التصوير الفوتوغرافي

يمكن أن تحدث الأشياء خلال جزء من الألف من الثانية، أسرع من لمح البصر. لكن بفضل تطور الكاميرات، صار بمقدورنا مشاهدة تلك اللحظات المميزة التي كانت لتضيع منا بسهولة في رمشة عين. نحن ندرك مدى روعة وجمال العالم من حولنا وقدرته العجيبة على إبهارنا، رغم أنه من الصعب أحياناً تصديق أن بعض الصور ليست مجرد نتاج للمؤثرات الخاصة من فيلم سينمائي متقن.

كل فترة زمنية لها معايير الجمال الخاصة بها. لكن يُخيل لنا أحياناً أن فتيات القرن الماضي كن جميلات بشكل مميز، لأن مظهرهن كان طبيعياً أكثر. ومن هذا المنطلق، أنشأ أبناء وأحفاد هؤلاء الجميلات منتدى صغيراً على الإنترنت لإثبات هذه النظرية.

يبدو أنه لا يوجد شيء مثير للاهتمام بشأن التقاط صور للألعاب المجسمة، لأنها مجرد شخصيات جادمة لا عواطف لها، ولا يمكنها التعبير عن أي مشاعر. لكن الإبداع والموهبة يمكنهما تغيير هذا المنطق، وهذا ما يثبته لنا المصور جاريد ميدلتون، حين يختار شخصيات الألعاب، ويمنحها دور البطولة في صور مدهشة تبدو أفضل حتى من مشاهد أي فيلم ناجح.

في رواية Dandelion Wine لراي برادبري، سألت فتاة صغيرة سيدة تبلغ من العمر 72 عاماً: “أنت لم تكوني شابة من قبل، أليس كذلك؟” ربما يفهم معظمنا سبب طرحها لهذا السؤال، ولكن الحقيقة أننا منذ كنا أطفالاً، ونحن نتذكر أجدادنا كبار السن والملامح، لذلك ننسى أحياناً أنهم كانوا أصغر وأكثر حيوية وطاقة، ومثلنا تماماً، كانوا منشغلين بمشاكل مماثلة لما نعيشه.

لطالما كانت الصور الملتقطة من الجو نادرة وليس من اليسير الحصول عليها. ولكن هذا تغيّر تماماً في أيامنا هذه، فقد أصبح التصوير الفوتوغرافي بطائرات الدرون شائعاً وفي متناول اليد للجميع. ولذلك صار المصوّرون من جميع أنحاء العالم يتجهزون بكاميرات طائرة عالية التقنية، وينطلقون لاكتشاف العالم من مختلف زواياه غير المتوقعة، وجلبه لنا لنكتشفه معهم.

إذا كنت تحب التصوير الفوتوغرافي، فأنت تفهم بالتأكيد ما يتطلبه الأمر للحصول على أفضل صورة ممكنة: محاولات عديدة، أوضاع مختلفة، واختيار محير للقطة المثالية. ومع ظهور هواتف الجيل الجديد، بدأنا ننسى قيمة هذه الجهود، رغم أن إجمالي الصور التي يلتقطها الناس حول العالم يصل إلى 1.2 تريليون صورة سنوياً. وأهم ما في الأمر أن هناك بعض الأشخاص الموهوبين، الذين يتمتعون بمهارة رفيعة وبديهة متيقظة سريعة لتحديد اللحظة المناسبة للضغط على زر التصوير، وهو ما جعلنا نغوص في أعماق تفاصيل صورهم تلقائياً، من أول نظرة.

نرى أكناف الطبيعة، وبدائع الهندسة المعمارية، وحتى المعالم السياحية المتناظرة أكثر جمالاً بكثير من مثيلاتها عديمة التناظر. يمكن رؤية هذه الأجسام والهياكل الساحرة في المباني من حولنا، أو بمحض الصدفة حيث لا نتوقعها، فتبعث في داخلنا شعوراً بالاسترخاء والرضا التام.

ألق نظرة فاحصة على وجهك، وسترى مرآة تعكس الماضي والحاضر والمستقبل في نفس الوقت. هذا من فعل جيناتنا المتوارثة بين الأجيال، فهي قادرة على جعلنا شديدي الشبه بآبائنا، وأجدادنا، وحتى أبناء عمومتنا. لإثبات هذه النقطة، قام أولريك كوليت، وهو مصور من إقليم كيبيك بكندا، بتصوير سلسلة من “الصور الجينية” التي تظهر وجوه أفراد العائلة ملصوقة معاً من المنتصف.

الطبيعة ساحرة وأخّاذة على الدوام، لكن الصور التي انتقتها ناشونال جيوغرافيك ستجعلنا ننظر إلى الطبيعة من منظور مختلف تماماً. بعد إطلاق حملة #natgeo100contest، جمعت ناشونال جيوغرافيك أجمل صور إنستغرام التي نشرها متابعون لها من حول العالم، علماً أن حساب القناة يتابعه أكثر من 100 مليون مشترك.

كل شخص يحلم بتغيير شيء ما في ملامحه أو على الأقل سبق له التفكير في ذلك. وبفضل التقنيات الرقمية الحديثة صار بإمكاننا أن نرى كيف سيبدو شكلنا مع لون شعر مختلف أو تسريحة جديدة نخشى أن نجربها فعلياً في الواقع. من المغري حقاً أن تشاهد كيف سيكون شكلك بشفاه ممتلئة، وأنف نحيف، وحتى لون عيون آخر. لذلك قررنا أن نجري تجربة مثيرة، وطلبنا من فريق المصممين لدينا أن يضعوا لمساتهم السحرية على صور مجموعة من الأشخاص الذين قبلوا التحدي بكل شجاعة، وأخبرونا بما يرغبون بتعديله في ملامحهم.

