الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

عقبات إذا تمكنت من تخطيها مع شريك حياتك فسيدوم زواجكما إلى الأبد!

الزواج السعيد ليس حظاً ولا مصادفة، بل تفاهم وتنازل وبذل ومشاركة، في السراء والضراء! لا أحد يسلم من المشاكل العابرة ولحظات سوء الفهم في الحياة الزوجية، لكن عندما تخرج الأمور عن السيطرة، يبدو لنا كأن الحل الأسهل هو الاستسلام! قد يكون هذا صائباً بالفعل أحياناً، لكن ما هو الحل الأفضل؟ إنه الصبر ووضع اليد في اليد وتحدي كل الصعوبات معاً، من أجل تحقيق حياة مشتركة غنية وهنية!

نحن في الجانب المشرق، نؤمن بأن العلاقات الزوجية يمكنها أن تستمر إلى الأبد! وقد جمعنا في هذا المقال بعض أصعب المعيقات التي يمكن أن تعترض أي زوجين في طريقهما نحو حياة ملؤها المودة والانسجام!

1. الانتقاد

ليس بإمكان الجميع تقبل الانتقاد، خاصة إذا كان يتم ترديده باستمرار، الأمر الذي يجعله أقرب إلى ما يشبه الهجوم الممنهج، وحينها يصبح مشكلة كبيرة يصعب على الشريكين حلها!

يقول الدكتور جون جوتمان في كتابه The Four Horsemen of the Apocalypse: “إنك عندما تنتقد شريك حياتك، فأنت تقول له بوضوح إن ثمة خطأ ما في تصرفاته! وتجنب استخدام عبارات من قيبل (أنت دائماً تفعل كذا) أو (أنت لم تفعل يوماً كذا) مع أنها شائعة في العلاقات الانسانية، فهي لا يمكن أن تقود إلى نتيجة إيجابية على الإطلاق. وعلى الأرجح سيبدأ شريكك في الدفاع عن نفسه بشكل مماثل! والعلاج الأمثل لهذه الحالة، هو توضيح الأمر الذي تشكو منه بهدوء وعدم شن أي تهجم يحط من شخصية شريك حياتك أو كرامته”.

2. المكابرة والعناد

ربما عانى معظمنا من تلك الفترة التي يبدأ فيها شريك الحياة في التحصن وراء جدار من الصمت: لا يريد التحدث عما يزعجه أو يحل المشكلة، بل يواصل التجاهل وحسب! يقول الدكتور جون جوتمان إن 80 بالمئة من الرجال يتصرفون على هذا النحو. وفي الواقع، عندما يلجأ الرجل إلى مثل هذا الأسلوب، ويبدو كأنه غير مبال البتة، فهو في الحقيقة مهتم إلى أبعد الحدود! ويتعين على شريكته أن تتعلم كيف تحدد علامات هذا الوضع العاطفي المعقد وتتجنب الضغط عليه أكثر، بل عليها أن تتحرى الوقت المناسب من أجل مناقشة المشكلة بكل هدوء!

3. الانجذاب إلى شخص آخر

قد لا يكون من السهل تقبل هذا الأمر، ولكن حتى 70 في المئة من النساء المرتبطات يعترفن أنهن يتمنين أحياناً لو ارتبطن بشخص آخر! الانجذاب شعور طبيعي ولا يعني بالمرة الإقدام على خيانة شريك الحياة! من المهم جداً عدم التصرف بناءً على نزوة شك عابرة! لا تعزل نفسك عن شريك حياتك لمجرد أنك لم تعد واثقاً من قدرك عنده! ومن البديهي أن الحياة مليئة بالإغراءات الجانبية، ولكن الثقة المتبادلة تبقى آكدَ الشروط التي تقوم عليها كل علاقة زوجية!

4. الازدراء

يعتبر الازدراء أحد الوجوه السيئة للإحساس بالتفوق! ويمكن أن يظهر على شكل تهكم لفظي أو حركات ساخرة أو ملاحظات في غير محلها، وهي كلها أمور قادرة على تدمير أية علاقة زواج!

