الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

المسنون الذين يلتقون بأصدقائهم أقل عرضة للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة

تعد الإصابة بالخرف من الأسباب الرئيسية للعجز بين كبار السن على مستوى العالم. لكن لا يصاب الجميع بالخرف بالضرورة عندما يشيخون. في الواقع كشفت إحدى الدراسات عن طريقة بسيطة للوقاية من الإصابة بخرف الشيخوخة. وهذا لا يفيد جيل الشباب وحدهم، بل يفيد أيضاً أجيال الآباء والأجداد، لكي نتمكن جميعاً من تذكر كل اللحظات الرائعة التي عشناها سوياً.

ونحن في الجانب المُشرق نعتقد أن هذه المعلومة قد يستفيد منها أي شخص، ويبني عليها قرارات لتغيير حياته إلى الأفضل.

جميعنا بحاجة للأصدقاء، وتزداد حاجتنا إليهم مع تقدمنا في العمر.

كشفت دراسة استغرقت 28 عاماً أن الأشخاص بعمر 60 عاماً الذين يحافظون على التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم يقل خطر إصابتهم بالخرف بنسبة 12%. وقد تبين أن هذه النتيجة ترتبط أكثر بالتواصل مع الأصدقاء وليس الأقارب، ما يشير لأهمية تواصل المسنين مع أصدقائهم ومقابلتهم، بدلاً من قضاء معظم الوقت مع عائلاتهم.

واعتمدت الدراسة على البيانات التي تم جمعها من 10228 شخصاً من العاملين في إدارات الخدمة المدنية بلندن في المملكة المتحدة. وقد تم سؤالهم 6 مرات منفصلة عن عدد مرات مقابلتهم لأصدقائهم وأقاربهم. ولتشخيص الإصابة بالخرف، تم فحص جميع المشاركين 5 مرات، وتمت مراجعة السجلات الطبية الخاصة بهم حتى عام 2017.

وقد أشارت بعض الدراسات إلى أهمية التواصل الاجتماعي للمسنين للحد من إصابتهم بالخرف، لكن هذه الدراسة تحديداً تظهر أن التواصل مع الأصدقاء له تأثير أقوى مقارنة بالتواصل مع الأقارب. ومن الجدير بالذكر أن هذا التأثير كان أقوى لدى الأشخاص بعمر 60 عاماً مقارنة بمن هم في الخمسين أو السبعين عاماً من العمر.

لكن كبار السن يعيشون عادة بمفردهم

ومع ذلك، فهناك دراسات أخرى تظهر العكس، وتزعم أن كبار السن لا يقابلون أصدقائهم كثيراً بسبب الخرف. هذه الدراسات لم تشمل إلا فترة متابعة قصيرة، وبالتالي قد تفتقر نتائجها إلى الدقة الكافية. لكن هذا لا ينفي وجود بعض أوجه القصور في الدراسة التي استغرقت 28 عاماً؛ ومنها أن قياس التواصل الاجتماعي كان يعتمد على التقدير الذاتي للمشاركين، وأن جميع المشاركين كانوا يعملون في وظائف مدنية بالمملكة المتحدة. لكن ما لا يمكن تجاهله في جميع الدراسات هو أن هناك نسبة لا بأس بها من المسنين لا يحظون بأي تواصل اجتماعي تقريباً.

ينبغي ألا يعيقنا تقدمنا في العمر عن التواصل الاجتماعي

إذا كان لقاء الأصدقاء يساعد المسنين في الوقاية من الإصابة بالخرف، ما يجعلهم بحالة أفضل صحياً ونفسياً، فمن المحزن ألا يتمكن كبار السن من لقاء أصدقائهم بكثرة. لن يعيقهم ذلك عن ممارسة دورهم الرائع كأجداد مع أحفادهم، فأغلب الأشخاص يتقاعدون عن العمل عندما يبلغون 60 عاماً، وسيكون لديهم المزيد من الوقت لقضائه برفقة الأصدقاء.

هل توافقون على أن التواجد برفقة الأصدقاء له فوائد صحية؟ هل تعتقدون أن مقابلة المسنين لأصدقائهم بصفة يومية أمر مفيد لجميع الأطراف؟ شاركونا آراءكم في التعليقات.

مصدر صورة المعاينة depositphotos.com, depositphotos.com
شارك هذا المقال