الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

10 شخصيات متسلطة في أعمال كرتونية يمكن أن تسبب مشاكل نفسية للأطفال

قد تكون رعاية الأطفال، أبوة وأمومة، من أصعب الوظائف في العالم. وهذا لا ينطبق على الحياة الواقعية فحسب، بل في القصص الخيالية كذلك. لا أحد يضمن عدم ارتكاب الأخطاء، ولا يوجد دليل تربوي يحدد بوضوح كيفية التصرف في كل موقف على حدة، رغم بعض التوصيات والتجارب السابقة، التي يمكن أن تفيدنا على كل حال.

وضعنا في الجانب المُشرق قائمة بأكثر الآباء والأمهات تسلطاً في القصص الخيالية. وباستخدامهم كأمثلة، استخلصنا بعض السلوكيات التي ينبغي عليك تجنبها إذا كنت ترغب حقاً في بناء علاقة جيدة مع طفلك.

السخرية من أحلام الطفل (حورية البحر الصغيرة ـ The Little Mermaid)

كان لدى الفتاة أرييل (حورية البحر) حلم واحد، أن تصعد إلى الأرض وتمشي على قدميها. ومع ذلك، بدلاً من تشجيع ابنته، ظل والدها يسخر من هذه الفكرة، ويبخس من طموحها بكل الوسائل. ولا شك أن المشاهدين يتذكرون جميعاً النهاية المأساوية التي أسدلت الستار على أحداث الفيلم.

من الطبيعي تماماً أن يحلم الأطفال. ولكن العديد من الآباء يتعاملون مع الأمر على أنه هراء أو خيال لا ينبغي تشجيعه. ومثل هذه اللامبالاة لا تقلل من ثقة الأطفال في الكبار فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تدَنّي ثقتهم بأنفسهم.
ما الذي يجب القيام به؟ كان من المفترض أن يجلس والد أرييل ليتحدث مع ابنته عن الموضوع بالتفصيل. يمكنه تحذيرها من المخاطر المحتملة، والتفكير في خطة أو فكرة أكثر موثوقية، من اللجوء إلى أي حلول مشكوك فيها. وبشكل عام، تؤتي هذه الإستراتيجية ثمارها بشكل جيد ليس فقط مع شخصيات القصص الخيالية، ولكن أيضاً مع الأطفال في الحياة الواقعية.

المبالغة في الرعاية (لينا الصغيرة ـ Thumbelina)

اعتادت والدة الضفدع في فيلم لينا الصغيرة Thumbelina رعاية ابنها الغالي باهتمام مبالغ فيه، حتى إنها اختارت له عروساً للزواج عندما كبر. لكن هذا الدلع الزائد، حوله إلى شخص عاجز لا يستطيع أن يفعل أي شيء بنفسه، ويفشل في الحفاظ على عروسه.

في الحياة الواقعية، يفشل الأطفال الذين يكبرون في ظل هذه الرعاية المركزة، في كثير من الأحيان، في أن يصبحوا مستقلين يعتمد عليهم. ومع مرور الوقت، يؤثر هذا على حياتهم الشخصية، واحترامهم لذاتهم ولوالديهم كذلك.
ما الذي يجب القيام به؟ كان على والدة ااضفدع أن تترك ابنها يحاول ويفشل، ويسقط وينهض. وإذا أراد الزواج، فعليه أن يذهب ويبحث عن شريكة حياة مستقبلية بنفسه. ألفت المعلمة جيسيكا لاهي كتاباً حول هذا الموضوع عنونته بـ: “هدية الفشل”. وتقول فيه إنه لا ينبغي أن يخاف الآباء من السماح لأطفالهم بارتكاب الأخطاء، وذلك لأنه الفشل يساعدهم في التعلم وإيجاد طرق بديلة للوصول إلى أهدافهم.

التبخيس والازدراء (سندريلا ـ Cinderella)

يمكن اعتبار العلاقة بين زوجة الأب وسندريلا خير مثال على ظاهرة التبخيس والازدراء. فمهما كان العمل الذي تنجزه الفتاة بجدّ، كانت زوجة أبيها دائماً تجد عيوباً لتشتكي منها. وقد كبرت بنتاها الأخريين وهما تشاهدان الطريقة التي تعامل بها الأم أختهما غير الشقيقة، ولا شك أن هذا ما ساهم في تحولهما إلى نرجسيتين لا يعرفان معنى الاهتمام بالآخر.

من غير المرجح أن ينجح الأطفال على الدوام في إنجاز أعمال تثير إعجاب والديهم، لأنهم لا يمتلكون ما يكفي من المعرفة والمهارة. وبعض الأشياء التي تبدو سهلة للبالغين، يمكن أن تكون قفزة كبيرة في عيون الأطفال. وهذا ما يجب أن نتذكره دائماً.

