“هل يمكنني أن أناديك بأبي الآن؟”... طفل صغير يطلب من رجل أن يصبح والده
تنطوي مهمة زوج الأم على مجموعةٍ واسعة من المسؤوليات، مع الالتزام بجعل كل الأمور تصب في صالح العائلة. ويمكن لأي شخصٍ أن يتعلم الأبوة، لكن الأمر يتطلب جهداً أكبر بكثير حتى تصبح أباً لطفل ليس ابنك البيولوجي. وهذه هي قصة ديريك وكونور، اللذان كوّنا رابطاً فورياً ليصبحا اليوم أباً وابناً مدى الحياة.
ونؤمن في الجانب المُشرق بأن صدق العواطف يؤدي لإقامة روابط لا تنكسر، ولهذا نشارككم اليوم قصة أب حقق حلمه أخيراً بتبنيه لابن زوجته.
جمعتهما الأقدار في عشية الكريسماس عام 2016
لم يكن ديريك وزوجته الحالية سارة جاهزين للالتزام بعلاقة عندما التقى الثنائي للمرة الأولى، فانفصلا بعد فترة. ومع ذلك وقعت سلسلةٌ من الأحداث المأساوية التي جمعتهما مرةً أخرى، وظلت علاقتهما قويةً منذ ذلك الحين. وأنجبت سارة طفلاً من رجلٍ آخر أثناء انفصالهما، وأطلقت عليه اسم كونور.
والتقى ديريك بكونور للمرة الأولى في عشية الكريسماس عام 2016. وتفاهم الثنائي على الفور بعد قضاء الليلة معاً، لدرجة أن كونور كان يبكي ولا يريد المغادرة في نهاية الأمسية.
ويقول ديريك إن الرابط بينهما كان فورياً، وتطور على مدار الأشهر القليلة التالية لدرجة أنهم أصبحا لا يملان من بعضهما البعض، ويتحدثان ويلتقيان باستمرار.
أراد كونور أن يصبح ابناً لديريك منذ البداية
شعر الثنائي أنهما عائلةٌ حقيقية مع مرور الوقت، وبدأ كونور يتصور ديريك وكأنه والده. ويذكر ديريك أنهما كانا في السيارة ذات يوم عندما فتح الولد الصغير قلبه وقال وهو يحدق فيه: “هل يمكنني أن أناديك بأبي؟”.
واعترف ديريك بأن الهلع أصابه لبضع دقائق قبل الإجابة عن السؤال، لأنه لم يعرف ما الذي يجب قوله. ثم أخبر كونور أن عليه الحديث إلى والدته عن هذا القرار أولاً، لأنه ليس قراره بمفرده. لكن بمجرد وصولهما إلى المنزل، طمأنت سارة ديريك قائلةً إن الولد يحبه بشدة وإنه لا مانع لديها في الأمر إذا كان هو مستعداً لذلك.
وتكرر المشهد مرةً أخرى بعد أسبوع، حين قال كونور: “هل يمكنني أن أناديك بأبي الآن؟”. فسأله ديريك عما إذا كان يرغب في هذا الأمر حقاً. ليجيب كونور قائلاً: “أريده أكثر من أي شيء في هذا العالم!”. وأصبح يناديه “يا أبي” منذ ذلك الحين.
وعاش الثنائي معاً طوال مسار حياة كونور، بدايةً من يومه الأول في المدرسة ووصولاً إلى أول مباراة بيسبول لهما معاً. وطلب ديريك إذنه ليتزوج والدته، قبل أن يعقدا قرانهما أخيراً عام 2019 بمشاركة كونور في دور إشبين ديريك.
توسّعت العائلة بعد اجتياز القليل من العثرات
أراد الثنائي إضفاء طابعٍ رسمي على علاقتهما بخلاف الارتباط العاطفي بين الأب وابنه، وطلب كونور مراراً تغيير اسمه ليحمل اسم عائلة ديريك، وبدأ يكتبه في كل مكان حتى داخل المدرسة.
وقال كونور بشكلٍ حاسم: “حسناً، أريد أن أحمل اسم عائلتك بالطبع. لكنني أريد أن أكون ابنك رسمياً أيضاً. أنت أبي!”. وعندما وصل الأمر إلى هذه المرحلة، بدأ هو وزوجته سارة في إجراءات التبني.
