كيف تُـعوّد طفلك على تجنب البكاء والنشيج بلا سبب
البكاء الزائف أو أنين الأطفال يمكن أن يدفع أي والد إلى الغضب والجنون. لكن طفلك ربما لا يتعمد إزعاجك في الواقع، بل لا يمتلك ما يكفي من الكلمات لوصف ما يريده أو يشعر به. ولهذا يلجأ إلى هذا النشيج كلما تعلق الأمر برغبته في جذب انتباهك. إنها في الحقيقة عادة مكتسبة ينبغي أن تحرص على ألا يتعلمها طفلك أبداً.
نحن في الجانب المشرق يهمنا أن نساعد الوالدين على حسن التعامل مع هذا الأمر، رفقاً بأعصابهما. من أجل ذلك، نضع بين أيديكم بعض الطرق الفعالة، التي تمكنكم من جعل طفلكم يتوقف عن الأنين طوال الوقت.
لا تشعر باليأس والإحباط.
حاول ألا تظهر انزعاجك عندما يبدأ طفلك بالأنين، وإلا فإنه سيعتقد أن سلوكه هذا يجعلك تهتم به، وبالتالي سيستمر في تكراره في كل مرة. وبدلاً من ذلك، اشرح له أنك لا تستطيع فهم ما يريده منك، لذا فهو بحاجة إلى الهدوء والتعبير عن حاجته بالكلمات، وإلا فسيتم تجاهله كلياً.
يمكنك أيضاً اختيار علامة تحذير، جسدية توضح للطفل من خلالها أن هناك قاعدة جديدة ينبغي احترامها. فعلى سبيل المثال، إذا شرع طفلك في الأنين، يمكنك إغلاق أذنيك في إشارة إلى عدم الاستجابة، أو حتى مغادرة الغرفة حتى يفهم أن هذا النوع من السلوك لن يتم التسامح معه.
تأكد أن طفلك يعرف كيف يطلب ما يريده بلطف.
قد لا يفهم بعض الأطفال أن الصراخ والاهتياج ليست الطريقة الصحيحة للتعبير عن عواطفهم واحتياجاتهم. فهم يحاولون أحياناً الشكوى من شيء ما أو التعبير عن رأيهم، ويبدو لهم أن هذا الأنين وسيلة جيدة لتحقيق ذلك، دون أن يدركوا أنه فعل مزعج مذموم. وهذا هو السبب في أنه من المهم للغاية شرح الفرق بين ما اعتاده طفلك لفت انتباهك إلى حاجته، وبين الأسلوب الأفضل والأمثل لفعل ذلك.
وعلى سبيل المثال، يمكنك تسجيل صوته عندما يطلب شيئاً ما بكل أدب، وصوته حين عودته إلى عادته. أو يمكنك محاولة وصف ما تسمعه وما تشعر به، عندما يصرخ طفلك بطريقته تلك. وسيساعده ذلك على المقارنة بين صوته وسلوكه في الحالتين، وتحديد نوع السلوك المرغوب.
امدح طفلك عندما يتحدث بنبرته الطبيعية.
معظم الأطفال متعودون على التوبيخ، لذا فإن شكرهم لكونهم لطفاء ومهذبين في بعض “الاستثناءات” يمكن أن يساعد في تعزيز السلوك الإيجابي لديهم. حيث سينتبهون إلى أن الطريقة التي طلبوا بها شيئاً ما لم تثر غضبك هذه المرة على عكس المعتاد، ومن ثمة فقد يقررون الحفاظ على هذا الأسلوب اللطيف. كما يمكنك أيضاً ابتكار نظام مكافآت، يساعد طفلك على التمسك بهذا التصرف السليم على الدوام.
اجعل طفلك يفهم أن هناك عواقب لجميع تصرفاته.
يجب على كل طفل أن يفهم أن أفعاله لها عواقب. لذا، لا تحاول أن تعامله بلطف عندما يتصرف بطريقة الاحتجاج والنحيب تلك، ولا تتوسل إليه في كل مرة أن يتوقف. ولكن كلمه بدلاً من ذلك، عما سيحدث إذا واصل التعبير عن طلباته بطريقته الممجوجة، ويمكنك أن تحدد له مهلة واضحة لتغيير سلوكه.
وفي حالة نسي الطفل هذه القاعدة أو تجاهلها في المرة القادمة، اطلب منه التوقف لمرة واحدة فقط. وبعد ذلك، يجب أن تفرض عليه العقوبة سوء السلوك التي توعدته بها من دون تردد.
علم طفلك أهمية استخدام الكلمات والتعابير.
لأن التعبير بالعواطف يكون أسهل من استخدام الكلمات في بعض الأحيان، يختار الأطفال اللجوء إلى الأنين والصراخ. وقد لا يكون لديهم رصيد يكفي من الكلمات لوصف ما يريدونه نظراً لحداثة سنهم. فإذا تمكنت من تحديد ما يدفع الطفل إلى التصرف على هذا النحو، كأن تجد على سبيل المثال أنه يفعل ذلك لأنه جائع أو متعب، أو لأنه مستاء من شيء ما، فسيكون بمقدورك أن تناقش معه هذه المواضيع، وتعلمه كيفية التعبير عما يشعر به بالكلمات التي تناسب كل موقف، بدلاً من البكاء والتباكي.
كيف تتفاعلون في العادة مع طفلكم عندما يطلب الحصول على شيء ما بالأنين والصراخ؟ هل نجحتم في تعليمه تجنب هذه العادة؟ كيف فعلتم ذلك؟ نرجو أن تخبرونا بتجاربكم وآرائكم في قسم التعليقات، فمثلما أننا نسعى صادقين لنفيد، نحب أيضاً أن نستفيد!