الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أكثر من 20 امرأة رفضن الرضوخ لمعايير الجمال وتوقفن عن صبغ شعرهن الرمادي

عادة ما يرتبط الشعر الرمادي بالشيخوخة أو بنقص الاعتناء والرعاية للشعر، كما لو أن الشيب لا يصيب سوى الأشخاص الذين لا يعرفون كيفيّة “الاعتناء” بأنفسهم. ومع ذلك، هناك نساء قررن مشاركة قصصهن من خلال حساب على إنستغرام يسمى Grombre، وتحدثن كيف أن شعرهن، بغض النظر عن لونه، لا يحدد هويتهن أبداً. على العكس من ذلك: إنه مجرّد رمز أصيل، يبرز ثراء وتنوّع أنوثة بنات حواء.

جمع الجانب المُشرق شهادات عدد من هؤلاء النساء من مختلف الأعمار، أظهرن بكل فخر جمال شعرهن سواء المزين بخصلات الشيب المتناثر أو المغطى بالكامل باللون الرمادي الساحر.

1.

"لاحظت وجود درجات من الشعر الأشيب في أواخر سن المراهقة، لكني لم أفكر كثيراً فيه آنذاك. ازداد عدد الشعرات سريعاً عندما بلغت الثلاثينيات من عمري. وبعد أن رُزقت بطفلين، ظهرت خصل كبيرة منه في كل مكان! كان من البديهي أن أصبغه لتجنب "الظهور بمظهر الشيخوخة"، لكن الصبغات لم تكن لتدوم في كل مرة لأكثر من أسبوع أو اثنين في أفضل الأحوال. وأنا لا أملك الصبر لهذا النوع من المتابعة، لذلك قررت أن أترك الطبيعة تأخذ مجراها. أجد نفسي أحياناً أتردد بين صبغه أو قصه، لكن في النهاية، لا أفعل ذلك. كما أن زوجي يرفض السماح لي بصبغه لأنه لم يسبق أن رآني بدون خصلاتي الرمادية، لحسن حظي! بالإضافة إلى أنني أتلقى الكثير من عبارات الثناء والإطراء بفضل لون شعري. وما زلت أحاول تقبل فكرة أنه لا يفترض بي أن أبدو كما كنت قبل 20 عاماً، لأنني أيضاً لست نفس الشخص الذي كنت عليه قبل 20 عاماً. فالشيب جزء مني، شاركني كل أفراحي وأحزاني على مدى السنوات الـ 47 الماضية".

2.

“قبل حوالي 3 سنوات، عانيت من ضعف شديد في ذراعي وساقي، وألم حاد، ومشاكل في التوازن والعديد من المشاكل الأخرى. حينها اكتشفت أنني أعاني من تسمم المعادن الثقيلة. معظم الناس لديهم مستويات متشابهة من هذه المعادن ولا يعانون من المشاكل، لكن جسدي استجاب بشكل سيء لهذا التسمم. قيل لي أن علي التخلص من السموم بالكامل، ويشمل ذلك التوقف عن صبغ الشعر. قبل ذلك، لم أكن ألقي بالاً للشعر الرمادي، لأني كنت أصبغه طوال الوقت.

أردت حقاً أن أفعل كل ما بوسعي لأشعر بتحسن، لذلك توقفت عن صبغه، وكنت مكتئبة جداً. وبالكاد كان بإمكاني استخدام ذراعي، ولم أستطع العزف على غيتاري المحبوب، وصار شعري نصف رمادي ونصف بني. أعترف أن هذه الفترة لم تكن أسعد فترات حياتي. لكن بعد مرور 3 سنوات، أنا الآن سعيدة حقاً باللون الرمادي، وبت أحصل على الكثير من الثناء على شعري أكثر مما كنت ألقاه عندما كنت أصبغه. عمري 57 عاماً تقريباً وقد تأقلمت مع مشاكلي. كانت رحلة رائعة، أحببت فيها شعري الرمادي ولن أتراجع أبداً عن قراري”.

3.

