الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

فتاة ترسم على الموز لوحات فنية بديعة من دون ألوان ولا قطرة حبر واحدة

لا يتردد الفنانون المعاصرون في استخدام كل ما يدور في بيئتهم من أغراض لصناعة فنهم. ولربما صادفت من قبل رسومات على الرمال ومنحوتات على أطراف أقلام الرصاص ومخبوزات على شكل أعمال فنية معبرة، وغيرها من أنواع الفنون المبتكرة. واليوم نستضيف فنانة مميزة من هذه الطينة المبدعة، هي آنا شوجنيكا Anna Chojnicka التي فاجأتنا باعتمادها على مادة لا تخطر على بال: إنها قشور الموز أيتها السيدات والسادة! وبإمكانكم أن تمتعوا أنظاركم بأعمالها المدهشة بزيارة صفحتيها على كل من إنستغرام و تويتر.

اعترانا الكثير من الفضول في الجانب المُشرق لمعرفة المزيد حول العملية الإبداعية التي ترى من خلالها أعمال آنا النور. وقد ازددنا إعجاباً بأفكارها العبقرية، ولم نجد بُداً من انتقاء عينة من أعمالها التي أذهلتنا أكثر، ومشاركتها معكم في هذه المقالة.

آنا لا ترسم على قشر الموز، بل تكدمه وتخدشه

لا تستخدم آنا أي نوع من الحبر أو الألوان في أعمالها. وبدلاً من ذلك، تستخدم تقنية فريدة تسميها “إحداث الكدمات”. وتتيح لها هذه الطريقة تغيير لون قشر الموز ورسم الصور، باستخدام التباين الحاصل بين الأجزاء التي تعاملت معها والأجزاء الأخرى.

أسلوبها في كدم قشور الموز

تصنع آنا لوحاتها الفنية كل يوم. تبدأ بإحداث تلك الكدمات على سطح قشرة الموزة التي تتناولها يومياً في المساء أو في الصباح قبل ذهابها للعمل. تستخدم آنا أي أداة برأس غير حاد للضغط على القشرة حتى تُحدث علامة. وتشرح لنا في الحوار الذي أجريناه معها في الجانب المشرق، طريقتها قائلة: “لا أثقب سطح القشرة، لكنني أضغط عليه بخفة، ومع الوقت، يتحول لون موضع الكدمة إلى لون داكن”.

وتضيف: “لرسم صورة تظهر درجات لونية مختلفة، أبدأ بالأجزاء التي أريد أن يكون لونها أغمق، مثل الخطوط العريضة أو الظلال، وأترك الأجزاء ذات الألوان الأفتح للنهاية. وعندما تكون الموزة لينة، يمكن مزج الظلال معاً. المسألة كلها تتعلق بالتوقيت: تكون اللوحة مثالية لفترة قصيرة من الوقت فقط، ثم تزداد الظلال غمقاً بشكل تدريجي، إلى أن يتحول لون الموزة إلى الأسود بشكل كامل”.

من أين جاءت الفكرة؟

بدأت آنا في توجيه “كدماتها” الناعمة إلى الموز في مارس عام 2020 عندما اضطرت إلى البقاء في المنزل بسبب مرض ألم بها. بحلول الأسبوع الثاني من مرضها، كانت تشعر بتحسن لكنها بدأت تفقد أعصابها قليلاً بسبب ظروف العزل المنزلي. في أحد الأيام، بعد الغداء، أخذت شوكة وبدأت في تلعب بها على قشرة موزة كانت في يدها. وقد لا حظت أنه كلما ضغطت على الموزة لمدة أطول، كلما كانت العلامة التي تتركها على سطحها أغمق لصنع لوحة على موزة. وحينئذ أدركت آنا أن بإمكانها رسم لوحات فنية على قشور الموز، بمجرد إحداث كدمات خفيفة عليها.

تستقي آنا إلهامها من كل مكان

تقول آنا: “أستلهم أفكاري من العديد من الأشياء. ويمثل التوصل إلى فكرة جديدة كل يوم، نصف المتعة وكذلك نصف التحدي. أستلهم أفكاراً جديدة من الأشخاص والأماكن والأحداث الجارية والموسيقى، حتى إني قد صنعت لوحات على الموز مستوحاة من إيمي واينهاوس، وبوب مارلي، ومولاتو أستاتكي، وديفيد بوي. وقد يأتيني الإلهام من أي شيء أُبصره عندما أخرج للتمشية”.

استخدمت آنا فنها أيضاً لإظهار دعمها لقضايا مختلفة، بما في ذلك سد النهضة الإثيوبي. حيث كانت تعيش في إثيوبيا في الماضي، ويحتل هذا البلد مكانة خاصة في قلبها. ولذلك فهي كثيراً ما تصنع لوحات تحتفي بالثقافة الإثيوبية على قشور الموز.

لكن، يبقى الإتيان بأفكار جديدة هو أصعب ما في الأمر:

تعتبر “قفلة الفنان” وعجزه عن الإتيان بالجديد جزءاً لا يتجزأ من أي عملية إبداعية، حيث يكون من الصعب التفكير في صورة جديدة كل يوم. تقول آنا: “أحياناً أشعر بالإلهام الكبير وبالأفكار تتدفق بانسيابية، ويكون هذا رائعاً. لكن في بعض الأيام، أجد صعوبة في ابتكار أي شيء جديد مهما حاولت”.

لكن تقنية إحداث الكدمات على قشور الموز ليست دائماً بالسهولة التي قد نتخيلها. وترى آنا أن أصعب ما في العملية من الجانب التقني، هو الوصول إلى التوقيت المناسب. كما أنه يجب استحضار أنه في حالة ارتكاب أي خطأ أثناء العمل على الموز، فلا مجال للتراجع ومحاولة تصحيحه. لذلك يجب التركيز وتحري الدقة في من البداية إلى النهاية.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

تضيف آنا: “بعد التقاط صورة للموزة، آكلها! أحياناً أتناولها في نفس اليوم أو أخزن بعض من الموز سوياً لعمل كعكة الموز أو مخفوق الموز اللذيذ! وهناك وصفة آيس كريم الموز وزبدة الفول السوداني أعطانيها أحد الأشخاص منذ فترة، أحتاج إلى تجربتها أيضاً. وشعاري في الحياة: لا للتبذير!”

خيال آنا الجامح واهتمامها بعملها ليس لديه حدود

هل لديك أي هواية غريبة؟ أخبرنا عنها في قسم التعليقات أدناه!

مصدر صورة المعاينة Anna_Choj / Twitter
الجانب المُشرق/الفنون/فتاة ترسم على الموز لوحات فنية بديعة من دون ألوان ولا قطرة حبر واحدة
شارك هذا المقال