ما الذي يجب القيام به؟ لو كانت زوجة الأب تظهر بعض الامتنان على الأقل، وربما تمدح سندريلا من حين لآخر، من دون التنقيص من شخصيتها، لكان من المحتمل أن نرى للحكاية الخيالية نهاية مختلفة، كأن تنتقل العائلة السعيدة كلها للعيش في قلعة الأمير على سبيل المثال.
بالنسبة إلى الحياة الواقعية، نحن بالطبع لا نميل إلى التصفيق ورفع شارة النصر في كل مرة يربط أطفالنا خيوط أحذيتهم بأنفسهم، ولكن التعبير عن الاهتمام ومدح الطفل وتشجيعه وتقدير جهوده، هي بلا شك من الجوانب التربوية المهمة التي لا ينبغي إهمالها.

تجاهل مخاوف الطفل (هانسيل وغريتل ـ Hansel and Gretel)

الطريقة التي تصرف بها والد هانسيل وغريتل وزوجته هي أسرع طريقة يمكنك اتباعها إذا كنت تريد أن تفقد ابنك. أما إذا كنت تسعى إلى تحقيق الهدف الطبيعي المعاكس، المتمثل في نسج علاقات أسرية طيبة والحفاظ عليها، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو الاستماع إلى مخاوفه.

قد تبدو بعض المخاوف سخيفة في عيون البالغين، لكن نفسية الطفل هشة وتحتاج إلى أن تعامل بشكل مختلف، ويجب أن نأخذ ذلك في الحسبان. لا تدع أطفالك يهربون إلى منزل الساحرة، أو ينتهي بهم المطاف في جلسة معالج نفسي لتخفيف صدمات الطفولة.
ما الذي يجب القيام به؟ الأمر بسيط: لا تترك أطفالك وحدهم في الغابة، ولا تتجاهل مخاوفهم مهما كانت تافهة.

عدم احترام القرار الشخصي (الملك تراشبيرد ـ King Thrushbeard)

لا يبدي العديد من الملوك في القصص الخيالية أي احترام للرغبات الشخصية لبناتهم، فيتم تزويج الأميرات رغماً عنهن لتقوية سلطة المملكة، أو لأغراض "تأديبية"، أو حتى بدون سبب وجيه. ولحسن الحظ، عادة ما يتم حل المشكلة في النهاية بمعجزة ما.

لكننا في الواقع لا نعيش حكاية خيالية، وغالباً ما تكون لإهمال رأي الأطفال عواقب سلبية وخيمة. إذ يصبحون منعزلين أو لا يتعلمون اتخاذ القرار بأنفسهم ولا الدفاع عن مصالحهم، ويعانون كثيراً من هذا الأمر في مرحلة البلوغ.
ما الذي يجب القيام به؟ يجب أن نتذكر أن الملك هو، أولاً وقبل كل شيء، أب. وأن الابنة إنسانة ناضجة لها رأي شخصي ينبغي أن يحترم (مع الأخذ في الاعتبار أنها على وشك الزواج). وهذا يشمل كل الفتيات في الواقع، وليس أميرات القصص الخيالية فحسب.

الشعور بالذنب (رجل خبز الزنجبيل ـ The Gingerbread Man)

حسب عدد من الباحثين، فإن الحكاية الخيالية The Gingerbread Man من القصص المعبرة عن النضج والتغير. عندما يقرر “فتى” الزنجبيل أن يترك “والديه” لاستكشاف العالم الكبير، فإنهما يشعران بالسوء ويتوسلان إليه ألا يغيب عنهما. وليس ذلك لمجرد أنهما ينشدان الحفاظ على سلامته، ولكن لأنهما “خبزاه” منذ البداية لخدمتهما، ولم يكن مسموحاً له أن يغادر دون إذن.

لا يركض الآباء وراء أطفالهم في الحياة الواقعية بالطبع، لكنهم يحرصون على إشعارهم بالذنب في بعض الحالات، من خلال مطالبتهم بالمساعدة في مختلف الأعمال المنزلية على سبيل المثال. وحين يزيد الأمر عن حده، يبدو أشبه بالتلاعب وليس علاقة بين شخصين ناضجين. وعادة ما يؤدي هذا السلوك إلى إبعاد الطفل عن مجتمعه ويدفعه إلى الانعزالية أكثر.
ما الذي يجب القيام به؟ كان على الوالدين التحدث إلى رجل الزنجبيل بصراحة وصدق منذ البداية، ومشاركته حقيقة أنهما يعتمدان عليه لكونهما مسنين بحاجة إلى المساعدة. وإنه لمن المؤسف أن يفتقر الكثير منا إلى مثل هذه المحادثات الصافية في الحياة الواقعية.

التهرب من المسؤولية (بينوكيو ـ Pinocchio)

في الحكاية الخيالية الأصلية، اكتشف نجار عجوز فجأة أن جذع الشجرة الذي كان يشتغل بنحته يمكنه التحدث. وبداعي الخوف، أعطى قطعة الخشب السحرية تلك لصديقه، طالباً منه التخلص من هذا الشيء الغريب. ولكن الصديق آثر أن يصنع منها دمية “حية” في وقت لاحق.

