12 خطأ في التربية قد تتسبب في مشكلات مالية مستقبلية للأطفال
يهتم الأبوان بمستقبل أطفالهما، وغالباً ما يدفعهما القلق إلى البحث عن أشهر أساليب التربية التي تساعد أطفالهما على النجاح في المستقبل المهني وأن يعيشوا حياة هانئة، لكن العالم يتغير، وتتراجع فاعلية قواعد النجاح القديمة باستمرار.
لدينا في الجانب المُشرق أطفالنا الذين نقلق على مستقبلهم أيضاً، لذا بحثنا كثيراً حتى توصلنا إلى أكثر الأخطاء المضرة التي يرتكبها الأبوان وقد تتسبب في مشكلات مالية ومهنية مستقبلية لأبنائهم. كاتبة المقال طبيبة نفسية أدرجت عدداً من الأمثلة بناءً على ممارستها المهنية، بعد تغيير أسماء مرضاها وبعض التفاصيل في قصصهم.
1. إجبار الطفل على اتخاذ قرار بشأن مهنته المستقبلية
من المرجح أن تزول فكرة أن يظل المرء في الوظيفة أو المهنة نفسها طوال حياته. بعض المهن العصرية لم يكن لها وجود منذ 10 سنوات، بينما اختفت بعض المهن الأخرى من الوجود بالفعل.
منذ طفولته، أحب ماكس التعمق في كل ما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر وتعلم كيف تعمل برامج الكمبيوتر المختلفة. إلا أن والديه اعتقدا أن هذه الهواية ستضره. وفي مرحلة ما، اكتشف ماكس دورات تدريبية على الإنترنت عن اختبار البرمجيات، ونجح الآن في تطوير وتعزيز قدراته في هذا المجال.
عملت لورا، 37 عاماً، أخصائية اجتماعية في إحدى الشركات الاستشارية الكبيرة، لكن بعد ولادة ابنها، لم تعد قادرة على تكريس الكثير من وقتها لعملها كما اعتادت في السابق. كانت لورا تحب التصوير، وأعادت ارتباطها بذلك الشغف أثناء إجازة الولادة. بدأت لورا تلتقط بعض الصور غير التقليدية لطفلها، ثم بدأت تنظيم جلسات تصوير لأطفال أصدقائها وأقاربها. وبعد عدة سنوات، افتتحت لورا ستوديو التصوير الخاص بها. أصبح دخل لورا مساوياً لدخل زوجها، وتمكنت من تحقيق التوازن الناجح بين حياتها المهنية واهتمامها بعائلتها.
2. عدم السماح للطفل بارتكاب الأخطاء
عادة ما يحاول الوالد المتطلب أن يكون مثالياً، وعندما يكبر الطفل، يطلب الوالدان منه المزيد والمزيد؛ رسومات الطفل ليست جيدة بما يكفي، أو لم يرتب سريره بالشكل الأمثل، أو لا يذاكر دروسه بكل طاقته. يتعرض الطفل لانتقاد وتوبيخ دائمين، دون أن تتاح له الفرصة لتصحيح خطئه. يكبر أبناء الآباء “المثاليين” ليكونوا مثاليين بدورهم أو ليصبحوا أشخاصاً فاقدين الثقة بأنفسهم. وكما نعلم، كلاهما لن يحقق نجاحاً كبيراً في المستقبل.
- كانت الأم دائماً ما تقول لآنا: “إنك فوضوية جداً! انظري إلى ماري، إنها مرتبة ونظيفة دائماً”. تفشل كل محاولات آنا في أن تصبح مثل ماري، فتنال المزيد من الانتقاد والتوبيخ من أمها. ولم تمنح الأم لابنتها أي فرصة لتعديل سلوكها أو تعلم كيف تتعامل مع المهام البسيطة. والآن، آنا عمرها 25 عاماً، ولا تزال تقارن نفسها بالآخرين، ولا تفوز دائماً في هذه المقارنة التي تدور في رأسها.
3. تعليم الطفل ادخار المال
العالم لا يبقى على حاله، والطرق الناجحة في الماضي لربح أو ادخار المال من غير المرجح أن تنجح اليوم. لا يعرف أحد ما هي المهارات التي سنحتاج إليها للنجاح في الظروف الاقتصادية المستقبلية، ولهذا فمن المهم تعليم الأطفال المرونة والقابلية للتغيير بدلاً من الاكتفاء بادخار المال.
