هذا كل ما يحتاج أطفالنا إلى معرفته عن الحب
ترسم القصص الخيالية صورة وردية غير واقعية عن الحب. لذا من واجبنا أن نعلم أطفالنا بعض الحقائق حول هذا الموضوع. ولعل أول شيء هو أن يعرف الأطفال أن الحب لا يرتبط دائماً بالفارس الشجاع والأميرة الجميلة والنهاية السعيدة. وبالمقابل، ينبغي عدم تعليمهم أن الوقاحة والمضايقة طريقة مناسبة للتعبير عن الإعجاب.
لدينا اليوم في الجانب المشرق بعض أهم الرسائل المتعلقة بالحب والتي نرى أنه ينبغي أن نعلمها لأطفالنا.
الإساءة لا تعني الحب
عندما يعود أطفالك إلى المنزل باكين بسبب تعرضهم للمضايقة من قبل أطفال آخرين، فلا تخبرهم أن في ذلك علامة تدل على الإعجاب. إن السماح لهم بالتفكير بهذه الطريقة سيعلمهم أن إساءة المعاملة هي دلالة على الحب، وهذا غير صحيح.
في الحب عطاء وأخذ متبادلان
من السهل أن تدلل أطفالك وتمنحهم كل حبك واهتمامك بلا شروط. ولكنهم يجب أن يعرفوا أيضاً أنهم لا يمكن أن يكونوا فقط بمثابة الطرف المتلقي. وبقدر ما يستحقون الحصول على الحب من الآخرين، يجب أن يتعلموا أيضاً معنى البذل والعطاء.
حب الآخر لا يعني أن تنتقص من حبك لنفسك
يحتاج أطفالك إلى معرفة أنهم عندما يحبون شخصاً ما، فهذا لا يعني أنه يجب عليهم التضحية بأنفسهم والتواري من أجل أحبائهم. من المؤكد أن الحل الوسط مهم في أي علاقة، لكن يجب الا يحبوا أنفسهم أقل لكي يمنحوا حبهم لشخص آخر. وهذه الموازنة يتعلمها الأطفال عبر النظر إلى طبيعة العلاقة التي تربط والديهم.
الاحترام شرط أساسي في الحب
يجب أن يعرف الأطفال أن الاحترام والحب شرطان لا يفترقان أبداً. عليهم أن يحترموا الآخرين ويحظوا باحترامهم في الآن نفسه. والأهم أنه يجب تعليمهم أنهم يستحقون الاحترام مثل أي شخص آخر. فالحب بدون احترام لن ينتج سوى علاقة سامة ومؤذية.
حب الذات هو أهم أنواع الحب
يحتاج الصغار إلى معرفة الفرق بين الأنانية وحب الذات. فإذا كان من الضروري تعليمهم عدم الدوس على الآخرين لتحقيق مصلحتهم الخاصة فهم بحاجة أيضاً إلى تقبل شخصياتهم كما هي، ويجب الا يغيروا أنفسهم فقط لكي يتناسبوا مع قالب جاهز وينالوا الحب.
أحياناً لا يستمر الحب إلى الأبد
قد تؤدي القصص الرومانسية السطحية التي يطلع عليها أطفالك إلى اعتقادهم بأن الحب يدوم مدى الحياة. لكن الحقيقة هي أن الحب شعور عابر وأحياناً يكون من الأفضل إنهاء علاقة غير ناجحة والمضي قدماً. كما أن عليهم أن يفهموا أن كل اللحظات الصعبة الماضية قد تكون دروساً تقود نحو تجربة أفضل في المستقبل.
يتطلب الارتباط المستمر بذل بعض الجهد
يجب أن يتعلم الشباب أن شعوراً في غاية الهشاشة مثل الحب، يتطلب بذل الكثير من الجهد لكي يدوم طوال الحياة. إذا كان الشخص الذي تحبه يستحق ذلك وهو على استعداد لبذل قصارى جهده لإنجاح علاقة الارتباط أيضاً، فإن الحب الأبدي ليس خيالاً مستحيلاً.
في بعض الأحيان قد لا يبادلك من تحبه الشعور نفسه
بصفتك أباً (أو أماً) فأنت بالطبع تبذل قصارى جهدك لمنح أطفالك كل ما يحتاجونه. ولكن في بعض الأحيان، تكون الظروف أقوى من رغبات أي شخص، ويحتاج أطفالك إلى تقبل حقيقة عدم الحصول على ما يريدون. وهكذا الحب من جانب واحد، يمكن أن يجلب لصاحبه الكثير من وجع القلب، لكنه بحاجة إلى تعلم النسيان والتخلي. ستكون مثل هذه التجربة أقل ضرراً على مشاعرهم، إذا كانوا يضعون في اعتبارهم منذ البداية ما يمكن أن يحدث، ويعرفون أنك تقف إلى جانبهم لتقديم الدعم والمساندة.
الحب ينبغي أن يجعلك إنساناً أفضل
هناك العديد من أنواع الحب في الحياة، ويتعين على أطفالك أن يفهموا أنهم يستحقون النوع الذي يجعلهم أشخاصاً أفضل. علمهم أن الحب يجب أن يشجعهم على أن يكون لهم مستقبل أكثر إشراقاً وإنسانية.
الحب ليس مجرد أقواس قزح وفراشات ملونة
على عكس ما تورده القصص الخيالية، لا يتعلق الحب بالأشياء الجميلة فحسب. يحتاج الأطفال أن يكونوا مستعدين لبعض المواقف الأقل جمالاً في الحياة المشتركة. على سبيل المثال، أن تتعرض الثقة المتبادلة في ما بينهم للشك والتحدي والجدال. إن الحب في الحياة الواقعية ـ في معظمه ـ لا يشبه الحب الرومنسي في القصص الخيالية.
هل توافق على أهمية تعليم هذه الأمور للأطفال؟ وما الذي ترى أنهم بحاجة إلى معرفته عن الحب؟