منعت أطفالها من استخدام الأجهزة الذكية نهائياً، فماذا اختلف؟
أقدمت الأم المدونة مولي دي فرانك على خطوة لا يتجرأ عليها معظم الآباء والأمهات في هذا الزمان: تقليص وقت استعمال أطفالها للأجهزة المزودة بالشاشات إلى الحد الأدنى. وهي تستند في قرارها هذا وتأثيراته، بنتائجه الإيجابية المدهشة التي تثبت للقاصي والداني، أنه كلما قل الوقت الذي يقضيه أطفالك أمام الشاشات، كلما كان ذلك أفضل لصحتهم.
نسعى اليوم في الجانب المشرق لنشر هذه القصة المميزة، حتى نتمكن جميعنا من رؤية مدى تأثيرها الفعلي. وفي فقرة المكافأة في نهاية المقالة، لدينا مجموعة من القواعد والتوجيهات لحسن استخدام وسائل الإعلام من قبل الأطفال.
كان أطفالي يتصرفون مثل كائنات غريبة بسبب الشاشات
لاحظت مولي أن أطفالها كانوا يقضون الكثير من الوقت أمام أجهزتهم الذكية، فقررت اتخاذ إجراء حاسم. "لقد كان أطفالي الأعزاء يتصرفون مثل شخصيات ديموغورغون الغريبة"، تكتب مولى على مدونتها. وحسب ملاحظاتها، فحتى عندما حددت مهلة ساعة واحدة للعب بالجهاز، فقد كان ذلك يؤثر على إبداع أطفالها، ويتسبب في مزيد من النكد والشجار والتذمر فيما بينهم، لذا قررت هي وزوجها منع الأجهزة عنهم تماماً. وبعد الاحتجاج لبضعة أيام، تعود الأطفال على تقبل الأمر في نهاية المطاف.
برنامج مولي المكون من 5 خطوات لمساعدة الأطفال على الإقلاع عن إدمان الشاشات
ما بدا في البداية كبرنامج علاج من إدمان الشاشات لمدة 30 يوماً، أصبح تغييراً شاملاً لنمط الحياة داخل أسرتها المكون من 5 أطفال دون سن العاشرة. وقد وضعت مولي خطة محكمة لإبعاد الشاشات عن أعين صغارها، تتكون من 5 خطوات أثبتت فعاليتها بنجاح.
— منع الأطفال من استعمال أجهزة الشاشات بالكامل لمدة 30 يوماً.
— اصطحاب الأطفال إلى المكتبة لاختيار مجموعة من الكتب التي يعتقدون أنها مثيرة للاهتمام.
— وضع قائمة بمسرحيات الأطفال لأدائها معاً، ويمكن لطفولتك أن تكون مرجعاً مفيداً بهذا الخصوص!
— مراقبة أطفالك لمعرفة الأنشطة التي يستمتعون بها أكثر.
— وضع خطة طويلة المدى تتناسب بشكل أفضل مع ظروف عائلتك.
أظهرت تجربتها نتائج مذهلة لا يمكن إنكارها
بحسب مولي، كان الإقلاع عن الشاشات أمراً سهلاً بشكل مدهش، وقد أخبرتها ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، أنها أصبحت سعيدة حقاً لأن تلك الأجهزة اختفت من روتينها اليومي. كما أن ابنتها الأخرى تقدمت بخمسة مستويات في مجال القراءة خلال 7 أشهر فقط، وغدت قادرة على قراءة الكتب بشكل أسرع من قدرة أمها على شراء كتب جديدة، بينما صار ابنها الأكبر يلقن إخوته دروساً في الفنون.
وتضيف مولي: “أطفالي يلعبون الآن معاً بطرق أفضل وأكثر إبداعاً، وهم أكثر طاعة وسعادة، وينامون بشكل مريح. من المؤكد أنهم ما زالوا بشراً ويمكن أن يتشاجروا مع بعضهم البعض مثل أي أشقاء، ولكن التغيير في مواقفهم بشكل عام، كان فورياً وملحوظاً وإلى الأفضل”.
يمكن للأطفال بالفعل العيش بدون شاشات Netflix و YouTube وجميع ألعاب الفيديو المفضلة لديهم، التي يحبون قضاء الساعات تلو الساعات في اللعب بها. التكنولوجيا مفيدة للغاية بالطبع، لكننا بحاجة إلى تعليم أطفالنا ألا يصبحوا أسرى لها أو مهووسين بها. وتجربة مولي خير دليل على أن أطفالنا يمكنهم أن يكونوا سعداء دون إدمان أجهزتهم طوال اليوم بالضرورة. وليس هذا فحسب، بل سيستفيدون من هذا القرار في الواقع أكثر مما يتوقعون ونتوقع!
مكافأة: إرشادات لاستخدام وسائل الإعلام بالنسبة للأطفال
نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال سنة 2016، مجموعة من التوصيات التي يمكنها أن تساعدك على تحقيق إنجاز مولي مع أبنائك.
ـ وضع خطة لاستخدام أجهزة الإعلام داخل أسرتك.
ـ التحقق من نوع الوسائط والأجهزة المستخدمة والتعرف على الأنواع المناسبة لكل طفل، مع الاتفاق على حدود الوقت المسموح به.
ـ مساعدة طفلك على اختيار الأجهزة التي ستكون تعليمية ومفيدة له.
ـ بالنسبة للأطفال من سن 6 سنوات فما فوق، عليك فرض حدود لاستخدام الأجهزة حتى لا يتم إهمال الأنشطة الأخرى، مثل الرياضة والنوم ووجبات الأسرة والواجبات المدرسية واللعب مع الأصدقاء.
ـ عدم السماح لأطفالك باستخدام أي جهاز أثناء قيامهم بالواجبات المدرسية، والتأكد من أنهم لا يأخذون معهم الأجهزة إلى أماكن نومهم.
ـ إنشاء مناطق خالية من الأجهزة المذكورة في المنزل، كمكان تناول الطعام على سبيل المثال.
ـ الحرص على تعليم الأطفال طرقاً سليمة وآمنة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
هل حاولت تحديد الوقت الذي يقضيه أطفالك في استعمال وسائل الإعلام الحديثة؟ نرجو أن تشاركي أساليبك معنا وتخبرينا كيف سارت الأمور في قسم التعليقات أدناه!