هل هناك أعضاء داخلية يمكن لأجسامنا البقاء على قيد الحياة بدونها؟
يمتلك جسم الإنسان قدرة هائلة على التكيف مع المتغيرات. من الممكن أن نفقد العديد من أعضاء جسمنا دون أن يفقد القدرة على العمل وأداء وظائفه الضرورية بشكل جيد، إلا إذا فُقدت جميع الأعضاء في نفس الوقت. ومع ذلك، حتى في أسوأ الحالات، هناك دائماً حل كإضافة مكملات غذائية وفيتامينات إلى نظامنا الغذائي على سبيل المثال، ولن يكون لذلك تأثير بالغ على حياة المرء، وسيظل بإمكانه أن ينعم بعيش هانئ ورغيد.
نقدم لكم اليوم في الجانب المُشرق قائمة بأعضاء جسم ضرورية للإنسان، ولكن يمكن البقاء بدونها على قيد الحياة.
1. فتحة الأنف

تملك أنوفنا فتحتين، يفصل بينهما الحاجز الأنفي. تعمل فتحتا الأنف وفقاً لما يصطلح عليه بالدورة الأنفية، التي تمنحنا في الواقع أنفين اثنين. ووفقاً لهذه الدورة، تعمل إحدى فتحتا الأنف بشكل أكبر من الفتحة الأخرى.
كل بضع ساعات، تتحول عملية التنفس من إحدى فتحتي الأنف إلى الأخرى بسبب تمدد أنسجتنا من الداخل. كما أنه من المهم أن تمرر إحدى فتحتي الأنف هواء أقل من الأخرى، لأن ذلك يمنحنا قدرات شم فائقة. البشر حقاً مخلوقات خارقة!
2. الرئة

تعمل الرئتان، كما نعرف جميعاً، على توفير الأكسجين لأجسامنا. والمدهش في الأمر، قدرتنا على العمل والبقاء على قيد الحياة برئة واحدة فقط، مع بعض الاستثناءات البسيطة. على سبيل المثال، لن يتمكن الرياضيون من ممارسة تدريباتهم الرياضية بالطاقة القصوى، لكن على العموم، هذا لا يعني أنه لن يكون بوسعهم التدرب نهائياً.
سوف يعتاد الجسم على العمل بدون إحدى الرئتين، وسيحاول تعويض نقص الأكسجين. كما أن حجم الرئة المتبقية سيكبر تدريجياً لتتكيف على تلك التغييرات. وهو ما سيجعل الجسم يستغرق بعض الوقت قبل أن يعتاد على أداء وظائفه العادية بشكل طبيعي.
3. المعدة

هذا صحيح، بإمكان كثير من البشر مواصلة الحياة دون معدة. لا تمثل المعدة نفس أهمية الأمعاء الدقيقة لعملية الهضم والبقاء على قيد الحياة. بإمكان أجسادنا الاستغناء عن وظيفة المعدة المتمثلة في تفتيت مكونات الطعام وتمريرها إلى الأمعاء.
يمكن أن يصل الجراحون المريء (الأنبوب الذي يصل الحلق بالمعدة) بالأمعاء الدقيقة مباشرة عبر التدخل الجراحي، وبذلك يتمكن الأشخاص من تناول الطعام بشكل طبيعي، مع الاستعانة ببعض المكملات الغذائية والفيتامينات. لكن عادة ما لا يقدم الناس على هذه الجراحة، إلا في حالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان المعدة.
4. اللوزتان

يلجأ معظمنا لإزالة اللوزتين في سن مبكرة. لكن يمكن للبالغين إزالتهما أيضاً، ومن الممكن أن نعيش من دونهما. تقع اللوزتان في الجزء الخلفي من الحلق، وتتمثل وظيفتهما أساساً في منع الميكروبات من الدخول عبر الفم.
يتضاءل حجم اللوزتين ويضمران مع التقدم في السن، عند أغلب الناس، لكن أحياناً تكون هناك استثناءات. حيث تزيد احتمالات تعرض اللوزتين للعدوى ويصبح الشخص بحاجة لإجراء عملية جراحية لإزالتهما.
5. عضلات القشعريرة

