الجانب المُشرق
الجانب المُشرق
نصائح تربوية لتنشئة أطفال سعداء يقدمها 6 معلمين عظماء أسسوا مدارسهم الخاصة

نصائح تربوية لتنشئة أطفال سعداء يقدمها 6 معلمين عظماء أسسوا مدارسهم الخاصة

تربية الأطفال ليست بالمهمة السهلة، خاصة إذا كان كل من حولك يقدمون لك نصائح متضاربة. ففي هذا المجال، حتى آراء علماء النفس والمعلمين العظماء يمكن أن تكون متباينة. ومع ذلك، تتفق جميع المدارس على أنك إذا منحت الأطفال الحرية والتقدير، فسوف يكبرون ليصيروا أناساً واثقين من أنفسهم وسعداء في حياتهم.

في الواقع، ليس عليك الالتزام بمقاربة تربوية واحدة بعينها. فقد قمنا في الجانب المشرق بجمع توصيات عدد من المعلمين والعلماء الذين جربوا مختلف الأنظمة التعليمية، للتأكد من أن الأطفال سيحققون عندما يرشدون أقصى درجات التميز في الحياة العملية وسينعمون علاقات أسرية متينة.

1. نظام مونتيسوري الذي ابتكرته ماريا مونتيسوري

كانت ماريا مونتيسوري أول امرأة في إيطاليا تتخرج من كلية الطب، حيث عملت مع الأطفال المرضى. وقد تم ترشيح مونتيسوري في مناسبات عديدة لجائزة نوبل، وما يزال أسلوبها التعليمي معتمداً في العديد من البلدان إلى اليوم.

أبرز التوجهات التربوية لماريا مونتيسوري:

ـ الطفل يستحق الاحترام، لذا فإن استعمال أسلوب الطلب بتهذيب عندما نتعامل معه أفضل من إصدار الأوامر.

ـ لا تنظر إلى الأطفال من الأعلى، بل حاول النظر إليهم بحيث تكون عيناك على نفس مستوى أعينهم.

ـ اجلب لطفلك مكتباً وكرسياً يناسبان حجمه، وحتى علاقات الملابس لتدريبه على ترتيب أغراضه بنفسه. سيكون الأطفال سعداء في هذا النوع من البيئة.

ـ لا تقم بأشياء يمكن للأطفال إنجازها بأنفسهم.

ـ إذا كنت تعاقب الطفل على كل خطأ يقترفه، فسوف يلازمه الشعور بالذنب على الدوام.

ـ إذا كنت تدعم أطفالك وتسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم، فسوف يكبرون ولديهم ثقة كبيرة في النفس.

ـ دع طفلك يساعدك في الأعمال المنزلية.

ـ حاول ألا تشتري أية ألعاب بلاستيكية، واختر الألعاب المصنوعة من مواد طبيعية ما أمكن.

2. مقاربة ريجيو التي ابتكرها لوريس مالاجوزي

توصل عالم النفس الإيطالي لوريس مالاجوزي إلى هذه الملاحظة اللطيفة للغاية: يمكن للطفل أن يتكلم مائة لغة. مما يعني أن باستطاعته التحدث إلى العالم والتعبير عن أفكاره بطرق مختلفة: من خلال الرسومات والغناء والألعاب. لكن البالغين في معظم الأحيان يحاولون للأسف إخراس 99 لغة. ولهذا ينبغي على الآباء الإنصات إلى أطفالهم وتعليمهم استخدام هذه “اللغات” المتنوعة في حياتهم اليومية.

أهم أفكار مالاجوزي:

ـ لا توجد إجابات خاطئة، بل هناك وجهات نظر مختلفة. لا تخبر الأطفال أنهم مخطئون بشأن شيء ما، ولكن اسألهم لماذا يفكرون بهذه الطريقة المحددة، ثم أخبرهم عن وجود طرق أخرى مختلفة للتفكير.

ـ قبل أن تشرح شيئاً، اسأل طفلك ما إذا كان يعرف ما ستشرحه من قبل. فإذا أخبرت الصغار بأشياء يعرفونها سلفاً، فسوف يفقدون الاهتمام ولن يأبهوا لما تقوله، تماماً كما يفعل البالغون.

ـ اطرح المزيد من الأسئلة التي تتطلب سرد إجابات تفصيلية. فبهذه الطريقة، سيتعلم الأطفال التفكير والتعبير عن أفكارهم.

ـ امنح طفلك حرية الاختيار بشكل متكرر. على سبيل المثال، خيره أي لباس يرغب في ارتدائه، وما لون حقيبة الظهر التي يريدها...

3. مدرسة والدورف التي أسسها رودولف شتاينر

تركز منهجية والدورف على تنشئة شخص واثق من نفسه، يحب العمل ويمكنه اكتشاف القدرات الإبداعية الكامنة في أعماقه. ففي هذه المدرسة لا توجد اختبارات ولا درجات تفوق، لكن الطلاب يجتازون الامتحانات كما يفعل طلاب المدارس العادية.

أفكار رودولف شتاينر التربوية:

ـ لا يوجد كتاب يمكنه تعليم الآباء كيفية التواصل مع الأطفال. فكل طفل فريد من نوعه، ولذا يجب أن تكون قادراً على التعامل مع كل طفل بشكل مختلف.

