحسن حظ هذين الزوجين، عندما علمت إدارة نادي كرة القدم الذي يشجعانه بالقصة، قدمت لهما تذاكر مجانية. بالمقابل، لم يحالف الحظ الآباء والأمهات في قائمتنا اليوم، لذلك لم يكن أمامهم خيار عدا تحمل تبعات أذى أطفالهم المشاغبين.

عندما يمرّ أطفالك بنوبات غضب، فإن الوضع يبدو مثل إعصار من المستحيل السيطرة عليه. وقد تشعرين بالعجز والإحباط إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء والثوران. قد يعتقد بعض الناس أن هذه إشارة إلى أنهم أمهات وآباء سيئون، ولكن الأمر ليس بالضرورة كذلك، فهذا السلوك يعتبر مرحلة أساسية في تطور الأطفال، لأنهم خلال هذا الوقت يتعلمون كيفية التعامل مع عواطفهم.

قد لا يكون الآباء هم من يتكبدون آلام وأوجاع حمل أطفالهم في أحشائهم لمدة 9 أشهر، لكن وجودهم لا يقل أهمية عن وجود الأم في حياة الطفل. وفي معظم الأحيان، يميل معظم الآباء إلى إظهار مشاعرهم بطرق خفية غير مباشرة. لكن لحسن حظنا، تمكن بعض الأشخاص من التقاط مشاعرهم الجياشة تجاه أبنائهم بدون مواراة ولا تنميقات من خلال عدسات الكاميرات.

يقول الباحثون أنه عندما يهتم الآباء بحياة بناتهم ويشاركون فيها بنشاط، فمن المرجح أن تشعر الفتيات بثقة أكبر بأنفسهنّ وأن يحققن الإنجازات على المستوى الأكاديمي. لكننا لسنا بحاجة إلى الدراسات والبحوث لنفهم الأثر الإيجابي لوجود أب يحبك بقدر الكون على عالمك.

إن لم تكن على علم بهذا من قبل، فستندهش من عدد الفوائد العظيمة التي يمكن أن تجنيها من التظاهر باللعب مع أطفالك، وانعكاس ذلك على نموهم وتطورهم. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحب لعب دور الطبيب، فمن المرجح أن يُظهر الكثير من التعاطف تجاه الأطفال الآخرين. وإذا كانت الطفلة تحب العبث بمستحضرات العناية والتجميل، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز احترامها لذاتها عندما تبلغ سنوات المراهقة.

نجحت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في المملكة المتحدة في أن تبهر الجميع بإعلانها المبدع؛ وهو فيلم رسوم متحركة قصير سيدفعنا جميعا للتفكير، ولا سيما من لديهم أبناء كبار على أعتاب المراهقة، وصاروا يفتقدون حماستهم وفرحهم الطفولي. تبدأ الأحداث مع اقتراب الكريسماس، ونرى أماً شابة تحاول إحياء بهجة العيد في منزلها مع ابنها الصغير الذي كبر قليلاً، ولم يعد يشعر بفرحة العيد كالسابق.

لا شيء يُظهر لنا سرعة مرور الوقت كما تفعل تربية الأطفال ومتابعة نموهم، فهم يكبرون بسرعة فائقة. وقبل أن تدرك ذلك، ستجد طفلتك الصغيرة التي كنت توصلها للمدرسة، قد أصبحت شابة جميلة على أعتاب سن الرشد، وتحمل حقيبة يد أنيقة بدلاً من حقيبة المدرسة. وحينها تفكر بكل الأشياء المهمة التي يجب أن تعلمها لطفلتك قبل فوات الأوان.

حين يتراجع مستوى طفلك في المدرسة أو يرفض الذهاب إليها، فإن ذلك قد يكون علامة على أنه في ورطة! ربما يتعرض للتنمر من قبل زملائه في الفصل، أو لا يحظى بالاهتمام الكافي في المنزل. ومع ذلك، هناك بعض الإشارات السلوكية التي يمكن أن توحي بما يعانيه الطفل، لكنها غالباً ما تكون خفية لا تثير انتباه الوالدين.

يتفق كل من أطباء الأطفال وعلماء النفس على أن العقاب الجسدي يسبب الكثير من الأذى للطفل، على المستويين البدني والعقلي. وقد أثبت مسح استقصائي أن 80٪ من الآباء كانوا يضربون أطفالهم قبل 25 عاماً، أما في الوقت الحاضر فما نسبته 67٪ منهم يفعلون ذلك. وعلى الرغم من أن الرقم يتناقص مع الزمن، يظلّ أمامنا طريق طويل لنقطعه في هذا المسار.