في الحياة الواقعية، تقع مسؤولية ثقيلة للغاية على كاهل الوالدين بشأن رعاية الصغار، لدرجة أن البعض يستسلم ويقرر التخلي عنها تماماً أو يلقي اللوم على شخص آخر عند كل تقصير. ومن ذلك على سبيل المثال، إلقاء اللوم على المعلمين عند ضعف نتائج الطفل في المدرسة.
ما الذي يجب القيام به؟ كلنا نتردد ونخاف ونرتكب أخطاء، وعملية تربية الأطفال ليست في منأى عن هذا في حياتنا. الآباء المثاليون نادرون حقاً، وكذلك الأطفال المثاليون. فلا داعي للذعر إذا حدث خطأ ما، ومن الأفضل أن تتحلى بالهدوء وتدرس الموقف بتأن... فربما لا تكون النعمة التي بين يديك غريبة سيئة، بل فيها خير كثير سيغمرك في المستقبل.

تحميل المسؤولية للطفل (ذات الرداء الأحمر ـ Little Red Riding Hood)

لو تجاهلنا قليلاً أن هذه مجرد حكاية خيالية، ونظرنا إلى قصة ليلى والذئب (ذات الرداء الأحمر) من خلال عيون شخص واقعي بالغ، فإن بعض الجوانب تفاجئنا بالفعل. كيف يمكن للمرأة أن ترسل ابنتها الصغيرة إلى الغابة لوحدها؟ ألم تكن قلقة عليها؟ أم أنها ربما لا تريد أن تذهب بنفسها لزيارة الجدة؟

في الحياة الواقعية، يميل لبعض الآباء والأمهات أيضاً إلى وضع مسؤوليات ثقيلة على كواهل أطفالهم، رغم أنها لا تتناسب مع أعمارهم. إن هذا يجعل الصغار يكبرون بسرعة قبل أن يكونوا مستعدين لذلك. ولا يمكن أن يؤدي هذا إلا إلى الزج بالطفل في مواقف خطيرة لا يستطيع التعامل معها، وتركه رهن مشكلات نفسية حتماً سوف تطفو على السطح في المستقبل.
ما الذي يجب القيام به؟ تقاسم الأعمال المنزلية مع الأطفال فكرة جيدة. لكن إرسال ابنتك إلى مكان بعيد، بمفردها، ليس كذلك بالتأكيد. لقد كان بإمكان الأم الذهاب لزيارة الجدة مع ابنتها وقضاء بعض الوقت الممتع هناك. في الحياة الواقعية، يجب على بعض الآباء والأمهات أيضاً إعادة النظر في عدد ونوع المهام التي ينتظرون من أطفالهم إنجازها، وهم غير مؤهلين لذلك بعد.

الاستبداد الأبوي (عامل المزرعة ـ The Swineherd)

مرة أخرى، لدينا في هذه القصة ملك / أب يعرف دائماً ما هو الأفضل لابنته. طاشت الأميرة قليلاً ورافقت الراعي إلى البرية ـ علماً أن هذا الأخير كان يتصرف بخبث وسوء نيةـ فغضب الملك وطرد ابنته من المنزل.

في الحياة الواقعية، يتصرف هؤلاء الآباء الأقوياء كطغاة مستبدين لا يمكن لأحد أن يعارضهم، خاصة إذا كان هذا المعارض مجرد مخلوق صغير بالكاد يعتمد على نفسه.
ما الذي يجب القيام به؟ هناك أخطاء تصدر عن أطفالك عليك تفهمها والصفح عنها، ومن ثمة مناقشة ما حدث معه، والتفكير في سبل حمايتهم بشكل أفضل.

تجاهل الطفل (كارلسون على السطح ـ Karlsson-on-the-Roof)

أحياناً تكون لإهمال الطفل نتائج سلبية على نفسيته أخطر من التي تنتج عن السيطرة المفرطة أو الرعاية الصارمة. فهكذا صعد الصبي إلى السطح في قصتنا هذه وأخاف والديه حتى الموت، على الرغم من أنه كان يخبرهما فقط عن صديقه الجديد، لكنهما لم يستمعا إليه.

هذا المثال ليس بعيداً عن الحياة الواقعية في الحقيقة: فإذا كنت لا تولي أطفالك اهتماماً كافياً وتنشغل عنهم دائماً بأشياء أخرى، فأنت تقول لهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إنه ليس لديك وقت من أجلهم، وقد تجد نفسك ذات يوم مضطراً لإخراجهم من مآزق خطيرة أوقعهم فيها إهمالك بالدرجة الأولى.
ما الذي يجب القيام به؟ الحل بسيط: كان ينبغي على الأب والأم الانتباه إلى طفلهما واكتشاف المزيد عن صديقه الجديد. أما في الواقع، فالأمر أبسط بكثير، إذ يكفي أن تستمع إلى أطفالك، خاصة عندما يحاولون مشاركة ما لديهم من تصورات معك. يمكنك مثلاً أن تعودهم على مناقشة الأخبار والأفكار الجديدة خلال وجبة العشاء كل مساء.

ما هي أخطر أنواع السلوك التربوي الذي قد يقود إلى نتائج سلبية برأيك؟ أخبرنا بقصص من تجاربك في التعليقات.

شارك هذا المقال