قصة سلمى حايك تثبت أن أحلامك تستحق الكفاح من أجلها
ما يقيس ثقتك بنفسك هو إيمانك بقيمتك وقدرتك على مواجهة أي موقف. أو هذا ما فعلته سلمى حايك على الأقل عندما كانت مجرد ممثلة لاتينية غير معروفة واجهت الرفض مرات عديدة، لكنها لم تتوقف عن الإيمان بنفسها حتى حققت كل ما كنت تحلم به.
بداية أحلامها
بدأت المسيرة الفنية لسلمى حايك في وطنها الأم، المكسيك. بلغت الممثلة ذروة نجاحها المهني في المكسيك بعدما لعبت دور البطولة في مسلسل تيريزا (Teresa)، ثم في فيلم زقاق المعجزات (El callejón de los milagros). وترشحت بفضل الفيلم المذكور لنيل جائزة آريل، التي تعد بمثابة جائزة “بافتا” المكسيكية. لكنها أرادت المزيد، ففكرت في اتخاذ خطوة أكبر إلى الأمام، حتى لو كان ذلك يعني أن تخاطر بكل شيء. وبذلك شقّت أولى خطواتها في هوليوود.
انتقلت حايك إلى لوس أنجلوس، كاليفورنيا، لدراسة التمثيل. وبعد ظهورها في عدد من الأدوار الصغيرة، حصلت على أولى بطولاتها المطلقة مع أنتونيو بانديراس في فيلم خارج عن القانون (Desperado)، والذي فتح لها الباب أمام المزيد من الفرص للعمل مع مشاهير آخرين مثل جورج كلوني، وويل سميث، وبينيلوبي كروز.
“لا يمكن لأحد إيقافنا”
سابقاً، لم يكن من السهل على أي ممثلة لاتينية الحصول على دور مناسب في الأعمال الكبيرة. في مقابلة مع الممثلة سلمى حايك، قالت إنها واجهت الكثير من التعليقات السلبية خلال مسيرتها المهنية حول قلة فرص حصولها على دور البطولة.
ذات مرة، صرّح أحد المنتجين لها بأنها لن تصبح نجمة أبداً بسبب أصولها المكسيكية، بغض النظر عن موهبتها الرائعة، وقال لها: “مهما كنت تظنين أنك جميلة، وبغض النظر عن موهبتك وقدراتك في التمثيل، عندما تفتحين فمك، لن يتذكر الجمهور إلا خادماتهم”. لكن لم توقفها تلك التعليقات السلبية، وقالت: “نحن جيل الممثلات اللاتي أصبحن رائدات أعمال ومنتجات ومخرجات. ببساطة، لا يمكن لأحد إيقافنا”.
“النساء قادرات على فعل أي شيء”
في عام 1999، أسست حايك شركة فينتاناروزا للإنتاج، وظهرت من خلالها في عدد من الأفلام والمسلسلات إلى جانب أعمال تابعة لبعض الشركات المعروفة الأخرى. وفي عام 2002، أنتجت سلمى حايك فيلم فريدا (Frida) وقامت فيه بدور البطولة، ونالت بفضله جائزتي أوسكار وترشحت لجائزة أفضل ممثلة.
وبمناسبة عرض مسلسل موناركا (Monarca)، من إنتاجها أيضاً، تحدثت سلمى حايك عن أنها تفكر كثيراً في نفسها عندما كانت أصغر سناً، وقالت: “عندما أنظر إلى صوري في العقد الرابع أو الخامس من العمر، أرى نفسي أجمل مما كنت أرى نفسي في ذلك الوقت. كنت أقسو على نفسي كثيراً بالانتقادات”.
“الرضاعة تجربة تشاركية”
سلمى حايك من أنصار الرضاعة الطبيعية، وتحرص دائماً على إبراز فوائدها للأطفال. في رحلتها إلى سيراليون، أرضعت حايك طفلاً إفريقياً، وقالت عن ذلك: “كنت في مرحلة فطام فالنتينا، وما زلت قادرة على ضخ الكثير من الحليب، لذا أرضعت ذلك الصغير. كان عليكم النظر إلى عينيه. عندما شعر الصغير بالتغذية، توقف عن البكاء فوراً”.
كما نشرت صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات تبرز أهمية الرضاعة الطبيعية، بالرغم من جدول أعمالها شديد الازدحام. تقول: “عندما كنت أصوّر مسلسل 30 روك (30 Rock)، كنت ما زلت أرضع فالنتينا. ولم أتوقف عن إرضاعها حتى بلغت 14 شهراً. فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال هائلة ولا تقدر بثمن”.
“قائدة رائعة”
عندما وقع اختيار المخرجة كلوي تشاو على سلمى حايك لتكون بطلة خارقة جديدة في عالم مارفل، قالت عنها: “دعمها للآخرين وإيمانها العميق بقدرتها وكونها أما لا تخشى الحب أو ارتكاب الأخطاء أو الاعتراف بضعفها... هذه سمات القادة الشجعان، صفات قائدة رائعة”. وأعلنت سلمى أنها ستجسد شخصية “أجاك” في فيلم الأبديون (Eternals)، شخصية قائدة الأبطال الخارقين الذين سينقذون البشرية.
ويجسّد ذلك الدور ما وصلت إليه الممثلة من إنجاز في هوليوود، وتؤكد بذلك فتح الباب أمام جميع اللاتينيين الذين كانوا بانتظار تلك اللحظة. ووصفت سلمى، والدموع تملأ عينيها، مدى تأثرها في اللحظة التي ارتدت بها زي الشخصية، وقالت: “عندما رأيت وجهي الأسمر في زي الأبطال الخارقين، رأيت وجهي وأنا فتاة صغيرة تحظى بالشجاعة لتحلم أحلاماً كبيرة. رأيت وجه كل الفتيات الصغيرات”.
“العمل الجاد والاستعداد”
بعد حياة مهنية حافلة عملت فيها ممثلة ومنتجة وناشطة ورائدة أعمال، كشفت سلمى في نوفمبر 2021 عن نجمتها في ممشى المشاهير في هوليوود. وخلال كلمتها، تذكرت سلمى كيف رُفضت أكثر من مرة في أدوار البطولة، وقالت: “لطالما كنت أسمع عبارة ’لماذا لا تعودين إلى المسلسلات المكسيكية؟ لن تعثري على عمل هنا أبداً!‘ لم يكن يريدونني هنا، لطالما أرادوا مني العودة إلى بلادي”.
بالرغم من حزنها وخيبة أملها، لم تستسلم. لقد كافحت سلمى حايك من أجل أحلامها، وقالت: “تسلحت بالعمل الجاد، والاستعداد. لم أبالِ بما يقوله الآخرون. والأهم، لا تستمع لنفسك عندما تحاول إحباط نفسك”.
ما أكبر أحلامك التي تمكنت من تحقيقها؟ وكيف كان الطريق نحو تحقيقها؟ شارك معنا قصتك في التعليقات!