ثبت علمياً: الأجداد والجدّات الذين يجالسون أحفادهم يعيشون أطول
يحتفظ معظم الناس بذكريات جميلة عن الأوقات التي قضوها رفقة أجدادهم. ودائماً ما نجد هؤلاء الرائعين حولنا يشاركوننا خبرتهم في الحياة معنا، إلى جانب الأحضان والقبلات من طبيعة الحال. وكثيراً ما يسترجعون أحداث السنين ويحكون لنا القصص الرائعة عن مغامراتهم. تلك الأيام لا تمحى من الذاكرة، ومن الجيد أن نعرف بأن الأجداد هم أيضاً يجنون منفعة كبيرة من تفاعلهم هذا مع الأحفاد.
أثارت إحدى الدراسات اهتمام الجانب المشرق، ولا نطيق الانتظار لنشارككم أهم نتائجها من خلال هذه المقالة لتي نريدها نافعة ماتعة.
كم مرة سألك والداك إذا ما كانوا سيحظون بالأحفاد في يوم ما؟ عليك بإعادة النظر في رأيك إن كانت إجابتك في كل مرة: مستحيل! فقد أفادت دراسة أن الأجداد الذين يعتنون بأحفادهم يقل خطر وفاتهم بنسبة 37% مقارنة بأشخاص من نفس العمر لا يقومون بمجالسة الصغار والاعتناء بهم.
تعقب الباحثون المخرجات الصحية لأكثر من 500 شخص شاركوا في دراسة برلين للشيخوخة وتزيد أعمارهم عن 70 عاماً، حيث تم لقاؤهم وأجريت فحوصات لهم كل سنتين، طوال الفترة الممتدة ما بين 1990 — 2009.
وقد أظهرت النتائج أن 50% ممن دأبوا على مجالسة أحفادهم، كانوا ما يزالون أحياء بعد 10 سنوات من أول لقاء. وفي المقابل، توفي 50% من المجموعة التي لم يقم أفرادها بمجالسة الصغار طوعاً، أو لم يحظوا بتلك الفرصة من الأصل، خلال 5 سنوات من بداية التجربة.
يقول د. ديفيد كوال، وهو أحد العلماء المشاركين في هذا البحث: “إن هذا البحث يوضح وجود علاقة إيجابية بين رعاية الأطفال وطول العمر لدى كبار السن، لكننا لا نعلم يقيناً سبب ذلك. ويمكن أن يكون الجواب متجذراً في عمق تاريخ المجتمعات الإنسانية، فقد كان توفير الرعاية للأطفال عاملاً حاسماً في بقاء النوع البشري.”
في الحقيقة، ينتفع الأحفاد أيضاً من الوقت الذي يمضونه رفقة أجدادهم. فقد أشار بحث من جامعة أكسفورد، أن الأجداد يلعبون دوراً مهماً في عافية أحفادهم. بالإضافة إلى أن الصغار الذين يحظون باهتمام كبير من الأجداد يواجهون مشاكل عاطفية وسلوكية أقل من غيرهم.
يبدو أن الوقت الذي يجمع الأحفاد والأجداد مفيد للطرفين كليهما. لكن من الواجب التنويه إلى أنه يتعين على الأجداد أن يملكوا الرغبة في لعب مثل هذا الدور من الأساس، وإلا فقد يتسبب لهم الأمر في كثير من التوتر.
ما رأيك في نتائج البحث السابق؟ هل لديك ذكريات جميلة مع أجدادك؟ نرحب بأفكارك وتجاربك على الدوام، ولا تنس مشاركة المقالة مع أصدقائك ووالديك وسائر معارفك من الأجداد حتى تعم الفائدة!