قبل 10 سنوات ، انتقل زوجي من محامٍ نشط يبلغ من العمر 62 عاماً، ويلعب الكرة ويعزف في الأوركسترا، إلى رجل مشلول تماماً في ظرف 24 ساعة. وقد أمضى 8 أشهر ونصف في المستشفى ليستعيد قدرته على التنفس والكلام ومضغ الطعام. ثم جاء عام كانت فيه حياتنا كلها تتلخص في مهام رعاية زوجي في المنزل باستخدام المصعد المنزلي. كان عمري 56 عاماً، وعندما نظرت إلى نفسي أخيراً في المرآة، رأيت شعري الكستنائي بخصلات من اللون الرمادي، قد تحول إلى شعر أبيض ناصع. فقصدت صالون حلاقة وأنا واثقة من أنني أريد أن ‘أحافظ عليه!’ وقد فعلت.

لقد أحببت شعري الفضي اللامع، وتلقيت الكثير من المديح والاستفسارات عن جماله، وكنت فقط أتبسم وأقول: ‘أعتقد أنني محظوظة وحسب’. كان عليّ أن أتعلم كيفية التكيف مع نظام لباس مختلف تماماً من حيث اللون، لكن العثور على مجموعات جديدة من الألوان يمثل تحدياً مثيراً يستحق التجربة”.

4.

عمري حالياً 24 وأتذكر أنني وجدت أول خصلة رمادية في رأسي عندما كان عمري 11 عاماً، لكن أمي أخبرتني مؤخراً أنها وجدت شعري الرمادي الأول عندما كنت في سن الثامنة! ولم أبدأ في إظهار خصل الشعر للعلن إلا في فبراير 2020. قدري أن أكون الأخت فضية، فلماذا أحارب قدري؟

كنت أصبغ شعري شهرياً (إما بنفسي أو في الصالون) منذ كان عمري 17 عاماً تقريباً. لكني أصبحت أكثر جدية في التخلص من الصبغة، عندما رأيت كيف أصبح شعر أمي أقوى عندما قررت قبول شعرها الأبيض الطبيعي قبل بضع سنوات. وبحلول شهر مارس، سرعان ما أيقنت أن الوقت كان مناسباً. وبعدها ببضعة أشهر، قمت بتبييض الأطراف المصبوغة من مقدمة شعري وانتظرت بفارغ الصبر أن يغطيها شعري الفضي”.

5.

في ديسمبر 2016، كان عمري 42 عاماً وكنت أتحسر على خصلة الشعر الرمادية ‘غير المحترمة ’ التي اعتدت صبغها بالحناء، بينما كنت أرعى رضيعتي ذات الـ 11 شهراً. وكانت لي زميلتان أصغر سناً في العمل، دائماً ما تعبران عن حبهما لخصلات الشعر الفضية، وتقولان: ‘لماذا لا تتوقفي عن صبغه وتتركيه وشأنه؟’ حسناً، بعد بضعة أشهر قصيرة، وإلى حدود شهر مايو 2017، كنت لا أقرب الحناء أبداً. ولم يعد اللون الرمادي مجرد خصلة يتيمة على رأسي، بل أصبح يشكل السواد الأعظم من شعري.

كنت في إجازة مع أهل زوجي، وكنت في الحمام في جلسة ماراثونية لغسل شعري، بعد أسابيع من التقاعس والتأجيل وكنت أعاني من تساقط هائل لم أستطع فهمه. وبعد أن انتهيت، نظرت إلى زجاجات الصبغة على المنضدة. كنت أخطط للتخلي عن الحناء وصبغه على عجل. نظرت إلى الزجاجات ملياً، وفكرت في عائلتي وطفلتي ذات العام والنصف من العمر الذين كانوا ينتظرونني في الطابق العلوي منذ حوالي 2-3 ساعات. وفكرت في الساعات الإضافية التي سأحتاجها لوضع الصبغة والانتظار لتثبت والشطف والبلسم وتصفيف شعري، علماً أن التعب بلغ مني منتهاه. في تلك اللحظة تحديداً، وضعت نقطة النهاية وطويت الصفحة، لتبدأ رحلة شعري الرمادي رسمياً في ديسمبر، دون سابق تخطيط.

