الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أشهر إطلالات الليدي ديانا تكشف ما جال بخاطرها وعجزت عن وصفه بالكلمات

عندما نصف الأميرة ديانا بأيقونة الأناقة، فإننا لا نبالغ أبداً. لكن لم تحصل الليدي على هذا اللقب بسهولة فقد كشفت ديانا لكاتب سيرتها الذاتية أن خزانة ملابسها قبل زواجها من الأمير تشارلز كانت “تحتوي على فستان طويل وقميص حريري وزوج أنيق من الأحذية، ولا شيء غير ذلك”. بعد انضمامها إلى العائلة الملكية، بدأت ديانا في الاهتمام باتجاهات الموضة الحديثة، والاعتناء بأدق تفاصيل ملابسها. وهكذا أصبحت إطلالاتها تعبر عن حياتها وتعكس بعض الأحداث المصيرية التي مرت بها.

أعدنا في الجانب المُشرق فتح قصة الأميرة ديانا، التي أسرت قلوب الناس ذات يوم، لنلقي نظرة على مراحل انتقالها من فتاة متواضعة إلى أيقونة الجمال والأناقة.

قبل لقائها بالأمير تشارلز، كانت ديانا تعمل بروضة أطفال في لندن كمساعدة لمعلمة أطفال.

هكذا تغيرت إطلالة الليدي ديانا على مر السنوات، والصورتان هنا من عام 1980 و 1996.
قبل أن تنضم إلى العائلة الملكية، عاشت ديانا وفق أسلوب حياة متواضع لفتاة أرستقراطية من لندن. وكانت تفضل ارتداء قمصان أحادية اللون وسترات كلاسيكية وتنانير قطنية مريحة تمتد حتى أسفل الركبة.

بداية علاقتها مع تشارلز وخطوبتهما عام 1981، جعلتها تجدد خزانة ملابسها.

كان بإمكان أميرة المستقبل في البداية الظهور بملابس غير رسمية، كالقبعات ذات الحواف الناعمة والبلوزات العادية والسترات السميكة، وكل ما كان يعتبر موضة عصرية في فترة الثمانينيات. لكن ارتباطها بأحد أفراد العائلة الملكية أجبر ديانا على اختيار ملابسها بعناية أكبر بعد ذلك.

بدت ديانا في البداية متواضعة وبسيطة للغاية. ولأنها لم تكن تملك أي فكرة عن الشكل الذي يجب أن تظهر به أميرة المستقبل، فقد جربت جميع الخيارات الممكنة، من فساتين “السيدة العجوز” المزينة بالزهور، إلى البلوزات الغريبة المُكشكشة. لكن الحيوية الملحوظة لهذه الفتاة الرائعة كانت قد أذهلت البريطانيين بالفعل، وجعلتهم يغضون الطرف عن إخفاقات الأميرة سبنسر الشابة في عالم الموضة.

على سبيل المثال، اختارت ديانا الظهور بهذا الزي خلال مناسبة أقيمت عام 1981.

في اليوم الذي بدأت فيه امرأة عادية حياتها كفرد من العائلة الملكية.

بعد مرور شهر على خطوبتهما، ظهرت ديانا وتشارلز في حفل خيري نظم بقاعة غولدسميث. كانت ديانا ترتدي فستان سهرة أسود بدون حمالات. وفي ذلك المساء، أعلنت وسائل الإعلام أنه يمكن اعتبار ديانا، بداية من هذا اليوم، الشخصية الملكية الأكثر أناقة في بريطانيا كلها.
قال المصممون إن ديانا أغرمت بالفستان من أول نظرة: “لقد وقعت في حبه، ولم تهتم بحقيقة أن سيدة أخرى ارتدته بالفعل في مناسبة خيرية.. ولم تترك لنا فرصة للتفكير في ما إذا كان الفستان مناسباً لهذه الحفلة. لكنها بدت رائعة فيه”.

فستان زفاف الأميرة ديانا يثير الكثير من الجدل.

