فنانة تبدع صوراً مذهلة الجمال عن التناغم التامّ بين البشر والحيوانات
أناستاسيا دوبروفولسكايا مصورة فوتوغرافية تهوى تصوير الأشخاص والحيوانات بطريقة حساسة ورقيقة. وتعبر عن ذلك بقولها: “أسعى جاهدة لإظهار الجمال الخارجي والداخلي للبشر والحيوانات، بالإضافة إلى إبراز ميزات التفرد والعمق لديهم، وحلمي أن يؤمن كل شخص بجمال مظهره غير العادي”.
لدينا اليوم في الجانب المُشرق رغبة في الاحتفاء بفن أنستازيا، من خلال مشاركتكم بعض أعمالها الرائعة، ضمن هذه المقابلة الحصرية معها.
تعلمت التصوير الفوتوغرافي منذ صغرها
بدأ شغف أناستازيا بالتصوير الفوتوغرافي في طفولتها، حين كان جدها الأكبر مصوراً نقل هذه الهواية إلى الأجيال اللاحقة من عائلته، حتى وصلت إليها وإلى أختها. وهكذا ألفت أناستازيا التقاط الصور منذ أن كانت طفلة، “تقليداً لعائلتها”. ولم تكن في ذلك الوقت تخطط لجعل التصوير مهنتها المستقبلية.
في عيد ميلادها العشرين، تلقت أناستازيا كاميرا من والديها، فاستخدمتها لتصوير كل شيء من حولها. وبعد بضع سنوات، سعت للحصول على كاميرا أكثر احترافية حتى تتمكن من التقاط صور أكثر دقة. "لم أمانع الجلوس لساعات في الحديقة، في انتظار أن تحط فراشة جميلة على إحدى الزهرات"، كما تقول.
لكن التصوير ظل مجرد هواية محببة، إلى أن قررت أنستازيا ترك وظيفتها بسبب معاناتها من الاكتئاب. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، وانتهى بها الأمر بالعودة إلى وظيفتها السابقة، قبل أن تغادرها مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى الأبد. لقد نجحت في محاولتها الثالثة، وأصبحت مصورة محترفة في عام 2018.
وقعت في حب التقاط الصور عندما كانت تقاوم الاكتئاب
لكونها ابنة طبيبين، آمنت أناستازيا على الدوام بأن أي عمل بشري يجب أن يكون لصالح الناس. غير أنها مع ذلك، لم تستطع متابعة نفس المسار المهني لوالديها. قررت الشابة تجربة التصوير الفوتوغرافي (البورتريه) عندما كانت تعاني من اضطرابات الاكتئاب والقلق.
في ذلك الوقت “أدركت أن الصورة ليست مجرد هيئة جميلة لفتاة ترتدي فستاناً، بل يمكننا في الواقع التعبير عن كثير من المعاني من خلالها”. وبعد أن تعرفت على “ديانا” وهي فتاة مصابة بالبهاق، بدأت تتخيل أنسب حيوان يمكن أن تصورها معه. كما علمت أيضاً بشأن فتاة أخرى أنقذت ثعلباً مرقطاً من أن يكون ضحية في مصنع للفراء. وهذان الحدثان شكلا بداية لمشروعها الذي يحمل عنوان “جمال مختلف”.
ومن أبرز ما ميز هذا المشروع هو تركيز الفنانة على التقاط صور للعديد من الفتيات المصابات بمشاكل تساقط الشعر. وبعد إحدى جلسات التصوير، اقتربت منها واحدة من الأمهات لتشكرها على عملها قائلة: “لقد أخبرتني ‘ماشا’ بأنها شعرت بجمالها لأول مرة في حياتها، فشكراً لك، لقد جعلت العائلة كلها تبكي”.
صورة ثعلب دفعتها إلى ترك وظيفتها السابقة
تحكي أنستازيا عن بداية تجربتها قائلة: “فكرتي الأولية كانت التقاط صورة لفتاة شقراء تحمل ثعلباً فاتح اللون، وفتاة ذات بشرة داكنة تحمل ثعلباً أسود”. بدا ذلك مملاً جداً بالنسبة لها وقررت تبديل الألوان وإضافة الفساتين. وبينما يرى الكثير من الناس أن هذه الصورة تحاول الترويج لحظر قتل الحيوانات من أجل فرائها، فإنها في الواقع توحي أيضاً بمعاني أعمق عن المساواة.