ـ يمكن لقصص خيالية مثيرة للاهتمام تعليم الطفل أفضل من دروس الكتب المدرسية المضجرة.

ـ يجب أن يقضي الأطفال مزيداً من الوقت في الهواء الطلق: لتعلم كيفية المشاهدة، ورؤية الجمال الطبيعي، والعيش في انسجام مع العالم.

ـ اللعب بأدوات بسيطة، مثل المكعبات الخشبية تساهم في تطوير الخيال بشكل أفضل.

ـ تساعد الطقوس اليومية البسيطة الأطفال على الشعور بالأمان، وتساهم في تعليمهم أهمية التنظيم. ولهذا السبب ينبغي أن تكون بداية كل يوم مشابهة تكرر فيها نفس الأفعال أو الأقوال من أناشيد وغيرها.

4. تعليم سامرهيل الذي ابتكره ألكسندر نيل

وصفت هذه المدرسة في بريطانيا بأنها “مثيرة للجدل”. حيث تسمح للطلاب بعدم الدراسة، فهم ليسوا ملزمين حتى بحضور الفصول الدراسية. في المتوسط، يقضي الأطفال 3 أشهر في عدم القيام بأي شيء، قبل أن يشرعوا في المداومة على الدروس. وبصرف النظر عن الموضوعات المألوفة في سامرهيل، يمكن للطلاب تعلم برامج الفوتوشوب، وزراعة النباتات، وتنفيذ الحيل السحرية، واكتساب مهارات أخرى مفيدة ومتنوعة.

الآراء والتوجيهات التربوية لألكسندر نيل:

ـ عندما نقول “لا” للطفل، سيبدأ الطفل بقول “لا” للحياة.

ـ الطفل العنيد هو طفل غير سعيد، لا يعيش في سلام مع العالم أو مع نفسه.

ـ يجب أن يجلس الأم والأب اللذين لديهما طفل عنيد، لمدة دقيقة مع نفسهما للإجابة بصراحة على هذين السؤالين: "هل أقدم الدعم لطفلي"؟ و "هل أثق به"؟.

ـ ما يجب على الطفل فعله هو أن يعيش حياته الخاصة، وليس الحياة التي يخطط لها الآباء أو المدرسون.

ـ لا يجب أن يتكيف الأطفال مع المدرسة، ولكن يجب أن تتكيف المدارس مع الأطفال.

ـ يحتاج الناس إلى الحرية، فالحياة هي أن تكون حراً وتفعل أي شيء تريده.

ـ غالباً ما يحاول الآباء إخافة الأطفال من العواقب المخيفة لأخطائهم. لكن من الأفضل تعليم الأطفال ألا يخافوا من أي شيء.

5. المدرسة النفعية ابتدعها جون ديوي

يطلق على جون ديوي في الولايات المتحدة الأمريكية لقب “عراب التعليم التقدمي”. لقد كان يؤمن بأن الهدف من المدرسة هو تعليم الطفل كيف يجد طريقه للخروج من أي موقف يواجهه، وذلك عبر التكيف مع بيئته. ولهذا السبب يجب تعليم الأطفال القيام بمهمات محددة بدلاً من منحهم المعرفة النظرية المجردة والفضفاضة التي تعج بها صفحات الكتب.

آراء وخلاصات جون ديوي حول التعليم:

ـ يجب أن يفعل الأطفال شيئاً بدلاً من أن يتم تعليمهم أشياء. فالعمل أبلغ في تحقيق النتائج.

ـ لا تجعل الأطفال يخجلون من إخفاقاتهم، الفشل يساعدنا على أن نصبح أفضل.

ـ تم التوصل إلى جميع الاكتشافات العلمية العظيمة، لأن أناساً لم يكونوا خائفين من استخدام خيالهم.

6. منهجية سيليستين فراينت

افتتح فريينت مدرسته الخاصة وهو في سن الرابعة والعشرين، وساعد العديد من الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو. في هذه المدرسة لم تكن لدى الطلاب أية كتب أو واجبات منزلية، ومع ذلك كانوا يحققون نتائج مبهرة في التعلم واكتساب مهارات الحياة.

أهم أفكار فريينت:

ـ حتى بعض الأنشطة الأكثر متعة، يمكن أن تصبح بمثابة جلسة تعذيب إذا كنت مجبراً على القيام بها.

ـ العقوبة مهينة للطرفين كليهما: المعاقَب والمعاقِب.

ـ كلما تعلم الأطفال القيام بالأعمال المنزلية العادية في سن مبكر، كلما ازدادت ثقتهم بأنفسهم في المستقبل.

ـ بدلاً من المنع والعقاب، يجب عليك مناقشة الأطفال ومحاولة التوصل إلى حلول. إذ ينبغي أن يكون الأطفال قادرين على استشعار أهمية وجهة نظرهم.

أي من الأفكار والمقاربات السابقة أكثر أهمية وقيمة من وجهة نظرك ؟ هل لديك أسرار تربوية أخرى خاصة بك عن كيفية التعامل مع الأطفال؟ ما رأيك أن تطلعنا عليها في فضاء التعليقات أدناه؟

شارك هذا المقال