ضرّ المنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة أكثر من نفعها، وإليك الأسباب
من المؤكد أن كلمة “عضوي” تبدو لنا أكثر أماناً وجاذبية من المنتجات الصناعية، لكن لابد من الحذر هنا، فذلك غير صحيح البتة. فمثلاً، أثارت الأطعمة التي تحتوي على " GMOs" (المواد المعدلة وراثياً) ضجة كبيرة بين المستهلكين، وتسارع الناس إلى اعتماد منتجات عضوية وتناول أشياء طبيعية، لكن لم يثبت العلماء إلى حد اللحظة وجود أي تأثيرات سلبية للأطعمة المعدلة وراثياً على صحة الإنسان. واليوم سنثبت الشيء ذاته، لكن فيما يتعلق بالمنتجات “الطبيعية” للعناية بالبشرة.
إن كنت تفكّرين في استبدال المنتجات التجميلية المصنعة بأخرى عضوية للعناية ببشرتك، فيجب أن تلقي نظرة عما اكتشفناه في الجانب المشرق لتتعرفي على خفايا المنتجات الطبيعية.
“خال من المواد الكيميائية” مجرد دعاية ترويجية خاطئة
لنبدأ أولاً بالتطرق إلى الأساسيات: إن رأيتِ كلمة “طبيعي” على الملصق، فهذا لا يعني أنه خال من المواد الكيميائية، ولا تعني كلمة “كيميائي” بالضرورة أنه منتج مضر بالصحة. فالماء مادة كيميائية أيضاً. زيادة على ذلك، أقرّ أطباء الأمراض الجلدية بأنه لم يتم بعد دراسة "المنتجات "الطبيعية"، على عكس المنتجات المصنعة الخاصة بالعناية بالبشرة. خلاصة القول، ينبغي أن تشرعي أولاً في قراءة قائمة المكونات على الجزء الخلفي من المنتج، بدلاً من الوثوق بما يقوله الملصق الأمامي ثقة عمياء.
كل المنتجات الطبيعية مدة صلاحيتها قصيرة
والآن، رغم أن هذه النقطة قد لا تزعج البعض، لكنك يبقى واجباً الأخذ بعين الاعتبار الوقت الذي تنتهي فيه صلاحية منتجاتك الطبيعية، لاسيما إن كنت قد صنعتها بنفسك. تدوم المكونات العضوية في المعدل بضعة أشهر، ويجب أن يكون اختيار طريقة التخزين السليمة من أولوياتك الأساسية. لا تستعملي المنتجات الطبيعية بعد انتهاء مدة صلاحيتها، بما أنها تصبح مكاناً ممتازاً لـنمو الفطريات والطفيليات، خاصة إن كانت تحتوي على الماء.
المنتجات الطبيعية غير المعالجة قد تكون مضرة جداً
حينما تعالج المكونات في المختبر، بمعزل عما إذا كانت صناعية أم طبيعية، تصاغ بطريقة خاصة لتحتفظ بأفضل خصائصها وتتخلص من الباقي. لنأخذ صبار الألوفيرا على سبيل المثال. هذه النبتة مكون شهير في عديد الكريمات الفعالة. لكن عصير الألوفيرا الخام يحتوي على مواد مسرطنة قد تتسبب في إصابتك بالسرطان. لهذا السبب، ليست المنتجات المعالجة مضرّة بالضرورة، بل قد تكون أفضل لك.
التقشير اليدوي مضر أكثر من الكيميائي
التقشير خطوة مفيدة جداً في روتين العناية بالبشرة؛ فهو يساهم في إزالة خلايا الجلد الميتة، الأمر الذي يسمح بتجددها والحصول على وجه نضر بشكل عام. لكن استعمالك لمستحضرات التقشير الطبيعية يفرض إجراء التقشير اليدوي، الذي يكون أقسى على بشرتك بكثير. السكر، وهو المكون الأكثر شهرة في مستحضرات التقشير العضوية، جزيئاته كبيرة تكشط البشرة وتخلف جروحاً صغيرة لا نراها بالعين المجردة. أما مستحضرات التقشير الكيميائية، فهي أكثر لطفاً وفعالية. يتوجب عليك في الحالتين إجراء التقشير بالشكل الصحيح، لذلك استشيري طبيب الأمراض الجلدية قبل اعتماد أي منها.
ارتفاع احتمالية إصابتك بالحساسية أو فرط التحسس من هذه المنتجات
يعاني الناس في الغالب من فرط التحسس بعد اللجوء إلى منتجات البشرة الطبيعية، والأكثر من ذلك أنهم قد يلقون اللوم على المكونات الكيميائية ويفترضون أنها سبب ظهور البثور. الحقيقة أن عديد الأشياء التي نحسبها طبيعية قد تسبب لنا الحساسية، مثل الأوكالبتوس وإكليل الجبل وزيت شجرة الشاي، وخصوصاً أي شيء متعلق بالحمضيات. في الوقت ذاته، تكون معظم المنتجات التي تصاغ في المختبر أكثر ثباتاً بكثير وأقل حموضة، فهي تصنع لمراعاة البشرة الحساسة.
لا تدعو مادة البرابين إلى القلق
مادة البرابين أشبه بالوحش المروع في عالم المنتجات التجميلية. لكن مادة البرابين، وغيرها من المواد الحافظة، مسؤولة عن إبقاء منتجاتنا التجميلية صالحة للاستعمال، ومساعدة بشرتنا على امتصاصها جيداً. لا توجد دراسات تجزم بأنها مضرة بالصحة، لهذا السبب تُعرف بشكل عام على أنها مادة آمنة، طالما أنها لا تشكل أكثر من 0.1٪ من مكونات المنتج. زيادة على ذلك، يمكن أن نعثر على مادة البرابين بشكل طبيعي في الفواكه، والتوت البري، والفراولة، والزيتون.
أصبحت تعرفين الآن أن “طبيعي تماماً” و"مواد كيميائية" مجرد كلمات تخفي حقائق مختلفة تماماً عن المنتج. هل تفضلين منتجات العناية بالبشرة الطبيعية أم الصناعية؟ هل مررت بتجربة مزعجة مع المنتجات العضوية.