الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا لم تعد الشهادات مهمّة في عالم اليوم كما كانت؟

لا يتجاوز عدد الطلاب الذين يصلون إلى مرحلة التخرج ويحصلون على درجة البكالوريوس الـ 60 ٪، استناداً إلى بعض الإحصائيات. ولكن هذا لا يعني أن طلاب الـ 40٪ الأخرى انتهى بهم المطاف إلى حال سيء. في عالم اليوم المتسارع، لم يعد التعليم العالي ضامناً للنجاح بالضرورة، وكثيراً ما نسمع قصصاً عن رواد أعمال عصاميين استغلوا وقتهم في "غزو العالم"، بينما كان أقرانهم يجلسون على مقاعد الجامعة.

نحن هنا في الجانب المُشرق نتابع أحدث الاتجاهات العالمية، ونحاول في مقالة اليوم أن نفهم أسباب تراجع مكانة التعليم العالي، وقيمته في الوقت الحاضر.

1. مصاريف كثيرة

في كثير من الأحيان (وفي عدد من الدول) يكلف التعليم العالي الكثير من المال، ويتعين على الخريجين في نهاية المطاف البحث عن وظائف بأجر مرتفع لسداد ديونهم. وعندها يجدون أنفسهم أمام مشكلة أخرى، فمعظم الشركات توظّف فقط ذوي الخبرة العملية. ولهذا السبب يختار الكثيرون الانخراط فوراً في الحياة المهنية بعد نهاية دراستهم الثانوية، وخلال 4 إلى 5 سنوات (التي ستستغرقها دراستهم الجامعية) يصبحون متخصصين ماهرين ويحظون برواتب لائقة مع خبرة مهنية واسعة.

2. الكثير من المبتكرين لم يحصلوا على شهادات جامعية

بدأت أوبرا وينفري مسيرتها التلفزيونية عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، وترك مارك زوكربيرغ جامعة هارفارد خلال سنته الثانية من أجل التفرغ لمشروع “فيسبوك”. إن التعليم يصنع إنساناً تابعاً، يمنحه معلومات جاهزة غير قابلة للتشكيك، ويوحّد المعرفة عن طريق الاختبارات والامتحانات النموذجية. وفي المقابل، ينخرط المتحررون في العمل بعقل مرن وأفكار جديدة، فيصبحون أقرب إلى النجاح.

3. وظائف جديدة تظهر كل يوم

قبل 20 عاماً، لم تكن مهن تقنيّي الروبوتات واختصاصيي تطوير محركات البحث وخبراء التغذية موجودة. مع الزمن، تتطور بعض المجالات بسرعة كبيرة بحيث لا يمكنك دراستها في المدرسة. وأحد الأمثلة على ذلك هو ريادة الأعمال عبر الإنترنت. التعليم العالي مؤسسة معقدة لا تواكب التغيرات السريعة في العالم، ومن المخيف جداً التفكير في مدى تغير سوق العمل في غضون 20 عاماً أخرى، حيث ستظهر وظائف أخرى لا نعرف الآن أسماءها حتى.

4. المستقبل في التعلم عبر الإنترنت

توفر الجامعات مناهج تعليم عامة إلى حد ما، على الرغم من حقيقة أن موضوعاتها مرتبطة بتخصصك. ولكن في عالم اليوم، يوجد عدد كبير من المنصات عبر الإنترنت التي يمكن أن تساعدك على تطوير مهارات معينة، مما يجعلك تفكر أنه من غير الضروري قضاء 4 أو 5 سنوات في الدراسة في الجامعة.

وقد اتضح، على سبيل المثال، أن الكثير من المبرمجين الناجحين يدرسون ذاتياً، مثل بيل غيتس وجوليان أسانج، اللذين تعلما لغات البرمجة من الكتب المدرسية أو دروس الإنترنت، ووضعوا معارفهم على الفور موضع التنفيذ. ويثبت في الواقع أن هذا أكثر فاعلية من البحث عن شعبة مناسبة في الجامعة وقضاء 4 أو 5 سنوات في التخصص فيها.

هل تخرجت من الجامعة؟ وهل تعرف أي قصص نجاح لأشخاص لا يحملون شهادات عليا؟ سيسعدنا أن نسمع رأيك في قسم التعليقات أدناه!

مصدر صورة المعاينة AFP/EAST NEWS, AP/Associated Press/East News
شارك هذا المقال