لم يمر اختياري بسلاسة، فقد قابلت الكثير من المطبات على الطريق في أول 18 شهراً، ما بين الشك وانعدام الثقة والتعليقات السلبية. لكني بدأت في متابعة هذه الصفحة باحثة عن صور نساء أخريات، لاستلهام القوة لمواصلة المشوار. أتذكر أنني أخبرت زميلة لي أكبر سناً، كانت تأتي من ورائي وتهمس ‘اصبغيه!’: ‘الطريق وعرة، أعترف بذلك. لكني حددت وجهتي وأعتقد أنها تستحق العناء’. أنا سعيدة جداً لأني اتخذت هذا القرار، لأنني أحب شعري وأحس بأنني مرتاحة على سجيتي. وصدقت زميلتاي، لأنه من الجيد أنني عالجت هذه المشكلة في سن الـ 48، قبل أن أبلغ الخمسين!”

6.

يبدو أن ثقتي تتلاشى بمجرد أن يطلب مني حبيبي، وهو مصور محترف، أن يلتقط لي صورة. فأنا أعلم أنه لا يوجد عرض سريع للصور، ولا يوجد تصحيح، ولا معاينة، ولا فرصة ثانية في التصوير التناظري الذي يعتمده.

كنت أحاول منعه من أخذ هذه الصورة لأني لم أكن أضع مكياجي، وكان شعري سيئاً وكان التعب بادياً على وجهي. بمجرد أن يمسك بالكاميرا ويشيرها نحوي، أشعر بالضعف والانكشاف. لكن بعد ذلك يجعلني أضحك، يجعلني أضحك... فيلتقط الصورة. من المثير للاهتمام كيف أن هذا لا يحدث لي عندما يصورني بكاميرا رقمية، حينئذ لا أكون مكترثة على الإطلاق، لأنني أعلم أنه يمكنني دائماً حذف اللقطة إذا لم تعجبني، فأنا ميالة إلى انتقاد نفسي. وعندما أنظر إلى هذه الصورة الآن، أتذكر تلك اللحظات التي شاركناها في الحديقة، أتذكره وهو يغازلني ويخبرني كم أنا جميلة، وكيف أني كنت أرفض التصوير، لأنه في ذلك اليوم، لسبب ما، لم أكن أنا نفسي أصدق ما قاله.”

7.

وجدت أمي شعري الأشيب لأول مرة عندما كان عمري 12 عاماً (لم أكن أعرف أن هذا ممكن!) لقد حذرتني دائماً من أن شعري قد يصبح رمادياً في وقت أبكر من معظم الناس، لكني لم أتخيل أبداً أن ذلك سيكون سريعاً جداً كما حدث معي. مع تقدمي في السن، أصبحت تغطية البقعة الرمادية الموجودة في أعلى رأسي أصعب وأصعب. وقد أقنعني مصفف شعري المحبوب بتقبلها، فتوقفت عن صبغها في سن 24.

لقد امتنعت عن قصه لمدة عامين قبل الآن، وأصبغ بعض الأجزاء بلون فاتح عدة مرات في السنة ليأخذ سعري لوناً متناسقاً، لأنه ليس رمادياً تماماً. ومع ذلك، فأنا أتعلم تقبل شعري الرمادي أكثر وأكثر مع مرور كل يوم. ولا أحد يصدق أنني بهذا اللون الرمادي الطبيعي في سن الـ 26! أعمل مدرسة وأحياناً ألوم طلابي عندما يبالغون في إخباري دائماً، والحيرة تعلو وجوههم: ‘ليس لديك أطفال بعد وشعرك رمادي بهذا الشكل!’ لكن، في الحقيقة أمي أحق باللوم، أو بالأحرى، كل الشكر والفضل!

8.

