10 نصائح تربوية لحماية أطفالك من التقليد السلبي والتأثر بالأقران
يُمكن تعريف الضغط الاجتماعي على أنه الشعور بالإكراه على فعل الأشياء نفسها التي يفعلها أقرانك، حتى يقبلونك بينهم في مجموعتهم، ويثنون عليك. ورغم أنك قد تكون واقعاً تحت التأثير السلبي للآخرين منذ سن مبكرة، إلا أن هذا يحدث بشكل أكبر خلال فترة المراهقة، إذ يرغب المراهقون في التأقلم مع خوفهم من التعرض للرفض أو الانتقاد. وقد يجعلهم ذلك أكثر عرضةً لفعل ما يفعله الآخرون، حتى لو كان خطأً أو محفوفاً بالمخاطر.
جمعنا لكم، في الجانب المُشرق، 10 نصائح قد تساعد الآباء على توجيه أطفالهم للتعامل مع الضغط الاجتماعي. ولكن قبل المتابعة، نود تذكيرك بأن هذه مقالة إعلامية، وأن عليك استشارة المتخصصين، مثل المربين والأطباء النفسيين، لمساعدتك في الحصول على توجيه خاص بك.
1. الحفاظ على قوة التواصل بينك وبين أطفالك
يعدّ الحفاظ على التواصل الجيد وتقوية علاقتك بأطفالك أمراً أساسياً للتغلب، كأسرة واحدة، على الأوقات الصعبة. يُنصح الآباء بإخبار أطفالهم برغبتهم الدائمة في الإنصات إليهم والتحدث معهم في أي موضوع. بهذه الطريقة، ستصنع أساساً راسخاً يولّد لديهم ثقة بك، ويشعرهم أن بوسعهم إجراء محادثات عن المواقف المزعجة، مثل الضغط الاجتماعي.
لتحقيق التواصل الجيد، أنصت إلى طفلك واجعله ينصت إليك بدوره. تجنب، تماماً، العدوانية والقسوة والتجاهل واللوم. يُنصح بطرح الأسئلة ومشاركة مخاوفك بشأن ما يزعجك، بدلاً من الافتراض والنقد.
2. التعرف على الأقران
من المهم أن تتعرف على أصدقاء أبنائك. ويمكنك فعل ذلك بدعوتهم إلى منزلك، وتوفير مساحة آمنة وممتعة لهم حيث يمكنهم قضاء وقت لطيف، مع تقديم طعام شهي والتحلي بروح الدعابة معهم. يتيح ذلك للوالدين المضيفين وضع قواعد للسلوك، وبالتالي، يمكنهم فهم ما يتحدث عنه الأبناء، وما يثير اهتمامهم، وما يشغل تفكيرهم.
نصيحة أخرى هي التواصل مع أولياء أمور أصدقائهم للتعرف على قيم الأسر وطرق التربية التي يتشاركونها. إضافةً إلى ذلك، قد يساعد تكوين علاقات جيدة معهم في الحصول على المعلومات اللازمة عندما يقضي الأبناء وقتاً في منازل أخرى، أو عندما يشرف عليهم في مناسبات مختلفة أشخاص بالغون آخرون، على سبيل المثال: من سيكون معهم، ومن سيعتني بهم، وفي أي وقت سيصلون.
3. تشجيع الأبناء على اكتساب أصدقاء جدد
أحد الأسباب المحتملة لاستسلامهم للضغوط الاجتماعية هو حاجتهم لأن يكون لديهم أصدقاء، ورغبتهم في الشعور بالقبول، والانتماء إلى مجموعة تمنحهم الأمان. إذا شجّع الآباء أطفالهم ودعموهم في ممارسة أنشطة مختلفة، حيث يمكنهم مقابلة أصدقاء جدد، سوف تتاح لهم فرصة تكوين صداقات في بيئات مختلفة، وسيتخلون عن الرغبة في الاندماج في بيئة واحدة فقط.
