الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تصاميم أزياء تثبت أن للموضة تذكرة مفتوحة للسفر عبر الزمن

عادةً ما نشعر بالسعادة أو الاستياء، عند رؤية الملابس التي كانت رائجةً قبل 10 أو 20 سنة، وقد انبعثت لتصبح موضة منتشرةً من جديد. لكن مصممي الأزياء، لا بترددون عادة في استلهام أفكار تشكيلاتهم الجديدة، من صيحات وطرازات كانت رائجة في أزمنة غابرة قد تمتد أحياناً إلى مئات أو آلاف السنين. وهكذا نجد أن السومريين كانوا يزينون ملابسهم بالشراشيب، بينما كان ينظر إلى الفساتين ذات الأكمام المقطوعة كرمز للأناقة في بلاط تيودور، ملك إنجلترا.

وقد درسنا في الجانب المُشرق تاريخ موضة الأزياء، واكتشفنا أن بعض الملابس التي ترسم ملامح الموضة الحديثة، هي في الأصل مجرد اقتباس معدل لأزياء كانت رائجة منذ قرون خلت.

السراويل الطويلة كانت رائجةً حتى في أواخر القرن الـ19

بدأت النساء يقبلن على ممارسة مختلف الرياضات، منذ تسعينيات القرن الـ19. وكان ركوب الدراجات من أكثر الرياضات شعبيةً وقتها. ومع ذلك، لم يكن بالإمكان الاستمتاع بها بشكل كامل، بسبب شكل الملابس التي كانت ترتديها نساء تلك الحقبة. إذ إن ركوب الدراجة بتنورة واسعة ليس أمراً مريحاً، كما أنه خطير في الوقت ذاته. ولهذا ابتكر صناع الفساتين قطعة ملابس جديدة هي السراويل الطويلة، التي كانت تجمع بين الراحة وقواعد الاحتشام. ومما لا يخفى عليكم، فالسراويل الطويلة ما زالت رائجة حتى يومنا هذا.

الفساتين المنفوشة لا تزال حاضرة في حفلات الزفاف وعلى السجادة الحمراء

في منتصف وأواخر القرن الـ19، حلت فساتين المنفجة (الفساتين المنفوشة) محل فساتين الكرينولين. إذ اعتادت السيدات ارتداء وسادة خاصة أسفل الخصر مباشرة، لتكوين الصورة الظلية المطلوبة. لكنها أصبحت متجاوزة منذ أوائل القرن الـ20، وتوقف استخدامها تقريباً في أزياء تلك الفترة. ومع ذلك، كانت تظهر أزياء مشابهة في عروض كبار مصممي الأزياء، كما أن المنفجة ظلت تُستخدم أيضاً في صنع فساتين الزفاف والسهرات.

زُينت الملابس بالشراشيب منذ عصر السومريين

اعتادت النساء والرجال في عصر السومريين على ارتداء الكوناكس. والكوناكس هي عبارة عن تنورة أو فستان ملفوفان بشراشيب. إذ كان الخياطون يحيكون جدائل من خيوط الصوف أو الغزل في النسيج المفتول، لجعل القماش أشبه بالفرو الحقيقي. كما أن تلك الملابس، عادة ما كانت تغطي كتفاً واحداً فقط. وما زالت الزخارف السومرية حاضرة إلى يومنا هذا في مختلف تشكيلات أزياء المصممين المعاصرين.

الملابس الممزقة كانت صيحةً رائجة حتى قبل عصر النهضة

تباهى النبلاء بالملابس ذات الثقوب في القرن الـ15. حيث كانت القصاصات الصغيرة تستخدم لتزيين أي قطعة لباس، بما فيها الأحذية. لكن هذه الصيحة الرائجة كانت تستخدم في الأكتاف أكثر من غيرها في أغلب الأحيان.

وكانت القصات الصغيرة تُظهر أجزاء من القميص الذي يرتديه الشخص. وفي الوقت ذاته، كان بعض حراس الأخلاق والذوق العام، يعتبرون هذه الفساتين غير محتشمة. غير أن الملابس المقطعة، استعادت شعبيتها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كجزء من موضة البانك.