توقفت عن صبغ شعري في فبراير 2019، وكنت أنتظر بفارغ الصبر حتى ينمو شعري بما يكفي ليستعيد جماله كما في الصورة. لطالما ربطت الشيب بمصطلحات سلبية كالتقدم في العمر، فأزعجني ذلك واستسلمت له. صبغت شعري الرمادي لسنوات، محاولةً مصارعة الزمن من خلال الظهور بمظهر ‘أصغر’ و ‘أفضل’ بشعر أغمق. وطوال تلك المدة، كانت فكرة أنني أستطيع أن أتقبل نفسي بالشيب وكل شيء، أو أني أستطيع أن أحب نفسي وهويتي الجنسية كامرأة تبلغ 51 عاماً بشعر رمادي، بدت بعيدة المنال.

أشاد العديد من الأشخاص المقربين مني، بما في ذلك زوجي وبعض أصدقائي الأعزاء، بصبغتي المستمرة ووافقوا على أني أبدو ‘أفضل’ بالشعر الداكن وأنه يجب أن أؤجل موضوع التخلي عن الصبغة. كنت أتبع نصحهم، حتى وجهني أحد الأصدقاء إلى موقع إنستغرام. لقد وجدت الدعم والشجاعة على الفور في مشاركات نساء من سني، وأكبر مني، وأصغر مني، قررن التخلي عن حاجتهن أو رغبتهن في تغطية أو تغيير علامات تقدمهن في السن الفضية.

أشعر بالراحة والثقة لأني تخليت عن محاولة الظهور بطريقة معينة، وبدلاً من ذلك، قبلت هذا ‘التغيير’ باعتباره انعكاساً لحكمتي وفهمي المتزايد للحياة. أنا أحب هذه الخيوط الفضية، وأعلم يقيناً أنه يمكنني حب كل من حولي، فقط إن أمكنني أن أحب شكلي وأثق بنفسي أولاً”.

9.

بعد 24 أسبوعاً من رحلتي مع الشيب. هل ترى التعب في عيني؟ قبل زمن طويل أدركت أن عيني تكشف عن كل شيء تقريباً. إن إدراك مثل هذا الأمر في سن مبكرة، جعلني صادقة بشكل خاص، ليس لأنني كنت أعتمد معايير أخلاقية عالية، ولكن ببساطة، لأنني لا أجيد الكذب. بمرور الوقت، اعتدت الصدق ووجدت فيه راحتي (لحسن الحظ) وأدركت أنه في الواقع طريق مختصر وسهل للعيش الجيد وراحة البال.

لكن فكرة عدم الوضوح مع الذات كانت تزعجني، فكلما أثنى الناس على شعري الأسود الداكن، أجدني أتعثر وأثرثر في التفسيرات حول كونه مصبوغاً وما إلى ذلك. أنا أتطلع حقاً إلى أن أكون قادرة على قول ‘شكراً’ عندما يقول أحدهم إنه يحب لون شعري الرمادي. يا لها من فرحة أن أتحرر من هذا العبء الذي أحمله فوق كتفيَّ”.

10.

"مرحباً ، أنا جاكلين بيرغروس، 30 عاماً، ممثلة موسيقية من ألمانيا. لاحظت ظهور الشيب في سن الثامنة عشرة. لم أفكر فيه كثيراً آنذاك. وفي سن الـ 21، بدأت أصبغ شعري بانتظام، وفي سن الـ 25، كان عليّ صبغه كل 3 أسابيع.

لطالما قيل لي أنني صغيرة جداً على الشعر الأبيض. سئلت باستمرار عما إذا كنت أعاني من نقص أو خلل جيني. في كلتا الحالتين، كان الأمر واضحاً للجميع ولي، كان علي إخفاء الشيب. لا يجب أن يرى أحد شعري الأبيض "مبكراً جداً“، خاصة في وظيفتي. أنا أعمل على خشبة المسرح ويجب أن أكون مناسبة لاختبارات الأداء. من يريد رؤية ياسمين بشعر أبيض في مسرحية علاء الدين؟ كنت على استعداد لتحمل المزيد والمزيد من الحساسية التي تسببها الصبغات، بالإضافة إلى تكسر الشعر وتساقطه، واعتبرت أن هذا أمر “طبيعي”. وكلما قمت بصبغ شعري الأبيض، زادت سرعة عودته. واليوم صرت أوقن بأن: شعري الأبيض يريد أن يُرى لا أن يوارى.

