8 أشخاص يغيّرون العالم إلى الأفضل بالفنون واللطف الغامر
قد لا يُرى جمال الروح من الخارج، ولكن الشعور به ممكن بالتأكيد، فهو يتجلى في صور بسيطة أحياناً، مثل كلمة طيبة، أو نظرة لطيفة. وفي الواقع، عالمنا مليء بالأناس الرائعين الذين يمكنهم أن يكونوا مصدراً للإلهام والتحفيز. وقد قرر عدد من هؤلاء الفنانين تغيير العالم للأفضل بأنفسهم وبأيديهم، من خلال إبداعاتهم الفنية، ودون الاعتماد على الآخرين.
وجدنا في الجانب المشرق 8 أمثلة رائعة للفن الذي يمكنه أن يغير العالم نحو الأفضل.
1. الفريق الألماني
أوكلت سلطات مدينة بالميتاس إلى مجموعة مكونة من 13 فرداً من فناني الشوارع تسمى German Crew مهمة طلاء جدران المنازل الرمادية المتسخة في البلدة. وقد كان على هؤلاء المبدعين الرسم على “لوحات” بمساحة 20,000 متر مربع.
استغرقت العملية برمتها حوالي 5 أشهر، لكن النتيجة كانت تستحق العناء. تم طلاء 209 منازل، يسكنها 1808 أشخاص، بجميع ألوان قوس قزح. وتلقى السكان هذا التغيير بشكل إيجابي، لكن الأهم من ذلك، أن الألوان الزاهية ساعدت في تقليل مستوى الجريمة في المدينة، حيث اقترب مؤشرها فعلياً من الصفر.
2. باتريك كوميسي
يرسم الفنان الفرنسي باتريك كوميسي وفريقه جداريات غرافيتي واقعية على جدران المباني العالية، مساهمين في جعل هذا العالم أكثر إشراقاً. لا يعتمدون على أي مساعدة، ويقومون بكل شيء بأنفسهم. عندما يرى الفريق واجهة بناية قبيحة، فإنهم يجلبون الطلاء والفراشي ويحولون الشوارع البسيطة إلى صالات عرض، والمنازل العادية إلى معالم فنية تستحق المشاهدة. يميل كوميسي إلى رسم لوحات بأوهام بصرية. ونتيجة لذلك، تصبح للبيوت التي يمرّ بها نوافذ وشرفات ساحرة جديدة.
3. جيف هانسون
كان جيف هانسون طفلاً صغيراً عندما اكتشفوا أنه يعاني من ورم في مخه كاد يجعله أعمى. وبينما كان الفتى يخضع للعلاج الكيميائي، حاولت والدته مساعدته على مقاومة المرض بالفن، وهكذا أصبح جيف فناناً. وعلى الرغم من أنه قادر فقط على تمييز مواصفات وألوان الأشياء الكبيرة، فقد اخترع تقنيات عمله الخاصة. عندما بلغ جيف من العمر 21 عاماً، أصبح بالفعل من مشاهير الفن، واليوم، يبلغ متوسط سعر كل لوحة يرسمها حوالي 4000 دولار، ويعتبر وارن بافيت وإلتون جونز من زبائنه.
عندما كان جيف في التاسعة عشرة من عمره، قطع وعداً على نفسه أنه ببلوغه سن العشرين، سيتبرع بمليون دولار للأعمال الخيرية، وقد فعل. ومازال يواصل تقديم المساعدة المالية لأكثر من 100 مؤسسة خيرية، من بينها المؤسسات التي تدعم الأطفال المصابين بالأورام.
4. مارتينا بيلي
مارتينا بيلي فنانة إيطالية مبتدئة، تدرس في أكاديمية فلورنتين للفنون الجميلة. تستلهم مارتينا إبداعها من الطبيعة، وعادة ما تكون الحيوانات هي الموضوع الأبرز الذي يظهر في لوحاتها. لا تحب استخدام القماش أو الورق، ولكنها ترسم بدلاً عن ذلك على الألواح الخشبية المعاد تدويرها والتي سيكون مصيرها حاويات القمامة إذا لم تستخدمها في لوحاتها الفنية الجميلة. إن الحب والطيبة والطبيعة أجزاء لا تتجزأ من فنها.
