لماذا لا يحسن بعض الأطفال التصرف في حضور آبائهم وأمهاتهم خصوصاً؟
“طفلك ملاك، ما السر؟” هي جملة يقولها أحد أصدقائك وهو يربّت على ظهر ابنك. ولا تكاد تمسح دموع الفخر، حتى تجده يخرّب المنزل! وتفكر بعمق في السبب الذي يجعل طفلك اللطيف يسيء التصرف في وجودك.
الجانب المُشرق يريد أن يزيل عنك همّ التفكير وأن يوضح لك الأسباب المحتملة لسوء تصرفات طفلك.
يقلد سلوكياتك
عادةً ما يلوم الآباء والأمهات أطفالهم على سوء سلوكهم، لكنهم أحياناً يتجاهلون أنفسهم وعاداتهم السيئة. تذكّر كم تكون لطيفاً حين تتعامل مع الغرباء، لأنك لا تريد الشجار معهم. وبمجرد العودة للمنزل، تفرغ كلّ غضبك على أعزّ الأشخاص وأقربهم لك. طفلك يقلّد سلوكياتك، سواء كانت جيدة أو سيئة. معظمنا يلقون باللوم على الأطفال لأن البديل هو أن تنكشف أمامنا عيوبنا التي نحتاج لتصحيحها، لكننا لا نريد مواجهة الحقيقة.
يفتقد حب الوالدين
طفلك يحاول في الغالب التقرب منك لكنك تتجاهله. تخيل هذا: أم شابة تجلس مع طفلها في مطعم عائلي. الأم تضع كل تركيزها على هاتفها في انتظار الطعام في حين يحاول الطفل التحدث إليها.
يريها أولاً سيارته اللعبة قائلاً: "انظري يا أمي، لها دواسات!“، فتجيبه الأم التي تشعر بالملل قائلة: “رائع” ثم تواصل تصفح الإنترنت. ثم يبدأ الطفل في دفع كوب العصير نحو طرف الطاولة. وحين يسقط أخيراً، توبّخه الأم، لكن الطفل لا يشعر بالأسف لأنه نجح أخيراً في جذب انتباهها.
يشعر بالأمان والاطمئنان
يتصرف طفلك على نحو مختلف في وجودك لأنه لا يحتاج للتظاهر بأنه شخص آخر. هو يشعر بالأمان الكافي لنزع القناع الاجتماعي وللتصرف على طبيعته. ابنك يثق بك ويسمح لك برؤية ضعفه وألمه. الأب أو الأم هما الوحيدان اللذان سيقبلان ابنهما و يعانقاه حتى إذا كان يصرخ ويصيح.
السلوك السيء هو مجرد وسيلة للتنفيس الذهني عن نفسه من كل الضغوطات المتراكمة. الأطفال ملزمون بالتصرف المهذب حين يكونون في مكان عام، وحين يشعرون بالأمان أخيراً مع آبائهم وأمهاتهم، فإنهم يتخلون عن كل ما يزعجهم.
ينظر إليك باعتبارك ملجأه العاطفي الذي يحتويه
كلنا نحتوي مشاعر بعضنا. عادة ما نساعد الآخرين على التأقلم مع المشاعر السلبية من خلال التعاطف أو قول بعض الكلمات المفرحة. ومع ذلك، فإن حجم الاحتواء العاطفي يختلف من شخص لآخر. يمكننا أن نجد مساحة أكبر لمشاعر البعض في حين لا يحتل آخرون مساحة كبيرة في قلوبنا.
لهذا، فإن الأشخاص الذين يجالسون طفلك لا يمكنهم استيعاب كل هذه المشاعر، إذ ليس لديهم نفس الرابط القوي الذي يجمعك بطفلك. وهذا يفسر السبب وراء ميل الغرباء لكبت مشاعر طفلك أو تجاهلها. ونتيجة لذلك، حين يكون طفلك معك، فعليك تحمل مسؤولية التعامل مع كل مشاعره التي لا يتفهمها الآخرون.
يراك عاطفياً ويسهل التأثير عليك
كثير من الآباء والأمهات يتخذون قرارات متباينة تتعارض مع بعضها. مثلاً، تحدّ من حرية طفلك، لكنك تطلب منه أن يكون مستقلاً. تهدد طفلك بتركه والخروج في إجازة، لكنك تغير رأيك لاحقاً وتسحب كلامك. تربية الأطفال بدون وجود حدود تقيّد من نمو طفلك وتربكه.
إن سمحت لطفلك بإساءة التصرف، سيستغل ذلك بالتأكيد. في معظم الأوقات يكون التفاهم بالمنطق مع طفلك الغاضب لا جدوى منه. اثبت على رأيك ولا تستسلم أمام طفلك الصغير متقلب المزاج.
هل يسيء أطفالك التصرف؟ وماذا تفعل حين ينفجرون غضباً؟