16 خُلقاً حسناً من صفات السيدات الراقيات الأصيلات
في العصور الوسطى، كان لقب “الليدي” أو “السيدة الراقية” يُطلق على زوجات اللوردات البريطانيين. وفي عالمنا اليوم، أصبح لهذه الكلمة مفهوم أوسع. فالليدي في عالم اليوم هي المرأة التي تتصرف بشكل مهذب في أي موقف، سواء عندما تلتقي صديقة قديمة، أو حضور مناسبة بين أفراد المجتمع الراقي. إنها تجعل الناس يستديرون لرؤيتها عندما تمر أمامهم، وينظرون إليها بتبجيل، بل وحتى الأشخاص الأكثر تهكماً وتشكيكاً لا يملكون إلا مجاملتها وإطراءها. إن السيدات الراقيات الحقيقيات لديهن، بلا شك، أسرار تساعدهن على المحافظة على أسلوبهن الراقي دائماً. فالسيدة الراقية، في نهاية المطاف، هي امرأة تتعامل مع الجميع باحترام وهيبة بدون مبالغة أو انتقاص، وتعطي كل ذي قدرٍ قدره.
لقد اكتشفنا في الجانب المشرق، بعض التفاصيل التي تظهر للمرء في المجتمعات الغربية، أنه يتعامل مع سيدة راقية حقيقية؛ ويسعدنا مشاركتها معك من خلال السطور التالية.
— السيدة الراقية لا تمانع بقبول المجاملات، فهي تعرف أنها جديرة بالكلمات اللطيفة، وسوف ترد دائماً عليها بإحدى عبارات الامتنان (تكفي كلمة “شكراً” فقط) وابتسامة مهذبة. وهي لن تحاول بأي شكل بدء جدال مختلق لدحض هذا المدح - فقد يتسبب ذلك في إحراج الشخص المجامِل.
— إحدى القواعد الأساسية التي تتبعها هي أن تنظر في عينيّ الشخص الذي تتحدث معه، ولا يهم ما إذا كان من معارفها، أو قريباً لها، أو طفلاً، أو بالغاً، أو نادلاً في مطعم، أو رئيسها في العمل... ليس من المقبول أن تتطلع إلى الحائط، أو إلى ربطة عنق أو حذاء مخاطبها أثناء الحديث معه. إن النظر المباشر في عينيّ من تكلمه يظهر أنها تركّز على الحوار ولا تشتتها أشياء أخرى. وهكذا، فهي لا تسمح بأن يبدو عليها أي علامة من علامات عدم الاحترام للشخص الذي يتحدث معها.
— تتعلّم إتيكيت التحية المناسب، مثل الانحناء البسيط المهذّب عند الاقتضاء. إن القاعدة الأساسية هنا التي ينبغي أن تؤخذ بالحسبان في الحياة اليومية، وخارج نطاق العمل، أن الصغير هو من يتعين عليه تقديم التحية للأكبر سناً. أما فيما يتعلق بأُطر التسلسل الهرمي في نطاق العمل، فالشخص صاحب المنصب الأعلى هو من يتعين عليه تقديم التحية لمرؤوسيه أولاً، بغض النظر عن أعمارهم.
— السيدة الراقية تضع إحدى يديها فوق الأخرى أو تبقيهما متشابكتين عندما تجلس على مقعد عادي أو مقعد بذراعين.
— من القواعد المهمة الأخرى التي تلتزم بها السيدة الراقية ولا تخالفها أبداً، هي أنها دائماً ما تنتبه إلى وضعية جلوسها ووقوفها، سواء كان ذلك أمام عامة الناس أو وحدها. فهي تحافظ على استقامة ظهرها وكتفيها في جميع المواقف. هذه الوضعية تساهم أيضاً في تمتع العديد من أعضاء الجسم الداخلية بصحة جيدة، وليس العمود الفقري فقط.
— تستطيع السيدة الراقية التحكم في مشاعرها. فلن تري أبداً جحوظ عينيها من المفاجأة، ولا علامات التجهم على وجهها بسبب الكراهية أو الغضب. علاوة على ذلك، فلن ترى سيدة راقية حقيقية تبتسم ابتسامة عريضة ملء فيها. فهي تضع في اعتبارها دائماً أن عليها أن تخفف من مستوى إظهار لمشاعرها: إذا كانت غاضبة جداً، فقد يعبس وجهها بشكل طفيف؛ وإذا كانت متفاجئة كثيراً، فقد ترفع حاجبيها قليلاً وتظهر مشاعرها من خلال عينيها. السيدة الراقية تتسم بالوقار والهدوء دائماً، بينما تكون ملامح وجهها وإيماءاتها مضبوطة ومعتدلة.
