الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تسع مشاعر ينعكس تأثيرها بوضوح على أجسامنا وكبتها خيار غير صحيّ

لدى البشر مجموعة واسعة من طرق التعبير عن المشاعر، فنشعر بسخونة في رؤوسنا عندما نكون غاضبين، وثقل في قلوبنا عندما ينتابنا الحزن، وأحياناً نشعر كما لو أننا سنطير من السعادة. وقد اتضح أن هناك تفسيراً علمياً وراء كل هذه التعبيرات، إذ أنها ذات علاقة وطيدة بمشاعرنا التي تستهدف أجزاء معينة من الجسم.

نتمنى، في الجانب المُشرق، الرفاه والصحة للجميع، لذلك سنشارككم بعض المعلومات حول كيفية تأثير المشاعر المكبوتة على صحتنا. وأعددنا أيضاً بعض النصائح حول كيفية التعامل مع هذه المشاعر المكبوتة.

“الأثقال العاطفية” مشاعر محاصرة حرفياً تخلّ بوظائفنا الجسدية

أوضح خبير المعالجة اليدوية الكُلية، الدكتور برادلي نيلسون، أن العواطف المكبوتة تسبب اهتزازات وترددات في أجزاء معينة من الجسم.
إذا لم نعالجها أو نطلق لها العنان، فإن الطاقة التي تخلقها تحتبس بالداخل، وقد تظهر من خلال توتر العضلات أو الألم أو الأمراض الأخرى. تصف خبيرة علاج العقل والجسم، كيلي فينسنت، المشاعر المكبوتة بـ"حاجز طريق عملاق على الطريق السريع" يمنع التدفق الحر للطاقة.

أحاسيس الجسم المرتبطة بكل عاطفة

أجرى بعض الباحثين الفنلنديين 5 تجارب عبر الإنترنت مع مئات المشاركين من خلفيات ثقافية مختلفة.

تعرض المشاركون في التجربة لمحفزات من شأنها أن تولد مشاعر معينة. وطُلب منهم تحديد مناطق أجسامهم التي شعروا أنها تنشطت، والمناطق التي شعروا أنها تعطلت عند رؤية المحفزات العاطفية. وجد الفريق أن أنماط أحاسيس الجسم كانت متوافقة مع جميع المشاعر التي اختبروها، مما يعني أن خريطة التشريح التي صمموها عالمية.

تظهر السعادة والحب على جميع أنحاء الجسم

تؤثر الاستثارة العاطفية الناتجة عن الشعور بالبهجة على عضلات المعدة والأمعاء والمثانة، ومن هنا يأتي المعنى الكامن وراء تعبير “أشعر بفراشات في معدتي”. إلا أن الحب، مقارنة بالسعادة، لم يكن محسوساً في الساقين بالدرجة نفسها.

تطلق كلتا العاطفتين أيضاً هرموني الدوبامين والسيروتونين، وهما هرمونا الشعور بالسعادة اللذان يساعدان على تنظيم مزاجنا ومشاعرنا. ويعمل هذان الناقلان العصبيان معاً للحفاظ على التوازن الكيميائي للجسم كله.

يكمن الشعور بالغضب في النصف العلوي من الجسم وقد يؤثر على القلب

ربما هذا هو سبب شعورنا بالحاجة إلى لكم شيء ما عندما نكون منزعجين. تزداد الطاقة العاطفية حدةً في الذراعين، وقد نشعر بالحاجة إلى إطلاقها.
يؤدي الشعور بالغضب أيضاً إلى إفراز الأدرينالين الذي يتسبب في تقلص العضلات وزيادة ضغط الدم. كذلك تربط بعض الدراسات بين الغضب المكبوت وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة.

يؤثر الخوف والاشمئزاز على النصف العلوي
من الجسم والقلب والأوعية الدموية

تتضمن استجابة أجسامنا لوضعية الكرّ أو الفرّ - عند الشعور بالخوف - إفراز هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين التي تساعد في استعداد عضلاتنا لاتخاذ رد فعل عنيف.
تزيد هذه الهرمونات من نشاط القلب والرئتين، وهو ما يتفق مع الخريطة العاطفية التي صممها فريق البحث. وكما هو الحال مع المشاعر السلبية الأخرى، قد يؤدي الخوف المستمر إلى الإجهاد المزمن، مما قد يؤثر على الذاكرة ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

قد يحتبس الحزن في الرأس والصدر
بينما يؤثر الاكتئاب على الجزء السفلي من الجسم

أظهرت الدراسات أن الاكتئاب قد يساهم في حدوث تغيرات ملموسة في الدماغ وقد يسبب الصداع والالتهابات.
يمكن أن يؤدي الشعور بالكدر أيضاً إلى فقدان الاهتمام بأشياء معينة، مما قد يفسر سبب عدم إبراز الأطراف في خريطة الجسم.

يكمن الشعور بالقلق فوق منطقة الحوض
وهي أيضاً المنطقة التي تتأثر بنوبات الهلع

وكما هو الحال مع الخوف، يحفز هذا الشعور إفراز الأدرينالين ويزيد من معدل التنفس لدينا حتى تستطيع أدمغتنا الحصول على المزيد من الأكسجين والاستعداد للتهديد المتصور. تسارع معدل ضربات القلب وألم الصدر والغثيان، جميعها أعراض لنوبة القلق.
يؤثر القلق المستمر على وظائف الجسم الطبيعية وقد يضعف جهاز المناعة. وقد يجعلنا أيضاً عرضة للعدوى الفيروسية والأمراض الأخرى.
في معظم الأحيان، نشعر بـ “برودة في أقدامنا” عندما نشعر بالقلق. قد يكون نقص كثافة الخريطة عند الساقين والقدمين بسبب تقلص الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء الخارجية من الجسم.

يؤثر الحقد على الصدر والرأس وقد يسبب مشكلات في القلب

وصف أحد الخبراء الغيرة بأنها “مزيج عاطفي معقد من الخوف والتوتر والغضب”.
يعني هذا أن حبس هذا الوحش الحاقد بداخلك قد يتسبب أيضاً في إصابتك بأمراض القلب وارتفاع مستويات الأدرينالين، وربما الأرق.

هناك عدة طرق لإطلاق المشاعر المكبوتة من الجسد

الاعتراف بمشاعرك أو طلب المساعدة المتخصصة: نحتاج إلى فهم عواطفنا والتواصل معها أولاً حتى نتمكن من استكشاف الحلول المناسبة لنا.

الانخراط في ممارسة الرياضة: وهي الرياضات التي تساعد على إطلاق التوتر والطاقة من داخل الجسم. تتضمن الأمثلة الرقص والتمدد واليوغا، بالإضافة إلى التمارين التأملية الأخرى.

الحصول على العلاج الطبيعي أو التدليك: يستخدم العلاج بإرخاء اللفافة العضلية الضغط اليدوي وأساليب التمدد التي تركز على “نقاط التحفّز”. تساعد هذه الأساليب في التقليل من تقييد الحركة وتخفيف الألم.

العلاج عن طريق الوخز بالإبر: يتضمن ذلك إدخال إبر دقيقة في أجزاء معينة من الجسم بهدف إطلاق الإندورفين. يمكن أيضاً استهداف نقاط معينة بالعلاج لتخفيف التوتر والقلق.

هل لاحظت كيف يتفاعل جسمك عندما تمر بمشاعر قوية؟ هل أنت من النوع الذي يحتفظ بمشاعره مكبوتة داخله أم تجد طرقاً لإطلاقها؟

شارك هذا المقال