حين ظهرت الأميرة ديانا بهذا الفستان، رأى بعض الناس أنه يليق بالزفاف الملكي بالفعل، فيما قال آخرون إنه أبعد ما يكون عن الكمال. كان اختيار القماش غير موفق، إذ لم يفكر المصممون في حقيقة أن ديانا ستأتي إلى مكان الحفل مع والدها في سيارة صغيرة، فانتهى الأمر بديانا سبنسر بالوقوف أمام الناس بثوب مجعد. صُنع الثوب من قماش التفتة الحريري والدانتيل العتيق، وزُين بتطريز يدوي و 10 آلاف لؤلؤة كان بعضها على شكل قلب في منطقة الصدر. ثم اكتمل المظهر بذيل يبلغ طوله أكثر من 7 أمتار. كان هذا الثوب الفاخر كافيا لمحو تاريخ ديانا السابق من التواضع.

خلال حملها الأول، فضلت ديانا ارتداء ملابس أنيقة وفضفاضة.

كانت ملابس ديانا خلال هذه الفترة تزين عادة بكشاكش وأربطة وإضافات أنثوية أخرى. في يوم مغادرتها المستشفى، حاملة بين يديها الأمير الأول، كانت الليدي ترتدي فستاناً فضفاضاً باللونين الأخضر ومنقطاً بالأبيض، مع ياقة مطوية. أخفى هذا الثوب ببراعة بروز بطن ديانا الذي كان لا يزال مستديراً بعد الولادة.

بعد إنجاب ابنها، أصبحت ملابس ديانا أكثر أنوثة من أي وقت مضى.

خلال الثمانينيات، بدأت ديانا في تغيير إطلالتها من خلال ملابسها، فاستعانت بأشرطة الساتان على الخصر، والأكمام المنتفخة، لتحديد قوامها. أما في الحياة اليومية، فضلت الليدي “دي” الأزياء البسيطة والتي بدت غير مهندمة بعض الشيء.

ارتدت الأميرة الزي نفسه في العديد من المناسبات، رغم أن هذا يتعارض مع قوعد السلوك المتعارف عليه في العائلة الملكية.

“أنا لا أتبع القواعد المكتوبة.. أنا أتبع ما يريده قلبي، وليس عقلي”. عبارة كانت تقولها ديانا وتؤمن بها، فلم تكن تخشى الظهور بالزي نفسه أكثر من مرة، رغم أن هذا لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع قواعد السلوك في العائلة الملكية. وكانت القاعدة الوحيدة التي لم تخرقها ديانا هي التعامل مع المصممين والمصنعين المحليين.

ارتدت ديانا فساتين سوداء متجاهلة القاعدة التي تنص على أن هذا اللون يقتصر على حالات الحداد.

في عام 1985، رقصت الليدي “دي” مع الممثل جون ترافولتا في إحدى المناسبات. انتشرت صور الثنائي الراقص في جميع أنحاء العالم بسرعة، ووصف ترافولتا هذه التجربة في وقت لاحق بأنها “مثل مشهد من حكاية خرافية”. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الفستان الأسود تاريخياً بمعنى الكلمة وجرى بيعه في أحد المزادات بمبلغ قياسي بلغ 264 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 350 ألف دولار).

تعرضت كذلك لبعض الحوادث المؤسفة المتعلقة باختيار الملابس.

في هذا الزي، كان من الممكن أن يتم الخلط بين ديانا والنادلة

هذا الفستان جعل شكل جسم الليدي المثالي غير متناسق

عارضت ديانا بعض قواعد الحياة ضمن النظام الملكي وعبرت عن ذلك بمظهرها.

قد يبدو الطلاء الأحمر خياراً لا يختلف عليه أحد، لكنه لا يناسب نساء العائلة الملكية، إذ يفرض البروتوكول استخدام درجات الألوان التي تبدو طبيعية فقط. ومع ذلك، أثبت اختيار ديانا للطلاء الأحمر اللامع شجاعتها، لا سيّما عندما بدأ زواجها من الأمير في الانهيار. كان ذلك الاختيار إشارة إلى أنها تعارض ما يُفرض عليها، وهو الشيء نفسه الذي كان يظهر من خلال محاولاتها لتغيير طريقة ملابسها.

فستان أبيض منقّط بالأحمر ومعطف أحمر سميك، 1985

تنورة بيضاء منقطة بالأحمر مع كنزة شتوية، 1986

رغم مرورها بالكثير من المشكلات الأسرية، كانت ديانا تتقن الظهور بأسلوبها الخاص.

في هذه الصورة، تنظر ديانا إلى زوجها الأمير تشارلز وهو يتحدث في مؤتمر صحفي في المتحف الوطني للفنون، في العاصمة واشنطن عام 1985.