- كان جد جيسيكا يدخر المال طوال حياته "تحسباً للظروف“، لكن عندما جاءت تلك “الظروف” أخيراً، تضاءلت قيمة مدخراته بسبب الأزمة المالية والتضخم. حدث هذا الموقف أمام جيسيكا وهي لا تزال صغيرة في طور النمو. والآن، أصبحت جيسيكا تتوقع انهياراً اقتصادياً في أي لحظة، لذا تعتبر جيسيكا أفضل استثمار هو استثمارها في تطوير معارفها ومهاراتها.
4. عدم السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره
في بعض الأحيان، يحاول البالغون إقناع الطفل بأن مشاعره خاطئة؛ فالكدمات لا تؤلم، والشعور بالغضب من الطفل الذي ضربك أثناء اللعب أمر مخجل، والشعور بالحزن حتى لو كان لديك سبب لذلك أمر خاطئ. يحاول الآباء تغيير مشاعر أطفالهم الحقيقية بمشاعر أخرى "مقبولة“، لأنهم يريدون تهذيب أطفالهم وتربيتهم بطريقة صحيحة، لكن ينبغي أن نفهم أن إحدى المهارات الأساسية للشخص “العصري” هي القدرة على التعرف على مشاعره واحتياجاته وإدارته لتلك المشاعر والاحتياجات.
- تبلغ كيت من العمر 37 عاماً، لكنها لا تزال تتذكر أن أمها أجبرتها ذات مرة أن تعطي دميتها الجميلة لفتاة أخرى. قالت لها أمها: “من الخاطئ جداً أن تكوني طماعة لهذه الدرجة، ينبغي ألا تكوني غاضبة بسبب لعبة سخيفة”. لم تستعد كيت دميتها قط. كما قضت وقتاً طويلاً حتى تتعلم قول “لا” للأشخاص المتغطرسين، بما في ذلك رئيسها وزملائها في العمل. وفي كل مرة ترفض فعل شيء ما، تشعر بالذنب.
5. عدم دعم الأطفال أمام الغرباء
يحتاج كل طفل إلى الاطمئنان أنه في كل صراع، وبغض النظر عما حدث، سيعامله أبواه بعدل وإنصاف ولن يصدقا كلمات المدرس أو الناظر أو الجار دون الاستماع له أولاً. عندما يسمح الأبوان لأطفالهما بالدفاع عن أنفسهم أمام الأشخاص أصحاب السلطة، يصبح الأطفال أكثر قدرة على تحمل مسؤولية أفعالهم، ويساعدهم ذلك على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بالمسؤولية.
- نشأت ماغي في بيت جدتها، التي كانت تقول دائماً: “ولكن ماذا سيقول الناس عن ذلك؟”. كانت الجدة تحب ماغي كثيراً وتريد الأفضل لها، ولكنها جعلتها تفكر دائماً في رأي الناس عن أفعالها. لا تزال ماغي عاجزة عن اتخاذ قراراتها بطريقة صحية؛ حتى عندما تختار الحلوى، تطلب نصيحة ورأي أصدقائها.
6. الاقتداء بنماذج الأشخاص الناجحين
كل جيل له أبطاله الذين يحاول الشباب تقليدهم والسير على خطاهم. في العقود الأخيرة، انتشرت قصص النجاح الشخصية للأثرياء والمؤثرين على نطاق واسع جداً. قد يعتقد البعض أن بإمكاننا الاقتداء بطريقتهم في الحياة لنصبح سعداء وناجحين بدورنا في الحياة، لكن لسبب ما لا تنجح مخططاتنا. وإلا لتمكن بالفعل كل من اطلعوا على كتبهم وسيرتهم الذاتية من حل مشكلاتهم المالية.
