5 أسباب لتأخير الناس الزواج وإنجاب الأطفال
اعتاد الناس قديماً على إنجاب طفلهم الأول في بداية العشرينيات من العمر، ولكن الأمر قد اختلف الآن. ووفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن متوسط العمر الذي تنجب فيه النساء الطفل الأول تجاوز 30 عاماً في كل من إيطاليا واليابان وكوريا وإسبانيا. ويبدو أن الناس في كل أنحاء العالم يتمهلون في قرار تأسيس أسرهم الخاصة.
ألقينا نظرة في الجانب المشرق على أسباب انتشار تأخر سن الزواج وإنجاب الأطفال في أماكن مختلفة من العالم، ونود مشاركتها معكم في المقالة التالية.
1. أصبحت الحياة مكلفة أكثر.
يقول كبير مستشاري صندوق الأمم المتحدة للسكان مايكل هيرمان، إن تكاليف تأسيس أسرة يخيف الكثير من الناس. في كوريا مثلاً، يعتبر ارتفاع تكاليف التعليم العالي وبرامج التدريس من المصاريف العائلية التي تدفع الناس لتأجيل إنجاب الأطفال. ولا تتطلب تربية الأطفال الكثير من المصاريف كالمأكل والملبس وحسب، بل إن كل ضروريات الحياة الأخرى أصبحت أكثر تكلفة أيضاً، ومنها الدراسة في التعليم والحصول على سكن لائق.
2. المرأة العصرية مشغولة بحياتها.
تحظى النساء على وجه الخصوص بفرص عمل أكثر مما كان عليه الحال في الماضي. فقبل قرن من الزمن، كانت النساء يعملن لحين موعد الزواج أو إنجاب الطفل الأول. لكنهن الآن، صرن يتمتعن بحرية أكبر لممارسة المهن التي يخترنها لبقية حياتهن.
حتى الجامعات في عشرينيات القرن الماضي كانت قد أعلنت عن عدم استقبالها للطالبات الإناث، وهو أمر مستنكر تماماً اليوم. تطورت فكرة عمل النساء من مجرد مرحلة عابرة إلى شيء رئيسي، إن لم يكن علامة فارقة تحدّد هويتها ككل. ولا يخفى على أحد أن ممارية مهنة، خاصة إن كانت المرأة شغوفة بها، يتطلب الكثير من الجهد والوقت.
3. كلنا نسعى للعثور على “شريك مميز”.
أول خطوة في تكوين أسرتك الخاصة هي إيجاد شريك العمر وتوأم الروح. لكن العالم ليس مكاناً لطيفاً للشباب هذه الأيام، ويعاني الشبان والشابات من الوحدة بحدة أكبر من أي جيل سابق. ذلك أن وجود العالم كله في متناول يدك، وإمكانية توصيل كل ما تريده إلى عتبة منزلك، وسهولة العمل دون ترك الحاسوب، أصبح لدى الناس أسباب أقل للخروج والتعرف على الآخرين.
4. أصبحنا نتريث في بناء علاقاتنا.
إن كنت محظوظاً أو محظوظة بإيجاد شخص يبادلك الحب، فهذا للأسف لا يعني بالضرورة أنكما ستعيشان بسعادة أبدية من ثاني يوم. لقد أصبح جيل الشباب يفضل التمهل في خطوة الزواج لحين العثور على شريك مميز. وتشير الإحصاءات إلى أن 80٪ من الشباب في سبعينيات القرن الماضي كانوا يتزوجون في عمر الثلاثين؛ أمّا اليوم، فتؤكد المعطيات المتوفرة على أن هذه النسبة انتقلت لسن الـ 45. ولا يعني هذا التطور أن الشباب باتوا يكرهون الزواج بالضرورة، إنما أصبحوا يأخذون وقتهم قبل الانخراط في علاقة طويلة الأمد كالزواج.
5. لجيل الشباب نصيبه المعتبر من المصاعب.
قد يكون جيل الألفية صغيراً، لكن أفراده يعرفون أن الحياة ليست لا سهلة ولا ممتعة: فالكثيرون مرّوا بالعديد من الأوقات الصعبة التي تجعل الحصول على وظيفة أقرب لكابوس جاثم، على سبيل المثال. وحتى إذا وجدت وظائف شاغرة، فإن توظيف خريجي الجامعات الجدد يعتبر مجازفة، إما لأنهم فوق مستوى الوظيفة، أو أنهم لا يملكون خبرة كافية تؤهلهم للقيام بالعمل.
وقد شاعت فترات التدريب غير مدفوعة الأجر، التي يعمل فيها الشباب دون مقابل على أمل حصولهم على وظائف مدفوعة، خلال فترات الركود الاقتصادي الكبرى، مما صار يعصف بآمالهم في تحقيق استقلالهم المادي. وحتى بعد انتهاء تلك الأزمات الاقتصادية العالمية، فقد أصبح ولوج سوق العمل يتطلب الكثير من الوقت، وهذا ما انعكس على ترتيب الشباب لأولوياتهم في الحياة، ومنها تأخير الزواج وإنجاب الأطفال.
أين وصلت في خطتك لتكوين أسرتك الخاصة؟ في اعتقادك، لماذا يميل الناس للتريث قبل إنجاب الأطفال؟ شارك معنا معلوماتك وآراءك في قسم التعليقات أدناه!