“غيّرت من نفسي كثيراً لتلبية رغبات الآخرين”.. كيف بدأت ديمي مور تفهم نفسها أخيراً في عمر الـ59
ننغمس في علاقاتنا بشدة أحياناً لدرجةٍ نبدأ معها في فقدان هويتنا قليلاً دون أن نلاحظ. وأدركت ديمي مور بعد سنوات من العلاقات العاطفية والزيجات المضطربة أنها بحاجة لأن تحب نفسها بصدقٍ أولاً وألا تتخلى عن رغباتها، حتى تتمكن من منح حبها لشخص آخر. وأوقعها الحب في حبائله اليوم مجدداً بعد أن بلغت عامها الـ59، لكن الممثلة قررت أن تفعل الأمور بطريقةٍ مختلفة هذه المرة.
ونؤمن في الجانب المُشرق بأن العناية بالذات لا بد وأن تحتل رأس الأولويات دائماً. لهذا سنشارك معكم الرحلة المذهلة التي عاشتها ديمي مور على مدار حياتها العاطفية، والدروس التي لا تقدر بثمن التي تعلمتها من علاقاتها السابقة.
رحلةٌ من العلاقات العاطفية والفراق المؤلم
تُعتبر ديمي مور من أجمل النساء على الإطلاق، فضلاً عن كونها من أشهر ممثلات هوليوود. لكن لا يسعنا القول إنها حققت النجاح نفسه دائماً على صعيد حياتها العاطفية. حيث عاشت الممثلة سلسلةً من قصص حب التي كللتها بثلاث زيجات، لكنها انتهت جميعاً بالطلاق.
وقد يبدو أن الممثلة كانت تعيش حياةً مثالية آنذاك، لكن ديمي كشفت لاحقاً أنها فقدت هويتها أثناء محاولتها إنجاح زيجاتها.
وأشارت الممثلة عام 2020 إلى أن أكبر درس تعلمته كان أن “تقبل نفسها على طبيعتها”. ثم مضت لتعترف قائلة: “بالنسبة لي، غيّرت من نفسي كثيراً للغاية حتى ألبي رغبات أشخاص آخرين”.
وأوضحت ديمي أنها قدمت كل ما لديها في علاقاتها من أجل إسعاد شركائها وتقدير حبهم. وأثناء فعلها ذلك، نسيت ديمي أن الأولوية يجب أن تكون لحب نفسها وقبولها على طبيعتها. وترى ديمي أننا "مبرمجون على التصرف لنصبح مرغوبين، بينما لا يُفترض بنا أن نمتلك رغبات لأنفسنا"، لكنه خطأ كبير يؤدي لانهيار أي علاقة في النهاية.
تزوجت في سن الـ18
تزوجت ديمي مور في البداية من فريدي مور، زوجها الأول الذي احتفظت باسمه الأخير. ودامت زيجتهما لخمس سنوات، قبل طلاقهما عام 1985. وذكرت الممثلة في مذكراتها أنها خانت فريدي في الليلة السابقة لعقد قرانهما.
وتحدثت ديمي عن هذه الواقعة باستفاضة قائلةً إنها كانت رد فعل على مخاوفها المرتبطة بالزواج من فريدي. وأدركت أنها فعلت ذلك لتشتيت نفسها عن حزنها على فقدان والدها. ثم أقرت قائلة: “لم أكن أستطيع الخروج من هذه الزيجة، لكنني كنت أستطيع تخريبها”.
كوّنت أسرة مع بروس ويليس
خاضت ديمي تجربتها الثانية مع بروس ويليس، الذي تزوجته عام 1987 بعد 4 أشهر فقط من المواعدة. لكن زيجتهما انتهت عام 2000 بعد إنجابهما 3 بنات.
وقالت ديمي في مذكراتها إن بروس أعرب عن شكوكه في الزواج منها.
ثم كشفت أن زوجها كان يريد منها أن تصبح أماً بدوام كامل أثناء زواجهما، وكان يغار من صعودها المستمر في حياتها المهنية.
لكن زواجهما دام أكثر من عقدٍ كامل رغم تقلباته. ويبدو أن علاقة الزوجين السابقين تحسنت أكثر بعد انفصالهما. حيث أوضحت الممثلة: “أصبحنا نشعر وكأننا أكثر ارتباطاً من فترة ما قبل الطلاق”.
وما تزال علاقتها ببروس وديةً للغاية حتى اليوم، كما هو حال علاقتها مع زوجته الجديدة. حيث سبق لديمي أن دعمتها بكلمات رقيقة عندما نشرت صورةً لهما معاً على السجادة الحمراء عام 1997، بصحبة بروس الذي كان زوجها آنذاك.
عاشت شباب الحب من جديد مع أشتون
كان زوجها الثالث أشتون كوتشر يصغرها بـ15 عاماً. وبدأ الثنائي المواعدة عام 2003، ثم عقدا قرانهما بعد عامين عندما بلغت ديمي الـ43 من عمرها. وكشفت ديمي لاحقاً كيف تعلقت به لدرجة الإدمان. وأثر زواجهما على علاقتها ببناتها، اللواتي أعربن عن شعورهن بأنهن “منسيات” آنذاك.
وأقرت ديمي قائلة أثناء الحديث عن علاقتها مع أشتون: “كنت أشعر وكأنني فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، وأتمنى أن يعجب أحدهم بي”. وأوضحت الممثلة أيضاً: “كنت أريد أن أصبح امرأةً أخرى تختلف عني. وتخليت عن كل قوتي”. ثم كشفت أنها كانت “تمنحه الأولوية” دائماً، وتغض الطرف عن خياناته المتعددة.
واستمر زواجهما لمدة 8 سنوات، لكن ديمي صرحت خلال مقابلةٍ تلفزيونية بعد الطلاق: “يمكنني القول إنني أعميت نفسي وخسرتها”.
أعطت الحب فرصةً أخرى في عمر الـ59
عثرت الممثلة المتألقة على الحب مرةً أخرى بعد أن شارفت على الـ60، لكن هذه المرة في أحضان الطاهي السويسري دانيال هام الذي يبلغ من العمر 46 عاماً.
ويبدو أن الثنائي وقعا في غرام بعضهما البعض بالكامل. حيث أعلن الطاهي عن حبه في مايو من العام الجاري عبر نشر صورةٍ لهما على إنستغرام، مع التعليق التالي: “أنتِ أكثر من ملهمة، ومن الرائع أن أكون شاهداً على هذا القدر من الجمال والعظمة”. كما شكرها “لكونها معلمةً رائعة”.
ويبدو من ارتباطهما العميق واحترامهما الكبير لبعضهما البعض أن هذه العلاقة العاطفية ستكون أشبه بالقصص الخيالية.
ولا شك أن زوبعة العلاقات العاطفية التي عاشتها ديمي قد ساعدتها على إدراك أن العلاقات هي "عملية تعلُّمك كيفية حب نفسك"، وربما يكون هذا هو أثمن سرٍ سيساعد في ازدهار هذه العلاقة وجعلها تدوم للأبد.
هل تتفق مع فكرة أننا نخسر أنفسنا تدريجياً وننسى رغباتنا الشخصية عندما ندخل في العلاقات العاطفية؟