- يحب أليكس أجهزة الكمبيوتر منذ صغره. وذات مرة، قرأ له والده قصة ستيف جوبز. ومن وقتها، بدأ العبقري الصغير جمع كل المعلومات الممكنة عن شركة أبل. وعندما حان الوقت لاختيار الجامعة، قرر أليكس أنه لا يحتاج إلى تعليم جامعي، لأن ستيف جوبز تمكن من تحقيق كل نجاحاته دون درجة جامعية، لكنه اضطر إلى دخول الجامعة بعد ذلك ليحصل على ترقية في عمله. وأصبح أليكس يمزح قائلاً: “ما يناسب ستيف جوبز قد يكون مضيعة لأوقات الأشخاص العاديين”.
7. إظهار معاناة حياة البالغين
لا عيب في أن يرى الأطفال والديهم وقد غلبت عليهم ملامح الحزن بين الحين والآخر، لكن يصبح الأمر ضاراً ومؤذياً، عندما يحدث طوال الوقت. في هذا الموقف، تنعكس الأدوار في العائلة، فيحاول الطفل أن يصبح “الركن الآمن” لوالديه، أو يرى الأطفال أن حياة الكبار “بائسة” ومرعبة، ويتكون بداخلهم خوف من أن يكبروا، لذا ينبغي أن نتحلى أمام أطفالنا بالنضج والثقة.
- يتشاجر والدا سارة كثيراً. كانت تسمع أمها تشكو طوال الوقت من صعوبة الحياة وأن عائلتها ليست محظوظة مثل كثير من العائلات الأخرى. عندما بلغت سارة عامها الـ 17، ذهبت إلى الجامعة وانتقلت إلى مدينة أخرى، لكنها اضطرت إلى العمل بجهد كبير لتتوقف عن الشعور بالخجل من الأشخاص “الأنجح”.
8. عدم السماح للطفل بالشجار
يعتبر الكثيرون أن القدرة على التفاعل والتعامل مع الآخرين من أهم المهارات المهنية التي يحتاج إليها الفرد، لكن من المهم ألا نكتفي بتعليم الطفل كيفية تكوين الصداقات، فمن المهم أيضاً تعليمه كيف يجادل ويختلف في الرأي بطريقة صحية. كثيراً ما تكون آراء الأشخاص مختلفة، لكن تختلف طرق التعبير عن المشاعر. وكلما فهمنا ذلك مبكراً، أصبح التواصل مع الأشخاص أسهل، بما في ذلك التواصل والعلاقات في بيئة العمل.
- ظلت ميكايلا تحاول تجنب الخلافات والصراعات طوال حياتها. كان من الأسهل بالنسبة لها أن تتفق مع الأشخاص في آرائهم بدلاً من الاختلاف معهم. كانت تعلم منذ طفولتها أن شخصاً ما "لابد أن يكون أذكى"، ولكن هذا النهج أضرها أكثر مما أفادها. ذات مرة، قرأت ميكايلا عن الإنصات النشط، وقررت أن تجرب هذا النهج في حياتها المهنية. كانت جيدة في إظهار انتباهها لما يقوله الآخرون، لكن في الوقت نفسه، يمكنها التعبير عن مشاعرها عندما يحاول شخص ما استغلالها لمصلحته الخاصة. وجد الأشخاص طريقتها في التواصل غريبة في البداية، لكن بعد ذلك أصبحت الخلافات مع الزملاء في العمل بنّاءة وإيجابية وبدأت تؤدي إلى تحقيق مصالح مشتركة.
9. عدم التعلم خارج المدرسة
من المهم التمييز بين الدراسة في المدرسة وتعلم شيء جديد. قد تبدو الدروس والكتب المدرسية مملة، بينما تعد زيارات المتاحف والمسارح والمعارض الفنية طرقاً رائعاً لقضاء الوقت مع العائلة وتوسيع مدارك الأطفال.
- تتذكر كاتبة المقال دائماً المرة التي اصطحبها فيها جدها إلى متحف التاريخ المحلي للمرة الأولى. منذ هذه اللحظة، بدأ إعجابها الشديد بالتاريخ، وأصبحت تحب مشاهدة الأفلام الوثائقية والسفر، ولم تعد تشعر بالملل. وساعدتها لاحقاً كل هذه المعارف في حياتها المهنية.