— السيدة الراقية تقدّس مساحتها الشخصية إلى أبعد حد، وسيكون من المستحيل أن تتغاضى عن تجاوزها أبداً، سواء كان تجاوزاً معنوياً أو مادياً. ليس هذا فحسب، بل إنها أيضاً لن تأخذ الأمر ببساطة. فهي لا تتهاون مع من يعاملها بتجاهل أو وقاحة، وتعرف كيف تظهر شخصيتها وإرادتها الحرة بشكل مهذب عند الرد إذا تجرأ أحدهم على وضع يده على كتفها، أو لمس شعرها على سبيل المثال، ستخبره بكل صراحة أن تصرفه هذا غير مسموح به إلا بإذنها. لن تكون مضطرة للدخول في جدال أو عراك، بل إن جملتين فقط، وهي تحافظ على لهجة صوتها الهادئة، كفيلتان بأن يدرك الشخص الذي قلل من شأنها خطأه وأنه قد تجاوز حدوده.
— إن الاندفاع والقلق علامتان على عدم التحكم في المشاعر والأفكار. والسيدة الراقية لن تسمح لنفسها بأرجحة ساقها، أو لمس مفرش الطاولة، أو العبث بإحدى خصلات شعرها. فهذه السلوكيات تظهر بجلاء أن هذا الشخص لا يمكنه التحكم في نفسه. أما هي، فتحرص على أن تظهر لنفسها وأمام الجميع أنها مثال للهدوء والرزانة والصبر.
— يجب وضع منديل المائدة على الساقين، حيث يكون مطوياً إلى نصفين أثناء وجبة الغداء، ومفروداً في وجبة العشاء.
— لا يُمنع وضع المرفقين على الطاولة، لكن يجب فقط معرفة التوقيت. فلا ضير في ذلك إذا كان قبل تناول الوجبة، أو في الاستراحات بين الأطباق.
— وضع العطر على البشرة مباشرة هو شيء شخصي ولا ينبغي فعله إلا في الخلوة. من الأفضل رش العطر على موضعين تكون عندهما الأوعية الدموية قريبة من البشرة، مثل الرسغين، أو ثنيات المرفقين، أو منتصف الصدر، أو الصدغين، أو أسفل شحمتي الأذن بمقدار 6 إلى 7 سم. من المهم أيضاً تذكر القاعدة الذهبية: خير الأمور أوسطها، تماماً كقاعدة “الذراع الممدودة” التي تقول أن رائحة عطرك يجب ألا تُشم على مسافة تزيد عن ذراعك ممدودة.
— تستخدم سيدة المجتمع الراقي الماكياج لتعزيز جمالها الطبيعي، وليس “لرسم” وجه جديد على وجهها. ويوصي خبير التجميل الخاص بالأميرة الراحلة ديانا، بالالتزام بألوان الظلال الطبيعية، وإيلاء اهتمام خاص بلون البشرة.
— عند محاورة الناس، يستحسن تجنب ذكر أسماء الأشخاص والأماكن، والتقيدي بمشاركة المعلومات العامة فقط بدون ذكر التفاصيل. على سبيل المثال، لا يُقال: "لقد كنت في مقهى ’أونتريه‘ مع صديقتي ’ريتشيل‘، بل: “لقد ذهبنا إلى مقهى لتناول الغداء”. وتتضمن قائمة المواضيع غير المرغوب فيها؛ الصحة، والسياسة، والدين.
— عند زيارة بلد جديد، من الأفضل ارتداء ملابس غير ملفتة، والحرص على أن تكون الركبتان، والمرفقان، وعظام الترقوة مغطاة جميعاً. يجب تأمل طريقة ارتداء نساء هذا البلد لملابسهن، لمعرفة نمط الأزياء المقبول فيه. وعند التواصل مع المواطنين المحليين، ينبغي الانتباه إلى اختيار المواضيع المناسبة، وتذكر الخصوصيات المحلية لكل ثقافة: من الأفضل عدم مدح الشاي الصيني في اليابان، على سبيل المثال.
— يستحسن عدم وضع قدر كبير من الماكياج عند الذهاب للتسوق، ويفضل الامتناع عن أحمر الشفاه تماماً. بهذه الطريقة، يتم اجتناب الإحراج الذي قد ينتج عن تلطيخ الملابس ببقع المكياج أثناء قياسها.
إذا كنت في رحلة على متن طائرة، وتصرف أحدهم بشكل غير لائق وتسبب في مضايقتك، أو مضايقة من حولك، فعليك إبلاغ مضيفة الطائرة بذلك. ذلك أن المضيفات لديهن بروتوكول خاص للتعامل مع مثل هذه المواقف، إلى جانب كونهن مسؤولات عن الحفاظ على النظام على متن الطائرة. لذلك، من الأفضل لكِ أن تتواصلي مع أي راكب آخر من خلالهن وحسب.
هل لديك نصائح أخرى لقارئاتنا حول سلوكيات السيدات الراقيات؟ أخبرينا بما لديك في قسم التعليقات أدناه!