9 عبارات يجب على الآباء والأمهات حذفها من قاموسهم لتجنب إيذاء أطفالهم
تؤثر الكلمات القاسية بشكل سلبي على البالغين، فكيف الحال مع الأطفال الذين بدأوا لتوهم فهم واكتشاف هذا العالم، ولا يعرفون كيفية تنقيح المعلومات التي يتلقونها، ويقبلون أي شيء عملياً بثقة عمياء. ومع ذلك، لا يوجد آباء معصومون من ارتكاب الأخطاء. ونتيجة لذلك، تنتقل العبارات التربوية المسمومة من جيل إلى جيل، وتؤثر بشكل غير محسوس ومتزايد على نفسية الأطفال تاركة شعوراً يمتد أثره إلى المستقبل.
قررنا، في الجانب المُشرق، تحليل العبارات الأكثر شيوعاً التي يجب تجنبها حتى تستطيع تربية أطفال ليصبحوا سعداء وأصحاء وواثقين بأنفسهم.
“أنا لا أصدقك”
بشكل عام، يهتم الآباء بإنشاء قنوات تواصل مفتوحة مع أطفالهم. فهذه هي أسهل طريقة للتعرف على كل أحداث حياة الطفل وحمايته من المشكلات عند ظهورها. إذا كان هذا هو ما تهتم به، فمن المهم أولاً، وقبل كل شيء، الانتباه إلى كلمات طفلك ومعالجة رغبته في التحدث بصراحة بطريقة تحترمه.
بقول شيء مثل: “أنت تكذب” أو "أنا لا أصدقك"، سيسبب الوالدان ضرراً شديداً في علاقتهما بأطفالهما. ونتيجة لذلك، قد يتوقف الطفل عن ثقته بك ويتعلم بسرعة أن يكون متحفظاً، وعندما يحتاج إلى المساعدة، لن يلجأ إليك للحصول على المشورة بعد ذلك.
“سأغادر هذا المنزل ولن أعود إليه أبداً”
التهديدات من أي نوع ليست الطريقة الأكثر وداً للتواصل، ولا تساهم في الحل الهادئ للمشكلات. إذا كان طفلك يجادلك أو يظهر عواطفه بطريقة عنيفة، فهذه بالفعل علامة على أنه يشعر بالتوتر. عبارات مثل: “ستواجه مشكلة خطيرة” أو "سأغادر هذا المنزل، ولن تراني مرة أخرى"، تزيد من التوتر العصبي للطفل، وتجعله يشعر بعدم الأمان في المنزل.
إذا استمر الجدال لفترة أطول مما كنت تتوقع ولم يعد لديك القوة الكافية لقول أي شيء بنّاء، فمن الأفضل دعوة الجميع للهدوء وإنهاء المحادثة واستئنافها لاحقاً، بدلاً من إلقاء التهديدات.
“لن تتغير أبداً”
بشكل عام، يوصي الخبراء بتجنب استخدام كلمات مثل “دائماً” أو “أبداً”. استخدام كلمات كهذه يُشعر الأطفال باليأس بشكل تلقائي. عبارات مثل: “أنت دائماً تفعل كل شيء خطأ” أو "لن تتغير أبداً"، تضع الطفل تلقائياً في إطار نفسي صلب، والأسوء من ذلك، أنه إطار سلبي، قد لا يستطيع إيجاد القوة للخروج منه.
ونتيجة لذلك، فإن هذه العبارات التي غالباً ما تُقال دون وعي، من أجل حثّ الطفل على إجراء تغييرات إيجابية، قد تؤدي في النهاية إلى نتيجة عكسية. وقد تؤدي إلى استمرار السلوك غير المرغوب فيه، والذي لا يريده أي والد.
“لأنني أمرتك بهذا”
ربما تكون هذه واحدة من أكثر عبارات التربية ابتذالاً. ولا نستطيع أن نعتبرها عبارة بنّاءة بأي حال من الأحوال. أولاً، هذه العبارة تجعل الأطفال يدركون أن مشاعرهم ليست مهمة. ثانياً، لا تسمح لهم بتعلم السياق وفهم الموقف، وهو أمر من المهم جداً معرفته لمساعدتهم في حياتهم بعد ذلك.