في 5 مارس 2020، قمت بصبغ شعري للمرة الأخيرة وقررت أن صحتي أهم من الشعر البني. لم أعد أرغب في الاختباء وحبس نفسي في قفص! كنت خائفة جداً من إظهار نفسي، خشية التعليقات السلبية، لكن على عكس توقعاتي، عندما تركت شعري الرمادي ينمو، تلقيت عدداً لا يحصى من تعليقات الثناء والإعجاب.

أنا أتألق في ضوء جديد لأنني ببساطة على طبيعتي. حتى إن البعض يتساءلون إن كان شعري الرمادي مصبوغاً. كثير من الناس ببساطة لا يستطيعون فهم اجتماع صورة الشباب والشعر الرمادي. الأمر يشبه مغامرة تتخللها أحياناً صعوبات ومثبطات، وقد عقدت العزم على خوض غمارها ولست نادمة على الإطلاق. لا أطيق الانتظار حتى تختفي آخر بقعة من اللون البني وأعيش حياتي بلون رمادي كامل".

11.

مرحباً جميعاً! اسمي أليكس وتحررت من صبغتي في يونيو 2017. قررت التوقف عن صبغ شعري لأنه، بالمعدل الذي كنت أشيب فيه، كان يجب أن أعيد صبغه كل أسبوع. لا أحب المبالغة بالاعتناء بنفسي، لذلك فقد كان هذا قراراً سهلاً. كنت متحمسة لبدء هذه الرحلة ومعرفة من سأكون وكيف سأبدو بشعر رمادي. ولا أخفيكم أنها كانت مغامرة رائعة حتى الآن. شكل احتضان اللون الرمادي تجربة قوية وتحررية بالنسبة لي، علمتني أن أتقبل عيوبي وأحبّ، وشعاري الآن في الحياة، النقص هو جوهر الكمال. لا أجد أدنى حرج في أن تسألني عن شعري وعن ندوب الجدري والتهاب المفاصل في سن مبكرة. نحن ما نحن عليه بسبب الأشياء التي أجبرنا على التعامل معها، ومعرفة هويتنا هي هدية لا تُقدر بثمن. شكراً على القراءة، وآمل أن أتواصل معكم جميعاً عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية!!

12.

أنا متمردة. أترك شعري ليكون على لونه الطبيعي! أشعر بالملل من الذهاب لصبغ شعري كل 3 أسابيع، وأفضل استثمار أموالي في أشياء أخرى. في البداية، لم أكن متأكدة من أني سأحب ذلك. فمواجهة اللون الرمادي جلبت لي أفكاراً تقليدية مثل: ‘أنا عجوز، لم أنجز ما اعتقدت أني سأفعله، الوقت يطير، إذن هذا هو مصيري’. لست متأكدة حقاً ماذا يحدث، ولكن لا يهم... الأمر يشعرني بالتحرر وأنا أحبه!!

لقد ربحت وقتاً مهماً بعد توقفي عن صبغ شعري، ووفّرت المال، وأعمل على تنظيم خزانة ملابس تناسبني وتُظهر نشأتي في نيويورك وتأثري بالسبعينيات. والأهم من ذلك، كل اكتشفت زيف العديد من الأفكار الشائعة. حسناً، نعم، من الواضح أن التقدم في السن يحدث، وأن الوقت يمر، ولكن قبول شعرك الرمادي يعني تقبلك لنفسك.. هذا هو حالي. أدركت إنجازاتي، وأحيط نفسي بسعادة حقيقية، وآمل أن أقدم أشياء ذات مغزى وقيمة مضافة للآخرين.”

13.

