كيف تغلب ديف باتيستا على المصاعب ليحترف التمثيل
أثبت ديف باتيستا للجميع، مراراً وتكراراً، أنه شخص لا يعرف الاستسلام، لذا لا يعتبره الكثيرون نجماً عادياً. صب باتيستا تركيزه على بناء وتحسين نفسه، ولم يتهاون أبداً. والأهم، ظل متفائلاً في كل مرة تتعقد فيها الأمور. يمكننا تعلم الكثير من الدروس القيمة منه، فهو يثبت لنا إمكانية تحقيق أي شيء بالإصرار والمثابرة والجهد والتفاني.
رحلته بحلوها ومرها
بدأ ديف باتيستا حياته من الصفر. حصل باتيستا على وظيفة حارس في عمر السابعة عشر، وكانت أول وظيفة له، وظل يعمل بها أكثر من 10 سنوات. لكنه اصطدم بتحديات الحياة عندما وجد نفسه في أواخر التسعينيات أباً لابنتين تحتاجان إلى الطعام والرعاية. لم يكن بإمكانه شراء أي هدايا لبنتيه. اقترض المال وبحث كثيراً عن عمل، لكنه لم يكن مدعوماً بأي تعليم أو علاقات.
نتاج العرق والدموع
بالرغم من مصاعب وتحديات الحياة المتواصلة، لم يستسلم باتيستا. جرب العديد من الأمور، وذاق الكثير من الفشل. التحق بمدرسة المصارعة المحترفة، وقضى فيها سنوات. وفي نهاية المطاف، بعد تدريبات شاقة ومصاعب جمّة، فاز باتيستا بـ 6 بطولات عالمية عام 2005. فتحت له الفرص أبوابها، وبحلول عام 2009، كان من أنجح وأبرز نجوم المصارعة الحرة.
ذكر باتيستا أن صورته كانت تتصدر العروض والمجلات والإعلانات التجارية وما إلى ذلك، إلى جوار صورة جون سينا. في تلك السنوات، انتقل بعض المصارعين، مثل دوين جونسون، من عالم المصارعة الحرة إلى أفلام هوليوود، وأظهروا أن قدرات المصارعين تتجاوز ما نراه داخل الحلبة. لذا، بعد فشل المفاوضات بين باتيستا ومؤسسة المصارعة الحرة العالمية (دبليو دبليو إي)، غادر عالم عروض المصارعة نحو التمثيل عام 2010.
نجاحه الكبير في فيلم سينمائي
مرّ باتيستا بالكثير، لكن الأمر كان يستحق. قال باتيستا إنه لم يكن يهتم بالتمثيل في البداية، فقد أحبّ المصارعة لأنه شعر فيها بأنه على طبيعته. لكنه فكر في الأمر عندما رأى جون سينا يحصل على بعض الأدوار في هوليوود بعدما غادر عالم مصارعة المحترفين عام 2010. خلال سنواته الأولى في التمثيل، خسر باتيستا جميع أمواله التي ادخرها من المصارعة، وبدا أنه عاد إلى الخانة الأولى. حصل باتيستا على الكثير من الأدوار، لكنه لم يتمكن من ترك بصمة واضحة بسبب ركاكة النص والأعمال التي شارك فيها. لكن تدخل أحد أصدقائه وأسداه نصيحة رائعة.
كانت النصيحة: “سيكون المال مغرياً، لا تقع في ذلك الفخ”. أنصت باتيستا لصديقه، وتروّى في الأمر، وقَبِل بعض الأدوار الصغيرة في الأفلام حتى حصل في نهاية المطاف على دور كبير. وقع عليه الاختيار للمشاركة في سلسلة أفلام حراس المجرة ( Guardians of the Galaxy) ضخمة الإنتاج، وحصل على دور “دراكس”. كان باتيستا يقود سيارته عندما وصله خبر حصوله على الدور، فاضطر لإيقاف سيارته لأنه كان مغموراً بالمشاعر وكان يرتجف من الفرح. واتصل بزوجته فوراً لينقل لها الخبر السعيد، وشعرا معاً بحماس بالغ.
وضع بصمته ويواصل تحسين نفسه
سرعان ما حقق نجاحات عديدة بعد ذلك. تلقّى باتيستا الكثير من العروض، وعاد إلى مصارعة المحترفين لمدة ما. وبدأ البعض يقارنونه بدوين جونسون بسبب بنيتهما الجسدية المتشابهة وتوجه كليهما نحو التمثيل، لكنه قال: “لم أرغب قط في أن أكون ذا روك الجديد. كل ما أردته هو أن أكون ممثلاً جيداً، ممثلاً محترماً”.
أوصلته عقليته لما هو عليه الآن
باتيستا شخص قوي وصلب بلا أدنى شك. قال ذات مرة في مقابلة: “أخاف من أمور، وأتوتر بشأن أشياء. لكنني أجبر نفسي على فعل أشياء تجعلني غير مرتاح لأنني أعرف أنني لن أحقق أي شيء إذا لم أفعل ذلك. ربما أرتجف بداخلي من الخوف، لكنني لن أسمح له بإعاقتي”. يمكننا جميعاً الاقتداء بشجاعته وإصراره، وأن نتعلم منه الجرأة والحكمة والصبر.
والآن، تنهال على باتيستا كثير من العروض للمشاركة في الأفلام، لكنه يركز على إتقان حرفته. قال: “لا أبالي بالأضواء، ولا أهتم بالشهرة. كل ما أريده هو أن أكون ممثلاً أفضل. أريد أن أحظى بالاحترام من زملائي. لا أحتاج إلى الجوائز، فالأمر بالنسبة لي يتعلق بالخبرة”. لم يكن باتيستا يطارد المال أو الشهرة، بل صب كامل تركيزه على تحسين نفسه، مما جعله الآن ممثلاً استثنائياً، لأنه وصل إلى ما وصل إليه بالعرق والدموع.