في إحدى المقابلات الصحفية، قالت ديانا، متحدثة عن علاقة زوجها بكاميلا باركر بولز: “كان هناك ثلاثة أشخاص في هذا الزواج، لذلك فقد بدا لي مزدحماً بعض الشيء”. وبعدما ساءت الأمور، وجدت ديانا نفسها تهرب إلى علاقة غرامية خارج الزواج. ولكن كل هذه المشكلات الأسرية لم تمنع الليدي من إتقان فن الإطلالات الساحرة، وتعلمت اختيار الإكسسوارات والمجوهرات التي تناسبها بمهارة. حتى أنها بدت في بعض الأحيان سابقة لعصرها، وسرعان ما أصبحت الأميرة ديانا نجمة في عالم الموضة.

كيف انعكس الانفصال على إطلالات الأميرة؟

في عام 1992، أعلن تشارلز وديانا أمام الملأ نهاية ارتباطهما. عادت الأميرة إلى ارتداء أحذية الكعب العالي وبدأت تفضل الفساتين الضيقة التي لا تخفي شكل جسدها، بعد أن وجدت نفسها متحررة من القيود الرسمية. كان من الواضح أنها لا تحب قواعد اللباس المفروضة في البلاط الملكي. بعد ذلك، بدأت الليدي في الظهور بالفساتين ذات الصدر المفتوح في المناسبات المسائية، مبتكرة حيلتها الشهيرة الخاصة لإخفاء فتحة صدرها بالحقائب الصغيرة، عند الخروج من السيارات.

كانت نقطة الانهيار في حياة ديانا عام 1994 عندما اعترف الأمير تشارلز أمام الملأ بأنه كان على علاقة غرامية مع كاميلا باركر بولز.

انتهت القصة التي كانت تبدو كقصص الأساطير بنهاية حزينة، وفضيحة علنية. تعرضت الليدي ديانا للخيانة من قبل زوجها، فقررت الانتقام منه بطريقة أنيقة. خرقت ديانا البروتوكول الملكي بشكل علني لأول مرة، وظهرت مرتدية “فستان الانتقام” الشهير. أحدث هذا الفستان الأسود الصغير مع خط الكتف المتدلي ضجة كبيرة، مشيراً إلى أن “الفتاة الطيبة” السابقة قد تحولت إلى امرأة واثقة، لا تشعر بالخجل عندما يتعلق الأمر بجمالها.

منحت الأميرة ديانا لنفسها مساحة أكبر من الحرية عاماً تلو الآخر.

حينما بدأ كل من الأمير تشارلز والأميرة ديانا العيش بعيداً عن الآخر، شوهدت الليدي في كثير من الأحيان بفساتين قصيرة عصرية في الأماكن العامة، وأضافت إلى خزانة ملابسها مجموعة أزياء شاعرية. قيل إنها بعد تجربة الطلاق بدأت تعيش بحب ورومانسية فانعكس ذلك بشكل مباشر على مظهرها.

في آخر عام في حياتها، انشغلت ديانا بالكثير من الأسفار والأعمال الخيرية.

وهكذا، بعد الطلاق، في أغسطس 1996، تلاشت الإطلالة الملكية لليدي “دي” شيئاً فشيئاً. ولكن حتى عند عودتها إلى ملابسها البسيطة، كانت إطلالاتها رائعة. ومع اهتمامها بنفسها لم تنس الآخرين، فقد لفتت الليدي ديانا انتباه العالم كله إلى الفقراء ومرضى الإيدز. وقد صرحت في إحدى مقابلاتها الأخيرة قائلة: “يجب على شخص ما أن يخرج إلى الناس وأن يحبهم ويثبت لهم ذلك”.

“أود أن أكون ملكة في قلوب الناس، لكنني لا أرى نفسي ملكة حقيقية لهذا البلد”.

إنها مقولة رددتها ديانا خلال إحدى المقابلات. وقد تمكنت هذه الأميرة بالتأكيد من أسر قلوب الملايين. ورغم الأحداث المؤسفة التي عاشتها، والأفعال التي بدت غريبة، وصراحتها الشديدة، ظلت الأميرة ديانا محبوبة الملايين إلى الأبد. أحبها الناس بسبب حبها وتعاطفها، اللذين جعلاها تحقق الكثير من الأشياء الجيدة في حياتها القصيرة.

ما المشاعر التي انتابتكم وأنتم تقرؤون هذه التفاصيل في قصة حياة الأميرة ديانا؟

شارك هذا المقال