لماذا لا يعبر الأطفال عن قلقهم ويردّدون عبارة: "بطني تؤلمني"؟
أظهرت إحدى الدراسات أن 30 في المائة من بين 10.000 طفل تمت اختبارهم، يعانون من اضطراب قلقي في مرحلة ما من حياتهم قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، ولم يتلق 80 في المائة منهم أي علاج. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تقود إلى هذا الأمر، وأولها ببساطة أن طفلك لا يدرك أنه يعاني من القلق. إذ يمكن سبيل المثال، الخلط بينه وبين وجع المعدة العادي، وبالتالي تتم معاملته على هذا النحو.
نأمل في الجانب المشرق أن تتمكن من التعرف على حالة قلق طفلك ومساعدته على التعامل معها بأنجع طريقة ممكنة. وهنا نود أن تعرف أن طفلك قد يخبرك بأنه يعاني من آلام في بطنه، بينما هو في الحقيقة يشعر بالقلق.
قد يعاني الأطفال من القلق ولكنهم قد لا يعرفون ما هو.
يقول الأطفال إنهم يشعرون بوجع في بطونهم، عندما يكونون في حالة قلق لأنهم في الحقيقة يحسون بالألم الجسدي، وهذه هي الطريقة التي يمكن أن يتمظهر بها القلق أو التوتر لديهم. هذه الأعراض يمكن اعتبارها بمثابة وسيلة يبدي بها الجسم أنه يواجه تهديداً ينبغي التعامل معه، وبما أن الأطفال قد لا يفهمون ما يحدث معهم من الناحية العاطفية بشكل دقيق، فهم يخبرون والديهم فقط بما يعانونه جسدياً.
هناك علامات أخرى قد تدل على أن طفلك يعاني من القلق.
— حينما يقسو الأطفال على أنفسهم: وحين يكافحون من أجل تحقيق نتائج أفضل، حتى إذا واثقين من أنهم لا يستطيعون القيام بعمل جيد، يطلبون من الوالدين التكفل بالأمر بدلاً منهم. وقد يلجؤون إلى الاعتذار أيضاً، أو سيسعون للحصول على موافقتك على أمر ما والمبالغة في طمأنتك في أغلب الأحيان.
ـ لا يشعرون بالجوع لأن القلق يبطئ عملية الهضم.
ـ قد يشعرون بالتعب ولكنهم يجدون صعوبة في النوم.
ـ قد يعانون من الصداع وارتفاع حرارة أجسامهم، وصعوبة التنفس، وألم في الصدر، والدوخة والقشعريرة. وهذه كلها يمكن أن تكون علامات على تعرضهم لهجمة قلق شرسة.
ـ قد يكونون سريعي الانفعال، يصرخون ويدخلون في نوبات غضب.
ـ يرفضون الذهاب إلى المدرسة أو الاختلاط مع أقرانهم.
ـ يعانون من الاضطراب وعدم القدرة على التركيز.
ـ متحفزون باستمرار، ويطرحون أسئلة مثل: “ماذا لو...؟” وينتابهم القلق بشأن أشياء ما زالت في حكم المستقبل البعيد. كما قد تكون لديهم مخاوف معينة من وقوع كارثة أو فقدان أحد الوالدين.
ـ قد تكون لديهم حساسية عالية ويأخذون كل الأمور على محمل شخصي.
ـ متشبثون بوالديهم على الدوام، غير معتمدين على أنفسهم، ولا يحبون أن يتركوا لوحدهم.
ما الذي يمكن أن يسبب القلق للأطفال؟
من الشائع أن يصاب الأطفال في المرحلة العمرية من 6 أشهر إلى 3 سنوات بالقلق بسبب الانفصال. قد يصبحون متشبثين بوالديهم ويبكون عند مغادرتهما. ولهذا نجد أن تركهم في المدرسة أو الروضة أمر صعب في هذه المرحلة.
كما يمكن للأطفال في مراحل ما قبل سن التمدرس اكتساب مخاوف معينة من عدة أشياء، مثل الحيوانات والحشرات والكوارث الطبيعية والدم والظلام.
ومن المواقف الأخرى التي يمكن أن تسبب القلق لدى الأطفال نذكر التفاعلات الاجتماعية، أو نقلهم إلى مدرسة جديدة، أو الضغوط قبل الامتحانات.
هل لاحظت يوماً أياً من العلامات السابقة على سلوك طفلك؟ ما الذي يجعل طفلك يشعر بالقلق في العادة؟ وكيف تتعاملين مع ذلك؟ نود أن تطلعينا على أفكارك في قسم التعليقات أدناه!