في بعض الأحيان تنظر حولك فتلاحظ مشهداً شديد التميز، مثل الشمس وهي تشرق من داخل إحدى البنايات، أو انعكاس عجلة يخيل لك أنه كوكب في فلكه يسبح! إن تمكنت من استعمال الكاميرا بسرعة، فقد تفوز بصورة رائعة تفخر بها إلى الأبد. ومن ثمة، يمكنك مشاركتها مع غيرك من محبي سحر الإبداع البصري عبر الإنترنت.

المصورة البولندية، إيونا بودلاسينسكا (iwonapodlasinska)، مهندسة بالأساس، لكنها بارعة أيضاً في التقاط صور لا مثيل لها للأطفال. بطلا صورها الأساسيان هما طفلاها، وكانت صورهما السبب في إطلاق مسيرتها المهنية في مجال التصوير. تعيش الأسرة حياة عادية؛ يتنزهون ويلعبون مع الأصدقاء، ويزورون الجدة، ولكن موهبة إيونا ونظرتها المميزة للأشياء تحوّل كل عادي إلى لقطة ساحرة. ويبدو أن الناظرين إلى أعمالها تغمرهم الراحة ومشاعر الحب والدفء.

لتتمكن من رؤية العالم من زاوية مغايرة، كل ما عليك فعله هو أن تكون ملاحظاً جيداً لما يدور من حولك، وأن تتمنى أن يحالفك بعض التوفيق. هل سبق لك أن رأيت سنجاباً أشقر؟ وماذا عن بيضة مسلوقة في ينابيع حارة؟ هذا ليس كل شيء... نحن على يقين من أنك لا تعرف أن الصبار يحب تسلق الجبال!

لكل شخص نصيبه من الجمال. ولإثبات هذه الفكرة، أطلقت ناتاليا إيفانوفا وهي مصورة روسية تعيش في باريس، مشروع الأصول العرقية للجمال. فهي تؤمن أن الجمال لغة عالمية يمكن لأي جنسية أن تفهمها. وهذا هو السبب في كونها تجمع صور النساء من كل المجموعات العرقية في العالم من أجل تعزيز شعورنا بالمساواة والتسامح تجاه بعضنا البعض.

هل شاهدتم قططاً كبيرة من قبل؟ من المؤكد أنها مهما بلغت من الضخامة، قطعاً لن تعيق المرور في الشارع، أو تستلقي باسترخاء فوق سطح باخرة سياحية كاملة وكأنها لعبة أطفال. ولأن خيال البشر وإبداعهم لا حدود له، قرر فرانسديتا موافيدين أن ينقل هذه الأفكار من عالم الخيال إلى مجموعة من الصور الطريفة على صفحته في إنستغرام.

يمكن لحساب بسيط على إنستغرام أن يؤثر على حياتك، سواء بالسلب أو بالإيجاب. وينطبق هذا خصوصاً على خبراء التجميل وصانعي المحتوى وعارضات الأزياء. لكننا لا نعتقد أن هذه المصورة الفوتوغرافية الموهوبة والأم لتوأمين، قد فكرت يوماً أن لحظات نوم ابنيها ستحظى بشعبية كبيرة بين الناس. لكن هذا ما يحدث بالضبط إن حظيت أم مبدعة بطفلين ظريفين وحساب على إنستغرام.

في بعض الأحيان، يصعب علينا، كعشاق للسينما، استيعاب أن أفلامنا المفضلة قد تم تصويرها في مواقع حقيقية، وأندريا ديفيد هنا لتذكيرنا بهذه الحقيقة. أندريا فنانة على الانستغرام تنطلق في مهمتها الخاصة للعثور على مواقع التصوير الشهيرة لأفلامنا المحبوبة وتربطها عبر صور فوتوغرافية!

تمكن الفنان أرد غيلينك بفضل براعته في الفوتوشوب من جعل السفر عبر الزمن متجلياً في حقيقة أعماله، حيث يقوم بدمج صورتين للنجم نفسه في عمرين مختلفين، ليبدو وكأنه التقى بنفسه الأصغر سناً. ينشر الفنان أعماله على صفحته على إنستغرام، وقد تجاوز عدد متابعيه 281,000 متابع. ويعبّر كثيرون عن أن هذا الجمع بين الصور القديمة والحديثة يحيي فيهم مشاعر الحنين إلى الماضي.

هل نعرف ما هو الجمال حقاً؟! عادة ما نفكر في أنه شيء لا يمكننا قياسه أو تقييمه، لكن الحقيقة هي أن لدى أدمغتنا استجابة فورية له. وهذه الدراسة تكشف أن الأشخاص الجميلين يجذبون انتباهنا في رمشة عين. “فالجمال يشبه في تأثيره المغناطيس على مستوى الانتباه البصري”.

كلنا نحاول أن نبدو بأفضل صورة لنا في سبيل الحصول على المزيد من المعجبين على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد تبيَّن أن 68% من الراشدين يلجأون في الواقع إلى تعديل الصور قبل مشاركتها مع الآخرين أو نشرها على شبكة الانترنت. وأحيانًا تكون هذه التعديلات أكبر مما يظن المرء أو يخطر بباله أصلاً.