ظلت الأكمام المنفوخة موضة رائجة على مدار الـ100 عام الماضية

ترتدي النساء الملابس ذات الأكتاف المنفوخة منذ قرون. وفي القرن الـ19، ظهرت صورة ظلية جديدة تحولت إلى موضة رائجة: وهي أكمام جيغو، التي تعني حرفياً فخذ الخروف. وكانت تلك الأكمام منفوخة للغاية عند الأكتاف، بينما يتقلص حجمها تدريجياً باتجاه الكوع، حتى تصبح ضيقة عند المعصم.

بالمقابل، كان صنع الكم الواحد يتطلب حوالي 1.8 متر من القماش. وكانت تلك الأكمام تُصعّب على النساء عبور المداخل أو استخدام اليدين أحياناً، لدرجة أن بعض نقاد الموضة سخروا من تلك الصيحة. ومع ذلك، لا تزال الأكمام المنفوخة رائجةً حتى في وقتنا الحاضر.

أصبحت الأكمام المستعارة موضةً رائجة في مطلع القرن الـ19

كانت تفصيلة الأزياء هذه موجودةً حتى قبل سنة 1810، لكنها كانت تُصنع عادة من بقايا قماش الفستان. لكن الأكمام المصنوعة من نسيجٍ أو بلونٍ مختلف عن الفستان، لم تحقق انتشارها إلا في فترة لاحقة. وكانت النساء يرتدين هذه الأكمام فوق الأكمام العادية أو تحتها.

ومع ذلك، جرت العادة في تلك الأيام، أن تكون الأكمام المستعارة جزءاً متصلاً بالزي. بخلاف أيامنا هذه، حيث أصبح ارتداؤها شائعاً على الذراعين مباشرة.

كان بوسع النساء ارتداء ملابس مصنوعة من الدانتيل أو التول بفضل الصناعات التحويلية

أدت الصناعات التحويلية للدانتيل، إلى صعود موضة الفساتين المصنوعة بأغطية شبكية وأكمام من الدانتيل. إذ كان من الصعب صنع أقمشة غنية بالزخارف باستخدام آلات الخياطة في ذلك العصر، ولهذا كان يجري تطريز النسيج يدوياً.

وتعتمد الفكرة على استخدام شبكة خفيفة، لتغطية النسيج المصنوع من مواد أثقل وأكثر كثافة. لهذا كانت الأكمام القابلة للفصل، تُصنع من الشبك أو التول، ويتم ارتداؤها فوق أكمام الفانوس القصيرة. وما زال بالإمكان رؤية أزياء مشابهة على السجادة الحمراء ومنصات عرض الأزياء في الزمن الحاضر.

الملابس متعددة الطبقات كانت حكراً على السيدات النبيلات في العصور الوسطى

اعتادت نساء العصور الوسطى ارتداء فساتين متعددة الطرازات، وكان القاسم المشترك بين تلك الأزياء تعدد طبقاتها. وكلما زاد نبل المرأة، زادت طبقات الملابس التي يمكنها ارتداؤها والتي تكون مصنوعة من أفخم الأقمشة.

وكان الفستان الضيق من أشهر الأزياء آنذاك، وكانت النواعم يربطنه بحزام أحياناً. في حين كن يرتدين معطف سوركوت، أو المعطف الفوقي بدون أكمام، فوق لباس الكيرتل. ويمكن اعتبار الطبقة الخارجية بمثابة سترة. ولا شك أن صيحات العصور الوسطى هذه، لا تزال حاضرةً في الأزياء المعاصرة.

صيحة الأكمام المنفصلة من العصور الوسطى ما تزال موضةً رائجة

في أواخر القرن الـ15 وأوائل القرن الـ16، كانت الأكمام تتصل بالزي عن طريق الأشرطة، أو الحبال، أو الأزرار. لكن قطعة الملابس هذه لم تكن تتناسب مع الصدريات بشكلٍ مريح، ولهذا كانت الملابس الداخلية تظهر أحياناً من بين القصات. وكانت تلك الأكمام بمثابة اختراع مريح وقتها، لأنها كانت تسمح للسيدات باستبدالها بسهولة دون الحاجة لخلع فساتينهن.

