لماذا لا يهدأ طفلك أثناء نوبات الغضب وماذا يمكنك أن تفعلي حيال ذلك؟
عندما يمرّ أطفالك بنوبات غضب، فإن الوضع يبدو مثل إعصار من المستحيل السيطرة عليه. وقد تشعرين بالعجز والإحباط إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء والثوران. قد يعتقد بعض الناس أن هذه إشارة إلى أنهم أمهات وآباء سيئون، ولكن الأمر ليس بالضرورة كذلك، فهذا السلوك يعتبر مرحلة أساسية في تطور الأطفال، لأنهم خلال هذا الوقت يتعلمون كيفية التعامل مع عواطفهم.
نحن في الجانب المشرق لا نعتقد أنه يجب على الوالدين لوم أنفسهم إذا كان طفلهم يعاني من نوبات غضب. وفي هذا السياق، نود أن نخبركم كيف يمكنكم محاولة مساعدة الطفل على الهدوء في هذه المواقف.
لا يستطيع طفلك أن يهدأ لأن عقله في مرحلة نمو متسارعة
يمكن تصنيف الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا إلى جوانب عاطفية وعقلانية. الجانب العاطفي أكثر بدائية وغريزية، بينما يساعدنا الجانب العقلاني على التخطيط والتفكير قبل التصرف، واتخاذ قرارات أخلاقية، ورؤية الأشياء من منظور آخر.
أثناء نوبة الغضب، يسيطر الجزء العاطفي والاندفاعي على الطفل، فيضحي من المستحيل على الجزء العقلاني والمنطقي أن يوازنه. وهكذا يصعب على الطفل، لكون دماغه في طور النمو، محاولة رؤية الأشياء من منظور الوالدين. وبما أن التفكير المنطقي يتم إيقافه أثناء نوبة الغضب، فمن المرجح ألا تنجح أي مفاوضات لتهدئة طفلك.
هناك سبب واحد يوقع الأطفال في نوبات الغضب
عادة ما يكون هناك سبب واحد فقط لحدوث نوبات الغضب، مفاده أن طفلك لا يستطيع الحصول على ما يريد ومشاعره تطغى عليه. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام إلى عامين، غالباً ما تكمن المشكلة في أنهم لا يستطيعون إخبارك بما يحتاجون إليه لأنهم لا يمتلكون المهارات اللغوية اللازمة للقيام بذلك.
وللأطفال الأكبر قليلاً، فإن الأمر يتعلق أساساً باستقلاليتهم. إنهم يعرفون ما يريدون ويعرفون كيف يطلبونه، لكن إذا لم يحصلوا عليه، فإن ذلك يزعجهم حقاً. وبسبب ذلك يشعرون أنهم ليسوا مسيطرين على حياتهم، ويريدون إظهار قوتهم من خلال إثارة نوبة غضب. وحين ينجح الأمر أحياناً، يتعلمون أن هذا النوع من السلوك يمكن أن يساعدهم في التأثير عليك.
وليس بالضرورة أن يكون ما يريده الأطفال شيئاً. فقد يكون أيضاً نشاطاً لا يمكنهم القيام به بمفردهم. على سبيل المثال، من المعتاد أن يواجه طفلك مشكلة في ربط حذائه، لكنه لا يريد أن يطلب مساعدتك لأنه يريد أن يشعر بنوع من الاستقلالية. وعندما يدرك أنه لا يستطيع فعل ذلك وحده بعد كل محاولة، تطفو مشاعره السلبية إلى السطح.
أفضل إستراتيجية هي تجاهل نوبات الغضب الطفولي
أول شيء يمكنك القيام به للتعامل مع نوبة غضب طفلك هو محاولة التزام الهدوء. سيساعدك هذا على التفكير بشكل أكثر وضوحاً، وسيقدم أيضاً مثالاً جيداً لطفلك. حيث سيرى مدى هدوئك وقد يميل إلى تقليد سلوكك ببساطة، والأهم أن يدرك طفلك أن فورة غضبه لا تؤثر عليك بالطريقة التي يتوقعها. إن تجاهل نوبة الغضب سيعلم طفلك أن التصرف بهذه الطريقة لن يمنحه أي مكسب.
بعض الحيل التي يمكن أن تساعدك على تهدئة طفلك
حين لا يؤتي تحفيز الطفل على الهدوء بأي نتيجة، قد يكون من الجيد محاولة القيام بذلك بصوت ناعم، مع الحفاظ على التواصل البصري معه لأن ذلك سيظهر لطفلك أن هناك من يستمع إليه ويهتم به. كما يمكن أن يساعد لمس طفلك بلطف أيضاً على شعوره بمزيد من الاسترخاء.
هناك حيلة أخرى يمكن أن تساعد في نزع فتيل نوبة الغضب، وهي تحويل انتباه طفلك إلى شيء آخر. على سبيل المثال، يمكنك أن تطرحي عليه سؤالاً لا يتوقعه ولا علاقة له بالموقف الذي تسبب في نوبة الغضب، من قبيل: “ما اسم أفضل صديق لك؟”.
كما يمكن أن يساعد انخراطك معه في أي نوع من الألعاب في تشتيت انتباهه، وقد يكون ذلك نشاطاً يحتاج فيه إلى ممارسة جهد بدني، مثل لعبة المطاردة، أو نشاط يحتاج إلى تفكير ذهني. كما يمكن أن يكون تذوق شيء حامض أو مر مثل الليمون ذا فائدة في هذه الحالة أيضاً.
ويمكنك منع نوبات الغضب من أصلها
ستكون معرفة أسباب نوبات غضب طفلك فكرة مفيدة. حيث يمكنك تحديد المحفزات التي تدفع الطفل للغضب بطريقة تساعده على التعامل معها بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا كان أداء الواجب المدرسي صعباً بالنسبة له، يمكنك محاولة تسهيل الأمر من خلال السماح له بأخذ فترات راحة متكررة. كما يمكنك أيضاً مساعدته في تقسيم مهامه إلى أجزاء أصغر، وإظهار دعمك ومرافقتك له بشكل عام أثناء إنجازها.
كيف تتصرف، كأب أو أم، عندما يصاب طفلك بنوبة غضب؟ ما سبب نوبات غضبهم عادة؟ هل لديك أي حيل تساعدك على تهدئة طفلك؟