هذه جدائل شعري في سن الأربعين. كنت أستعد للانتقال إلى خارج الولايات المتحدة للحصول على فرصة عمل، عندما لفتت إحدى صديقاتي انتباهي إلى أن لدي" خصل رمادية "تحتاج إلى الصبغ، وعرضت أن تدفع مقابل صبغه كهدية وداع. وهكذا صبغت شعري بهدف "التسلية"، وبعد فترة وجيزة من وصولي إلى وجهتي، بدأت العمل كمغنية، وشعرت أنه يتعين علي مواصلة صبغ شعري، حتى أصبح الأمر يمثل عبئاً رهيباً بالنسبة لي وأصبحت خصلاتي جافة وهشة.

لقد واجهت أيضاً موقفاً لم أكن لأتخيله أبداً. حيث قُدّر علي أن أكون محاطة بفئة نشاز من الناس عديمي الاحترام، لأني كنت أبدو أصغر سناً. كنت فخورة بعمري ولم أجد مشكلة في تقبله. وبعد نصيحة من خبير تجميل، قصصت جدائل شعري التالفة وتوقفت عن صبغ شعري ولم أنظر إلى الوراء أبداً. إنه لأمر مضحك، أن أعيش في بلد تشعر فيه النساء بالاستياء من الشعر الرمادي ومعظمهن يصبغنه. في الواقع، أنا لا أركز على اللون الرمادي الذي يعلو رأسي وأعتقد أن السبب في ذلك، أنني صرت أستمتع بجمالي الطبيعي؛ إنه يحررني ويجعلني سعيدة".

14.

بعد ظهور أولى خصلات الشيب على رأسي وأنا في سن الـ 16، قررت قبل عام أن أصبح طبيعية بعد صبغ شعري لسنوات عديدة. وفي سن الـ 35، كنت أعاني من مشاكل في الصحة العقلية، وأصبح الانتقال إلى طبيعتي جزءاً من عملية الشفاء حتى أقبل نفسي وأحبني لما أنا عليه. أبلغ من العمر 39 عاماً الآن، وأنا فخورة جداً بنفسي، ويمكنني أن أقول بملء فيّ إنني بخير”.

15.

بدأ ظهور الشعر الأبيض في الثلاثينيات من عمري، ولمدة 20 عاماً، كنت أغطيه وأصبغه بشكل تام و حازم. زيارات متكررة إلى مصفف الشعر؟ تلك أنا! ماسكارا أو بخاخ لتغطية الجذور؟ تلكم أنا! مزاج سيء عندما تبدأ الجذور بالظهور؟ تلكم أيضاً أنا!

لا أحب صبغ الشعر في المنزل، لذلك أترك الشعر الأبيض يظهر بشكل أكبر، مع الحرص على كبح حماسه باستخدام رذاذ داكن. وفي أحد الأيام، بعد استخدام الشامبو، لمعت الفكرة في خيالي! بدا شعري الأبيض لامعاً بالنسبة لي. قلت لنفسي، ‘مهلاً، انتظري لحظة، أنت شعرك فضي!’ لقد أحببته، أحببت شكلي الجديد، ومنذ تلك اللحظة لم أنظر للوراء.”

16.

تمت دعوة عائلتي لحضور حفل زفاف في عام 2012، كنت متزوجة ولدي طفلان وكان عمري 40 عاماً. لم أكن مستعدة للذهاب مع وجود خصل شعر رمادية اللون، لذلك قمت بصبغ شعري في صالون. كان خياراً جيداً أني صبغته قبل أسبوعين من الزفاف، لأنه عندما ذهبت لغسل شعري لأول مرة، انتهى بي الأمر برد فعل تحسسي تجاه الصبغة المتبقية. واستغرق الأمر أسبوعاً حتى تحسنت صحتي. منذ ذلك الحين، قلت وداعاً للصبغة ولم أنظر للوراء أبداً!”

17.

بدأت رحلتي الفضية منذ عدة سنوات. كنت أنا وزوجي نتحدث عن النساء ذوات الشعر الرمادي ... وقال إنه ليس من المعجبين بهن. بالطبع، كان هذا هو اليوم الذي التزمت فيه بترك شعري ينمو على طبيعته! ههه! علماً أن الشيب بدأ يطل من فوق رأسي منذ كان عمري 16 عاماً! لذلك كان الوقت قد حان للتوقف عن صب كل تلك المواد الكيميائية على رأسي. لم يكن شعري بهذه الصحة من قبل! واقتنع زوجي بالشعر الفضي وهو الآن يحبه! كنت أتمنى لو فعلت ذلك مبكراً، لكنني لست نادمة!”