ما نعرفه عن القشعريرة أنها تنشط عندما نستمع إلى أغنية مؤثرة أو في البرد الشديد، أو في حالات الخوف. لكننا في الحقيقة لا نحتاج إلى عضلات القشعريرة، لأننا لسنا مثل أسلافنا الذين كانوا يحتاجونها لاتقاء البرد.
تعتبر ألياف العضلات المعروفة بـ "موقفات الشعرة"، المسؤولة عن القشعريرة. وكان البشر القدامى يستخدمونها للوقاية من البرد، تماماً كما نستخدم نحن الآن السترات والمعاطف الثقيلة.
6. بعض أجزاء الأذن

نحتاج إلى آذاننا من أجل السمع، هذا معروف، لكننا لا نحتاج إلى تحريك الأذنين حتى نسمع. توجد مجموعة من العضلات تُعرف بـ"العضلات الأذنية العلوية"، يستخدمها البعض لتحريك آذانهم والتعبير عن مشاعرهم، مثلما تفعل الحيوانات.
لدينا جميعاً تلك العضلات، ويمكننا استخدامها لتحريك آذاننا بعض الشيء، لكنها تصبح أضعف مع مرور الزمن. ومع ذلك، فإن الآذان ما زالت تتحرك عندما نشعر بمشاعر جياشة مثل السعادة، وهي ظاهرة غير قابلة للتفسير.
7. الأمعاء الغليظة

الوظيفة الرئيسية للأمعاء الغليظة هي إخراج الفضلات من الجسم. لا تساهم الأمعاء الغليظة في عملية التمثيل الغذائي، ولديها مسار أكثر استقامة عبر البطن، ولهذا السبب يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة بدونها. غير أنه ما من سبب يستدعي إزالتها، إلا في حالات الأمراض الخطيرة. وعلى أي حال، يمكن للمرء أن يعيش حياة رغدة حتى عندما يضطر لاستئصالها.
8. الجفن الثالث

إذا أمعنت النظر إلى عينيك في المرآة، سترى دائرة وردية صغيرة في زاوية العين الداخلية. إنها الجفن الثالث، وهو لا يفيد البشر كثيراً على عكس الحيوانات، مثل الطيور، التي تستخدمه لمنع دخول الأتربة والبقايا المتناثرة إلى العين.
9. عظمة العصعص

لدينا عظمة عصعص لكنها غير فعالة، على عكس الحيوانات الثدية التي تستخدم ذيولها لحفظ التوازن والتواصل. تقع العظمة في آخر العمود الفقري وتتسب في آلام مبرحة عند تعرضها للالتهاب أو التورمات الناتجة عن وضعيات الجلوس غير سليمة.
وقد خلصت بعض الدراسات إلى أن هذه العظمة لا تزال مفيدة في دعم العضلات ومنطقة الحوض، فيما ترى أخرى أن فائدتها ضئيلة جداً في أحسن الحالات.
10. الطحال

يقع الطحال على الجانب الأيسر من البطن، بجوار المعدة. ورغم أن أهميته متفق عليها، إلا أن الإنسان قادر على العيش بدونه. ذلك أنه عندما يتوقف الطحال عن أداء وظائفه بشكل سليم، فإنه يتضخم أو يتعرض للتلف، فيصبح مصدراً لمشاكل صحية حقيقية. وهذه علامة تحذيرية إلى ضرورة إزالته.
وقد بينت التجارب، أن جسم الإنسان بعد إزالة الطحال، يصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل أسرع. لكن بمرور الوقت، ستتولى أعضاء أخرى مثل الكبد، مهام ووظائف الطحال، وسيظل جسدك قادراً على المقاومة.
11. المرارة

توجد المرارة على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد. وبدونها، يتعذر على الجسم تجميع العصارة الهاضمة المعروفة بـ “العصارة الصفراوية”. بالمقابل، سيظل الكبد قادراً على القيام بهذه المهمة وإفرازها في الأمعاء الدقيقة.
لا شك أن قدرة الإنسان على هضم العديد من الأطعمة تبقى قائمة حتى من بعد استئصال المرارة، لكن قد يصبح الإكثار من الأطعمة الدهنية والدسمة مشكلة، لأنها ستتسبب له في انتفاخات وغازات.
ما العضو الذي فاجأك ذكره في قائمة الأعضاء التي لا تودي بحياة الإنسان؟ هل تعرف أشخاصاً يعيشون بدون واحد من تلك الأعضاء؟