الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أبٌ أعزب ارتدى فستاناً في مدرسة ابنيه لسببٍ رقيق

تشير إحدى الدراسات إلى أن الأمهات العازبات يشكلن غالبية الأسر ذات الوالد الواحد، ونادراً ما نسمع عن أبٍ أعزب يبني عائلته الخاصة ويعتني بالأطفال بمفرده. وتمثل حياة الأب الأعزب تحدياً قد يغير حياتك سواءً كنت مطلقاً، أو منفصلاً، أو عانيت من فقد حبيبتك.

ونجح العديد من الآباء في إتقان هذا الدور وتربية أطفالهم دون أن يشعروهم بالفراغ الذي تركته الأم الغائبة. ويعتبر شاتشاي “سام” بانوثاي واحداً من هؤلاء الآباء، وقد أخذ خطوةً رائعة مؤخراً وسيظل أطفاله يقدرونها للأبد.

ودائماً ما تضفي هذه القصص السعادة على أيامنا في الجانب المُشرق، لهذا سنشارككم اليوم ما فعله هذا الأب من أجل منح أطفاله يوماً لا يُنسى.

بانوثاي وزوجته مطلقان

يترك غياب أحد الوالدين فجوات هائلة في نمو الطفل، ولهذا من الضروري أن يملأ الوالد المتبقي هذا الفراغ ويؤدي الدورين معاً. وربما تشعر بالهم وخيبة الأمل كأب عازب عندما تضطر لإدارة الأطفال والأموال معاً. وربما تشعر بالقلق على رفاه أسرتك أيضاً، لكن الآباء العزاب لديهم القدرة على تنشئة أطفالهم بنجاح رغم كل الظروف.

ونجح بانوثاي في التغلب على هذه التحديات، لكن الأمر لم يكن سهلاً بالطبع. إذ إن سام هو أبٌ تايلاندي أعزب من كانتشانابوري، ولديه ولدان هما إمسوم وأوزون. وقد انتقلت أمهما إلى أوروبا بعد الطلاق، ليبدأ بانوثاي في الاعتناء بعائلته مؤدياً دور الأم والأب معاً.

المدرسة أقامت احتفالاً في عيد الأم

تحتفل تايلاند بعيد الأم الوطني في 12 أغسطس/آب. وخطط بانوثاي لمفاجأة خاصة من أجل الاحتفال باليوم، حتى لا يشعر الولدين أنهما بمفردهما بينما يصل زملاؤهما إلى المدرسة مع أمهاتهم. ونشرت كورنبات أي سوخوم، صديقة بانوثاي المقربة، مقطع فيديو من الحفل معلنةً: “لم يرغب أن يشعر الأولاد بالحرمان لأن أمهما هجرتهما”.

وتولى الأب المهمة وتأنّق من أجلها عندما استضافت المدرسة الحفل من أجل الطلاب، ودعت الأمهات. إذ حضر مرتدياً فستاناً وردي اللون ليمثل صورة الأم، ويذكر أطفاله بأنهم ليسوا مختلفين عن بقية أقرانهم.

ويظهر الأطفال في مقطع الفيديو المنشور على فيسبوك وهم يجلسون عند أقدام أمهاتهم للتعبير عن الامتنان لكل ما فعلته الأم، ونرى أوزون وإمسوم يفعلان الشيء نفسه مع والدهما.

أثرت هذه اللحظة الرقيقة في الجميع

صوّرت كورنبات، صديقة بانوثاي، هذه اللحظة الرائعة بين الأب وابنيه ثم نشرتها على فيسبوك مع الوصف التالي: “أفضل أم في عام 2018”. وسرعان ما انتشر مقطع الفيديو بشكلٍ جنوني وحصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة، وأسر قلوب جميع المشاهدين.

وقالت كورنبات: “استمتع الجميع بالموقف وضحكوا والتقطوا الصور، لكن ابنيه لم يدركا ما يحدث كلياً ولم يفهما سبب ارتداء والدهما لفستان”.

ما تزال الصور النمطية عن الوالد الأعزب قائمة

لا خلاف على وجود فجوة جنسانية بين الآباء العزاب والأمهات العازبات. ومن الصعب أن يعيش الرجل كأبٍ أعزب، لكن نظرة المجتمع للأب الأعزب تختلف عن نظرته للأم العزباء. وربما تبدو بعض الأفعال مثل المهام المنزلية ورعاية الأطفال طبيعيةً عندما تصدر عن امرأة، لكنها تثير الذهول عندما يؤديها رجل.

يوجد اعتقادٌ شائع بأن رعاية الأطفال هي مهمةٌ أنثوية في الغالب، بينما يعتبر الرجال العزاب أقل كفاءة في الأبوة، ولهذا يُثنى عليهم أو يُشاد بهم عندما يتولون مهمة مقدم الرعاية الأساسي.

ويرغب بانوثاي في تطبيع فكرة الأب الأعزب، ويحرص على أن يفهم الناس أنه يتولى مسؤولياته ببساطة من أجل إسعاد أطفاله. ويحمل ارتداء الفستان لفتةً واضحة تأمل في التأكيد على أن الطفل لا يجب أن يشعر بالحرمان أبداً في وجود شخصٍ يعتني به، بغض النظر عن الشخص أو جنسه.

هل ما زلت مؤمناً بوجود اختلاف في تعامل الرجال والنساء مع الأبوة والأمومة؟

الجانب المُشرق/العلاقات/أبٌ أعزب ارتدى فستاناً في مدرسة ابنيه لسببٍ رقيق
شارك هذا المقال