وكما تقول الفنانة، الصورة “تظهر الانسجام الداخلي لكل إنسان، والمساواة بين الجميع، بغض النظر عن مظهرهم وبيئتهم ومعتقداتهم”. يرمز لون شعر الفتيات إلى مواصفاتهن الخارجية، ويكشف لون لباسهن إلى المعتقدات والقيم، بينما ترمز الثعالب إلى بيئتهن الاجتماعية.
تحب المزاوجة بين شكل الإنسان والحيوان
فإذا كانت تصوّر، على سبيل المثال، فتاة مصابة بالمهق، فستختار حيواناً ذا فرو أو جلد أبيض. وإذا كانت العارضة زرقاء العينين، فستختار لرفقتها حيواناً أزرق العينين. تؤمن أنستازيا أنه “إذا كان الحيوان شبيهاً بالإنسان إلى حد كبير، فإن حاجياته ورغباته يجب أن تقدر على نحو لا يقل عن اهتماماتنا”. ومن ناحية أخرى “إذا كان ثمة تشابه بين إنسان وحيوان ما، فلا يمكن أن يعتبر قبيحاً بسبب أي سمات محددة لمظهره”.
تحرص أنستازيا على التأكيد بأن جميع الحيوانات التي تشارك في جلسات التقاط صور ألبوماتها، هي ملك لأصحابها القانونيين. فمعظم الحيوانات البرية “تم إنقاذها من ظروف عيش سيئة، من مصانع للفراء على الأغلب، بينما تخلى البشر عن بعضها الآخر”. وقبل التصوير لا يتم تخدير أي حيوان أو قلع أسنانه، أما الحيوانات الكبيرة “فتعيش في الأرياف بمناطق واسعة، أو في حظائر مجهزة بشكل خاص، ويُسمح لها بالخروج وفق برنامج محدد”.
نالت جائزة عن ألبومها الذي يحمل عنوان “Aliens”
تشدد أناستازيا على أنها لم تطمح أبداً “للحصول على الجوائز والألقاب في مجال التصوير الفوتوغرافي”. وقد اعتادت المشاركة فقط في جائزة 35 AWARDS كل عام. في عام 2020، فازت صورة لها بالمسابقة وأدرجت ضمن أفضل 100 عمل في المسابقة لهذا العام، من بين إجمالي 419000 مشاركة.
الفوز بمسابقة تصوير هو في رأيها “متعة، وربما شرف، لكنه ليس أكثر من ذلك”. الإنجاز الحقيقي هو أن يلهم عملها الناس للتوقف عن شراء الفراء، أو أن ترى كيف أن صورها تعزز تقدير الذات لدى الفتيات.
جميع الأزياء من صنع صديقتها المصممة
هيلينا هي المصممة الشخصية لأناستازيا، ومصدر إلهامها أيضاً، كما يمكن رؤيتها في العديد من الصور كعارضة أزياء. وفي جميع الحالات "يتم اختيار الملابس دائماً بطريقة تعزز، ولكن لا تطغى على جمال الإنسان والحيوان"، تقول أنستازيا.
تحلم بافتتاح معرض لمختلف أعمالها
تتمنى أناستازيا لو تكون مشهورة في العالم بأسره، وتسعى لطباعة كتاب يجمع صورها، كما تقول كلما سألها أحدهم. ولكنها تطمح كذلك للظهور على غلاف مجلة Vogue مع إحدى الفتيات اللواتي يستعرضن صورها ضمن مشروع “Different Beauty”.
هل اضطررت يوماً إلى ترك وظيفتك اليومية للاستثمار في شغفك الحقيقي؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل نجح اختيارك هذا؟ وبالحديث عن الصور، ما هو الحيوان الذي تود لو تظهر برفقته في صورة مميزة؟