18.

"في حين أن تبني اللون الرمادي قضية فخر واعتزاز شخصيين، فقد شعرت أنا بأكثر من ذلك. بذلت دائماً مجهوداً لأبدو جميلة متألقة وأحب المكياج والأزياء، وهي أشياء تساهم في إحساسي بالرفاهية. كلما بدوت بحُلة جيدة، شعرت أنني بحالة جيدة. نتيجة لذلك، كانت رحلة التحول صعبة. حيث استغرق الأمر مني بضعة أسابيع لأتمكن من النظر إلى نفسي في المرآة وأتقبله. تراجعت كثيراً وقلقت كثيراً بشأن نظرة الآخرين لي. هل سأختفي في هاوية "امرأة أكبر سناً غير مرئية"؟ هل ستكون النهاية كما كنت أتمنى أن تكون: مهرة بجدائل بيضاء جميلة؟ كنت أعلم أن عليّ الاعتزاز بشعري الرمادي، لكنني كنت مترددة. أنا الآن في الأسبوع الـ 12 وقد تقبلت شعري وصرت أحب نفسي أكثر. أعلم أنها ستكون رحلة طويلة، لكنها رحلتي وقدري... موعدنا الجانب الآخر... الجانب المشرق!"

19.

أشعر أنني قرأت شيئاً عن ‘قاعدة الشعر الرمادي’ التي تنص على تفادي ارتداء اللون الرمادي... لأنه يلغي شخصيتك أو ما شابه! أنا هنا لكسر تلك القاعدة وأخواتها، لأني أحب الطريقة التي أبدو بها باللون الرمادي (الشعر والملابس!)!! وأي لون آخر يعجبني أنا أن أرتديه!”

20.

كنت صغيرة جداً على أن يصبح شعري رمادياً، وكنت شديدة الانتقاد لنفسي، فقد كنت سأبدو أكبر من عمري، وكنت قلقة جداً بشأن ما يعتقده الآخرون. هذه الشكوك والمخاوف جعلتني أصبغ شعري كل 3 أسابيع. لكني في الواقع، كنت أحب رؤية النساء بشعرهن الرمادي الطبيعي، لقد ألهمنني، واستلهمت الشجاعة منهن لاتخاذ هذه الخطوة.

استمرت الأخذ والرد في داخلي لمدة 3 سنوات، وفكرت في كل النقاط الإيجابية والسلبية التي قد تعود عليّ من تحرير جذور شعري، حتى أنهكني التفكير فقررت الحسم في الأمر. طالما أردت أن تشعر جميع النساء بالراحة تجاه بشرتهن وشعرهن، فلماذا لا أشعر بذلك أنا أيضاً وأبدأ بنفسي. الشعر لا يحدد هويتنا: الفضي، الرمادي، الأبيض، كلها ألوان جميلة وأنا أحاول الاحتفاء بلوني الشخصي”.

21.

كان لدى جدتي” خط ظربان" جميل في منتصف العمر، وظهرت على والدتي بدايات خصل الشيب في العمر نفسه، ولم أرغب في تفويت تلك الفرصة. ومع ذلك، بدا كل هذا بعيداً، لذلك، كنت أستمتع بصبغ شعري مرة أو مرتين في السنة. غير أن كل ذلك، تغير عندما أصبت بعدوى بكتيرية خطيرة في أحد أسفاري لم أتعافى منها بسهولة.

لقد أصاب التوتر بصيلات شعري مما أدى لتساقطه، فغزت الخصل الفضية كامل شعري بين عشية وضحاها، ووجدت نفسي أفعل ما لم أحلم به من قبل، وهو شراء مستحضرات تجميل من الصيدليات لتغطية تلك الجذور الرمادية “القبيحة”.