4. تعلم التفكير في عواقب السلوكيات غير الآمنة
لمساعدة الأطفال على اتخاذ قرارات أكثر أماناً، إضافةً إلى تحذيرهم من السلوكيات غير الحميدة أو المحفوفة بالمخاطر، يُنصح بدعوتهم للتفكير في عواقب ما قد تسببه أفعالهم لأنفسهم وللآخرين. قد تساعد هذه الأفكار:
ـ إذا شاركوا في خطة لإيذاء طفل آخر، فقد يتأذى الطفل ويشعر بالحزن. قد تطرح على طفلك سؤالاً مثل: هل يمكنك التفكير في شعورك إذا كنت مكانه؟
ـ إذا خالفوا القواعد أو أساؤوا التصرف في المدرسة، فأخبرهم أنهم قد يتعرضوا للطرد وفقد الامتيازات في المنزل (مثل الرحلات الميدانية أو وقت اللعب)، وأن ذلك قد يؤثر على علاماتهم الدراسية.
ـ إذا ظن الصغار أنه من الطريف سرقة شيء من متجر ما، وكان أصدقاؤهم يشجعونهم على ذلك، فمن المهم أن يعرفوا أن هذا قد يكون له عواقب قانونية وأن الأمر ليس مجرد مُزحة.
فقبل أن يفعلوا شيئاً يترددون في فعله، قد يسألوا أنفسهم: هل سيجعلني هذا الفعل فخوراً بنفسي بعد ذلك؟
5. اتفق مع أبنائك على كلمة “سرية” إذا شعروا بالحاجة إلى المساعدة
هذا الفعل قد يجنب الصغار بعض المآزق عندما يشعرون بعدم الراحة أو الخوف في موقف ما. سيتيح لهم استخدام كلمات خاصة أو عبارات متفق عليها إجراء مكالمة أو إرسال رسالة لإخبار والديهم بالحضور لأخذهم، دون إخبار أصدقائهم بالسبب الحقيقي، إذا كان هذا يُشعرهم بالحرج أو الخجل.
على سبيل المثال، إذا كان أحد المراهقين في حفل ويشعر بعدم الارتياح، فيمكنه الاتصال بوالديه أو إرسال رسالة تحتوي على العبارة التي اتفقا عليها مسبقاً لمثل هذه المواقف، مثل، “أمي، أشعر بصداع شديد، هل يمكنك المجيء لاصطحابي إلى المنزل؟” بهذه الطريقة، وبدون طرح المزيد من الأسئلة، ستعرف الأم أنك بحاجة إلى مساعدتها.
6. علّمهم أنه لا بأس من قول “لا” في بعض الأحيان
قد يكون من الصعب أحياناً قول "لا“، حتى بالنسبة للبالغين. لذا، من المهم أن يفكر الآباء في كيفية وضع حدود، أو رفض فعل أشياء معينة. ويعد تعليم الأبناء كيفية التصرف في تلك المواقف أمراً أساسياً، إضافةً إلى طمأنتهم بأنه لا بأس من قول “لا”. من الرائع أيضاً أن يتمكنوا من رؤية كيف يضع أفراد أسرتهم الحدود باحترام ووضوح بقول: “لا، لا أريد فعل ذلك” أو “كلا، لا أستطيع الآن”.
في بعض الأحيان، قد يكون وجودهم بمفردهم بين مجموعة والاضطرار إلى قول "لا"، أمراً محرجاً بالنسبة لهم. لكن إذا كانوا يرافقون أصدقاء لديهم قيم مماثلة، فربما يمكنهم دعم بعضهم البعض، حتى يتمكنوا معاً من رفض فعل الشيء الخطأ دون خوف من السخرية.
7. علمهم استراتيجيات أخرى للرد إذا لم يتمكنوا من قول “لا” بشكل صريح
قد لا يرغب الأطفال في الرفض صراحة في بعض الأحيان، لذلك يجب على الوالدين تعليمهم استراتيجيات أخرى. قد يطلبون منهم إلقاء اللوم عليهم لرفضهم فعل شيء يعتقدون أنه خطأ أو خطير. قد يستخدم الآباء هذه الحجة أو حجج مشابهة: “هل تمزح؟ سيعاقبني والداي لمدة شهر إذا فعلت ذلك”.