10. عدم السماح للطفل باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي
تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي وسائل التواصل المعاصرة، كما كانت الساحات العامة والأحياء التي كنا نجتمع فيها ونحن أطفال. بإمكان الأطفال تعلم العديد من المهارات المفيدة المختلفة بسرعة كبيرة بمساعدة برامج الكمبيوتر المتكاملة مع شبكات التواصل الاجتماعية، لكن ينبغي بكل تأكيد أن يذكر الآباء أبناءهم بقواعد الأمن الإلكتروني، لكن حرمان الأطفال من هذه التجربة برمتها أمر قاسٍ.
ـ اندهشت أم الطفلة آريا، ابنة العشر سنوات، عندما اكتشفت أن ابنتها تعلمت كيفية تصوير مقاطع فيديو احترافية جميلة. وزادت دهشتها، عندما عرفت ان آريا تعلمت ذلك من خلال تطبيق تيك توك. والآن، أصبح تصوير وتحرير مقاطع الفيديو القصيرة هواية عائلية.
11. محاولة تعزيز قوة شخصية الطفل بمساعدة الرياضة
برغم الرأي الشائع بأن الرياضة جيدة لتعلم الانضباط وبناء شخصية قوية، تعد الرياضات الاحترافية خطيرة للصحة البدنية والنفسية للطفل، لا سيما إذا كانت المنافسة شديدة للغاية، سواء مع الأطفال الآخرين أو مع المدربين أنفسهم. في النهاية، عدد قليل جداً من الأشخاص هم من يصبحون أبطالاً، وغالباً ما ينظر المدربون إلى بقية الأطفال باعتبارهم غير مهمين. من الصعب جداً أن يتعامل الطفل في سن صغيرة مع هذا الموقف غير المنصف، وربما يفقد ثقته بنفسه واحترامه لذاته بسرعة كبيرة. إلى جانب ذلك، غالباً ما لا يعرف الأشخاص الذين يضطرون للتوقف عن ممارسة الرياضة لسبب أو لآخر ما يمكن أن يفعلوه في حياتهم وأوقات فراغهم.
- كانت أم كريسي تلعب الجمباز الإيقاعي وهي طفلة، لكن إصابتها في ساقها أجبرتها على التخلي عن أحلامها بأن تصبح بطلة أولمبية. وعندما بلغت كريسي عمر الثالثة، سجلت لها أمها في تدريبات الجمباز الإيقاعي، لكنها فشلت في هذه الرياضة. ونتيجة لذلك، لم تنتبه كريسي بشكل كافٍ لدراستها، وشعرت أنها فاشلة دراسياً ورياضياً، واحتاجت إلى وقت طويل جداً، لتكتشف ما يناسبها وما تحسن فعله. تدرس كريسي حالياً، لتصبح أخصائية نفسيه للأطفال لتساعد الآباء والأمهات على تجنب الأخطاء عند تربية أبنائهم.
12. منح الطفل مكافآت مالية على الدرجات الدراسية الجيدة
لا يزال هناك جدل كبير محيط بهذا الموضوع، لكن لننظر إلى الموقف من زاوية أخرى: اعتبر نفسك مقاولاً، تدفع الكثير والكثير مقابل منتج أو خدمة، بينما يكون الطفل هو المورد، يورد لك ما تحتاج إليه مقابل المال. ستبدو في نظرك فكرة سيئة، أليس كذلك؟
- قرر والدا ألكساندرا تشجيع ابنتهما على الدراسة بشكل أفضل عن طريق تحفيزها بالمكافآت المالية. كانت ألكساندرا تعود للمنزل بدرجات جيدة، واعتقد الوالدان أن فكرتهما ناجحة، لكن في مرحلة لاحقة، اكتشف الوالدان أن ابنتهما تخبر المدرسين قصصاً وهمية عن مرضها وأن والديها ينتقدانها دائماً بسبب درجاتها. فيشعر المدرسون بالأسف على “الفتاة المسكينة” ويمنحونها درجات أفضل مما تستحق. منذ تلك الواقعة، توقف والدا ألكساندرا عن تقديم مكافآت مالية لابنتهما وقررا استشارة أخصائية نفسية للأطفال.
ما الأخطاء التربوية في هذه القائمة التي تعتبرها مضرة جداً؟ هل لديك طرقك الخاصة في تربية أطفال ناجحين؟ نود كثيراً قراءة تجاربك وأفكارك في قسم التعليقات أدناه.