نصائح تربوية: كيف تدربين رضيعك على النوم بطريقة صحيحة
يحتاج الرُضّع إلى الحصول على قسط مناسب من النوم ليلاً من أجل النمو بشكل سليم، لكن الكثير من الأمهات والآباء يواجهون صعوبات كبيرة عند وضع صغارهم في أسرّتهم ليلاً. فبعض الأطفال لا يتوقفون عن البكاء، وبعضهم لا ينامون دون وجود الوالدين في الغرفة نفسها. لكن لحسن الحظ، هناك بعض الطرق والأساليب الفعالة التي يمكنها مساعدة أطفالكم على النوم بشكل أسرع.
وسنرشدكم اليوم في الجانب المُشرق، إلى كيفية تطبيق هذه الأساليب لإنقاذكم من الانهيار العصبي في الحالات القصوى، وتحويل تنويم أطفالكم ليلاً إلى فقرة يومية ممتعة.
القواعد الأساسية
هناك قواعد خاصة لكل طريقة، لكن توجد بعض القواعد الأساسية التي ينبغي للآباء الالتزام بها:
- يبدأ الوقت المثالي لتدريب الرضّع على النوم من عمر 4 إلى 6 أشهر. كلما أصبح الطفل أكبر، سيكون قد تعوّد بالفعل على عادات معينة للنوم، وأدرك أن والديه سيحرصان على تهدئته عندما يبكي، أو أنهما لا يتركانه بمفرده ليلاً.
ـ إذا كانت الطريقة التي اخترتها تقتضي ترك الطفل بمفرده في الغرفة، تأكدي أولاً أنه بخير وبصحة جيدة. ينبغي ألا توجد أي عوامل خطر قد تمنع الطفل من النوم أو قد تسبب له الأذى بأي طريقة.
ـ استعدي لمعارضة الطفل لقرارك بتدريبه على النوم، وسيكون البكاء المتواصل هو وسيلته للتعبير عن رفضه.
ـ من المرجح أن تلاحظ النتائج الأولى بعد أسبوع أو اثنين من التدريب. لكن لكل طفل شخصيته الخاصة، لذا ربما تختلف المدة التي يحتاجها كل طفل كي ينام بمفرده. والآن يمكنك الاطلاع على أساسيات الطرق الست التالية للتدريب على النوم، وسوف يساعدك الشرح في اختيار الطريقة الأنسب لطفلك.
1. اتركيه يبكي
ينبغي وضع الطفل في مهده لينام، ثم ترك الغرفة على الفور. لا تدخلي إلى الغرفة مهما علا صراخه وبكاؤه. الهدف هو عدم تهدئة الرضيع وتركه يكتشف طريقةً يهدِّئ بها نفسه لينام بمفرده.
2. طريقة فيربر
ينبغي وضع طفلك لينام وترك الغرفة فوراً. إذا بدأ الطفل بالبكاء، انتظري قليلاً ثم ادخلي الغرفة لتهدئته (ينصح طبيب الأطفال، ريتشارد فيربر، بالانتظار 3 دقائق في البداية ثم زيادة المدة تدريجياً). اجعلي الفواصل الزمنية أطول تدريجياً، ولا تظلي في الغرفة بعد تهدئته.
عندما تهدئين الطفل:
ـ لا ينبغي حمله من السرير.
ـ لا ينبغي إرضاعه.
ـ لا ينبغي إضاءة الأنوار.
ـ لا تقضي وقتاً طويلاً في تهدئته.
ربتي فقط على ظهره برفق، أو تحدثي إليه بنبرة هادئة وحنونة.
3. طريقة الكرسيّ
ينبغي وضع الطفل لينام وترك الغرفة فوراً. إذا بدأ الطفل في البكاء، عودي إلى الغرفة واجلسي على كرسي بالقرب من سريره. حركي الكرسي بعيداً عن السرير لمسافة معينة كل بضعة أيام، حتى يخرج من الغرفة.
كوني صارمة في مسألة تحريك الكرسيّ بعيداً عن السرير، حتى يفهم الطفل أن سلوكه غير مؤثر في هذا الموقف. وحاولي أن تكوني مملة قدر الإمكان عندما تجلسين على الكرسي، حتى يدرك الطفل أنه ليس وقتاً للعب وأنه لن يجذب انتباهك مهما فعل.
انتبهي: لا تنجح هذه الطريقة مع الطفل الذي ينشط في وجود أحد والديه، حتى إذا لم يتفاعلا معه.
ينبغي أن تضعي طفلك لينام والانتظار لرؤية استجابته. إذا ظل هادئاً، اخرجي من الغرفة. وإذا بدأ في البكاء، ينبغي أن تنتظري لعدة ثوانٍ لتري إن كان سيهدأ من تلقاء نفسه. وإذا لم يهدأ، اذهبي واحمليه لتهدئته.
ما إن يهدأ الطفل، ينبغي إعادته إلى السرير (لا يهم إن كان لا يزال مستيقظاً) وامنحيه الفرصة لينام من تلقاء نفسه.
يمكنك استخدام أي طريقة لتهدئة طفلك ومساعدته على النوم (مثل الهدهدة أو الغناء أو التدليك). الهدف هو تقليص وقت تهدئة الطفل قبل النوم تدريجياً، حتى يصبح غير ضروري على الإطلاق.
تعتمد هذه الطريقة على فرضية أن الطفل لن ينام إلا عندما يريد النوم. لذا، حددي الوقت المعتاد لنوم الطفل واجعليه هو وقت وضعه في سريره.
على سبيل المثال، إذا كنت تضعين الرضيع في سريره في الثامنة مساء، لكنه يبكي لمدة ساعة ولا ينام فعلياً إلا في التاسعة، فينبغي وضعه في سريره في التاسعة. ثم يمكنك تبكير موعد النوم تدريجياً حتى تصلي إلى الوقت المطلوب.
الخطأ الأول: نوم الرضيع في غرفة مضاءة
يساعد الظلام، بدون أي عوامل تشتيت، على تهدئة الرضّع، ويحفز إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد في تنظيم النوم.
الخطأ الثاني: عدم رصد العلامات التي تدل على شعور الرضيع بالنعاس
إذا أردت جعل تجربة تدريب الطفل على النوم أسهل، ضعيه في سريره عندما تلاحظين عليه العلامات الأولى للنعاس، كأن يضم قبضتيه، أو ينظر بعيداً عنك، أو عندما يفرك عينيه وأذنيه.
الخطأ الثالث: السماح للرضيع بقيلولة طويلة خلال النهار
ينبغي ألا تتجاوز مدة قيلولة الرضّع 3 ساعات في اليوم، باستثناء حديثي الولادة. لكل طفل احتياجاته المختلفة بالتأكيد، لكن النوم أكثر من اللازم بالنهار قد يؤثر على نوم الطفل ليلاً ويجعله أصعب بكثير.
الخطأ الرابع: غياب روتين ما قبل النوم
من المهم اتباع عادات وروتين ثابت يومياً قبل النوم. بهذه الطريقة يدرك الطفل ما هي الخطوات التي تسبق للنوم، ويصبح أكثر استرخاءً واستعداداً له.
إن كانت لديك تجربة في هذا المجال، فأخبرينا عنها، وشاركينا نصائحك الثمينة لمساعدة الطفل على النوم بسلام. نحن بانتظارك في قسم التعليقات.