لماذا ينبغي ألا تقلقي من أن أمك ليست أفضل صديقاتك؟
لطالما قيل لنا أن الأم هي الحليف الأقرب لنا، فهي التي جاءت بنا إلى الحياة وعكفت على تربيتنا وسهرت الليالي ترعانا في مرضنا وضيقنا. ولا عجب أن لدينا كل الحجج لتقدير الأم واحترامها. لكن في نفس الوقت، هذا لا يعني بالضرورة أنها ستكون صديقتنا المقربة. وذلك لأنه رغم قرابة الدم، إلا أنك وأمك قد تكونان شخصين مختلفين تماماً.
جمع الجانب المشرق أدلة تشرح حقيقة هذا الأمر، ونتوق لمناقشة الموضوع معك من خلال السطور القليلة التالية.
تلقينا تعليماً مختلفاً.
خلال المدرسة، نحضر دروساً مدتها 1000 ساعة على الأقل في السنة. هذا الاتصال الطويل مع المعلمين دفع علماء النفس إلى الاعتقاد بوجود تأثير كبير للمعلمين على أفكارنا وعاداتنا. أنت وأمك تقليتما التعليم من معلمين مختلفين تتباين نظرتهم إلى الحياة، وهذا ما ينعكس على تشكيل أفكاركما ومقاربتنا للأمور.
لدينا قصص خاصة عن الصداقة.
يؤيد الخبراء حالياً فكرة أن للأصدقاء أيضاً تأثير قوي علينا. حتى التواصل العادي معهم يمكنه تغيير مشاعرنا وأفكارنا وتصرفاتنا. وهذا هو السبب الثاني الذي قد يجعلنا مختلفات عن أمهاتنا. ربما تكون آراؤنا متقاربة بما يكفي لنصبح أعز الصديقات، لكننا محاطات بأشخاص يملكون القدرة على تغيير ذلك فينا في أي وقت.
نشأنا في حقب مختلفة.
تغيّر العالم كثيراً في العقود الأخيرة، وأصبحنا نتبنى تصورات جديدة للحياة والعلاقات الإنسانية والعمل، والصداقات. وفي الوقت نفسه، يقول المختصون أنه من الصعب على الجيل الأكبر سناً التأقلم مع التغييرات. إذ بعد بلوغ ما يسمى بالنقطة الحاسمة، يميل الناس إلى رفض تعلم الجديد، ويفضلون الاعتماد على تجاربهم السابقة. ولهذا السبب، قد يكون فهم أفكارنا وسلوكنا مستعصياً على أمهاتنا.
نحن أشخاص مختلفون لا أقل ولا أكثر!
كشف العلماء أنه على الرغم من تطابقنا مع والدينا بنسبة 99.9%، إلا أن نسبة الـ0.01% المتبقية على ضآلتها، مؤثرة للغاية. إنها بالضبط ما يجعل المرء متفرداً. وربما تكونين وأمّك مختلفتين جداً بما لا يسمح لكما بأن تكونا صديقتين مهما حاولتما، وتفسير هذا القول ليس البتة فلسفياً، بل بيولوجياً صرفاً!
هل أمّك هي صديقتك المقربة؟ يسعدنا أن تشاركينا أية نصائح من شأنها أن تساهم في إنجاح العلاقات بين البنات وأمهاتهن في قسم التعليقات.