تفسير لشعورنا بأن طريق العودة أقصر، حتى إن اتخذنا المسار ذاته

عندما عاد “آلان بين” إلى كوكب الأرض من رحلة إلى القمر، اعتقد أن طريق العودة أقصر بكثير. ربما قد راودك الشعور ذاته أثناء العودة إلى المنزل من رحلة طويلة. كثيراً ما يصف الناس مرورهم بهذه الظاهرة، ولقد كشف العلماء أخيراً الأسباب وراءها.

شعرنا بالفضول في الجانب المشرق لمعرفة أسباب هذه الظاهرة، فقررنا مشاركتك نتائج بحوثنا بشأن هذا الموضوع.

حتى إن اتخذنا مساراً مختلفاً، سيظل أقصر بالنسبة لنا!

في بادئ الأمر، اعتقد العلماء أن “تأثير العودة من الرحلة” ناتج عن معرفتنا بالطريق. بما أننا مررنا بالمسار ذاته، فنحن مدركون لما يحيط بنا، لذلك لا نشعر بمرور الوقت أثناء عودتنا إلى الديار. غير أن ذلك ليس صحيحاً، بعد أن لوحظ التأثير عينه في السفر الجوي، وحتى عند اختيار مسار مختلف للعودة.

إنها طريقة قياس أجسامنا للوقت وإدراكه

لا يتعلق الأمر فقط بقياس الوقت الذي يمر علينا، بل بحكمنا على الزمن بالاعتماد على ذاكرتنا. أثناء الرحلة، لا نشعر بالفرق في مرور الوقت، ولكن بمجرد انتهاء الرحلة، سنشعر كأن طريق العودة من الرحلة أقصر من طريق الذهاب.

أيضاً، حينما نترك الديار، نملك سلفاً برنامجاً واضحاً عن الوقت الذي سنصل فيه إلى وجهتنا النهائية. الأمر الذي يحثنا على إيلاء اهتمام خاص بالوقت، وتفقد الساعة في الكثير من الأحيان، مما يشعرنا بأن الوقت لا يمر.

يتزايد شعورنا بالتفاؤل بشأن الرحلة

عندما ننطلق في رحلة ونتحمس بشأنها، سنشعر كأننا نستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى هناك. لذلك عندما نستعد للعودة إلى الديار، سنعتقد أننا سنستغرق الكثير من الوقت أيضاً، دون أن ننتبه إلى اختلاف الظروف، لأننا لا نشعر بالقدر نفسه من الفرح والحماس. يدفعنا شعور التوقع إلى التفكير في أننا سنستغرق وقتاً أطول في الوصول إلى وجهتنا النهائية، مقارنة بعودتنا إلى الديار.

قد يراودنا الشعور ذاته أثناء مشاهدة فيديو

في آخر تجربة لهم، أراد العلماء معرفة ما إذا كنا نشعر بذات الطريقة عند مشاهدة الفيديوهات. لذلك شغلوا مقاطع فيديو للشخص نفسه يقود دراجة. يستغرق المقطعان 7 دقائق وينبغي على المشارك في التجربة مشاهدتهما ومعرفة ما إذا كان سيراوده “تأثير العودة من الرحلة”. وكانت النتائج متشابهة، فقد شعر كأن راكب الدراجة وصل إلى المنزل أسرع.

هل مررت بذات التجربة في حياتك؟ هل حدثت لك أثناء اتخاذ المسار ذاته أم في مسار مختلف؟ هل شعرت بذلك أثناء المشي أو القيادة أو على متن الطائرة؟