“كان أكثر وسامة مما كنت أتخيله”.. امرأة عمياء تستعيد بصرها وترى وجه زوجها لأول مرة
تبدو قصة حب صوفيا كورا، بطلة مقالتنا، وكأنها حبكة فيلم نود بالتأكيد مشاهدته. فقد انتقلت من مكافحة مرض جعلها فجأة عمياء إلى التغلب عليه بدعم من حب حياتها، مما يثبت أن المشاعر الحقيقية يمكن أن تساعدنا على تجاوز جميع العقبات.
بقلوب مليئة بالسعادة والفرح نشاركك في الجانب المُشرق قصة صوفيا لنذكرك بعدم التخلي عن الأشخاص الذين تحبهم رغم كل الظروف القاهرة.
استيقظت ذات يوم لتجد أن حياتها انقلبت رأساً على عقب
في آخر يوم دراسي لها كطالبة جامعية جديدة، استيقظت صوفيا صباحاً وشعرت أن هناك خطباً ما، لكنها لم تكن قادرة على فهم ما كان يحصل لها بالضبط. وأثناء قيادة سيارتها إلى الجامعة، أدركت أن كل شيء أصبح ضبابياً. وفي الفصل، كانت الكلمات على السبورة وحتى على الورقة أمامها غير مقروءة بالنسبة لها إطلاقاً. في تلك اللحظة، جعلها الذعر المفاجئ الذي انتابها تتساءل عما إذا كانت تحتضر.
في الواقع، أُصيبت الفتاة بمرض يسمى القرنية المخروطية، والذي نتج عنه انخفاض حاد في بصرها. وكشفت صوفيا: “دخلت في حالة هستيرية دامت أسبوعين ثم استسلمت للاكتئاب لمدة 8 أشهر تقريباً حيث تغيّرت حياتي كلياً”.
التقت بزوجها المستقبلي في وقت كانت في أمسّ الحاجة إليه
لم تسمح صوفيا لحالتها المرضية بإبعادها عن مقاعد الدراسة، لكنها انتقلت إلى مؤسسة أخرى كانت أقرب إلى مسقط رأسها، حيث لم تعد قادرة على القيادة لمسافات طويلة. وحسب صوفيا، فإن الجزء الأصعب من تجربتها كان “الابتعاد عن عائلتي ونظام الدعم في الوقت الذي كنت أتعامل فيه مع حياتي اليومية المتغيّرة بشكل يومي”. ومع ذلك، وضع القدر في طريقها زوجها الحالي، كريستيان.
وقد أوضحت صوفيا قائلة: “أصبح كريستيان عائلتي ونظام الدعم الخاص بي. لقد تأثرت بشدة بمدى اهتمام هذا الشخص الذي التقيت به للتو بي”.
كان كريستيان وصوفيا يعملان كمساعدين مقيمين في الجامعة وبدءا علاقاتهما كصديقين، لكن كريستيان لم يتوقف عن الاعتناء بها منذ أن عرفها. وقالت صوفيا: “كان يرافقني في الحرم الجامعي ويتأكد من تناولي غدائي ويساعدني على الدراسة عن الطريق صنع بطاقات تعليمية لفظية”.
لقد جعلها تهرب من كل الأشياء الفظيعة التي كانت تمر بها. وقالت: “كنا نلتقي للعب في جامعتنا، وخلال ذلك الوقت، كان بمقدوري نسيان معاناتي والاستمتاع بوقتي مع كريستيان”.
كانت لحظة لا تنسى عندما رأته لأول مرة
تطلّبت عملية شفائها تجربة مجموعات مختلفة من العدسات اللاصقة وإجراء عمليتين جراحيتين.
ورغم أن العدسات الأولى التي استخدمتها صوفيا لم تعمل على المدى الطويل، إلا أنها تمكنت من رؤية الوجوه لعدة ساعات في أحد الأيام. وعندما رأت وجه كريستيان لأول مرة، ذُهلت بمدى وسامته وظلّت تستكشف كل تفاصيله. وقد قالت صوفيا مازحة: “كان مقتنعاً بأنني اعتقدت أنه قبيح بسبب ردة فعلي”. ومع ذلك، كشفت عن رأيها الحقيقي قائلة: “لقد كان أكثر وسامة مما كنت أتخيله”.
اضطر الثنائي إلى الإبتعاد عن بعضهما لمدة 3 سنوات
بدأت صوفيا رحلة التعافي بعيداً عن كريستيان، ولم يتمكنا من رؤية بعضهما البعض لمدة 3 سنوات. لم يعرف أي منهما ما إذا كانا لا يزالان يكنان مشاعر الحب لبعضهما البعض بعد كل هذا الوقت. ومع ذلك، قررت صوفيا الاعتراف له بمشاعرها وقادت السيارة لمدة 7 ساعات لرؤيته مرة أخرى. وعلى الرغم من أنها رأت صوراً له، إلا أنها لم تر وجهه عن قرب منذ أن استعادت بصرها بالكامل.
وقد قالت صوفيا: “كان لقاؤنا عاطفياً ولطيفاً للغاية، وسُعدت كثيراً لرؤية وجهه بشكل كامل بعد مرور الكثير من الوقت. اعتقدت أنه كان لطيفاً جداً وأردت أن أبقى معه إلى الأبد”.
يعيش الثنائي في سعادة دائمة
اعترفت صوفيا بحبها لكريستيان، وتبيّن أنه يشاركها نفس الشعور. واحتفل الثنائي بخطوبتهما بعد شهرين ثم تزوجا بعد 6 أشهر. وقالت صوفيا: “لم نعد نريد الابتعاد عن بعضنا البعض بعد الآن”.
حالياً، أصبح لكل منهما وظيفة يستمتعان بها. وتستمر صوفيا في زيادة الوعي بمرض القرنية المخروطية والتأكيد على أهمية تشخيصه في الوقت المناسب حتى يتلقى الناس العلاج بشكل صحيح. والآن، يخطط الثنائي لشراء منزل و"الاستمتاع ببقية حياتنا معاً"، حسب قول صوفيا.
أي جزء من قصة صوفيا كان الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة لك؟