دراسات: الإجابة عن أسئلة طفلك بالتفصيل مهمة لنجاحه في المستقبل
يعد تعلم المفردات وتركيب الجمل مهماً جداً في سنوات النمو الأولى لأيّ طفل. ولعل إحدى أفضل الطرق لتعزيز قدرات الأطفال اللغوية هي إشراكهم في محادثات أعمق، والتحدث إليهم باستخدام جمل وإجابات مفصلة. وقد أشار العديد من الباحثين إلى أن العمل على تطوير أنماط كلام مسترسلة يساعد الأطفال على أن يصبحوا أكثر نجاحاً في الدراسة.
نرغب اليوم في الجانب المشرق في مشاركة طريقة يمكنك من خلالها إثارة فضول طفلك، ومساعدته على أن يطور قدراته اللغوية الحالية، وأن يكتسب مهارات أفضل سيحتاج إليها في المستقبل.
الأطفال الفضوليون يحققون إنجازات مهمة
لطالما ساعد الفضول العديد من العلماء على تحقيق إنجازات مذهلة. وبنفس الطريقة، يمكن لهذه الصفة أن تساعد الأطفال على أن يصبحوا أكثر نجاحاً عندما يتعلق الأمر بمسائل القراءة والرياضيات. إن توجيه طفلك نحو الاهتمام بمواضيع مختلفة سيساعده على اكتساب شخصية أفضل في روضة الأطفال، وبذلك يكون أكثر انفتاحاً لتعلم أشياء جديدة، ويشعر بالسعادة في الأنشطة التعليمية.
هناك فرق بين الشرح البسيط والتفسير المفصل
عندما يحصل الطفل على إجابات مقتضبة، سيتوقف مع الوقت عن طرح المزيد من الأسئلة، وبالتالي ستقل معرفته المكتسبة كنتيجة لذلك. في المقابل، تؤدي إضافة مختلف التفاصيل إلى إجابتك إلى منح طفلك فرصة للدخول في محادثة أطول، سيركز خلالها بشكل أفضل على الموضوع.
إليك هذا المثال البسيط الذي يمكنك استخدامه لمعرفة الفرق بين الحالتين: تخيّلي أن طفلك سألك: “لماذا تبكين؟” لا ينبغي أن يكون ردك: “لأن الكبار يبكون أيضاً” لأن هذا سيوقف المحادثة على الفور. وبدلاً من ذلك، يمكنك أن تقولي له مثلاً: "لقد جرحت أصبعي“، ومن المرجح أنه سيستمر في الحديث إليك ليسألك: “كيف حدث ذلك؟” أو “هل يؤلمك كثيراً؟” أو “كيف يمكنني المساعدة؟”... وهكذا.
استخدام التفسيرات سيعزز الفضول لدى طفلك
وحتى إذا دأبت على استخدام كلمات لا يعرفها طفلك في هذه السن، فلن تتمكن من التقدم في محاورته، حتى تغير طريقة كلامك معه. ببساطة: توقف عن التحدث “إلى” طفلك، وابدأ في التحدث “معه”.
وعلى هذا النحو، عندما تبدأ في استخدام جمل ومعلومات تفصيلية، سيشارك كلاكما في المحادثة بشكل أعمق دون أن يجد طفلك أنها مملة. بل سيستمر في طرح المزيد من الأسئلة، وسيصبح فضوله أكبر وأقوى.
سوف يتعلم كلاكما أشياء جديدة عندما تنفتحان على المزيد من التفاصيل
ربما يُـقلق هذا الأمر العديد من الآباء والأمهات، خاصة عندما تطرح عليهم الأسئلة بلا توقف، مما يجعلهم يفكرون: “وماذا لو لم تكن لديّ إجابات عنها؟”. حسناً، يمكنك دائماً البحث عن مختلف الأشياء مع طفلك، ولا حرج بالمرة في قول “لا أعرف”.
ومع ذلك، عندما تخبرين طفلك أنك لا تملكين فكرة عما يطلب معرفته، فلا تتوقفي عند هذا الحد، بل قولي له: “دعنا نكتشف ذلك معاً”. وسوف يساعدك هذا على تعلم أشياء جديدة ومثيرة للاهتمام، وتعليم طفلك أنه يجب أن يحاول العثور على الإجابات التي يبحث عنها.
كيف يجري حديثك مع طفلك في العادة؟ ألديك وقت واهتمام بالإجابة عن أسئلته بطريقة مفصلة؟ أم أن لديك أفكار أخرى حول كيفية إثارة فضول الأطفال؟