كانت فساتين ريدنغوت مخصصةً لركوب الخيل في البداية

أصبحت سترات ريدنغوت (ذات الذيل الطويل) موضةً رائجة في النصف الثاني من القرن الـ18. وكانت النساء يرتدينها في ذلك الوقت أثناء ركوب الخيل، وكانت تعتبر من الملابس الخارجية. لكن النساء بدأن لاحقاً يفضلن خياطة فساتينهن على شكل سترات الريدنغوت.

واعتادت النساء ارتداء هذه الفساتين فوق الكورسيه والتنورة. كما كانت فساتين ضيقةً مع فتحة رقبة عميقة على شكل حرف V، تُغطّى أحياناً بأوشحةٍ رفيعة. ويمكننا اليوم مشاهدة ملابس بتصاميم مشابهة في عروض الأزياء وعلى واجهات كبريات المتاجر المعاصرة.

لطالما كانت التنانير المطوقة موضةً رائجة

استخدمت النساء مختلف أشكال الهياكل لزيادة حجم تنانيرهن منذ القرن الـ15. إذ استخدمن التنورة المقببة لهذا الغرض في البداية، ثم التنورة الموسعة في القرن الـ19، قبل أن يصبح الكرينولين موضة رائجة. واعتادت النساء ارتداء عدة تنانير تحتية أسفل الفساتين، وتكون في معظم الأحيان من القطن أو الكتان، مع إضافة شعر الخيل.

ثم حلت محلها الهياكل المعدنية في منتصف القرن الـ19. وبقي الكرينولين يسهل حصول النساء على الصورة الظلية التي تشبه الساعة الرملية، والتي كانت موضةً شديدة الرواج في تلك الأيام. وكانت موضة التنانير المطوقة تعود من وقت لآخر “لتصيح” بقوة، على مدار القرنين الـ20 والـ21.

ظهرت أولى البدلات النسائية في مطلع القرن الـ20

بدأت فئات عريضة من النساء في ولوج سوق العمل بحلول مطلع القرن الـ20. وقد كن بحاجة إلى ملابس عملية تستجيب لمتطلبات العمل، ولهذا جرى تصميم مجموعة الأزياء المهنية الأولى الخاصة بالجنس اللطيف، وكانت تتألف من تنورة، وبلوزة، وسترة. وأعجب هذا الزي العديد من النساء، وكن يرين أيضاً أن السفر بالبدلة أكثر راحة.

وعلاوة على ذلك، كان بإمكان المرأة أن تغير البلوزة المتسخة دون الحاجة لخلع تنورتها، بينما كان الخصر مشدوداً بشريط أو حزام، في حين كانت الياقات تُزين بربطة عنق ضئيلة.

ابتُكرت ياقة بيرثا في منتصف القرن الـ19

بدأت النساء في الكشف عن أكتافهن بحلول منتصف القرن الـ19. حيث اكتسبت فتحة العنق عمقاً أكبر في فساتين السهرة، كما كانت تُزين بياقة واسعة مصنوعة من القماش أو الدانتيل.

وأُطلق على هذا التصميم اسم ياقة بيرثا. بينما كانت بنات الطبقتين العليا والمتوسطة هن فقط من يمكنهن تحمل تكلفة فساتين من هذا الطراز. وما زالت فساتين ياقة بيرثا منتشرة حتى يومنا هذا، إذ تظهر على منصات عرض الأزياء، بل وداخل متاجر الملابس العادية أيضاً.

ما هي صيحات الموضة القديمة التي تفضلينها؟ أخبرينا عنها في التعليقات أدناه.

الجانب المُشرق/أمور الفتيات/تصاميم أزياء تثبت أن للموضة تذكرة مفتوحة للسفر عبر الزمن
شارك هذا المقال