تقول الأمهات إن الرغبة الملحة في تنظيف المنزل علامة على اقتراب موعد الوضع
تقول العديد من النساء الحوامل إنهن يشعرن بحاجة ماسة إلى ترتيب وتزيين ديكور المنزل، بضعة أسابيع قبل موعد الولادة. ورغم أن هذا التصريح قد يبدو مجرد مزيج من الحماس والقلق المفرطين، إلا أنهن متيقنات من أن طلاء الجدران وغسل جميع قطع السجاد، وإعادة ترتيب ديكور غرفة الجلوس، هو علامة على اقتراب موعد الولادة، لا غبار عليها.
قررنا في الجانب المشرق البحث في هذا الموضوع، ملتمسين الحصول على بعض الدلائل العلمية التي تقف وراء هذا الاعتقاد الشائع.
سيكولوجيا “التعشيش”
على غرار غيرها من التحولات الجذرية الحياتية، تخشى الكثير من النساء اللواتي ينتظرن مولوداً جديداً، أن يحل موعد الوضع قبل إتمام التحضيرات اللازمة. ومن الطبيعي تماماً الاستعداد لقدوم الضيف الغالي عبر إعداد غرفته واقتناء الملابس التي تليق به، دون أن ننسى الأهم، ألا وهو تخزين الحفاظات. ففي النهاية، سيأتي الطفل عاجلاً أم آجلاً، وسيتعين عليهن القيام بكل هذه الأشياء دفعة واحدة. وفي نفس الإطار، هناك من النساء من يعتقد أنه عندما يقترب موعد الولادة، فإن الحاجة الماسة إلى الاستعداد، تصل إلى ذروتها.
ويطلق على هذه الظاهرة اسم "التعشيش"، وتفيد دراسة من جامعة مكماستر الكندية، أنها أصيلة في الإنسان منذ ظهور الجنس البشري. كما فسّرها الدكتور أندرسون، عالم النفس الذي قاد هذه الدراسة، قائلاً : "تتزايد هذه الحاجة في الثلث الأخير عندما يقترب موعد الوضع، وربما يخدم التعشيش الغرض نفسه لدى النساء كما هو الحال مع الحيوانات الأخرى"، الذي يمكن تلخيصه، في الحاجة الماسة لتوفير بيئة آمنة للزائر المنتظر والتشجيع على إنشاء روابط وثيقة بين الطفل ووالديه.
دور الإستروجين
تزعم بعض الأبحاث الأخرى، أن التعشيش يمكن أن ينجم عن بعض الهرمونات ذاتها المسؤولة عن تضخم البطن: الإستروجين. هذا الهرمون تفرزه أجسام النساء بكميات هائلة أثناء فترة الحمل ويمنحهن دفعة من الطاقة تحثهن على الانخراط الملحّ في النشاط الجسدي. ونظراً لتضخم مستويات هرمون الإستروجين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، فلا عجب في أن النساء يشعرن برغبة ملحة في التشمير عن سواعدهن و"قلب" منازلهن رأساً على عقب استعداداً لقدوم هذا الزائر “فوق العادة”. فأجسامهن تحثهن على التحرك ووضع اللمسات الأخيرة، والتأكد من أن الأمور تحت السيطرة.
لماذا يُنظر إلى “التعشيش” على أنه علامة من علامات اقتراب موعد الوضع؟
من جهة أخرى، وبمعزل عن كونه استجابة نفسية تديره الهرمونات، تقول التقاليد أن التعشيش يمكن تفسيره على أنه علامة على اقتراب موعد الولادة ويمكن اعتباره بمثابة منبه جسدي. ذلك أن فترة حدوث التعشيش خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل، يتداخل مع الموعد المقرر للوضع.
ويظهر التعشيش قريباً جداً من موعد الولادة، لدرجة أنه يمكن الخلط بينه وبين أعراض المخاض. ولكن بما أنه يمكن أن يظهر أيضا أثناء الثلث الثاني، فيجب أن ننظر إليه على أنه أحد الأعراض النفسية لا الجسدية، فلا نخال أنه بمجرد ظهور أعراضه على الأم، فإنها على وشك الولادة في أي لحظة. في الحقيقة، لم تمر بعض النساء بتجربة التعشيش نهائياً، وتقر أخريات أنهن قد عشن هذه التجربة أثناء الثلثين الأول والثاني، قبل موعد الوضع بكثير.
نصيحة للمرأة التي تمر بفترة التعشيش ولأفراد أسرتها
التعشيش ظاهرة طبيعية، إذا كانت المرأة حاملاً، غير أنه يتوجب عليها هي وأحباؤها الحرص على عدم المخاطرة بصحتها أو صحة جنينها.
الاستعداد لقدوم الطفل يعني بلا شك ترتيب الغرف، ولا ضير في ذلك طالما أن الأم لا تجهد نفسها أو تحمل أوزاناً ثقيلة. يعني ذلك أيضاً تنظيف المساحات، وفي هذا الصدد يجب أن تتفادى الحوامل المواد الكيميائية الخطرة، مثل المبيضات التي قد تعرض حياتها وحياة جنينها إلى الخطر. وأخيراً، يمكن أن يتجلى “التعشيش” في حملات تسوق بهدف اقتناء أغراض للرضيع، لذا إن كنتِ تملكين ميزانية محدودة، حري بكِ تأجيل أو تجنب تبضع العناصر غير الضرورية مهما كانت ظريفة ورائعة.
وفي جميع الأحوال بمجرد قيامك بذلك، حاولي الاسترخاء والاستلقاء، ولا تنسي الاستمتاع بكل لحظة في الأسابيع الأخيرة لاقتراب موعد لقائك مع طفلك. صدقي أو لا تصدقي، ستشتاقين إلى ذلك البطن المنتفخ بعد الولادة كثيراً.
هل مررت من قبل بهذه الظاهرة العجيبة؟ كيف ستكون طريقتك في الاستعداد لقدوم جنينك؟ شاركينا أفكارك ورأيك حول التعشيش في قسم التعليقات!