5. أغنيس كاسباركوفا
أغنيس كاسباركوفا فنانة تشيكية تبلغ من العمر 91 عاماً. قررت هذه السيدة تحويل قريتها الصغيرة لوكا Luka في جمهورية التشيك إلى مكان مذهل لا يصدق. وهكذا واظبت خلال كل فصلي ربيع وصيف على مدار الأربعين عاماً الماضية، على رسم زخارف على المنازل لتضيف مزيداً من الجمال إلى قريتها.
تحظى رسومات أغنيس بإعجاب كل سكان القرية، الذين قدروا رغبتها في تغيير المكان إلى الأفضل من خلال منحه هوية لونية وطنية. وقد أصبحت أغنيس من المشاهير الحقيقيين! غير أن الأكثر إثارة للدهشة هو أن هذه الفنانة لا تفكر في النتيجة، لأنها ترسم وهي نفسها لا تعرف أي لوحة ستنبثق من بين أناملها!
6. روبرتو ماماني ماماني
ينتمي الفنان البوليفي روبرتو ماماني ماماني إلى قبائل الأيمارا، وهو ما طبع أعماله الفنية بتقاليد وألوان ورموز أصيلة. يقول ماماني إن جدته شجعته على الرسم، وعلمته مدى أهمية تذكر أصوله، ومنح حياة جديدة لثقافة شعوب الأنديز.
رسم هذا الفنان تماثيل قديمة على جدران المباني التي بنتها الدولة لإعادة توطين الفقراء، في مشروع تم تشييده على ارتفاع 4000 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو ارتفاع قياسي! يقول ماماني إن هؤلاء الناس لم يكونوا يملكون أي شيء على الإطلاق، والآن صارت لديهم منازل مطلية بالألوان الرائعة. إنه مثال على أهمية المشاركة والعطاء الذي يجب أن نقدمه لبعضنا البعض.
7. جان فورمان
لا يحب الكثيرون منا العيش في مدن رمادية ورتيبة، ولذا يحاول الفنان الألماني جان فورمان فعل ما باستطاعته لتغيير الوضع. ذات مرة، لاحظ أن قطع الليغو Lego كثيراً ما تمثل نماذج من الحياة العادية للبالغين: حيث يمكن استعمالها لتشكيل المنازل والمكاتب والسيارات.
ولعل أهم ميزة في الليغو أنه يجعل كل شيء يبدو أكثر جاذبية بفضل ألوانه. وهكذا أطلق فورمان مشروع Dispatchwork حيث يسافر عبر جميع أنحاء العالم لـ"يرمم" المباني باستخدام قطع الليغو الملونة.
8. تيري غايتون
عام 1986، عاد الفنان تيري غايتون إلى هايدلبرغ، ورأى أن شارع ديترويت حيث ترعرع أصبح خرابة ومليئاً بمظاهر الفقر والمخدرات. وبتشجيع من جده، حاول غايتون إيجاد حل للمشكلة، فالتقط فرشاة رسمه واتخذها سلاحاً للتغيير. وهكذا تم إنشاء مشروع هايدلبرغ لتحسين حياة الناس وترميم الأحياء من خلال الفن.
يتضمن المشروع الرسم والنحت والتركيب، وقد تمت إعادة تصميم المنازل المهجورة، والسيارات الصدئة، وأجهزة التلفزيون والمكانس الكهربائية والثلاجات في تركيبات مجسمة، وتم طلاؤها بألوان زاهية. لتتحول هايدلبرغ إلى منطقة لجذب السياح، ويحصل تيري بفضل هذا المشروع على العديد من الجوائز الدولية.
هل لديك مصدر إلهام خاص يشجعك على تغيير العالم نحو الأفضل عن طريق الحب والفن؟ شاركنا قصصك في قسم التعليقات أدناه!