على سبيل المثال، يتوسل إليك أطفالك للذهاب إلى الحديقة، لكن عليكِ غسل الملابس وغسل الأطباق. إذا لم تشرحي الموقف وقلت “لا” فقط، فستبدين كشخص لئيم لا يريدهم أن يستمتعوا. إذا شرحتِ الموقف، فسوف يفهم الأطفال على الأقل أن هذا ليس لمجرد أن حالتك المزاجية سيئة، حتى لو انزعجوا على أي حال.
“من المفترض أنك تعرف هذا بالفعل”
وصفُ طفلك بأنه غبي أو شيء مشابه خطأ كبير لعدة أسباب. أولاً، حتى الأطفال الصغار يعرفون أن هذه كلمة مخزية للغاية بل ومهينة أيضاً. ثانياً، سماع هذا من شخص بالغ وخبير وتحبه أمر مؤلم بشكل مضاعف؛ لأن الشخص البالغ لديه على الأرجح سبب يدفعه لقول ذلك. نتيجة لذلك، قد يأخذ الطفل هذه الكلمات على محمل الجد، مما قد يؤدي إلى العديد من مشكلات الثقة بالنفس في المستقبل.
“هل أنت متأكد أنك تستطيع فعل ذلك؟”
يميل الآباء الذين يحاولون حماية أطفالهم بشكل مفرط إلى طلب التوضيح وإبداء الشك والإصرار على تقديم المساعدة. يعتقد الآباء من خلال محاولة فعل كل شيء من أجل أطفالهم، أو حتى تثبيطهم عن فعل بعض الأشياء، أنهم بذلك يحمونهم من الخطر وخيبة الأمل. ومع ذلك، فإن الأطفال ينظرون إلى ذلك بطريقة سلبية؛ إذ يشعرون أنه عدم ثقة منك في قدراتهم ومواهبهم. في النهاية، قد يؤدي هذا إلى انعدام الشعور بالأمان والتخوف من تحمل مسؤولية أي شيء مهم.
“إذا تناولت حساءك، سأسمح لك بأكل الحلوى”
ما يجعل هذه العبارة خطيرة أنها تجعل الطفل يعتقد أن بقية الأطعمة ليست لذيذةً مثل الحلوى. في نهاية المطاف، يبدأ الطفل في الشعور بعدم الرضا عن وجبته التي يجبر على تناولها حرفياً، حتى لو لم تكن لديه أي مشكلات معها من قبل.
إذا كنت لا تريد أن يكتسب طفلك عادات غذائية سيئة، فلا تستخدم الحلوى كمكافأة. بدلاً من ذلك، حاول أن تظل محايداً وامنح طفلك خياراً، مثل، “يمكنك تناول الحلوى إذا أردت، إذا أحببت أن تنهي عشاءك أولاً”.
“ما هي مشكلتك؟!”
إذا قال شخص بالغ يثق به الطفل إن لديه مشكلة، فيمكنك التأكد من أنه سيتذكر ذلك بالتأكيد ويصدقه. لكن الخطر الرئيسي لهذه العبارة هو أنها تحمل الكثير من المعاني. بمعنى أن الطفل سوف يسأل نفسه هذا السؤال لاحقاً، لكنه لن يستطيع العثور على الإجابة. أو قد يفسّر ذلك بطريقته الخاصة، ويقفز إلى استنتاج مفاده أنه شخص سيء. نتيجة لذلك، فقد يحتاج إلى سنوات عديدة من العلاج للتغلب في نهاية المطاف على هذا النوع من فقدان الثقة بالنفس.
“أنا أكره وظيفتي”
يمر الجميع بأيام سيئة في العمل. إذا حدث هذا، فعادةً ما نعود إلى المنزل ونشكو مما نشعر به. على سبيل المثال، نشكو لأزواجنا من مدى كرهنا لوظيفتنا. قد يبدو أنه لا حرج في هذا، إلا أن الأطفال يتشربون كل شيء مثل الإسفنجة. في الواقع، اكتشفت الدراسات، أن مواقفنا تجاه الحياة لها تأثير كبير في تحديد نجاح أطفالنا.
لذلك فإن الشكوى من العمل أمام الأطفال قد تجعلهم يعتقدون أن العمل نشاط سيء يعكر صفو حياتك. وفي نهاية المطاف، إما أن يكبروا معتقدين أن سن الرشد هو كابوس حقيقي، أو أنهم لن يستطيعوا اختيار مهنة على الإطلاق بسبب مخاوفهم.
في رأيك، ما هي العبارات الأخرى التي تؤثر على نفسية الأطفال بطريقة سيئة؟ أخبرنا في التعليقات أدناه.