الزوجين كلاهما بحاجة إلى تعلم كيفية إبداء بعض التقدير والامتنان للطرف الآخر. الأمر هنا أشبه بالنظر في المرآة: كلما أبديت تعبيرات إيجابية أكثر، كلما تلقيت مثلها وأحسن، لتتوارى السلبية من حياتكما إلى غير رجعة! وقد يكون من الصعب أحياناً إصلاح بعض العيوب، لكن الحياة الزوجية تستحق المحاولة وبذل الجهد من أجل ذلك، وشريكك ينبغي أن يرى ويسمع منك ما يدنيه منك لا ما ينفره!

5. الانفجار

عديدة هي الأسباب التي يمكن أن تضعك تحت الضغط: الأطفال، الأزمات المالية، والأقارب الذين يتدخلون في حياتك... وكل هذه الأشياء مجتمعة قد تحول ضغطك إلى انفجار! ولكن في الحقيقة، أفضل ما يمكن فعله في حالة كهذه، هو الابتعاد لبعض الوقت، فأمور مثل هذه تحدث في كل العلاقات الزوجية!

ولا تنسى أبداً أن الصعوبات جزء من حياتنا، وهي غالباً ما تكون مؤقتة. فإذا تمكنتما من إيجاد طريقة لإدارتها بشكل تشاركي، مهما كانت حدتها، فسوف ينعكس هذا بالإيجاب على علاقتكما! وفي نهاية المطاف، الزواج لا يعني تقاسم لحظات الفرح والسعادة وحسب!

6. الصفح والتقبل

هذه هي المرحلة التي نفهم فيها في النهاية حقيقة أنه ليس بمقدورنا حل مشاكلنا بطرق متسرعة كما تعودنا ذلك من قبل، وأنه يتعين علينا أن نتوصل إلى طريقة أكثر انسجاماً وتفاهماً في التعامل مع بعضنا البعض! لكل شخص طرقه الخاصة في التعامل مع الضغوط الأسرية، فهناك من يتحدث إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة المقربين، وهناك من يلجأ إلى كتب المساعدة الذاتية. ولكن في النهاية، نجد أنفسنا مستعدين لمسامحة شريك الحياة العنيد، وتقبل حقيقة أن كل شخص يحمل عيوباً بقدر ما فيه من المزايا. وكل هذا يقودنا إلى مستوى معاملة أرقى! ومع هذا، فقد تتواصل لحظات الجدال بشكل متكرر، لكن التعامل معها سيتم بطرق أقل انفعالاً وتوتراً من ذي قبل!

7. معاً إلى الأبد

الحياة المشتركة عبارة عن مسار فيه الكثير من المتعرجات الصعبة التي أشرنا إليها، ولكن بمجرد تجاوزها جميعها، ستكتشف أن علاقتك الزوجية أضحت كجوهرة ثمينة! لم يعد هناك مجال للعناد والمشاجرة، فقد حل محلهما نوع من المودة والتفهم العميق يعلمكما سويةً كيفية حل المشكلات بهدوء وعدم الهروب من التحديات!

لم تعد حياتكما مجرد عيش تحت سقف واحد، فلديكما الآن تاريخ مشترك يستحق أن يصان! وفي هذه المرحلة، توقن أن خطوة الزواج لم تكن سهلة، لكن يمكنك أن تفخر بنفسك وبشريكك على حد سواء! وهذا التقدير مهم جداً ويجلب المزيد من الأمان إلى حياتكما، فأنتما الآن شريكان إلى الأبد!

ما المرحلة التي تعتقد أنها الأكثر خطورة على العلاقات الزوجية؟ هل واجهت في حياتك بعض هذه الصعوبات؟ شاركنا أفكارك حول كيفية تأسيس زواج سعيد ومثمر للطرفين معاً!

Illustrated by Polina Chernevina من أجل الجانب المُشرق
شارك هذا المقال