ثم جاء اليو الذي سئمت فيه ذلك. نظرت إلى نفسي في المرآة وما أصبحت عليه، وأدركت أنه ليس لدي ما أخسره، فانطلقت في سيرورة النضج المؤلمة. كدت أفقد أعصابي عدة مرات خلال العام التالي. وكان الجزء الأسوأ من القصة نشر صوري. كنت أتخيل أصدقائي القدامى يتعجبون من شكلي وهم يقولون: “هل رأيتم صورة لوريل تلك؟ هل توقفت عن الاعتناء بنفسها؟” ولكني قصصت آخر جزء مصبوغ من شعري، وبدأت التعافي من جديد، ونما الشعر الذي فقدته مرة أخرى. وأخيراً، تحولت بعض خصل الشعر الرمادية نتيجة المرض إلى اللون الأسود، حتى نظرت في المرآة ذات يوم وأدركت أن حلمي قد تحقق: لدي خصل فضية مثل جدتي!"

22.

لقد ألهمتني ابنتي بالتوقف عن صبغ شعري لأنها تسمح لشعرها الرمادي بالتألق. في الواقع، لم أر الشيب على رأسي قط، ويجب أن أعترف، كنت متوترة بشأن الشكل الذي سأبدو عليه. أنا أحب لوني الطبيعي! لو كنت أعرف فقط كم سيبدو رائعاً، لما صبغته أبداً! أنا أحب الدعم الذي قدمته لي ابنتي لأقبل شيبي وشكلي كما هو”.

23.

لقد تعبت ... تعبت من الشعور بالخوف والخجل! حاولت وفشلت عدة مرات في إظهار شعري الرمادي. ودائما ما كانت كلمات مَن حولي تؤثر بقوة على قراري بعدم إكمال العملية والتراجع. كنت أسمع تعليقات من قبيل: ‘عمرك 37، وليس 50!’ أو ‘أنت أصغر من الظهور بهذا الشيب’. لماذا نعتبر هذا الشعر علامة على التقدم في السن والشيخوخة؟! فالأمر ليس كذلك على الإطلاق. ساهم وضعنا الحالي في تحفيزي على الاستمرار وإظهار شعري باللون الرمادي. إن النظر إلى كل هؤلاء النسوة الجميلات من مختلف الأعمار، يجعلني متحمسة. إنها معركة مع نفسي، والجميل أنها بدأت تصبح أسهل وأسهل، ولا أطيق الانتظار لرؤية النتيجة النهائية”.

24.

بدأت أشيب في سن الـ 13، وصبغت شعري طوال العشرينات والثلاثينيات من عمري. وفي سن 39، وبتشجيع من أمي، أظهرت اللون الرمادي للعلن، وصرت الآن أحب تاجي المرصع بِذرّات الملح والفلفل! وأستمتع مع أمي، التي لا تملك حساب إنستغرام بالمناسبة”.

25.

أصولي اليونانية من جهة أمي، جعلت الشعر الرمادي يظهر في وقت مبكر من حياتي. ظهر خط رمادي في شعري البني عندما كنت أتابع دراستي في المرحلة الثانوية. كم كنت سخيفة، وقد صبغت شعري المسكين لمدة 3 عقود. لكنني بالنهاية، لما كنت في الخمسينيات من عمري، قصصت أطرافه وتحملت مرحلة قبيحة من الشعر القصير لمدة سنة. لقد استمتعت كثيراً بمظهر شعري الأبيض في الستينيات من عمري ولن أعود للصبغ أبداً، أعتقد أنني الآن حرفياً: بجعة جميلة!”

وأنت كيف تتعاملين مع الشيب؟ هل تفكرين في الأمر على أنه مشكلة أم فرصة لتقبل جسدك كما هو؟ أخبرينا عن تجربتك وبرأيك في التعليقات!

مصدر صورة المعاينة grombre / Instagram, grombre / Instagram
الجانب المُشرق/أمور الفتيات/أكثر من 20 امرأة رفضن الرضوخ لمعايير الجمال وتوقفن عن صبغ شعرهن الرمادي
شارك هذا المقال