وكان ديريك يحاول مع زوجته في الوقت ذاته إنجاب طفلٍ آخر لتوسيع عائلتهما، لكن هذه الفرحة لم تتحقق بدون مجهود. إذ خضعا لسلسلةٍ من اختبارات الحمل السلبية وعلاجات الخصوبة، ثم اتفقا على المحاولة لمرة أخيرة والاستسلام بعدها إذا لم ينجح الأمر.
لكن المرة الأخيرة حققت لهما المراد. وخرجت سارة في صباحٍ مشمس من شهر أغسطس/آب عام 2019 لتعلن نبأ حملها أخيراً، بينما كان ديريك يعمل في المرأب. ووُلِدَت إيفرلي في أبريل/نيسان من العام التالي، لتجلب معها الكثير من السعادة والحب إلى حياة العائلة الجميلة.
يشاركان علاقتهما الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي
يجد ديريك وكونور حس الدعابة في كل شيء يفعلانه، لذا اعتقدا أنها ستكون فكرةً مرحة أن يشاركا علاقة الأب والابن الخاصة التي تجمعها على وسائل التواصل الاجتماعي. وبدأ الثنائي في نشر مقاطع فيديو لمقالبهما، أو سقطاتهما المضحكة، أو مجرد الظهور على طبيعتهما في تيك توك. وازدادت شعبيتهما يوماً بعد يوم، حتى ذاع صيتهما.
ويمتلك كونور وديريك الآن أكثر من 115,000 متابع على حسابهما في تيك توك، الذي يحمل اسم BadicalDadical. وأدت هوايتهما الجديدة إلى تقوية الرابط بينهما أكثر، وسمحت لهما بالسفر معاً ولقاء أناس جدد.
أتى اليوم الذي طال انتظاره
عانت إيفرلي من مشكلة صحية خطيرة عندما كانت العائلة في خضم إجراءات التبني. وظل كونور يسأل ديريك على مر السنوات عن سبب عدم تبنيه حتى الآن. لكن ديريك كان يعد دائماً بتحقيق هذا الحلم يوماً ما، رغم صعوبة إجراءات التبني.
ووعد ديريك نفسه في طفولته بأن يصبح أباً أفضل من أبيه، وأن يشارك في الأنشطة اليومية لابنه. ولهذا أراد تبني كونور وتربيته كابنٍ له. لكن كان عليه أن يستوفي خطوةً مهمة أولاً، وهي الحصول على موافقة والد كونور البيولوجي.
ويذكر ديريك لقائهما باعتزاز قائلاً إنهما تحدثا لأكثر من 3 ساعات. وأقر والد كونور بمدى لطف ديريك في معاملته، ثم وافق على التبني. وكان ذلك اليوم من أسعد أيام العائلة، ولم يفعل كونور شيئاً سوى البكاء وعناق ديريك بعد أن زفّ إليه النبأ السار.
وحان يوم التبني أخيراً في الـ21 من أبريل/نيسان عام 2021. وربما لم تسر الأمور كما كانا يأملان أو يخططان، لكن ديريك وكونور لم يكترثا لذلك. ولم يعنيهما سوى أن حلمهما تحقق أخيراً بعد أن سمعا الأنباء السارة عبر الهاتف.
وتسنت لديريك أخيراً فرصة أن يقول لكونور أنه أصبح ابنه مدى الحياة. ويمكن القول إنه شخصٌ مثالي من كل الزوايا. وربما كانت الطريق المؤدية لهذه النقطة عصيبة، كما الإجابة على استفسارات التبني المتعددة، لكن ديريك يقر بأن الأمر كان يستحق العناء. إذ علّق قائلاً بعاطفية: “أصبح ابني منذ أول مرة طلب فيها أن يناديني بأبي”.
ومن ناحيته لم يفكر كونور في التخلي عن حلم التبني مطلقاً، وظل يشجع والده المستقبلي على مواصلة السعي قائلاً: “لا تستسلم يا أبي، واصل القتال، وسننتصر في النهاية”.
هل لديكم زوج أم أو زوجة أب؟ وما طبيعة علاقتكم بها؟