من البدائل الأخرى أن يقترحوا على زملائهم في الفصل فعل نشاط آخر أكثر إمتاعاً أو تشويقاً من السلوك الخطأ الذي يقترحه أصدقاؤهم في تلك اللحظة.
8. درّبهم على لعب الأدوار حتى يتعلموا كيفية التعامل مع الاقتراح الذي يريدون رفضه
علاوة على إعطائهم أفكار حول كيفية التعامل مع المواقف التي يتعرضون فيها للضغط، قد يقترح الآباء لعب الأدوار (كما لو كان الأمر بروفة لمسرحية أو مشهد من مسلسل مفضل). من الممكن أن تساعد هذه الممارسة الآباء في تعليم الأطفال كيف يتحلون بالاحترام والحزم في آن واحد عندما يتعين عليهم رفض شيء ما.
على سبيل المثال، إذا كان هناك طفل تعرض للمضايقة في المدرسة، يمكن للوالدين أن يطلبوا من الطفل اللعب مع الصديق الذي يضايقه، وأن يخبره بموقف مشابه لما يمر به. وعندها ستتاح للكبار الفرصة لاقتراح عبارة مناسبة، محترمة وذكية في آن واحد، لاستخدامها للرد من خلال لعب دور الطفل.
9. حدّد وراقب الوقت الذي يقضونه على الإنترنت
تعد البيئة الرقمية، في الوقت الراهن، وسطاً قد يتعرض فيه الأطفال والمراهقين للضغط الاجتماعي. لذا، يُنصح الآباء ومقدمو الرعاية بوضع حدود مع مراعاة عمر الأبناء. وفي ما يلي بعض النصائح التي قد تكون مفيدة:
ـ حدّد الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، ووزعه بشكلٍ متوازن مع الأنشطة الأخرى مثل الواجبات المنزلية، ووقت الأسرة، والأنشطة التطوعية وغيرها.
ـ راقب المحتوى الذي يفضله أبناؤك: تحقق من تصنيفات المسلسلات والأفلام التي يشاهدونها، وألعاب الفيديو المفضلة لديهم. عليك أيضاً مراجعة سجل البحث على الإنترنت، والتحقق من التطبيقات الموجودة على هواتفهم.
ـ يمكن للوالدين جعل مشاهدة الأفلام والمسلسلات معاً نشاطاً أُسرياً، وكذلك تصفح الإنترنت معاً. بهذه الطريقة يمكنهم تحليل ما يشاهدونه وتعزيز القيم الأسرية لديهم.
ـ اسألهم عن المشاهير أو المؤثرين الذين يحبونهم، والجوانب التي يقدرونها فيهم، لمعرفة ما إذا كان هناك شيء محدد يجب شرحه لهم. مثل الفرق بين ما يُظهره الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي والجانب الآخر الذي لا يراه الآخرون.
ـ كن على اطلاع بشأن قضايا مثل التنمّر عبر الإنترنت، واشرح للأطفال والمراهقين الممارسات التي قد تضر بهم عند استخدام الإنترنت.
10. ساعدهم على اكتساب مستوى صحي من احترام الذات
من المهم جداً أن يساعد الآباء أطفالهم في تقدير الذات والثقة بالنفس، لأن هذا يجعلهم أقل عرضة للاستسلام لضغوط الآخرين. احترام تفضيلاتهم، والثناء على إنجازاتهم وسلوكهم الجيد، وكذلك إظهار أنك تثق بهم وأنه يمكنهم اتخاذ قرارات صائبة، هي بعض الجوانب التي قد تساهم في تحقيق هذا المعنى.
أيٌّ من هذه النصائح تود البدء في تطبيقها مع أبنائك؟ هل يمكنك مشاركة الآباء الذين يقرؤون هذه المقالة أي نصائح أخرى حول كيفية تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع ضغوط الأقران؟